الأسبوع:
2025-12-13@05:37:13 GMT

الاقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

الاقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة

يعرف الاقتصاد الدائرى على أنه اقتصاد تصميمى يهدف إلى الحفاظ على المنتجات والمواد فى أعلى فائدة، وقيمة لها واستخدامها أكثر من مرة، يعد الاقتصاد الدائرى منهجًا مناسبًا لإجراء الانتقال من النماذج الاقتصادية الحالية ذات الطبيعة غير المستدامة إلى النماذج ذات الطبيعة الأكثر استدامة، وبدأ الاهتمام بالاقتصاد الدائرى فى أواخر الستينيات بهدف توفير بديل أفضل للنماذج الاقتصادية المهيمنة على الصناعة، والتى أدت إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور البيئة، ويهدف الاقتصاد الدائرى إلى تشجيع الاعتماد على ما يسمى بأنماط إنتاج إغلاق الحلقة داخل النظام الاقتصادى، مما يحقق توازنًا بين الإنتاج الصناعى، والحفاظ على البيئة، ويركز الاقتصاد الدائرى على عدة دعائم مثل إعادة التدوير، ومراعاة الأبعاد البيئية للعمليات الصناعية، والتركيز على مبادئ التكامل الصناعى، والاهتمام بالتصميم المتجدد بالإضافة إلى تحول أنماط الاستهلاك، ويتميز الاقتصاد الدائرى بفكر شمولى ومنهجى فيما يتعلق بتدفق المواد والطاقة، للوصول إلى تعظيم القيمة المضافة مع الحد من الآثار السلبية من خلال إغلاق حلقات المواد، وضمان المشاركة المجتمعية.

ويهتم الاقتصاد الدائرى بالإنتاج والاستهلاك من حيث إعادة هيكلته وتنظيمها من جديد من خلال هيكلة تصميم سلاسل الإمداد والتوريد، والابتكار وتطوير التكنولوجيا، والتغير فى سلوك المستهلكين والسياسات والتنظيمات التى تمكن لهذه التغيرات، فالاقتصاد الدائرى يحفز على استخدام التكنولوجيا لدعم خلق منتجات وأنظمة تتم فيها إعادة استخدام المواد، وإعادة تدويرها وإعادة تصنيعها والتوجه نحو سياسة التشارك بدلاً من الامتلاك من خلال تحويل الملكية من المستهلك إلى المنتج، ويساعد على تقليل استخدام الموارد إلى أدنى حد ممكن، وتقليل الحاجة من مدخلات جديدة من الموارد والطاقة مما يقلل الضغط البيئى المرتبط بدورة حياة المنتجات، ومن أهم المؤشرات التى من خلالها يمكن التنبؤ بأهمية الحاجة نحو الاقتصاد الدائرى فى مصر منها على سبيل المثال ارتفاع حجم المخلفات الالكترونية حيث بلغ حجم المخلفات الالكترونية حوالى 90 ألف طن سنويا يأتى 58% منها من القطاع الخاص، و23% من المنازل، و19% من القطاع العام، ووفقًا لتقرير إدارة المخلفات الصلبة بجهاز شئون البيئة المصرى، تنتج مصر 90 مليون طن من المخلفات تبلغ حصة المخلفات البلدية منها حوالى 22 مليون طن سنوياً بمعدل 59 ألف طن يوميًا من المخلفات البلدية الصلبة، و30 مليون طن من المخلفات الزراعية، 2.9 مليون طن من المخلفات الصناعية مما يعنى أن الماد الخام لتوليد الطاقة من النفايات متوفرة بشكل كبير، ومع ذلك نجد أن نسبة الاعتماد على طاقة النفايات فى مصانع الأسمنت لا تتعدى 4% من المتوسط، فإن ثروة مصر من النفايات ضخمة جدًّا ولكنها للأسف لا تستغل على الوجه الأمثل، ويبلغ حجم النفايات المستخدمة فى إنتاج الوقود البديل فى مصر 1.2 مليون طن سنويًا، ويرى منتجو الأسمنت أنه لا توجد رؤية على المدى الطويل فى مصر للتحول للطاقة البديلة، مدللين على ذلك بأن الحكومة ظلت لسنوات طويلة تدعم الوقود التقليدى، كما أن المحروقات التى تستخرج من القمامة يمكن استغلالها كبديل للفحم لأنها الأرخص سعرًا، وبالنسبة للمستهلكين المصريين، فإن إعادة استخدام منتجاتهم فى شكل أفضل ستودى إلى ارتفاع قوتهم الشرائية حيث ستكون تكلفة تجديد، وإعادة تدوير منتجاتهم أقل من شراء منتجات جديدة، وبالتالى فإن ميزانياتهم ستشهد تحسنًا واضحًا بسبب انخفاض إنفاقهم على السلع الجديدة، أما بالنسبة للاقتصاد المصرى، فالتوسع فى أنشطة الاقتصاد الدائرى ستوثر على انخفاض حجم النفايات الضارة من المنتجات التى تم التخلص منها، وكذلك تحسنًا فى عملية الإنتاج التى تعتمد على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالى تحسن جودة الهواء، وتقليل التلوث مع تعظيم الإيرادات من الإنتاج، وإضافة المزيد من القيمة المضافة إلى الاقتصاد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: من المخلفات ملیون طن

إقرأ أيضاً:

محمد مجيد: الاقتصاد الدائري لم يعد رفاهية بل ضرورة لإطلاق طاقات صناعة البلاستيك ورفع القدرة التنافسية للصادرات المصرية

- مصر حققت نموًا  في صادرات الـPET المعاد تدويره بنسبة 66% خلال ثلاث سنوات

أكد  محمد مجيد، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، أن مفهوم الاقتصاد الدائري أصبح اليوم أحد أهم المحاور التي تشغل الصناعة العالمية، ولم يعد مجرد توجه ثانوي أو فكرة بيئية، بل تحول إلى ركيزة اقتصادية قادرة على خلق فرص استثمارية هائلة وزيادة القيمة المضافة للمنتجات، وعلى رأسها صناعة البلاستيك.

وقال مجيد خلال مشاركته في ندوة " نحو اقتصاد دائري في سلاسل القيمة للبلاستيك " والتي عقدت  اليوم علي هامش الدورة السادسة " باك بروسيس " إن العالم يشهد تغيرًا مستمرًا في متطلبات الأسواق الدولية، ما يفرض على الصناعة المصرية مواكبة هذا التطور واعتبار الاقتصاد الدائري نموذجًا أساسيًا للإنتاج.


وأوضح أن النموذج التقليدي المعتمد على “الإنتاج ثم الاستهلاك ثم التخلص” لم يعد مناسبًا، حيث يهدر موارد اقتصادية ضخمة ويزيد من التحديات البيئية.

وأشار إلى أن الاقتصاد الدائري يعتمد على خمس مراحل رئيسية تشمل:
التصميم – الإنتاج – الاستهلاك – إعادة التدوير – إعادة التصنيع، وخلق منتج جديد  موضحًا أن مرحلة التصميم تمثل 80% من حجم النفايات الناتجة في النماذج التقليدية، ما يعني أن تطوير المنتج من البداية هو العامل الأكثر تأثيرًا في نجاح الصناعة واستدامتها.

وأضاف مجيد أن ما يتم التخلص منه كنفايات اليوم هو في الواقع “ثروة اقتصادية” يمكن أن تصبح خامات صناعية استراتيجية، معتبرًا ذلك أساسًا لتغيير الفكر الصناعي والتحول إلى نموذج أكثر كفاءة وقدرة على توليد فرص عمل واستثمارات جديدة.

وفي استعراضه لتجارب دولية ناجحة، أوضح أن هولندا رفعت صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره إلى مليار يورو بمعدل نمو 42%، بينما حققت ألمانيا صادرات بلغت 1.9 مليار يورو، وتقدمت شركات عالمية مثل BASF و DSM في استخدام تقنيات إعادة التدوير الكيميائي لإعادة البلاستيك إلى مواده الأولية. كما أشار إلى أن اليابان حققت نتائج بارزة في الاعتماد على تكنولوجيات متقدمة لإعادة تدوير البلاستيك لمنتجات عالية القيمة مثل ألياف الكربون.

أما عربيًا، فقد رفعت الإمارات صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 22% خلال سنوات قليلة، بينما تمتلك مصر – بحسب مجيد – فرصة ذهبية لقيادة هذا القطاع نظرًا لامتلاكها قاعدة صناعية ضخمة وخبرات فنية ومخزونًا كبيرًا من المواد القابلة لإعادة التدوير.

وكشف أن مصر حققت نموًا لافتًا في صادرات الـPET المعاد تدويره حيث ارتفعت من 165مليون دولار (2019)الي 275 مليون دولار(2022)  بنسبة نمو تصل الي 66% ، مؤكدًإن هناك الكثير من الشركات المخليه التي اصبحت موردا رئيسيا لاسواق أوروبا وتدخل بالفعل في سلاسل توريد محليه ودوليه

وقال أن حجم الفرص المتاحة لا يزال أكبر بكثير إذا تم تبني سياسات واضحة وتشجيع الاستثمار في تقنيات إعادة التدوير وتصنيع المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.

دعا مجيد إلى تبني رؤية وطنية واضحة لدعم الاقتصاد الدائري في قطاع البلاستيك، مؤكدًا أن إعادة تدوير 30% فقط من المخلفات البلاستيكية في مصر كفيل بتغيير خريطة الصناعة ورفع الصادرات بصورة ملموسة.
تابع  أن التحول الأخضر أو الاقتصاد الأخضر هو اتجاه عالمي حالي ويعدهدفاً استراتيجياً تضعه الدولة على مختلف الأصعدة
. وشدد مجيد على ضرورة التوافق مع هذا الاتجاه العالمي ، مشيراً إلى أن الفكرة لا تقتصر على متطلبات الاتحاد الأوروبي، بل هي توجه عالمي شامل .

وأوضح مجيد أن هذا التحول يبدأ من التشريع والمواصفة، التي تحدد للمصنع كيفية وضع التصميم اللازم لمنتج قابل لإعادة التدوير، أياً كانت نوعية هذا المنتج 
وتابع أن العمل ضمن هذا المفهوم يهدف إلى تقليل الاستهلاك، لا سيما تقليل استهلاك الطاقة والبصمة المائية
وأشار إلى أن البصمة المائية تشمل أنواعاً مختلفة مثل الزرقاء والبيضاء والرمادية

ولفت المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة إلى أن فكرة الاقتصاد الدائري يفضل تسميتها "سلسلة القيمة المضافة، موضحاً أنها لا تبدأ من عملية الإنتاج بل تبدأ من المورد الذي يورد للمنتج
وأكد أن هذا المنهج يضمن تحقيق المسؤولية المجتمعية للمنتج واستمراريته .

واختتم مجيد تصريحاته بالإشارة إلى أن العديد من الدول تبنت إجراءات صارمة في هذا المجال، مستشهداً بحالات مثل كينيا والهند اللتين منعتا استخدام شكائر وأكياس البلاستيك . كما نوه إلى أن الدول التي لا تمتلك تصنيعاً متقدماً يتم مطالبتها بشكل غير مباشر بتطبيق هذه المتطلبات عند ورودها من تكتلات مثل الاتحاد الأوروبي

مقالات مشابهة

  • إعادة على جميع المقاعد فى الدائرة الثالثة بالفيوم
  • من إلغاء قيصر إلى إعادة الإعمار.. مرحلة جديدة تنتظر الاقتصاد السوري
  • برلماني: دعم البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر
  • محمد مجيد: الاقتصاد الدائري لم يعد رفاهية بل ضرورة لإطلاق طاقات صناعة البلاستيك ورفع القدرة التنافسية للصادرات المصرية
  • كنز النفايات .. خارج حسابات الحكومة
  • التصديري للصناعات الكيماوية: الاقتصاد الدائري لم يعد رفاهية… بل ضرورة لإطلاق طاقات صناعة البلاستيك
  • «راكز» تحصد الجائزة الفضية عن «أفضل مبادرة لتحويل النفايات»
  • نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بميادين القاهرة والجيزة
  • 202 مليون يورو تمويلات ميسرة ومنح تنموية لا ترد من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والاتحاد الأوروبي لتعزيز شبكة الكهرباء في مصر
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستقبل النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث نتائج الزيارة ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع البنك