سودانايل:
2025-05-11@23:38:18 GMT

ماذا تعني زيارة البرهان لأبوظبي؟

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

تبدو دعوة دولة الإمارات لرئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان على هامش مؤتمر كوب ٢٨ لافتة في هذا التوقيت، حيث ترشح في الآفاق السياسية السودانية توقعات؛ بشأن تسوية ما، ربما يتم بلورتها حاليا في الكواليس؛ بشأن وقف إطلاق النار من ناحية، والبحث في استئناف العملية السياسية في السودان من ناحية أخرى.

وفي تقديرنا، أن دوافع هذه العملية من جانب أبو ظبي، إذا صحت التسريبات بشأنها حول تحول في المواقف، ووجود تقديرات مواقف مستجدة في عاصمة الإمارات؛ بشأن الصراع السوداني، فسوف تكون مرتبطة بعدد من المعطيات والتطورات منها، أنه على الرغم من تغير موازين القوى العسكرية لصالح الدعم السريع خلال الشهر الماضي، فإن هناك حالة من العجز عن تحقيق الأهداف السياسية لطرفي الصراع، أي البرهان وحميدتي، حيث أنه من المشكوك فيه، أن يستمر البرهان كرمانة ميزان في تفاعلات ما بعد الحرب؛ نظرا لعدد من الأمور أولها، طبيعة مسئوليته المباشرة عن تضخم قوات الدعم السريع في فترة ما قبل الحرب، أما الاعتبار الثاني، فهو تحالفه المتذبذب مع الإسلاميين من رموز النظام القديم الذين عجزوا على تغيير الموازيين العسكرية لصالحه، وذلك بعد أن أنهكتهم صراعات داخلية، وبدا لنا أن ضجيجهم الإعلامي بلا طحين عسكري، خصوصا مع وجود تسريبات بهرب البعض من قياداتهم .



في المقابل، فإن آل دقلو عاجزون عن تكوين هياكل سياسية في هذه المرحلة، تكون رافعة وعنوانا لهم، نظرا لطبيعة الممارسات اللا إنسانية التي دمغت قوات الدعم السريع المنفلتة، والتكاليف السياسية والأخلاقية الباهظة التي قد يتحملها هؤلاء المنضويون في أية هياكل سياسية تابعة للدعم السريع.

أما المعطى الأهم، فإنه يتبلور في مسارين متوازيين الأول، احتمال بتحرك ما من جانب الجيش السوداني، ربما ضد قياداته الحالية؛ نظرا لطبيعة أداء الفرق العسكرية، خصوصا في دارفور. أما الأمر الثاني، فهو وجود اتجاهات ببلورة عقوبات أوربية على قيادات مؤثرة في الدعم السريع، وكذلك إمكانية كبيرة؛ لتحرك أمريكي ضد الدعم على خلفية أحداث درافور، واستغلال ذلك كورقة تنافسية في الانتخابات الأمريكية؛ سعيا وراء أصوات الأمريكيين السود.

وقد يكون من المعطيات أيضا إمكانية فعلية لحالة فوضى، تستعر في السودان، بما يتضمنه ذلك من خسائر للأطراف الإقليمية المتنافسة على المستويات الأمنية والاقتصادية والجيو سياسية، وخسائر مرتبطة باستقرار دول متاخمة للسودان، ترتبط تفاعلاتها الداخلية بالمجريات السودانية كحالات، إثيوبيا وإرتيريا وإفريقيا الوسطى وتشاد.

وقد يكون من الملاحظ في هذا السياق تصاعد الضغوط الإعلامية الغربية على دولة الإمارات؛ بشأن طبيعة دعمها العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع، وهو الاتهام الذي تنفيه أبو ظبي، ولكن وجود مثل هذا الاتهام في حد ذاته يحمل دولة الإمارات تكاليف سياسية، وأخلاقية مترتبة على طبيعة أداء قوات الدعم السريع على الأرض، والمتضمنة انتهاكات لقانون الأمن الإنساني زمن الحرب، خصوصا إذا تم توظيف ورقة دافور في الانتخابات الأمريكية، فسوف يتوازى مع ذلك، فاعلية لمنظمات المجتمع المدني الأمريكية والعالمية طبقا للخبرات السابقة، بما يعني إمكانية قيام تحقيقات في الوقائع التي سجلتها جماعات حقوقية سودانية كتجمع محامي دارفور مثلا، وهو ما يرفع مستوى التقديرات؛ بشأن إمكانية تحويل وقائع الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية، خصوصا ما يرتبط منها باغتصاب النساء.

في هذا السياق، فإن اتجاه ترتيب دولة الإمارات؛ لتسوية في السودان قد يجعل خسائرها الماضية، تتحول لنوع من المكاسب، ذلك أن قبول البرهان لهذا المبدأ يعني قبوله، واعترافه بشراكة للدعم السريع أيا كان حجمها في معادلات ما بعد الحرب، وذلك عطفا على المعادلات، والتوازانات العسكرية الراهنة التي حقق فيها الدعم السريع انتصارات، خصوصا في دارفور، وهو أمر يعني في الأخير الحفاظ على مصالح أبو ظبي، خصوصا على شواطئ البحر الأحمر.

أما على صعيد الدعم السريع، فإن الاعتراف به شريك سياسي، وطرف يتم التفاوض معه، هو هدف سعى إليه منذ الشهر الأول من اندلاع المواجهات، والاشتباكات العسكرية في محاولة؛ لتثبيت مواقعه التي حصل عليها قبل الحرب.

وبالتأكيد يدعم هذا الاتجاه، أن الحرب الأهلية السودانية على كامل التراب الوطني السوداني باتت تطرق الأبواب حاليا، بقوة غير مسبوقة، ذلك أن الفصائل الدارفورية المسلحة تحتشد الآن في وسط المدنيين بمدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور؛ انتظارا لقوات الدعم السريع التي أعلنت الحرب ضدها، وهي التي ترابض الآن على حدود الولاية، وفي سياق مواز، فإن معلوماتنا تشير إلى اتجاه قبائل شمال السودان؛ لتكديس السلاح والاستعداد لأي تغول لقوات الدعم السريع على مناطقها، وهي القبائل التي تنتمي إليها تاريخيا، قطاعات لا بأس بها من قيادات القوات المسلحة السودانية، ورموز نظم الحكم المتوالية في السودان.

نجاح الترتيبات المحتملة لدولة الإمارات في التمهيد؛ لتسوية يتطلب عددا من الأمور منها الاتجاه نحو تفاهمات إقليمية، بالتأكيد لن تكون سهلة في ضوء التعنت الذي أبدته قوات الدعم السريع في مفاوضات جدة التي ترعاها المملكة العربية السعودية؛ لدرجة عودة الوفد الأمريكي المُسهِل للمفاوضات لواشنطن، وذلك عطفا على استيلاء قوات الدعم السريع على عاصمة إقليم جنوب دارفور نيالا.

وبالتأكيد يتطلب نجاح هذه التسوية أيضا درجة أعلى من التفاهمات، بين المكونات المدنية السودانية المطلوب منها بلورة تحالف وطني جامع، بدأ الترتيب له باجتماعات بأديس أبابا والقاهرة وجوبا، ولكن نجاح تدشين هذا التحالف، لن يكون ممكنا إلا بتوحيد المبادرات الإقليمية؛ للحل السلمي في السودان، وهي صيغة غير واضح فيها موقف واشنطن على وجه الدقة، رغم أن درجة الوضوح باتت مطلوبة بإلحاح، لوقف إطلاق النار، صحيح أن واشنطن قد دعت مؤخرا، رغم انشغالاتها بأحداث غزة على لسان المتحدث باسم خارجيتها صمويل روبنبرج، بضرورة وقف إطلاق النار في السودان، وذلك في بيان بدا لنا، أنه نوع من إبراء الذمة أكثر من أي شيء آخر، بمعنى أنه أكد على اهتمامه بالمجريات السودانية، دون أن يعلن عن حزمة إجرائية جديدة؛ لوقف إطلاق النار، يمكن أن تقف ورائها بقوة وفاعلية العاصمة الأمريكية.

أما على الصعيد الأوروبي، فإن الخلافات واضحة؛ بشأن إقرار العقوبات؛ بشأن الانتهاكات في هذا الصراع العسكري، وذلك عطفا على مصالح كل دولة أوربية على حدة بالسودان، إذ أن نقطة التوافق الأوروبية الوحيدة بهذا الشأن، هي تقديم العون الإنساني من منصة بعثة مشتركة تابعة للاتحاد الأوروبي في بورتسودان.

أدوار القاهرة تبدو أيضا مطلوبة في هذه الآونة، بعد أن وصل الصراع العسكري في السودان لمستويات مقلقة، وحرجة للأمن القومي على صعيدي سد النهضة، وتضخم أعداد النازحين واللاجئين السودانيين لمصر، صحيح أن العاصمة المصرية قد بذلت جهودا في إطار مبادرة دول جوار السودان، لكن عرقلة هذه الجهود لا يعني التوقف أبدا.

وفي الأخير يبدو لنا، أن نجاح أي تسوية في الصراع السوداني تبدأ بوقف إطلاق النار، لا بد لها أن تأخذ بعين الاعتبار تفعيل، مناهج وآليات العدالة الانتقالية، فالخطايا مارسها الجميع، ضد الجميع مع اختلافات في الدرجة والنوع، وهو أمر يتطلب الكثير من العمل والجهد والإخلاص تحت إدراك وطني وإقليمي، ودولي بضرورة تعافي السودان الدولة، وضرورة الحفاظ عل ما تبقى من شروط سلامة الشعب السوداني، فحياة السودانيين مهمة، ونجاتهم من المجاعة المحتملة، والكوليرا المتفشية راهنا في أربع ولايات فرض عين على صاحب كل ضمير إنساني، وكل صاحب مصلحة في عدم انهيار السودان.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع دولة الإمارات إطلاق النار فی السودان فی هذا

إقرأ أيضاً:

منظمة العفو الدولية: أسلحة صينية متطورة قدمتها الإمارات لمليشيا الدعم السريع

اكدت منظمة العفو الدولية ان أسلحة صينية متطورة قدمتها الإمارات لمليشيا الدعم السريع تُستخدم في انتهاك لحظر الأسلحة فى السودان .وقالت المنظمة في تقرير حديث لها ” يُقتل ويُصاب المدنيون بسبب التقاعس العالمي”. بسبب الاسلحة التي قدمتها الامارات للمليشيا، حيث زودت بقنابل موجهة ومدافع هاوتزر من مجموعة نورينكو استخدمت في الهجمات.وكشفت منظمة العفو الدولية فى تقرير لها عن ضبط اسلحة صينية متطورة فى العاصمة الخرطوم كانت أعادت تصديرها الإمارات العربية المتحدة للمليشيا انذاك ، واستخدمتها في دارفور ، في انتهاك واضح لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة.واشار تقرير منظمة العفو الدولية انه من خلال تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر آثار الهجمات التي نفذتها مليشيا الدعـم السـريع، حددت منظمة العفو الدولية استخدام قنابل موجهة من طراز GB50A ومدافع هاوتزر من طراز AH-4 عيار 155 ملم، وهي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق استخدام قنابل GB50A في أي حرب حول العالم.واضافت المنظمة تُصنّع هذه الأسلحة من قبل مجموعة نورينكو، وهي شركة دفاع مملوكة لدولة ⁧‫الصين‬⁩. وقد أُعيد تصدير هذه الأسلحة إلى السودان على الأرجح من قبل الإمارات لتستخدمها المليشيا.‏وقال برايان كاستنر، رئيس وحدة أبحاث الأزمات في منظمة العفو الدولية: ‏“هذا دليل واضح على أن قنابل موجهة ومدافع هاوتزر صينية متطورة قد استُخدمت في السودان. وجود قنابل صينية حديثة الصنع في شمال دارفور يُعدّ انتهاكاً واضحاً لحظر الأسلحة من قبل الإمارات. كما أن توثيق مدافع AH-4 في ⁧‫الخرطوم‬⁩ يعزز من الأدلة المتزايدة على الدعم الواسع النطاق من الإمارات لمليشيا الدعـم السـريع، في انتهاك للقانون الدوليواضاف من المخزي أن مجلس الأمن لا يطبق حظر الأسلحة الحالي على دارفور ،و المدنيون يُقتلون ويُصابون بسبب التقاعس العالمي، بينما تواصل الإمارات انتهاك الحظر. يجب على الإمارات وقف نقل الأسلحة إلى مليشيا الدعـم السـريع فوراً. وإلى أن تفعل ذلك، يجب على جميع الدول وقف تصدير الأسلحة إلى الإمارات كذلك”.وطالب رئيس وحدة أبحاث الأزمات في منظمة العفو الدولية ، الصين وبصفتها طرفًا في معاهدة تجارة الأسلحة (ATT)، بوجوب اتخاذ تدابير عاجلة لمنع تحويل الأسلحة إلى السودان. ، موضحا انه من خلال استمرارها في تزويد الإمارات بهذه الأسلحة وهي دولة لها سجل طويل في نقل الأسلحة إلى مناطق الحروب تُرتكب فيها جرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي فإن الصين تُخاطر بإيصال الأسلحة بشكل غير مباشر إلى الحرب فى السودان.واضاف ان الإمارات، بصفتها موقعة على معاهدة تجارة الأسلحة، فقد قوّضت باستمرار غرض المعاهدة ومبادئها. ويجب على جميع الدول أن توقف نقل الأسلحة إليها إلى أن تضمن الإمارات عدم إعادة تصدير أي سلاح إلى السودان أو إلى وجهات أخرى خاضعة لحظر، وأن يتم التحقيق الكامل في جميع انتهاكاتها السابقة لحظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن ومحاسبة المتورطين.‏وتناول تقرير منظمة العفو الدولية عدد من الأدله التي تم اثباتها في تزويد الامارات لمليشيا الدعم السريع ، حول استخدام هذه الاسلحة‏ ، ويتناول التقرير للمنظمة هجوماً لمليشيا الدعم السريع بطائرة مسيرة بالقرب من بلدة ⁧‫المالحة‬⁩ في شمال دارفور، وأفادت وسائل إعلام محلية ومنظمة حقوقية سودانية حينها بمقتل 13 شخصاً وإصابة عدد آخر..‏من خلال تحليل الأدلة الرقمية لبقايا القنبلة المستخدمة فى الهجوم ، حددت منظمة العفو الدولية أنها تعود لقنبلة جوية موجهة من طراز GB50A من إنتاج نورينكو. وتشير العلامات على الشظايا إلى أن القنبلة صُنعت في عام 2024. ويمكن إسقاط هذه القنابل من طائرات مسيّرة صينية مختلفة، منها Wing Loong II وFeiHong-95، وكلاهما يُستخدم فقط من قبل مليشيا الدعـ.م السـ.ريع في السودان، وقد تم تزويدها بها من قبل الإمارات.وتظهر صور الشظايا الزعانف والأقواس المميزة في الجزء الخلفي، مما ساعد في تحديدمنظمة العفو الدولية فى تقرير لها هذه القنبلة غير الموثقة مسبقاً. كما تتطابق العلامات المحفوظة جيداً مع الصور المرجعية للقنبلة، بما في ذلك الخط واللون وأسلوب الطباعة.وفي حادثة أخرى، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ⁧‫القوات المسلحة السودانية‬⁩ وهي تستولي على أسلحة خلفتها مليشيا الدعم السريع بعد أن أُجبرت على التراجع من الخرطوم في 27 و28 مارس 2025.‏وحدّدت منظمة العفو الدولية أحد الأسلحة في الفيديو على أنه مدفع هاوتزر من طراز AH-4 عيار 155 ملم من إنتاج نورينكو. والإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي استوردت هذا النوع من المدافع من الصين، وقد تم ذلك في عام 2019، حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.‏يشير هذا إلى أن الإمارات لا تزال تقدم الدعم لمليشيا الدعم السريع، وفقًا لنتائج مماثلة توصلت إليها لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن السودان وتقارير أخرى. وقد نشرت منظمة العفو الدولية سابقًا أدلة على انتهاكات الإمارات لحظر الأسلحة، بما في ذلك تزويدها طائرات Wing Loong بدون طيار في ⁧‫ليبيا‬⁩.‏وحملت المنظمة مجموعة نورينكو مسؤولية احترام حقوق الإنسان في جميع عملياتها العالمية، مما يتطلب منها إجراء تقييمات شاملة للمخاطر المتعلقة بحقوق الإنسان عبر سلسلة التوريد بأكملها، لتحديد ومنع وتخفيف أي تورط فعلي أو محتمل في انتهاكات حقوق الإنسان. ويجب على المجموعة أن تراجع على وجه السرعة جميع صادراتها العسكرية السابقة والحالية والمستقبلية إلى الإمارات، وأن توقف تصدير الأسلحة لها إذا استمرت في تحويلها إلى السودان.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يوم يقنعو من الدعم السريع حيعملو ليك فتنة جديدة
  • توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم
  • زيارة ترامب ماذا تحمل لأهل السودان؟
  • السودان.. عشرات القتلى والجرحى باستهداف دعم السريع سجنًا ومستشفى في مدينة الأبيض
  • لماذا يترك البرهان منصب رئيس الوزراء في السودان شاغرا؟
  • السودان.. مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال بنيران الدعم السريع
  • الدعم السريع يقصف بورتسودان لليوم السادس.. وجيش السودان يتصدى
  • السودان.. ميليشيا الدعم السريع تستهدف بورتسودان بطائرات مسيرة
  • السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع
  • منظمة العفو الدولية: أسلحة صينية متطورة قدمتها الإمارات لمليشيا الدعم السريع