يمانيون:
2025-10-21@00:07:24 GMT

10 سنوات على عاصفة الحزم.. تدوير الفشل في اليمن

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

10 سنوات على عاصفة الحزم.. تدوير الفشل في اليمن

يمانيون/ تقارير

يبرز تساؤل مهم بالتزامن مع مرور 10 سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، والذي بدأ في 26 مارس 2015م، وبشكل مفاجئ ومباغت: ما الذي حققه الأعداء من خلال هذه الحملة المسعورة؟

وقبل الخوض حول نتائج هذا العدوان يجب أن نتطرق إلى جملة من النقاط المهمة، من أبرزها أن العدوان الذي انطلق تحت مسمى “عاصفة الحزم” أعلن من واشنطن، وبرعاية ومباركة وتأييد أمريكي، لكن الظروف لم تساعد واشنطن آنذاك لتبني قيادة التحالف، فرأت أن تلجأ إلى استراتيجية “القيادة من الخلف” لتوكل المهمة إلى السعودي الحاقد، ومعه الكثير من الدول التي سارعت في الانضمام إلى هذا التحالف.

ثانياً: أن ظروف اليمن وواقع اليمن في ذلك الوقت، لم يكن يشكل خطراً على جيرانه الإقليميين أو الدوليين، وظلت قيادة الثورة ترسل الكثير من إشارات التطمين بأن اليمن يحرص على إقامة العلاقات الندية مع جميع الدول، لكن السعودية -التي كانت تعتبر بلادنا حديقة خلفية- فقدت نفوذها مع انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م، وكذلك الحال بالنسبة للأمريكيين الذين خرجوا ذليلين من العاصمة صنعاء في 11 فبراير 2015م، أي قبل أسابيع من العدوان الغاشم.

ثالثاً، وهو الأهم: أن المخاوف الأمريكية والإسرائيلية والسعودية من اليمن الجديد (يمن ثورة 21 سبتمبر) كانت تتمثل في قدرة اليمن على إحكام السيطرة على مضيق باب المندب، وإعادة الاعتبار لسيادته البحرية، وهذا شكل هاجساً لهذه الدول بأن اليمن سيشكل تهديداً لحركة الملاحة في مضيق باب المندب، ولهذا يجب القضاء على هذا الخطر واستئصاله من البداية، ومع ذلك فقد أثبتت الأحداث خلال سنوات العدوان على اليمن حرص القيادة على هذا الممر الملاحي المهم، ولم يتم استخدامه رغم الحصار الخانق على بلدنا وما ترتب عليه من آثار اقتصادية وإنسانية على كافة المستويات.

والحقيقة أن تبريرات العدوان التي رفعتها السعودية منذ الوهلة الأولى تلاشت وسقطت الواحدة تلو الأخرى، فهذا العدوان لم يكن بهدف إعادة ما تسميه (الشرعية)، والدليل على ذلك أنها اعتقلت هادي ووضعته تحت الإقامة الجبرية بعد إدراكها بأنه تحول إلى عبء وورقة خاسرة، كما أن العدوان لم يكن لحماية الأمن القومي العربي، والدليل على ذلك أن العدو الإسرائيلي يعبث ويعربد بالأمن القومي العربي، والحكام والعرب صامتون.

 

أهداف متنوعة لدول العدوان

من هنا، نفهم أن العدوان الذي جاء برغبة أمريكية وإسرائيلية، وتهور سعودي وإماراتي، وخليجي باستثناء سلطنة عمان، كان يهدف أولاً للقضاء على ثورة 21 سبتمبر، وإعادة الهيمنة السعودية والأمريكية إلى مسارها قبل الثورة، إضافة إلى تعدد وتشعب مصالح الدول من خلال الاشتراك في العدوان على اليمن.

فعلى سبيل المثال فإن واشنطن كان يهمها حماية مصالحها في المنطقة، وتأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر، وعدم تضرر الملاحة الإسرائيلية، ولهذا كان لها وجود وبناء قواعد عسكرية في جزيرة سقطرى تحت الغطاء الإماراتي، بهدف تحقيق بعد استراتيجي في المستقبل يتمثل في المواجهة أو المعركة مع الصين.

أما السعودية، فإن أطماعها في محافظة المهرة لا تخفى على أحد، فهي تسعى إلى مد أنابيب نفطية عبر المحافظة إلى بحر العرب، وبناء ميناء نفطي هناك، يجنبها المرور من مضيق هرمز، في حين جاءت مشاركة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعطيل ميناء عدن، لأن انتعاش الميناء ونشاطه سيؤثر كثيراً على موانئها، إضافة إلى أن تمركزها في السواحل والجزر يأتي في المقام الأول خدمة للعدو الإسرائيلي، ومن خلفه الأمريكي.

ويمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات و”إسرائيل” هم أكبر المستفيدين من العدوان على اليمن وهزيمة أنصار الله، أما مشاركة البقية، فهي تأتي لمصالح أخرى لا علاقة لها بالوجود في اليمن، فمثلاً السودان، كان يهدف إلى ترميم علاقته مع السعودية للحصول على الأموال لدعم الاقتصاد، وكذلك الحال بالنسبة لمصر، في حين لا تريد الكويت والبحرين وقطر أن تغضب المملكة.

وحدها سلطة عمان من سجلت موقفاً مشرفاً، عكس بقية دول الخليج، حين أعلنت عدم الانخراط في هذا التحالف، والنأي بنفسها عن هذه الحرب، وعلى الرغم من أنها ظلت معترفة بعبدربه منصور هادي كرئيس لليمن، إلا أن علاقتها مع الأطراف كانت مميزة وتقف على مسافة واحدة من الجميع.

انكسار غير متوقع

ووفق الحسابات للدول المعتدية على اليمن، فإن حسم المعركة كان أكيداً بالنسبة لهم، بل وفي أسرع وقت، حيث كان السعودي يعتقد أن المسألة لن تطول عن أسابيع أو بضعة أشهر، لكن مسارهم كان عكس كل التوقعات.

لقد أظهر الشعب اليمني صموداً لا نظير له، فالغارات الجوية التي كانت تصل أحياناً إلى 200 غارة في اليوم الواحد لم ترهبه، بل دفعته للمزيد من الاندفاع للمواجهة، فتشكل الجيش واللجان الشعبية، بإمكانات بسيطة ومتواضعة، واتجه الجميع إلى المواجهة، بمعنويات عالية تعانق الجبال، وبثقة وتوكل على الله، وتسليم مطلق للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والالتزام بتوجيهاته، وادارته للمعركة، فكان الجميع يعملون كخلية نحل واحدة، ولهذا كان الثبات والصمود في أرقى تجلياته، ومعه كانت الهمة للإبداع والتصنيع الحربي، والمواجهة بقدر المستطاع والمتاح.

وخلال السنوات الخمس الأولى من العدوان، كانت كفة العدو هي الراجحة، من خلال جرائمه المتوحشة ضد المدنيين والتي لا تعد ولا تحصى، ومن خلال التقدم الميداني في بعض المحافظات، لكن السحر انقلب على الساحر، فمع امتلاك اليمن القوة الصاروخية والطيران المسير، والبدء في توجيه الضربات الموجعة والقاسية على العدو السعودي، كانت الأمور تميل تدريجياً لصالح اليمن ومجاهديه الأبطال، حتى اضطر العدوان للدخول في هدنة في 2 أبريل 2022م، بعد أن وجهت القوات المسلحة ضربات صاروخية دقيقة على المنشآت النفطية في السعودية والإمارات.

والآن، يتجلى النصر الإلهي لليمن، فبعد مرور 10 سنوات من عاصفة الحزم، يتزعم اليمن العالم العربي والإسلامي في مواجهة العدو الإسرائيلي لمساندة المظلومين في غزة، واليمن الذي كان يعاني من الحصار الخانق، أصبح يفرض الحصار الخانق على العدو الإسرائيلي.

واليوم، يتجرأ اليمن القوي بتوجيه الضربات القاسية ضد حاملات الطائرات الأمريكية، والتي لم تجرؤ أية دولة للقيام بهذا منذ الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى أن الحقائق أصبحت واضحة وجلية، فالعدوان الأول على اليمن الذي كان بقناع سعودي، ها هو اليوم بوجه أمريكي مفضوح، وبعدوان واضح وصريح وبين، وحلفاؤه من السعوديين والإماراتيين عاجزون عن الدخول لمساندته أو مساعدته.

وحتى هذه اللحظة، لا يزال السعودي يماطل، ويعاند، ولا يحبذ الدخول في الحل الشامل، ومعه الإماراتي، لكن الصبر اليماني لن يطول كثيراً، ونخشى أن يخسر السعودي فرصة تاريخية كانت متاحة بين يديه للجنوح للسلام، وحينها سيكون العقاب اليمني قاسياً عليه، فجرائمه على بلادنا لا يمكن نسيانها ولا يمكن أن تغتفر.

نقلا عن موقع أنصار الله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من العدوان على الیمن أن العدو من خلال

إقرأ أيضاً:

اليمن توقع مع السعودية اتفاقيتين لدعم عجز موازنة الدولة والحصول على مشتقات نفطية لتشغيل محطات الكهرباء

وقعت الحكومة اليمنية، اليوم في الرياض اتفاقيتين تنمويتين ومذكرة تفاهم مع البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن.

وفي التفاصيل، شهد رئيس مجلس الوزراء، سالم صالح بن بريك، اليوم الاحد، حفل توقيع اتفاقيتين تنمويتين، ومذكرة تعاون بين الحكومة اليمنية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بهدف دعم جهود الحكومة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية وبناء القدرات المؤسسية.

ووقع رئيس الوزراء، مع سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، والمشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، محمد آل جابر، اتفاقية لدعم عجز موازنة الحكومة اليمنية، والتي تأتي استجابةً لأولويات الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية العاجلة، وللمساهمة في إرساء دعائم الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي.

كما وقع وزير الكهرباء والطاقة، مانع بن يمين، اتفاقية لإمداد الحكومة بالمشتقات النفطية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء في مختلف المحافظات، في خطوة تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات، وزيادة ساعات تشغيل الكهرباء.

ووقع وزير الداخلية، اللواء إبراهيم حيدان، مذكرة تعاون بين وزارة الداخلية، والبرنامج السعودي لدعم جهود الوزارة في بناء قدراتها المؤسسية الفنية والتقنية، ونقل الخبرات مع الأجهزة النظيرة في السعودية، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء المؤسسي، وتطوير البنية التحتية للوزارة.

وفي حفل التوقيع، أكد رئيس الوزراء، ان توقيع هذه الاتفاقيات التي تمس جوهر احتياجات الشعب اليمني، هي محطة جديدة من مسيرة راسخة من الأخوة والتكامل بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية، وتؤسس لمرحلة أوسع من الشراكة الفاعلة في دعم الموازنة العامة، وتزويد محطات الكهرباء بالمشتقات النفطية، وبناء قدرات وزارة الداخلية.

وقال " إن ما نوقعه اليوم ليس مجرد دعم مالي أو برامج فنية، بل تعبير صادق عن موقف ثابت ومبدئي تتخذه المملكة إلى جانب اليمن في معركته من أجل الاستقرار والتعافي، ومواصلة البناء تحت راية الشرعية والمؤسسات".

وأشار رئيس الوزراء الى ان المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كانت ولا تزال السند وقت الشدة، والشريك وقت البناء.. مؤكدا ان دعمها لليمن لم يكن يوماً رد فعلٍ ظرفي، بل خياراً استراتيجياً يعكس عمق الروابط التاريخية ووحدة المصير والمستقبل بين البلدين والشعبين.

وأوضح سالم بن بريك، ان توقيع هذه الاتفاقيات يأتي في لحظة مفصلية، مع مضي الحكومة بثقة في تنفيذ برنامجٍ وطنيٍ شامل للإصلاح المالي والإداري، وإعادة بناء المؤسسات، واستعادة الثقة الدولية بالدولة اليمنية وقدرتها على النهوض من بين الركام..لافتاً الى ان هذا الدعم الكريم من الأشقاء في المملكة، سيمثل دفعة قوية لمسار الإصلاح والتعافي الاقتصادي، وتعزيز قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين وتحسين الخدمات العامة، وفي مقدمتها الكهرباء التي تمس حياة الناس اليومية.

وأضاف " إننا في الحكومة اليمنية ننظر إلى هذه الاتفاقيات على أنها رسالة ثقة من الأشقاء في المملكة بدولةٍ تمضي بثبات على طريق الإصلاح، ورسالة أمل لشعب يثق أن العطاء الصادق لا يأتي إلا من أشقائه الصادقين".

وجدد رئيس الوزراء، التزام الحكومة الكامل بإدارة هذا الدعم بأعلى معايير الشفافية والمساءلة، وضمان توجيهه نحو الأولويات الوطنية، بما يعزز الاستقرار المالي، ويعيد بناء الثقة مع المجتمع الإقليمي والدولي.. مرحباً بكل الأشقاء والأصدقاء الذين يختارون الوقوف مع اليمن في هذا المسار.

ووجه دعوة الى شركاء اليمن الإقليميين والدوليين، إلى مضاعفة دعمهم للحكومة وخططها وبرامجها ورؤيتها الإصلاحية، والمشاركة بفاعلية في الاستثمار والتنمية..مؤكداً ان اليمن القوي المستقر هو ركيزة أساسية لأمن المنطقة وازدهارها.

لافتاً الى أن الشراكة الحقيقية لا تقوم على العون فحسب، بل على التكامل في الرؤية والمصير..مشيراً الى ان المملكة العربية السعودية كانت وستظل الشريك الأول لليمن في مشروعه الوطني الكبير لاستعادة الدولة وبناء المستقبل.

وكرر رئيس الوزراء في ختام كلمته، باسم الحكومة والشعب اليمني خالص الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على جهودهم المخلصة.. مؤكداً ان ما يجمع البلدين أكبر من اتفاقيات مالية، بل تجسيد لعقودٍ من الأخوة والمصير المشترك، ووحدة المصير.

من جانبه أكد السفير السعودي، المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، ان التوقيع يمثل إطلاق محطة جديدة من مسار التعاون بين المملكة واليمن في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، اللذان يوليان اليمن كل الدعم والمساندة.. لافتاً الى ان التنمية وبناء الانسان هي الطريق نحو مستقبل مزدهر لليمن وحرص المملكة على مواصلة العمل مع الحكومة اليمنية.

مقالات مشابهة

  • حزام الأسد: تشييع الشهيد الغُمَاري يعكس وحدة اليمن ويؤكد استمرار المواجهة مع قوى العدوان
  • السعودية تُظهر قلقها من إعلان إيراني حول تعزيز الشراكة مع اليمن
  • اليمن تحت حكم دولتين .. السعودية والرياض تتوليان الإشراف والرئاسي مركون
  • المشرف على برنامج تنمية وإعمار اليمن: التنمية المستدامة ركيزة رئيسة في البرنامج السعودي لإعمار اليمن
  • اليمن يودع الشهيد القائد الغماري
  • خطوة جديدة نحو التعافي.. السعودية توقع اتفاقيات تنموية كبرى مع اليمن
  • اليمن يوقع اتفاقيات مع السعودية لدعم عجز موازنة حكومته وإمدادها بالمشتقات النفطية
  • اليمن توقع مع السعودية اتفاقيتين لدعم عجز موازنة الدولة والحصول على مشتقات نفطية لتشغيل محطات الكهرباء
  • تعميم هام وتوضيح للمسافرين من اليمن إلى السعودية
  • برنامج إعمار اليمن: الدعم السعودي تجاوز 26 مليار دولار