لماذا تستمر هايلي في الانتخابات التمهيدية رغم هزائمها المتتالية؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
على الرغم من خسائرها المتتالية، وآخرها في عقر دارها، ولاية ساوث كارولاينا، ترفض نيكي هايلي الانسحاب من سابق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي الذي اكتسحه منافسها، الرئيس السابق دونالد ترامب.
وحقق ترامب، السبت، فوزا سهلا في مسقط رأس سفيرته السابقة في الأمم المتحدة، ليقترب من نيل ترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة على التوالي.
وكان ترامب الأوفر حظا للفوز في الولاية الجنوبية، على الرغم من قائمة التهم الجنائية الموجهة إليه ووضع هايلي لأن الولاية هي مسقط رأسها وسبق لها الفوز هناك بمنصب الحاكم لفترتين.
وفي تقرير عن الأسباب التي تجعل هايلي مصممة على مواصلة السباق، قالت مجلة إيكونوميست إنه يمكن التسامح مع فكرة هزيمتها في أول سباقين في أيوا ونيوهامشير، "لكن الإهانة التي عانت منها في الرابع والعشرين من فبراير وخسارتها بفارق 20 نقطة مئوية في مسقط رأسها كان أمرا قاتلا".
ومع ذلك، فقد استخلصت هايلي شيئا يبعث على الأمل، وهو أنه رغم الهزيمة، فقد حصلت على 40 في المئة من الأصوات في ساوث كارولاينا وهو نفس الرقم الذي حصلت عليه في نيوهامشير، وفق ما صرحت به. وأضافت: "أعلم أيضا أن 40 في المئة ليست مجموعة صغيرة".
وتعهدت بمواصلة حملتها حتى الخامس من مارس على الأقل، في إشارة إلى التصويت في يوم الثلاثاء الكبير، الذي يرى مراقبون أنه سيحدد بشكل رسمي مرشح الحزب.
وتشير إيكونوميست إلى أنها مستمرة في المنافسة لأن التمويل لم يتوقف، وهي تحظى بشعبية غير عادية بين المانحين الذين يرفضون ترشح ترامب في حزبها، ويقدمون لها مساهمات مالية سخية.
وحصلت هايلي على 16.5 مليون دولار في يناير وحده، وفي تشارلستون بساوث كارولاينا بدت مظاهر هذا التمويل في الحفل الفاخر الذي أقيم ليلة الانتخابات.
وتشير المجلة إلى أن بعض استطلاعات الرأي تظهر تقدمها التصويت الشعبي الوطني بهامش يصل إلى 16 نقطة أو نحو ذلك، لكن هذا لا يعكس حقيقة المنافسة في نوفمبر بقدر ما يعكس السخط واسع النطاق تجاه المرشحين كبار السن في الأحزاب الرئيسية.
والفوز في الانتخابات العامة يتطلب الفوز في الانتخابات التمهيدية، ويتطلب ذلك الفوز في مسابقات متعددة على مستوى الولايات، لكن هيلي تعاني حتى من أجل الفوز بواحدة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري لبناني لـ عربي21: إسرائيل تستمر في خرق وقف النار لتحقيق أهداف سياسية
تناول العميد ناجي ملاعب، الخبير الاستراتيجي والعسكري اللبناني، في حوار خاص مع موقع “عربي21” آخر التطورات على الحدود اللبنانية الجنوبية، مشيرا إلى استمرار التصعيد الإسرائيلي رغم التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد العميد ملاعب أن الهجمات الإسرائيلية لم تتوقف منذ أكثر من أسبوع، مضيفا أن الآلية المعتمدة لوقف إطلاق النار كانت محددة بـ60 يوما لتنظيف المنطقة التي تتمركز فيها قوات الطوارئ الدولية جنوب نهر الليطاني من كافة الأسلحة والذخائر، وفرض انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى والنقاط والتلال المحتلة وفق قرار مجلس الأمن الدولي 1701. لكنه أشار إلى أن إسرائيل لم تلتزم بهذه الآلية، بينما التزمت لبنان بالقواعد المحددة.
وأوضح ملاعب أن الاحتلال الإسرائيلي تبنى منذ عام 2006 استراتيجية دفاع خارج حدوده، معتبرة أن حزب الله يشكل تهديدا استراتيجيا يتجاوز لبنان إلى محاور إقليمية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت ضمنيا على هذه الاستراتيجية، كما أعلنه الرئيسان بايدن وترامب في مناسبات سابقة، وهو ما ساهم في غياب أي استنكار دولي لما تقوم به تل أبيب في لبنان وسوريا.
وردا على اتهامات الاحتلال إلى لبنان وحزب الله بتسليح مناطق الجنوب، أوضح العميد ملاعب أن أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أعلن مباشرة بعد وقف إطلاق النار التزام الحزب بالقرار 1701 كاملا، وتعاون مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفل لتفريغ المناطق من أي أسلحة غير شرعية، حيث أشار تقرير الجيش اللبناني في اب/أغسطس الماضي إلى إنجاز 90% من السيطرة على الأسلحة خارج الشرعية اللبنانية في الجنوب.
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية بدورها ملتزمة باستراتيجية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية، لكنها تواجه تحديات بسبب ضعف إمكانات الجيش اللبناني الذي يضطلع بعدة مهام مدنية وأمنية إضافية، من بينها الدفاع المدني وتأمين الطرقات وحماية المزارع.
وأكد ملاعب أن إسرائيل تتحدث صراحة عن تجاوز اتفاق وقف إطلاق النار وإقامة تفاهمات أمنية مشابهة لما يحدث حاليا بين دمشق وتل أبيب، لكن لبنان يتمسك بسيادته ومبدأ عدم وجود أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية.
وأشار العميد إلى أن الجيش الإسرائيلي سبق أن تكبد خسائر كبيرة في الجنوب خلال العدوان الأخير، وأجبر على الانسحاب من المواقع التي حاول احتلالها، كما قال رئيس الأركان الإسرائيلي حينها: "تراجع العدو وإرجاعه 6 كيلومترات عن المستوطنات".
وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية التدخل المباشر، اعتبر العميد ملاعب أن إسرائيل تمتلك استقلالية واسعة في اتخاذ قراراتها العسكرية والأمنية، مع استمرار التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، بما يشمل إشرافا على العمليات في غزة وسوريا.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه خلال الشهر الأخير نفذت القوات الإسرائيلية أكثر من 25 غارة على جنوب لبنان، بينها هجوم على موقع استراتيجي يعرف باسم "كشمير"، يستخدمه حزب الله لإنتاج الصواريخ، بحسب زعمها.
كما أشارت إلى مقتل نحو 340 عنصرا من الحزب منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بينهم ثلاثة خلال الـ24 ساعة الأخيرة. ولم يصدر أي تعليق فوري من السلطات اللبنانية أو حزب الله على هذه الأرقام.
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية تصعيدا واسعا، مع تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات يومية على عدة بلدات، وتوجيه إنذارات بالإخلاء لمواطنين ضمن أوسع إنذار منذ سريان وقف إطلاق النار.
ومنذ تطبيق الاتفاق في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ارتكب الاحتلال آلاف الخروقات أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من اللبنانيين.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار أنهى عدوانا إسرائيليا واسعا على لبنان في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تحول إلى حرب شاملة في أيلول/سبتمبر 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف شهيد وأكثر من 17 ألف جريح. ويتحدى الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق من خلال استمرار احتلال خمس تلال في جنوب لبنان وسيطرتها على مناطق أخرى منذ عقود.