يرصد علماء الفلك أول ثوران لنجم عملاق خارج النظام الشمسي
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
رصد نجم قريب للتو وهو في حالة ثوران عنيف، في اكتشاف قد يعيد صياغة ما نعرفه عن إمكان وجود الحياة في الكون.
لأول مرة، شاهد علماء الفلك نجما قريبا يقذف دفعة هائلة من مادة مشحونة إلى الفضاء، انفجارا قويا إلى حد يمكنه تجريد الكواكب القريبة من أغلفتها الجوية.
وتم رصد هذا الانفجار، المعروف باسم القذف الكتلي الإكليلي "CME"، باستخدام مرصد الفضاء XMM-Newton التابع لـ"ESA" ومصفوفة الترددات المنخفضة "LOFAR"، وفق دراسة جديدة لباحثين من مختلف أنحاء أوروبا.
وتمنح هذه الملاحظة، المنشورة في دورية "Nature"، العلماء طريقة جديدة لدراسة كيف تشكل النجوم العوالم التي تدور حولها.
أثناء القذف الكتلي الإكليلي، يُقذف كمّ هائل من البلازما من الغلاف الجوي الخارجي للنجم، ليغمر الفضاء المحيط.
وتُحفّز هذه الانفجارات ما يسميه العلماء "الطقس الفضائي"، مثل العواصف الشمسية التي قد تُحدث الشفق القطبي على الأرض وتُقوّض أغلفة الكواكب القريبة.
هذه الانفجارات النجمية شائعة على الشمس، لكن لم يُرصد أي منها مباشرة على نجم آخر حتى الآن.
سعى علماء الفلك لعقود إلى رصد قذف كتلي إكليلي على نجم آخر، لأن مثل هذه الاندفاعات قد تحسم بقاء الكوكب قابلا للسكن أو تفقده تلك الفرصة.
"هذا العمل يفتح آفاقا رصدية جديدة لدراسة وفهم الانفجارات والطقس الفضائي حول نجوم أخرى"، قال هنريك إكلوند، الباحث في المركز الأوروبي للأبحاث والتكنولوجيا الفضائية "ESTEC" في هولندا، في بيان.
وأضاف إكلوند: "لم نعد مضطرين إلى استنباط فهمنا لـ"CME" الشمس عبر إسقاطه على نجوم أخرى".
وأشار فريق البحث إلى أن النتائج توحي بأن النجوم الأصغر قد تنتج طقسا فضائيا أشد من شمسنا، وأن هذا النشاط العنيف قد يلعب دورا حاسما في تقرير قدرة الكواكب المحتملة السكن على الاحتفاظ بأغلفتها الجوية والبقاء قادرة على دعم الحياة.
وكان أول رصد مؤكد لاندفاع نجمي خارج مجموعتنا الشمسية قويا بما يكفي لانتزاع الغلاف الجوي لأي كوكب يعترض طريقه، إذ اندفع بسرعة تقارب 2.400 كيلومتر في الثانية، وهي سرعة لا تُرى إلا في نحو واحد من بين 20 من "CME" على الشمس.
وبحسب الدراسة، كان الاندفاع سريعا وكثيفا بما يكفي لإزالة الغلاف الجوي بالكامل لأي كوكب يدور على مقربة.
إشارة راديوية قويةجاء الانفجار من قزم أحمر، وهو نوع من النجوم أخفت وأبرد وأصغر من الشمس، بكتلة تقارب نصف كتلة الشمس.
ويقول الباحثون إن النجم يدور أسرع بنحو 20 مرة، ولديه مجال مغناطيسي أقوى بنحو 300 مرة. ومعظم الكواكب التي اكتُشفت في مجرتنا تدور حول نجوم من هذا النوع.
عندما يندفع انفجار نجمي إلى الفضاء، فإنه يخلق موجة صدمية تبث دفعة من الموجات الراديوية. وقد رصد الفريق إشارة قصيرة وشديدة من هذا القبيل من نجم يبعد نحو 40 سنة ضوئية، وهي مسافة قريبة نسبيا بمقاييس الكون.
Related تأجيل عودة رواد فضاء صينيين بعد عطل أصاب مركبتهم ومسؤولون يؤكدون: هم بحالة جيدةكان العلماء على يقين من أن الإشارة ناجمة عن قذف كتلي إكليلي.
وقال جو كالينغهام، أحد مؤلفي الدراسة وعالم فلك راديوي في معهد علم الفلك الراديوي في هولندا "ASTRON": "هذا النوع من الإشارات الراديوية ما كان ليظهر لولا أن المادة خرجت بالكامل من فقاعة المغناطيسية القوية حول النجم".
وتم رصد الإشارة باستخدام التلسكوب الراديوي "LOFAR"، الذي يضم محطات شبكة هوائيات في ثماني دول أوروبية، وباستخدام أساليب جديدة لمعالجة البيانات طورها باحثون في مؤسسة مرصد باريس.
وللتأكد مما كانوا يرصدونه، استخدم الفريق أيضا تلسكوب XMM-Newton التابع لـ"ESA" لدراسة درجة حرارة النجم وسطوعه ودورانه في نطاق الأشعة السينية.
وقال ديفيد كونيين، أحد مؤلفي الدراسة وباحث في "ASTRON": "كنا بحاجة إلى حساسية وتردد "LOFAR" لرصد الموجات الراديوية".
وأضاف أن النتائج كانت ستصعب إثباتها دون XMM-Newton. وقال: "كل منهما وحده لم يكن كافيا، كنا بحاجة إلى الاثنين".
وقد ظل هذا التلسكوب يرصد الكون منذ 1999. وتقول "ESA" إنه لا يزال يؤدي دورا أساسيا في دراسة مثل هذه الظواهر عالية الطاقة.
ماذا تعني النتائجيقول العلماء إن هذا الاكتشاف مهم في بحثهم عن عوالم صالحة للسكن حول نجوم أخرى.
تعتمد قدرة الكوكب على دعم الحياة جزئيا على مسافته من نجمه، أو على وجوده داخل ما يسمى "المنطقة الصالحة للسكن" حيث يمكن للماء السائل أن يوجد على السطح.
لكن ذلك وحده لا يكفي.
فإذا كان النجم شديد النشاط ويقذف انفجارات قوية بشكل متكرر، فقد تفقد أي كواكب قريبة أغلفتها الجوية تماما، وتصبح مجرد صخور قاحلة حتى لو كانت في النطاق الحراري المناسب.
وتضيف هذه النتيجة إلى فهمنا القائم لـ"الطقس الفضائي" بإظهار أن العمليات العنيفة ذاتها التي تشكل مجموعتنا الشمسية نشطة في أرجاء المجرة، وقد تؤثر في كواكب أخرى.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة عاصفة دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة عاصفة وكالة الفضاء الأوروبية علم الفضاء تكنولوجيا الفضاء دونالد ترامب إسرائيل الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة عاصفة الصحة إيران تكنولوجيا دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
نصيحة شوبير لنجم الزمالك: أثبت نفسك كما فعل أحمد الشناوي
أشاد الإعلامي أحمد شوبير بقرار الجهاز الفني لمنتخب مصر، بقيادة حسام وإبراهيم حسن، باستبعاد أي لاعب يخالف الانضباط أو يخل بمبادئ الفريق، مؤكدًا أن الالتزام واحترام قميص المنتخب هما الأساس في اختيار اللاعبين.
وجاءت تصريحات شوبير بعد تعبير ناصر ماهر، لاعب الزمالك، عن استيائه من عدم انضمامه لقائمة المنتخب، ما يعكس حرص الجهاز الفني على التمسك بالسلوك المهني والانضباط كأساس للقرارات.
وأشار شوبير، في برنامجه الإذاعي صباح اليوم الاثنين، إلى إعجابه بكلمات إبراهيم حسن مؤخرًا، مؤكدًا أن حسام وإبراهيم حسن يركزان على العمل بهدوء وصمت، دون الالتفات لأي ضغوط خارجية، مشبهًا أسلوبهما بصمت أغنية أم كلثوم.
وأضاف شوبير أنه نصح ناصر ماهر بالاستمرار في بذل الجهد، مؤكدًا على جودة مستواه في المباريات الأخيرة بعد فترة من التراجع، مشيرًا إلى ضرورة إثبات نفسه أمام الجهاز الفني كما فعل حارس المرمى أحمد الشناوي.