موسكو تنشر اعترافات المهاجمين وداعش ينشر صورهم قبل العملية
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
نشر تنظيم داعش الارهابي صورا لاربعة عناصر في صفوفه قال انهم مقاتليه وقد "كانوا مسلَّحين ببنادق رشاشة ومسدّس وسكاكين وقنابل حارقة" نفّذوا الهجوم على مركز تجاري في موسكو، والذي أدى لمقتل عشرات الأشخاص.
وقتل نحو 155 شخصا في هجوم دامي على مركو وقاعة الحفلات الموسيقية في موسكو يوم الجمعة، وقد نشرت وسائل الإعلام الروسية مقاطع فيديو خلال استجواب ثلاثة رجال متهمين في تنفيذ الهجوم
وقال التنظيم في بيان نشره على تليغرام: "اقتحم المقاتلون القاعة وشرع ثلاثةٌ منهم بإطلاق النار على الحشد، في حين انهمك المقاتل الرابع بإضرام النيران بواسطة قنابل حارقة".
وقالت السلطات الروسية، اليوم السبت، إنها ألقت القبض على 11 منهم أربعة يشتبه في أنهم مسلحون لهم صلة بالهجوم على مبنى "كروكس سيتي هول"
ويقول احد المتورطين واسمه شمس الدين فريدون، أنه ولد في 17 سبتمبر 1998 وقال كنت في رتركيا حيث انتهت صلاحية جواز سفري فريدون قال أنه ورفاقه أطلقوا النار على الناس في "كروكس سيتي هول" من أجل المال وقد حصل على وعود بمليون روبل (10800 دولار) لتنفيذ الهجوم، وادعى أنه حصل على نصفها بالفعل عن طريق تحويل المبلغ لبطاقة مصرفية خاصة به، وانكر معرفته بالاشخاص الذين دفعو المالي "تواصلوا معه عبر تطبيق "تلغرام".
رجل آخر يتحدث باللغة الطاجيكية، ويتم استجوابه من خلال مترجم كان يعيش في نزل مع المهاجمين المشتبه بهم الآخرين الذين يقفون وراء هجوم يوم الجمعة واشار الى انه يتواصل مع أفراد باسمي عبد الله ومحمد، لكن لم يكن من الواضح إلى من كان يشير بالضبط.
رجل ثالث عرّف رجل قال ان اسمه رجب علي زاده وادعى بانه ألقى السلاح في طريقه إلى مقاطعة بريانسك مع شركائه.
اما محمد صبير فايزوف، اقر بتسلمه وثائق الإقامة في روسيا في المطار مباشرة من أشخاص لا يعرفهم، وفقما نقلت وسائل إعلام روسية.
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
انتخبونا — اعترافات مرشحٍ سكران
آخر تحديث: 26 أكتوبر 2025 - 10:59 ص بقلم:د. نوري حسين نور الهاشمي خرجتُ فجراً من أحد دور الفجور التي ازدحمت بها بغداد كأنها تُقيم مهرجانًا للخيانة الوطنية، أترنّح على ذراعِ عاهرةٍ من بقايا الليالي الحمراء، أبحث عن توازنٍ لا أجده إلا في زجاجة.كنتُ ثملاً، نعم، لكنّ الصباح ينتظرني بخطبةٍ انتخابيةٍ، وجمهورٍ جُمع كما تُجمع الخراف: وعدوهم بلفةِ فلافلٍ وزجاجة ماء، فجاؤوا يسمعون الوعود.وقفتُ أمامهم فوق منصّةٍ مرتجلةٍ من صناديق فارغة، وقلتُ بصوتٍ تائهٍ بين السكر والوقاحة:
انتخبونا…
فنحن قدركم الذي لا فكاك منه!
انتخبونا لتستمر ليالينا الحمراء، وكي تبقى أوتاد الخمر مغروسةً في جسدِ هذه البلاد.انتخبونا لنزيد فيكم الفاحشة قليلاً، ولنسرق لقمةَ الخبز من أفواهِ أولادِكم، ونترككم تتقاتلون على كيس طحينٍ أو فتاتِ راتب.
انتخبونا كي نبصق عليكم من جديد، ونضحك على سذاجتكم كما نفعل كل دورةٍ انتخابية!
نعم… نحن من يوزّع القوائم؛ نغيّر الأسماء فقط.
لا تصدقوا أننا مختلفون، فكلّنا أبناءُ حزبٍ واحد: حزبُ السرقة والنهب المقدّس.
انتخبونا لنحمي مصالحنا العائلية بالقوانين التي نكتبها بأقلامٍ ملوّثة، ثم نعلن عنها إصلاحًا دستوريًا.
فنحن نعرف من أين تُؤكل خزائنُ الدولة، ونملك قدرةً سحريةً على جعل الخيانة مادةً قانونية. نسنّ التشريعات كما يسنّ الجزار سكينَه؛ لا نُشرّع إلا ما يزيد أرصدتنا، ولا نحذف مادةً إلا إذا هَدّدَت امتيازاتنا.
انتخبونا، فنحن نعرف كيف نحول الوطن إلى شركةٍ خاصّةٍ نرثها لأبنائنا، ونسجّل أسهمَها بأسماءِ زوجاتِنا في دبي.
انتخبونا لأننا لا نحبّ الوطن إلا حين نبيعه، ولا نذكر الشهداء إلا في مواسم الدعاية، ولا نحترم الفقراء إلا حين نصعد على أكتافهم.
انتخبونا كي نستمر في تزييفِ شهاداتِنا، وتزويقِ خطَبِنا، وتزويرِ تاريخِنا.
نحن الذين كتبنا كتبًا عن الوطنية ولم نقرأ منها سطرًا، ورفعنا شعارات الإصلاح ونحن نضحك خلف الكواليس على من يصدّقها.
انتخبونا لأننا بارعون في تمثيل دورِ المنقذ، ولو خُنّا كلَّ الأمانات.
نحن لسنا سياسيين… نحن فنّانو الخديعة؛ نعرف كيف نرسم ابتسامةً زائفةً تُبكيكم من الفرح.
نحن الذين نرفع رايةَ الحسين نهارًا، ونرقد في أحضانِ الرذيلة ليلًا.
نحن الذين جعلنا من اسمِ الدين مطيّةً إلى بنوكِ سويسرا، ومن صوتِكم جسرًا إلى حساباتِنا الخاصة.
أتدرون من نحن؟
نحن شياطينٌ بأجسادٍ بشرية.
كنا نعيش على فتاتِ الدول، واليوم أقلُّ صعلوكٍ فينا يملك ملايينَ الدولارات، وصعلوكنا الكبير بلغت ثروتُه سبعينَ مليارًا.
انتخبونا لنحرمَ شبابَكم من وظائفِ الدولة، ونوزّعها كجوائزَ لعصاباتٍ صغيرةٍ ترتدي زيّ الحزب.
فكلُّ وظيفةٍ عندنا وعدٌ انتخابي، وكلُّ راتبٍ نمنحه ولاءً مسبقَ الدفع. نعطي المناصب لا للكفاءة، بل لمن يجيد السُّجود تحت أقدامِنا. من يعترض يُنسى في زاويةِ البطالة، ومن يصفّق نُعيّنه مستشارًا فخريًا في حكومةِ الخراب.
انتخبونا لنحوّلَ الأنديةَ الرياضية إلى محطاتِ غسلِ أموالٍ، ونعلن عن “مشاريع وطنية” لتبييض الملايين.
ففي كلِّ ملعبٍ نرفع شعارًا، وفي كلّ صفقةٍ نزرع بنكًا. نحول هتافَ الجماهير إلى تصفيقٍ مصرفي، ونشتري اللاعبين كما نشتري الذمم. الرياضة عندنا ليست فرحًا، بل غطاءٌ أنيقٌ لسرقةٍ ضخمة.
انتخبونا، فنحن روّادُ الاستثمارِ في فقرِكم!
سنبني لكم مدارسَ خاصّةً كي يتعلّمَ أبناؤكم كيف يكون الجهلُ بثمنٍ، وجامعاتٍ لا يدخلها إلا من ورث الملايين من فسادِنا.
سنفتح مستشفياتٍ خاصةً تُنقذ من يدفع أولًا، وتترك من لا يملك سوى الدعاء.
نحن من حوّل التعليم إلى سلعةٍ، والصحة إلى صفقةٍ، والعلم إلى شهادةٍ بلا علم.
انتخبونا لتدفعوا أجورَ الطب والتعليم من دمائكم، وتصفقوا لنا لأننا سمّينا السرقة “استثمارًا في المستقبل”.
انتخبونا لنجعل من ذكرى الشهداء مهرجانًا دعائيًا، ومن صورهم خلفيةً لحفلاتِ جمعِ التبرعات لموازينَنا الخاصة.
نقف على دمائهم بخطبةٍ باكية، ونقلبُ المأتمَ إلى حفلةِ تمويل. نبيع المظلومية في أكياسٍ مزخرفةٍ، ونشتري بها جوازاتٍ أجنبيةً لأبنائنا. شهداؤكم سلعةٌ، ودماؤهم مطرٌ يروي بساتينَ حساباتِنا.
انتخبونا لنزيد مجمَّعاتِنا السكنية المحصّنةَ بالأسوار، ونزيد تكديسَكم في بيوتٍ خربةٍ تسكنها الرطوبة واليأس.
نحن من نعيش في أبراجٍ تطلّ على خرابِكم، ونشرب القهوة ونحن نراكم تتشاجرون على مولِّدةٍ أو خزان ماء.
انتخبونا لأننا لا نطيق أن نراكم قريبين منا؛ فكلما اتسعت أحياؤنا ضاقت أزقّتُكم.
سنبني لأنفسنا مدنًا داخل المدن، ونترككم تمشون حفاةً في طرقٍ بلا رصيف، وتنتظرون رحمةَ السماء لأن رحمتَنا باهظةُ الثمن.
انتخبونا كي نزيد الضرائب، ونبقي المستشفيات بلا دواء، ونترك أطفالَكم يدرسون في مدارسٍ بلا نوافذ.
نحن أصحابُ “قبقابِ عديلة”، نسحق به رؤوسَكم حين نغضب، ونضحك حين تتوسَّلون.
نحن الذين جئنا بالقبقاب من الخارج خصيصًا كي نذكّركم بأنكم ما زلتم تحت أقدامِنا.
حتى لفةُ الفلافلِ التي تأكلونها كثيرةٌ عليكم؛ فأنتم لم تتعلّموا بعد كيف تجوعون بصمت!
انتخبونا… لأننا نعرفكم أكثر مما تعرفون أنفسَكم.
أنتم تصدّقون كل من يتكلم باسم الله، ولو خرج من خمارة.
أنتم تهتفون لكل من يبكي أمام الكاميرا، ولو كانت دموعه من كحلٍ مستورد.
أنتم لا تريدون إصلاحًا؛ أنتم تريدون جلّادًا تعرفونه، ونحن جلّادوكم المفضلون.
انتخبونا لكي يستمر ماءُكم ملوثًا؛ نضخُّ لكم ماءَ مجاريكم وأنتم تهتفون لنا.
انتخبونا لنزرع في عقولِ شبابكم ثقافةَ الناصبيّة لإبن عربي عبر منابركم التي تقدّسونها.
انتخبونا لنتاجرَ بأعضاءِ أبنائكم.
انتخبونا لنشيع بينكم ثقافةً منافيةً لقيمِكم.
انتخبونا… فبعد التمثيلية سنعود لنتحكّم بمصيركم، وسنزيد الأسعار، ونقفل المستشفيات، ونفتح لنا قصورًا جديدة.
نحن قدركم — قدركم العالق بين الحانات والمنابر.
نحن من نصلي في المساجد صباحًا، ونشرب في الملاهي مساءً.
نحن الكذبة التي كرّرتموها حتى صدّقتموها.
رددوا خلفي، أيها الجمهور الطيب:
نعم نعم للفساد!
كلا كلا للإصلاح!
نعم لمن يسرقكم بابتسامةٍ، ويغتصبكم بخطبةٍ وطنية.
نعم لمن يحكمكم باسم الحسين، ويأكلكم باسم الديمقراطية.
انتخبونا… فنحن الحقيقة التي صنعتموها بأنفسِكم.
وقبل أن يُنهي خطبته بدأت تتجمّع طبقاتٌ من البيض الفاسد، وارتفعت الأصوات من الخلف تهزّ المكان:
كلا كلا للفساد!
نعم نعم للإصلاح!
لا نزكيكم بعد اليوم!
لن تصعدوا على أكتافنا… مقاطعون!
تجمّدَ المرشّح في مكانه، تلعثَمَ وهو يبحث عن جملته التالية، ترنّحَ خطوةً إلى الوراء، فاخْتَلّ توازنه وسقط من المنصّة.
تهشّمَ الميكروفون، واندلقت زجاجةُ الخمر بجانبه تسيل على الأرض كدمٍ فاسدٍ يعترف بما فعل.
كان المشهد أشبهَ بجنازةٍ رمزيةٍ لطبقةٍ حاكمةٍ ماتت وهي تظنّ أنها خالدة.
وفي الأفق دوّى الهتافُ الأخيرُ كناقوسِ بعثٍ جديد:
مقاطعون… حتى يسقط آخرُ سكرانٍ باسم الوطن.