بوابة الوفد:
2025-05-08@21:55:49 GMT

إنهم يرفعون راية إسرائيل!

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

المظاهرات الشعبية التى تجتاح العالم الآن ضد مجازر العدوان الإسرائيلى فى غزة، هى المتغير الأقوى الذى طرأ على القضية الفلسطينية منذ بداية زرع إسرائيل فى الشرق الأوسط، مرورًا بصحيفة سوابق هذا الكيان الإجرامية، وصولًا إلى تلك اللحظات التى يمارس فيها هذا الكيان المحتل عمليات إبادة جماعية بحق أهلنا هناك، هذا المتغير لم يحدث ولم نشاهده من قبل على مستوى الشعوب الغربية بهذه القوة التى وصلت ألمانيا!.

هذا المتغير يقول لنا إن آلة الإعلام الصهيونى لم تفلح هذه المرة فى تغييب الوعى، ولم تنجح فى تزييف الحقائق، هذا المتغير يلحق به متغير آخر لا يقل عنه أهمية، وهو إعلان دولة بحجم روسيا أمام العالم على لسان مندوبها الدائم فى الأمم المتحدة، أن إسرائيل دولة احتلال ولا يحق لها الدفاع عن نفسها. 

وبين المتغير الأول والثانى، تطل علينا أصوات عدد ممن ينتمون إلى النخبة أو هكذا يطلق عليهم، يتخفون تحت قناع العقل والحكمة، ويستترون خلف ثياب التفكير العميق، ليلقوا باللوم على حركة «حماس»، ثم يتهموها صراحة بأنها السبب فى تلك المجازر، ليتم شرعنة ما يرتكبه هذا الكيان الغاشم من جرائم حرب، سواء عن عمد أو بنية صافية!.

هذه الأصوات الفجة لم تملأ أعينهم أشلاء الضحايا تحت الأنقاض، ولم تسمع آذانهم دوى انفجارات الصواريخ وهى تمزق أجساد الأطفال، ولم تهتز قلوبهم من عدد الشهداء الذى وصل إلى عشرة آلاف بينهم أربعة آلاف طفل و2500 سيدة حتى كتابة هذه السطور، ثم يهاجمون حركة حماس الإرهابية!

هؤلاء النفر لم تلجم ألسنتهم تلك الجثث المترامية على الطرقات بفعل الكيان الإجرامى، ولم تلجم ألسنتهم تلك المستشفيات التى قُذفت، والبيوت التى دُمرت، والعائلات التى أُبيدت، ثم يخرجون بفجاجة وقبح ليقولوا للعالم بأن المسئول عن تلك المجازر هى حركة «حماس» الإرهابية!

ألا يعرف هؤلاء أنهم بهذا الهجوم المتزامن مع تلك المجازر، يرفعون علانية راية إسرائيل فى تلك المعركة، ليس هذا اتهامًا بل واقعًا مريرًا، فهذا الأسلوب هو منهج صهيونى قديم لتزييف الحقائق، تستخدمه إسرائيل ومن يدعمها للتخلص من الدماء التى تلطخ أيديهم بعد كل جريمة، وقد ذكر المفكر والفيلسوف «روجيه جارودي» فى كتابه «إسرائيل بين اليهودية والصهيونية» مثالًا لهذا الفعل الآثم، عندما صرح « آلان روتشيلد» باسم «المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية فى فرنسا» فى مقابلة مع صحيفة «فرانس سوار» الاثنين 27 أيلول / سبتمبر 1982، فور إعلان خبر مجازر «صبرا وشاتيلا» وقال: «لقد حُوِّل اتجاه الأحداث فى محاولة للهجوم على الجماعة اليهودية والشعب اليهودى عامة، بتحميله مرة أخرى الخطيئة الأصلية لأنه يهودى، وغاب المنفذون الحقيقيون أى اللبنانيون عن البال بصورة تامة».

وإذا كان «آلان روتشيلد» له ما يبرر موقفه الداعم وغير المشروط لتلك الجرائم، فما هى مبررات هذه الأصوات، سوى أنهم يرفعون راية إسرائيل؟!، تلك الراية التى رفض أن يرفعها الكاتب والمفكر اليهودى الأمريكى «ألفريد ليلينتال» منذ الإعلان عن زرع إسرائيل، وكتب مقالًا عام ١٩٤٩ تحت عنوان «راية إسرائيل ليست رايتى» هاجم فيه الصهيونية وأفعالها وجرائمها.

ثم يسرد «ألفريد» أسباب كتابة هذا المقال فى كتابه «ثمن إسرائيل» ويقول: «كنت قد ضقت ذرعًا بالأشخاص الذين نصبوا أنفسهم وكلاء للتحدث باسمى واسم غيرى من اليهود المعتدلين، وكنت أدرك تمامًا أنه يجب ألا ينفق سنت واحد من أجل إنشاء دولة يهودية، لأنها لا تؤلف جزءًا من معتقدى كيهودى».

هذا الكاتب انهالت على رأسه كما يقول أعنف الحملات والاتهامات بعد نشر هذا المقال، وصلت إلى التهديد بالقتل، يقول «ليلينتال»: «تلقيت محادثة هاتفية من مجهول، خاطبنى بلكنة أجنبية: هل أنت ذلك الفأر الحقير الذى نشر مقالًا انتقد فيه الحركة الصهيونية فى صحيفة بوست!

فسألته ببرود: ومن أنت؟

فجاءنى الجواب: إننى جوزف هالوتس، من الهاغانا، فإذا لم توقف مقالاتك فستقتل فورًا لأنك تعرقل الخطط التى نصارع من أجلها». 

يؤكد «ألفريد ليلينتال» أنه إذا ظل الشعب اليهودى يتحمل نتيجة أخطاء إسرائيل السياسية، فإن ذلك سيودى به إلى الدمار، لأن سياسة إسرائيل الارتجالية من شأنها أن تؤلب الأعداء عليها وتقودها إلى الهاوية عندما يأتى اليوم الذى تتخلى فيه أمريكا عن مساعدتها.

.. ويبقى أن نؤكد أن كل من يدعم هذا الكيان المحتل لارتكاب تلك المجازر، وكل من يبرر له تلك الجرائم، فإنه يرفع راية إسرائيل فى تلك المعركة، أما نحن فراية إسرائيل ليست رايتنا ولن تكون.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب المظاهرات الشعبية العالم العدوان الإسرائيلى فى غزة غزة هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!

 

لايمكن أن نطلب من فاقد الأهلية أن يكون – "أهل " لثقة أو لقرار أو لتنفيذ مهام بعينها جادة أو محترمة – ففقدان الأهلية تدخل تحت وصف العبث أو الجنون أو الإتصاف بالخروج عن المعقول ولا يمكن أبداَ أن نطالب " ثعبان " مثلاَ – حينما يتم " دفئه " بألا "  يلدغ " من حوله – أو " عقرب " حينما يترعرع فى صحراء أو فى حديقة بأن يمتنع عن ضرب "ذنبه" فيما يصادفه من أجسام سواء كانت لإنسان أو حيوان، ولكن من الطبيعى جداَ أن تتعايش هذه المخلوقات مع أمثالها دون ضرر – كما قرأنا وكما عرفنا – إلا الضرر الذى يمكن أن يقع فى الخلاف أو الشجار للفوز "بأنثى"  من نفس النوع أو فريسة من الذكور الضعيفة – وأيضًا تعلمنا ذلك على الأقل من المشاهدة لبرامج "  جيوجرافيك تشانيل، أو "أنيمال بلانت " أو عالم الحيوان فى التليفزيون المصرى، وهذه الصفات التى تؤكد بأن فاقد الشىء لا يعطيه تنطبق أيضاَ على البشر الذى يُنْتَزَع ْمن قلوبهم الرحمة – فلا يمكن أبداَ أن تطمأن أو تطمع لدفىء فى العلاقات معهم أو حتى بينهم، ولعل ما يصادفنا فى الحياة أيضاَ – هؤلاء الجهلة الذين يتبوءون مراكز علمية أو قيادية فى البلد – فنجد نتاجهم شىء غير منتظر- شىء لا يصدقه العقل، حيث فاقدى لأدوات 
الإدارة فى وظائفهم – وفاقدى العلم فى مسئولياتهم العلمية سواء كانت فى جامعات أو مدارس أو حتى مراكز للبحوث –وهؤلاء الفاقدين لخواص ومواصفات مؤهلة لتولى مهامهم – أكثر ضرراَ على المجتمع من تلك الزواحف أو الحشرات التى أشرنا إليها فى مبتدىء المقال – حيث الضرر الواقع من الحشرة سوف يؤلم ويؤدى لإيذاء فرد ولكن الإيذاء والضرر الذى ستحصده نتيجة إدارة "جاهل" أو إشراف علمى "لمتخلف عقلياَ" على رسالة علمية أو تولى إدارة بحثية أو تولى سيئون مستقبل أمة فى التعليم سوف يأخذ بنا إلى الدرك الأسفل -سوف يَهزِمْ فى نفوسنا أملًا لمستقبل نحاول بكل ما نستطيع أن نزيد من تراكم النجاح فيه والخبرات ولكن من ( حظنا الهباب ) أن يأتى إلينا إختيارًا، وسوء سبيل - وأعتقد عن دون قصد من صاحب الإختيار وأيضاَ عن دون قصد من الشخص الذى تم إختياره – حيث يرى ذو الفاقد للأهلية – بأنه أحكم وأعقل وأندر الشخصيات على بساط الخليقة، ولكن هو "حظنا الهباب"، ويجب أن نتدراك هذا الأمر – وبسرعة – فى اتخاذ القرار بالإستبعاد مثلما كانت السرعة فى اتخاذ قرار الإختيار دون أسباب واضحة أو دون مبررات وحيثيات مقبولة أو يمكن تجربتها أو إختبارها – وليكن الأدب الشعبى نبراسًا فى هذا -فاقد الشىء لا يعطيه – وكفى المؤمنين شر القتال – وروح ياسيدى الفاضل ربنا يسامحك !!

  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • حلوان ترفع راية التفوق: فريق Energetic يحصد المركز الأول في إبداع
  • عبد المهدي: أنا مع الحوثيين ومع كافة فصائل المقاومة تحت راية خامنئي
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • ضربة جديدة من اليمن تهز إسرائيل: صاروخ يقترب من قلب الكيان دون اعتراض
  • أبناء عشائر المقابلة وسما الروسان الكنانية يرفعون وثيقة تأييد ودعم للملك
  • محافظ دمياط يشارك بتجربة للنحت على الخشب
  • القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب
  • حمدان بن محمد: نفخر بحمل شرف الدفاع عن راية الاتحاد ومسيرة إنجازاته
  • طلاب طب شرعى القاهرة يرفعون شعار الوقاية حماية فى مواجهة الوجبات السريعة والإدمان
  • قائد القوات البرية: نُعلي راية الوطن في كل ميدان