«شنقراي» يكشف عن حالة «غليان» شديدة وسط مكونات شرق السودان
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
رصد – نبض السودان
دعا رئيس المجلس المدني الانتقالي والامين العام السابق لمؤتمر البجا الامين شنقراي، جماهير الشعب السوداني بكل فئاته من النشطاء والسياسيين وشباب لجان المقاومة بالتفكير في آليات جديدة أخرى تستطيع أن تعبر عن مطالبهم بشكل أكثر شفافية وتشمل كل أطراف السودان.
محذرًا من انفجار الأوضاع في شرق السودان الذي قال بأنه في الأصل يعاني من هشاشة أمنية، مع استمرار عمليات التجييش وتسليح المدنيين، وتواجد عناصر النظام السابق بالولاية.
ودعا شنقراي في مقابلة مع “راديو دبنقا” جماهير الشعب السوداني من النشطاء والسياسيين وشباب لجان المقاومة بالتفكير في آليات جديدة مغايرة، للتي تتبناها تنسقية القوى المدنية والديمقراطية “تقدم”، حتى يتمكنوا من التعبير عن قضاياهم بشكل أفضل وتضم ممثلين من كل ولايات السودان المختلفة.
وأوصى بضرورة الاستفادة من ميراث الثورة التي قال بأنها جاءت بمفاهيم جديدة، متمثلة في تعزيز الشفافية والوضوح والتعامل الصادق مع الشعب السوداني، وقال موجهًا حديثه لقيادات “تقدم”، لايمكن أن تمارس عمل سياسي لفترة 3 ـ 4 سنة ويقود في نهايته إلى انفجار الأوضاع، الذي أدى بدوره إلى خروج 4 مليون سوداني ثم تأتي بنفس الوجوه ونفس الشخصيات ليبحثوا عن حل لهذه الأزمة، وتسائل أما كان من الاولى تجنب هذه الحرب وما كان من الأولى التصرف بمسؤولية.
وبرغم ترحيبه بمخرجات اجتماعات تنسيقية “تقدم” مع وفد قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، والذي قال برغم تحفظاته لكنه سيكون منصفًا في حكمه وقال إنَّ هنالك جانب إيجابي وآخر سلبي، وقال إنّ الإيجابي فيه يتعلق بالمقترحات التي دفعت بها “تقدم” والمتعلقة بوقف اطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ممتدحًا تلك المساعي قائلًا: “أننا كسودانيين نرحب باي خطوة تؤدي لوقف نزيف الدم السوداني ومن شأنها تحدث حالة من الانفراج”.
واعتبر في ذات الوقت أن الجانب السلبي يتعلق بمجموعة “تقدم” نفسها والتي وصفها بالنادي المغلق لمجموعة صغيرة قال بأنها ليست لها جذور داخل السودان في الوقت الحالي بالتحديد. واتهمها بالمشاركة في ما وصفه بالفشل التاريخي ورأى إنه كان يجب عليها أن تعتذر للشعب السوداني عن الأخطاء التي ارتكبتها خلال مشاركتها في السلطة في الفترة الانتقالية، وذكر أن الحرية والتغيير أعادت نفسها باسم جديد تحت لافتة تنسيقية القوى المدنية “تقدم”.
وأعاب على قيادات تنسيقية “تقدم” بأنها تعمل الآن داخل غرف مغلقة على إعادة صياغة السودان وبناء الدولة السودانية، وإعادة هيكلتها من جديد مع تفاصيل أخرى كثيرة مؤكدًا أن شكل الأزمة وحجمها كبير وفيها جهات كثيرة متداخلة، ورأى بأن هنالك غياب تام لبقية الأجسام وتسائل عن تمثيل لجان المقاومة وإنسان الشرق والشمال ودارفور، وقال أين أصوات الغاضبين في مروي وعطبرة وغيرها من أقاليم السودان داخل التنسيقية.مشيرًا إلى أن هنالك وجوه ظلت تسيطر على المشهد منذ أيام الثورة وإلى أيام حكومة حمدوك ومابعدها وحتى اندلاع الحرب باستمرار، قال بأنها محصورة في 5 إلى 6 وجوه ظلت تكرر دائمًا وذكر بأنها تريد أن تفرض نفس الرأي مرة أخرى على الشعب السوداني. واعتبر أن تلك الممارسات تتجافى مع قيم الثورة السودانية.
وقال شنقراي إن حديثه ينطلق من واقع تجربة شخصية عاشها في الخرطوم وتعامل من خلال مشاركته في الأيام التي سبقت التوقيع على الاتفاق الإطارئ، وقال إنَّه أبدى كثيرًا من الملاحظات مزجيًا لهم النصح، بلغ به الأمر أن اجتمع مع ممثلي الاتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية “الايقاد”، ومبعوث الأمين العام للأمم فولكر بأن الطريقة التي تدار بها العملية السياسية ستؤدي إلى انفجار وأزمة، وقال إن كل توقعاته قد حدثت بالفعل والشاهد على ذلك اندلاع الحرب.
ووصف رئيس المجلس المدني الانتقالي الوضع الأمني في شرق السودان خاصة مدينة بورتسودان بأنه يعاني من هشاشة أمنية شديدة، ونبه إلى وجود تحرك من تحت “قاعدي” وحالة غليان شديد وسط مكونات شرق السودان من البجا وشمال وجنوب بورتسودان ومناطق طوكر وكسلا، ورأى بأنّ هنالك مهددات أمنية كثيرة تواجه الولاية تمثلت في الازدحام الكبير من النازحين، القادمين إلى شرق السودان، بجانب وجود جماعة النظام السابق في مدن الولاية بورتسودان وكسلا والقضارف وتحركاتهم بحرية، مع دعوات التجييش وتسليح وشكك في عمليات توزيع السلاح تحت ستار الاستنفار محذرًا من أن تلك الخطوات لديها خطورة على مستقبل المنطقة ومن شأنها تقوض الأمن في الظروف الحالية.
ووجه انتقادات شديدة لوزير المالية خاصة في أسلوب إدارته للميناء التي أًصبحت تحت تصرفه مباشرة، وطريقة تبديده للأموال التي تأتي من الإيرادات اليومية لهيئة الموانئ البحرية، وكيفية تصريفه وتوزيعه لها دون دفع مستحقات العاملين، مشيرًا إلى أن هيئة الموانئ أكبر مخدم في ولاية البحر الأحمر وترتبط بمعاش الناس، معتبرًا أن هذه المواقف تساهم في توليد الغبن والغضب وتلقي بظلال كثيفة وسط مواطني الولاية وتلعب دورًا في تهديد الوضع الأمني.
ولم يخفي شنقراي مخاوفه من نقاشات وحوارات تدور وسط المواطنين تتناول البحث عن مستقبل شرق السودان، وقال إنَّ اصطدم بتلك الأفكار أثناء طرحه لفكرة المجلس المدني الانتقالي، الذي قال بأنه مشروع لبناء الدولة السودانية على أساس الوحدة وليس الانقسام وتابع” هذا المشروع يضم كل المشتركات التي تجمع بيننا كلنا كسودانيين”. من مختلف الولايات والمكونات، لكنه فوجئ بدعوة البعض يطالب بطرح خيار تقرير مصير لإنسان شرق السودان، معتبرًا إنَّها إشارات مزعجة تتعارض مع مشروعه، مؤكدًا أن وحدة السودان هي الحل وقال إنَّ الانشقاقات والتقسيم لن يقود إلى خطوات متقدمة إلى الأمام. وتعهد بأنه سيعمل جاهدًا عبر الحوار لإقناعهم وإثنائهم عن تبني تلك الافكار، مبديًا تفهمًا واضحًا لأوضاعهم مشيرًا إلى أن تعرضوا لمظالم تاريخية أهملت فيها الدولة التنمية دون تقدير لتضحياتهم التي قدموها من أجل الوطن رغم معناتهم الطويلة، لكنه رفض أن تلك الأسباب دافعًا أو مبررًا للدعوة للمطالبة بخيار التقسيم.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: حالة عن يكشف الشعب السودانی شرق السودان قال بأنه وقال إن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم
قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة، إن الجيش انسحب من حقل هجليج بغرب كردفان لتجنيب حقول النفط الخراب والتدمير، حيث قالت مصادر عسكرية، إن قوات الدعم السريع شنت هجوما على اللواء تسعين التابع للجش بمدينة هجليج.
وبحسب المصدر فقد أُجلي العاملون المدنيون من حقل هجليج وفُعلت احتياطات السلامة في الحقول النفطية، في حين قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن الحقل هو الأكبر في السودان.
وكانت مصادر عسكرية قالت للجزيرة، في وقت سابق، إن قوات الدعم السريع هاجمت اللواء تسعين التابع للجيش في هجليج، مضيفة أنها تسعى للسيطرة على المدينة التي تضم عددا من حقول النفط وتعمل فيها شركات أجنبية انسحبت نحو جنوب السودان بعد هجمات استباقية بمسيرات الدعم السريع.
وفي تطور ميداني آخر أعلن الجيش السوداني أنه حقق تقدما في الجنوب وسيطر على مواقع لقوات الدعم السريع في ولايات كردفان الثلاث.
في الأثناء أعلن مصدر أمني مقتل 4 أشخاص في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الرَهَد بولاية شمال كردفان.
أما جنوبا، فقال الجيش إنه صد هجوما بالمسيّرات شنته قوات الدعم السريع في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد.
من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع الحكومة السودانية بجلب مواطنين أبرياء من ولايات مختلفة إلى ما يسمى بمخيم العَفّاض بمدينة الدّبة بالولاية الشمالية، لأغراض سياسية.
وقالت في بيان إنها ظلت تتابع من كثب تحركات مريبة لما سمتها عصابة بورتسودان وكيانات مرتبطة بالاستخبارات العسكرية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى نسج مؤامرة ونشر تقارير ملفقة عن اغتصاب جماعي، وفقا للبيان.
ووصف البيان شبكة أطباء السودان بأنها واجهة لدوائر أمنية معروفة، روجت لتعرض نساء للاغتصاب أثناء نزوحهن من الفاشر مطلقة الاتهامات جزافا. وكانت الشبكة قالت أمس، إن فرقها بمخيم العَفاض وثقت تعرض 19 حالة اغتصاب من جانب قوات الدعم السريع.
نزوح جماعي
على الصعيد الإنساني أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الأحد، نزوح قرابة 450 شخصا الجمعة الماضية فقط، من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد بسبب تفاقم انعدام الأمن مع تصاعد انتهاكات قوات الدعم السريع.
إعلانوتعاني كادوقلي من حصار تفرضه الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان– شمالا بقيادة عبد العزيز الحلو منذ الشهور الأولى للحرب، وهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة.
ولا توجد إحصائيات عن عدد الأهالي في كادوقلي، لكنها شهدت موجات نزوح كبيرة على فترات إلى الأطراف والمناطق المحيطة.
ووفق تقديرات أممية، فرّ أكثر من 41 ألف شخص من العنف المتصاعد في ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان خلال الشهر الماضي.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.