بوابة الوفد:
2025-05-15@06:04:37 GMT

مسببات السرطان

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

هناك ثوابت وأساسيات تقف عليها أى دولة للنهوض بشعبها حتى يكون لها شأن أمام جميع دول العالم، ويتحقق ذلك من خلال التعليم والصحة. وقد سبق أن تحدثت قبل ذلك عن أسباب تدهور التعليم، وكيفية معالجته. وحديثى الآن عن الصحة. فى البداية لا بد أن ننتبه إلى أن ملف الصحة كبير ومتشعب، ولا نتهم القضاء والقدر بأنه السبب فى تلك الأمراض.

فهناك أسباب ترجع إلى عادات وتصرفات خاطئة يفعلها الأشخاص بأنفسهم تؤدى إلى إصابتهم بالأمراض، ولكن يقع العبء الأكبر على عاتق المسئولين بالدولة وخاصة الهيئات المختصة بالرقابة الغذائية والصحية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر مرض السرطان الذى لم نكن نسمع عنه فى الماضى إلا نادرًا، أصبح اليوم هو مرض العصر الذى لا يترك صغيرًا ولا كبيرًا. ويعد السرطان من أكثر مسببات الوفاة بالعالم، ونجد أن ٧٠٪ من الإصابات والوفيات بالسرطانات بالدول النامية والفقيرة بسبب تلوث الغذاء ومياه الشرب والبيئة وسوء استعمال وتداول الكيماويات، حيث أصبحت نسبة انتشار هذا المرض فى مصر ما يقارب من 170 ألف مصاب بالسرطان سنويًا. وإذا عدنا إلى مسبباته نجد أن المختصين بالرقابة على الصحة الغذائية مع عدم الوعى الكافى للمواطنين سبب رئيسى فى هذا الانتشار الواسع للسرطان. ويجب على الدول والحكومات أن تقوم بدورها فى الرقابة على تصنيع الأغذية والمشروبات والمنتجات الصحية المؤثرة على بيئة المواطنين وصحتهم، فهناك أغذية تباع على الأرصفة يتراكم عليها عوادم السيارات المسرطن، وترى من يبيعون غزل البنات أو ما يسمى بالحلوى الشعر وعليها ألوان صناعية مسرطنة، وكذلك الفلافل والباذنجان والبطاطس تقلى بزيت تم تدويره لعشرات المرات، والفول الذى تتم إضافة مادة ادينا لتسويته سريعًا، والبليلة والكشرى تعبأ فى اكياس بلاستيكية أو اكواب بلاستيكية، والشاى وحمص الشام والمشروبات الساخنة التى تباع امام المدارس وامام كورنيش النيل واسفل الكبارى ومواقف الميكروباصات وبالقطارات تصب فى عبوات بلاستيكية مسرطنة، لأن البلاستيك حين توضع به مادة غذائية ساخنة ينتج عنه ٥٢ نوعًا من السرطانات، وأيضاً مرقات الدجاج والاندومى بطعم الكباب والكفتة والشاورمة، كل تلك الاطعمة من كيماويات ومواد مسرطنة ضارة بالصحة، وكذلك الألوان الصناعية التى تضاف على الأغذية والمشروبات بشكل عشوائى مع مكسبات الطعم والرائحة مما تشكل كوارث على صحة الإنسان. 

وبعض المناطق السكنية العشوائية تكون فيها مياه الشرب ملوثة بمياه المجارى، والمصانع الملوثة للبيئة داخل الكتل السكنية والورش الفنية المختلفة لا يزالون يلقون بمخلفاتهم المضرة فى أوجه الناس وفى صدورهم. ومخلفات المجازر والحيوانات النافقة تفرم وتخلط بالملح والدقيق وتجفف لتضاف على الأعلاف كمركزات اعلاف مسرطنة، ليكسب التاجر والمربى للدواجن واللحوم المصنعة تضاف عليها مواد خطرة على الصحة وممنوع استخدامها دوليًا كنيتريت الصوديوم لتثبيت اللون الأحمر المضاف للحوم. 

هنا يجب على الدولة أن تقوم بدورها فى الرقابة على تصنيع الاغذية والمشروبات والمنتجات الصحية المؤثرة على بيئة المواطنين وصحتهم. كما يجب على السلطة التشريعية أن تغلظ العقوبات على كل من يصنع أو يبيع منتج غذائى ملوث ومسرطن لنستطيع مقاومة هذا المرض اللعين الذى يكلف الدولة مليارات الجنيهات لتقديم الخدمات الصحية والعلاج منه دون فائدة.

وللحديث بقية

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إطلالة مسببات السرطان

إقرأ أيضاً:

بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه

*المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات*
*استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية،*

*ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد ان تم تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و نهب المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء*
*ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث ليس من فعل البشر ،*

فى زيارتى الاخيرة للسودان ، و كانت حصرآ للخرطوم و الشمالية ، لست ادرى اكان شوقآ يستعجل زيارتى لبيتنا القديم او ما تبقى منه ، او ربما استعجالا و يقينا للوقوف على حجم الكارثة ،بعد ان وصلتنى لقطات مصورة للبيت ،

فى الطريق من ام درمان الى الخرطوم مررنا بشارع الوادى و الشهداء و الموردة ، كان الدمار هائلآ ، معظم البيوت و المحلات التجارية مفتوحة على مصراعيها ، خاوية على عروشها ، فى العودة شاهدنا وسط الخرطوم و شارع الجمهورية و الجامعة و شارع القصر ، لم يتركوا شيئ ،
فى الشارع المؤدى الى البيت عربات محروقة و اخرى تعرضت للتفكيك ، ثلاجات ، قطع اثاث ، الاشجار استطالت و تشعشبت ،

ناصية البيت دارت معارك شرسة لقربه من بيوت حميدتى و يقع فى شارع يؤدى الى المدرعات ، فوارغ الذخيرة من كل حجم و نوع تغطى الارض ، الجدار الخارجى نال حظه من الرصاص ،

البيت تعرض للسرقة و النهب و تدمير شبكة الكهرباء ، و اجهزة التكيف ، تم حفر ارضية المنزل لاستخراج كيبل الكهرباء الواصل من العمود بالشارع ، وحفرت الجدران لاخذ اسلاك التوصيلات الداخلية ، و كان من السهل سحبها دون الحاجة الى تدمير الجدار ، و لم يترك مفتاح او بلك او لمبة ، كان محزنآ تدمير الصور و اللوحات على الجدران ، بما فى ذلك صور الاسرة ، تم تمزيق و( تشتيت ) البومات الصور فى الحوش و على الارضيات ، الشهادات الجامعية و شهادات الابناء و الرقم الوطنى و شهادات الميلاد لا اثر لها ، و ربما تكون اسفل اكوام من الاوراق و المستندات تم العبث بها ، ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد محاولات تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء ..،
ما اثار النفس تحطيم اناتيك و مجسمات نادرة ، مجسم الكعبة المشرفة ، تاج محل ، قرن وحيد القرن ، ( خنجر يمنى اصلى ) ، ساعة ( الجيب ) المفضضة ورثة من الوالد عليه الرحمة ، و ساعة جوفيال و قلم باركر و مقتنيات موروثة ، شهادات تقديرية و وشاحات ، فقدان 12 فلاش تحتوى على ذاكرتى السياسية و الصحفية منذ اربعين عامآ ، تقديراتى ان البيت تعرض للسرقة و النهب فى ثلاثة موجات ، الاولى الاستيلاء على الوثائق و المستندات و الشاشات و ما خف وزنه و غلى ثمنه ، الثانية كانت للعربات ، و الثالثة القضاء تمامآ على الموجودات و تكسير اى حاجة تحتوى على النحاس و اخذه، و ما لم يسرق تم تحطيمه

المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات ، غرفة المكتب الرئيسية تعرض سقفها لقذيفة ومن الواضح ان المكتب تم حرقه بمواد حارقة ( الترابيز و الكراسى – سايحة – ) ، و تم استخدام مركزالطاقة الشمسية المجاور مقرآ للمجموعة رقم 27-28 من المليشيا ،بعد نهبه و سرقته تمامآ و تحويله الى مركز قيادى و مخزن للمسروقات فى الكونتينرات ، استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية ، هم يعرفونه جيدا،

مقر الهيئة الشعبية للشمال فى الخرطوم (3) وجدناه مسيج بشريط احمر ، ربما هناك جثث او مخلفات القصف تحت الركام ، اتخذته المليشيا ارتكازآ و مقرآ للسيطرة ، فهو يقع فى منطقة حاكمة من الطريق المؤدى للقسم الشمالى و السجانة او الى الخرطوم (2) و متفرعات نادى الاسرة ،الاخ الصادق من ساكنى جوار المقر وهو من اللذين قاوموا التهجير و ظل مع نفر قليل حتى التحرير ، قال شهدت قصف المقر بواسطة مسيرة و تدمير الارتكاز و قتل (13) من المليشيا تم دفنهم فيما بعد ،

بدأت تباشير العودة الى مربع (9) جبرة و المربعات المجاورة، تم اقامة ( تكية ) ، و يرابط شباب المنطقة فى حراسة ما تبقى من ممتلكات المواطنين ، محاولات جادة لاستعادة ضخ المياه بواسطة الطاقة الشمسية ، الحياة بدأت تدب فى السوق المركزى و سوق الشجرة ، مواصلات من ام درمان و بحرى للخرطوم و حتى الكلاكلات ،

ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث من فعل الشياطين ، لا يمكن لبشر سوى ان يفعل مثله ، اعادة الحياة رهينة بعودة الجميع خاصة الشباب ، و المشاركة فى آزالة اثار العدوان ، ما جرى لا يمكن وصفه بالسرقة او النهب هو يتعدى ذلك ، و ليس تدميرآ ، هو ابعد من ذلك ، و ليس حقدآ او غلآ ، هو اكثر من ذلك ،

محمد وداعة

14 مايو 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مياه الشرب بالجيزة تستقبل فريقًا طبيًا لتقديم الخدمات الصحية للعاملين
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • ماريان جرجس تكتب: الأجندة الصحية المصرية
  • مياه الشرب بالجيزة تستقبل فريقا طبيا لتقديم الخدمات الصحية للعاملين
  • محافظ بني سويف يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين خلال زيارته لوحدة دشطوط الصحية
  • محافظ بني سويف يتفقد انتظام سير العمل بالوحدة الصحية بدشطوط
  • الشاى الأسود يحتوى على مادة تحارب الشيخوخة
  • لا تعبث مع حرارة الصيف.. 5 أشياء إذا تركتها في سيارتك قد تنفجر أو تقتلك
  • حبيسة الأحلام  
  • صحة الخرطوم: انحسار ملحوظ للكوليرا بجبل اولياء واستقرار للاوضاع الصحية بالمحليات السبع