منها قرص الأنف والتمليح.. ممارسات شعبية تربوية تؤذي حديثي الولادة
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تتعامل ملايين العائلات حول العالم مع العنف ضد الرضع باعتباره أمرا مقبولا منذ لحظة الولادة وشكلا من أشكال التأديب والتربية، إذ يتعرض نحو 400 مليون طفل دون سن الخامسة إلى عقوبات جسدية في منازلهم، كما يتعرض نحو 6 من كل 10 أطفال يبلغون من العمر عاما واحدا في 30 بلدا للتأديب العنيف بشكل منتظم.
ويتعرض ما يقرب من ربع الأطفال في سن عام واحد إلى الهز الجسدي العنيف كعقاب، في حين يتعرض 1 من كل 10 منهم إلى الضرب أو الصفع أو قرص الأذنين.
لا تزال غادة سيد تذكر ما جرى لطفلها عقب ولادته، تقول المدرّسة المصرية الشابة للجزيرة نت "مع ابني الأول، لم أفهم السر وراء ما فعلته عمتي، كانت تجلس إلى جواري حين جلبوا لي ابني من الحضانة عقب ساعتين من الولادة، لم أقو على حمله، فحمله أفراد عائلتي واحدا بعد آخر في سعادة، وحين وصل إلى يدها قرصت أنفه بعنف، ثم ضغطت قدمه بقوة، انخلع قلبي وصرخت لكنها ضحكت ووصفتني بالجهل، وقالت إن ذلك سيجعل أنفه صغيرا وقدمه أفضل حين يكبر".
تُرتكب العديد من الممارسات بحق الرضع وحديثي الولادة بوصفها عادات وتقاليد منذ اللحظات الأولى عقب الولادة، وفي حالات بحضور أفراد الأسرة بدافع "المصلحة"، وتشمل:
إعلان الهز العنيف بغرض إسكات الطفل. "التمليح" عبر دهن الطفل بالملح في جسده كله بدعوى حمايته من رائحة العرق السيئة مستقبلا. قرص الأنف بعنف لجعله صغيرا. ضغط القدم بعنف لجعله مستقيما. الضغط على الرأس لجعله مستديرا. وضع الرضيع في الغربال وتعريضه لأصوات عالية ومفزعة باستخدام "الهون" أو إحداث أصوات عالية بجواره بهدف "تنبيهه". "الوطوطة" عبر تدليك جسم الأطفال، خاصة الفتيات، بدم وطواط لتقليل ظهور الشعر لديهم في المستقبل. صدمات الرضع.. مآس صامتةلا تنسى أخصائية السلوك وصعوبات التعلم وتنمية المهارات بسمة سعيد حالتين لطفلين تعرضا للعنف خلال العام الأول بعد الولادة، مما تسبب لهما في مضاعفات عديدة لاحقة.
تقول بسمة للجزيرة نت "تعاملت مع طفلين تعرضا لعنف جسدي من الأب -صفع على الوجه- خلال أول سنتين من عمرهما برواية الأمهات، يعانيان الآن من صعوبات في التعلم والتأقلم، فضلا عن مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب، ويعاني أحدهما من درجة عالية من التلعثم، وهي تأثيرات تعيقهما عن العيش بشكل طبيعي كبقية الأطفال حيث يستغرق العلاج وقتا طويلا للأسف".
يؤثر العنف العائلي على الأطفال الذين لم يولدوا بعد، حيث يمكن أن يصاب الطفل في الرحم بسبب العنف البدني الذي تتعرض له الأم، والذي يمكن أن يتواصل عقب الولادة، حيث يسبب العنف ضد الرضع أذى جسديا وعاطفيا كبيرا يؤثر على صحتهم ورفاهيتهم لمدة طويلة، خاصة حين يتحول إلى نمط سلوكي متزايد تتراكم آثاره بمرور الوقت.
في مصر -على سبيل المثال لا الحصر- يتعرض 93% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و14 عاما إلى ممارسات تأديبية عنيفة، بما في ذلك العدوان النفسي أو العقاب البدني، بحسب منظمة اليونيسيف.
ويتعرض الرضع للعنف العائلي بطرق غير جسدية، أشهرها:
الصراخ في وجوههم أو تهديدهم. الشجار أو البكاء والصراخ في محيطهم. مشاهدتهم أفرادا من حولهم يتأذون أو يصابون بجروح. إعلانيعاني ثلاثة أرباع الأطفال في العالم من عمر سنتين إلى 4 سنوات من العدوان والعقوبات النفسية والبدنية، وتظهر آثار العنف على الرضع في مراحل مختلفة من حياتهم، جسديا ونفسيا بطرق مختلفة أبرزها:
صعوبة فهم وتنظيم مشاعرهم مشاكل سلوكية تراجع قدرات الذكاء الاجتماعي لديهم تأثيرات واضحة على قدرتهم على التعليم مشاكل واضحة في التغذية بكاء مفرط وحالة غير مستقرة سهولة التشتت والشعور بالقلق عدم التفاعل مع العائلة أو الألعاب والأنشطة العدوانية تأخر علامات النمو والنضج العقلي ضعف التركيز رفض الذهاب إلى المدرسة لاحقا صعوبة تكوين الصداقات التبول اللاإرادي كراهية النوم أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة مسؤولية الأمهات عن سلامة حديثي الولادةخلص باحثون هنود إلى أن العنف ضد المرأة يزيد احتمال وفاة طفلها بمقدار 2.63 مرة عن الاحتمالات الطبيعية، وإذا كان العنف شديدا يزيد الخطر 4 مرات، وإذا حدث أثناء الحمل فإن احتمال وفاة الطفل يزيد إلى 5.96 مرات.
في حين خلصت دراسة أخرى أجريت في شرقي أوغندا عام 2003 إلى أن أمراض الرضع من الحمى والإسهال والسعال وسرعة التنفس مرتبطة بعنف الشريك تجاه زوجته، مما يؤثر على قدرتها على رعاية أطفالها.
مزيد من الدراسات توثق علاقة الإساءة إلى الأم بالرضع كتلك التي أجريت في أبريل/نيسان 2016، وتربط بين انخفاض الرفاهية الاجتماعية للأم بعد ولادة الطفل وإمكانية الإساءة للطفل بالفعل، حيث يرتبط كل من الإجهاد والاكتئاب وغيرهما من المتاعب عقب الولادة بمعدلات أعلى من تقارير سوء معاملة الرضع.
قواعد للتعامل مع الرضع وحديثي الولادةتشدد المعالجة السلوكية بسمة سعيد على أن تعنيف الطفل أو ضربه قبل عمر العامين جريمة، وتقول "حين نعنف رضيعا بالقول أو الفعل فنحن نربي كتلة من الأمراض والاضطرابات، ولا يوجد مبرر للأمهات اللائي يسكتن عن تعنيف أزواجهن للأطفال بدعوى أنهم عصبيون أو أن ضغوط الحياة اضطرتهم لذلك، وقتها تصبح الأم شريكة في الجريمة".
إعلانمن جانبها، توصي وزارة الصحة الإسترالية بمجموعة من التدابير للتعامل مع حالات العنف ضد الرضع أبرزها:
شحن الطاقة النفسية لمقدمي الرعاية للطفل تجنب تعريض الطفل للانفصال عن الوالدين قضاء وقت كاف معه ومنحه الاهتمام تهيئة جو هادئ الحفاظ على روتين ثابت للنوم والتغذية تقليل شدة وطول ردود الفعل تجاه الطفل طلب المساعدة وقبولها خاصة في الحالات المتقدمةالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جولة تثقيفية للأطفال في قلعة صلاح الدين ضمن أنشطة قصور الثقافة
ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، قدم أتوبيس الفن الجميل التابع للإدارة العامة لثقافة الطفل، جولة ثقافية ميدانية شملت متحف الشرطة، ومسجد محمد علي، وقلعة صلاح الدين، لعدد من الأطفال التابعين لمركز تنمية المجتمع بحلوان.
جولة حول متحف الشرطةنفذت الفعالية بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، حيث بدأت الجولة داخل أروقة متحف الشرطة، ورافقت الأطفال أخصائية التربية المتحفية التي قدمت شرحا مبسطا لمقتنيات المتحف، موضحة أن متحف الشرطة القومي يعد أحد المتاحف التاريخية البارزة في مصر، ويخلد دور الشرطة المصرية في الحفاظ على أمن الوطن منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث.
وأكدت أن المتحف تأسس عام 1986 بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة، ويضم عددا من القاعات التي تحتوي على مقتنيات أثرية، وصور توثق معارك واغتيالات وأدوات استخدمتها الشرطة على مر العصور.
زيارة لمسجد محمد عليكما تضمنت الجولة زيارة لمسجد محمد علي، حيث تعرف الأطفال على تاريخه المعماري والثقافي. والذي يعد من أبرز المعالم الأثرية في القاهرة، أنشأه محمد علي باشا ما بين عامي 1830 و1848 على الطراز العثماني.
"إعادة التدوير ودورها في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة”واختتمت الجولة بمحاضرة توعوية للأطفال بعنوان “إعادة التدوير ودورها في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة”، قدمتها يمنى حسين، أخصائي الفنون التي تناولت مفهوم إعادة التدوير بأنواعه، سواء بإعادة استخدام المنتجات بحالتها الأصلية أو تحويلها إلى مواد خام تدخل في صناعات جديدة.
وتطرقت إلى مراحل إعادة تدوير الورق، وفصل الألوان، وإزالة الأحبار، إلى جانب الاستفادة من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز وورد النيل في صناعة الورق، والأسمدة، والخشب المضغوط.
تأتي الفعالية ضمن أنشطة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، ونفذها أتوبيس الفن الجميل التابع للإدارة العامة لثقافة الطفل بقيادة د.جيهان حسن، وتهدف إلى تعريف الأطفال بالمعالم الأثرية والتاريخية، وتنمية الوعي البيئي والمعرفي لدى الطفل.