الأسبوع:
2025-05-09@23:22:37 GMT

التدين والورع وصفاء القلب

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

التدين والورع وصفاء القلب

التدين الحقيقي هو ما يعبر عن إيمان حقيقى بداخل الإنسان، ويكون ذلك الإيمان نابعًا من علم ومعرفة بالدين والتزام بأخلاقياته في التعامل والسلوك، هو من صميم الدين.

فكم منا يؤدي الشعائر اليومية خوفاً من النار، أو مجرد تأدية واجب أو مجرد عادة مجتمعية أو خوفاً من تنمر الناس، وكم منا يؤديها عن شغف وحب ومتعة ومعرفة حقيقية ويقين داخلي نمى داخل قلبه بسبب ثقته في رحمة الخالق لكي يحظى بجمال وعظمة الشعور بالقرب من الله عزوجل.

أن التدين الحقيقي يكمن فى المحبه والحب بشكل عام، فيكون السلاح الوحيد الذى يمتلكه الإنسان فى قلبه ومشاعره، فهو صاحب الفطرة الحسنة الطيبه، صاحب الهدف الأهم والأجدر ألا وهو عبادة الله عزوجل عن حب وصفاء نيه وقرب حقيقى ليتسلل فى وجدانه بعد ذلك الحب الإلهى والتدين الحقيقى وليس الظاهرى، ليصل أعلى درجات الحب الإلهى ليصبح أى عمل سواء فعل أو قول يقدم عليه هو فى الله ولله عزوجل.

ولنتبحر فى عجالة عن جمال التدين الحقيقى الذى يصل بنا إلى أسمى العبادات وهى عبادة المحبين بمعنى العبادة التى تجعل القلب فى سعادة غامرة عندما يكون مع الله عزوجل، ويتولد منها حب القلب والشوق إلى لقاء الله عزوجل، فهى محبه يتخللها خوف من غضب الله عزوجل ورجاء فى رضائه.

ولكي نتعرف على التدين الحقيقى نقطف وردات من بستان الأقوال والأحاديث:

فتنذكر سوياً قول سيدنا عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه) (أن الدين ليس بالطنطنة ولكن الدين هو الورع).

وقول رسولنا الكريم ( صل الله عليه وسلم ) ( أن من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه ).

وقول الحسن البصرى ( العاقل لسانه من وراء قلبه والغافل قلبه من وراء لسانه ).

فهذا معنى الورع والتدين الحقيقى الذى لابد أن نتحلى به جميعاً، حيث أن الشخص الذى لديه الورع الحقيقى لا ينبغى له أن يتدخل مع الناس فيمالا يعنيه أو أن يتنمر وينقد فيهم أشياء أو صفات، فالشخص الذى لديه ورع يتقى الله عزوجل فى أقواله مع الآخرين ويجب عليه قبل أن يقول الكلمة أن يراجع قلبه وعقله، فأما أن تكون الكلمة مؤذية للغير فلاتقال، وأما أن تكون جابرة للخواطر فتقال.

ونجد أن من أسباب التشاحن المستمر بين الناس بعضها البعض والكراهية التي نمت فى قلوب كثير من الناس، هو التنازل عن تنمية الورع والتدين الحقيقى داخل قلوبنا لأنه هو السلام الحقيقى لتنقية القلب وجعله قلب عامر بالإيمان.

وفى الختام لابد أن نثق أننا لن نستطيع أن نتذوق حب الله عزوجل الحقيقى قبل أن نحب ونحترم مخلوقاته، فالكلمة الطيبة وجمال وورع القلب الحقيقي مع الناس طريق للنجاة وعبور بسلام لنا في هذه الرحلة القصيرة لكي ننعم بالجنة بمشيئة المولى عز وجل ونترك آثراً طيباً في نفوس من تعامل معنا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات التدين الله عزوجل

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!

 

لايمكن أن نطلب من فاقد الأهلية أن يكون – "أهل " لثقة أو لقرار أو لتنفيذ مهام بعينها جادة أو محترمة – ففقدان الأهلية تدخل تحت وصف العبث أو الجنون أو الإتصاف بالخروج عن المعقول ولا يمكن أبداَ أن نطالب " ثعبان " مثلاَ – حينما يتم " دفئه " بألا "  يلدغ " من حوله – أو " عقرب " حينما يترعرع فى صحراء أو فى حديقة بأن يمتنع عن ضرب "ذنبه" فيما يصادفه من أجسام سواء كانت لإنسان أو حيوان، ولكن من الطبيعى جداَ أن تتعايش هذه المخلوقات مع أمثالها دون ضرر – كما قرأنا وكما عرفنا – إلا الضرر الذى يمكن أن يقع فى الخلاف أو الشجار للفوز "بأنثى"  من نفس النوع أو فريسة من الذكور الضعيفة – وأيضًا تعلمنا ذلك على الأقل من المشاهدة لبرامج "  جيوجرافيك تشانيل، أو "أنيمال بلانت " أو عالم الحيوان فى التليفزيون المصرى، وهذه الصفات التى تؤكد بأن فاقد الشىء لا يعطيه تنطبق أيضاَ على البشر الذى يُنْتَزَع ْمن قلوبهم الرحمة – فلا يمكن أبداَ أن تطمأن أو تطمع لدفىء فى العلاقات معهم أو حتى بينهم، ولعل ما يصادفنا فى الحياة أيضاَ – هؤلاء الجهلة الذين يتبوءون مراكز علمية أو قيادية فى البلد – فنجد نتاجهم شىء غير منتظر- شىء لا يصدقه العقل، حيث فاقدى لأدوات 
الإدارة فى وظائفهم – وفاقدى العلم فى مسئولياتهم العلمية سواء كانت فى جامعات أو مدارس أو حتى مراكز للبحوث –وهؤلاء الفاقدين لخواص ومواصفات مؤهلة لتولى مهامهم – أكثر ضرراَ على المجتمع من تلك الزواحف أو الحشرات التى أشرنا إليها فى مبتدىء المقال – حيث الضرر الواقع من الحشرة سوف يؤلم ويؤدى لإيذاء فرد ولكن الإيذاء والضرر الذى ستحصده نتيجة إدارة "جاهل" أو إشراف علمى "لمتخلف عقلياَ" على رسالة علمية أو تولى إدارة بحثية أو تولى سيئون مستقبل أمة فى التعليم سوف يأخذ بنا إلى الدرك الأسفل -سوف يَهزِمْ فى نفوسنا أملًا لمستقبل نحاول بكل ما نستطيع أن نزيد من تراكم النجاح فيه والخبرات ولكن من ( حظنا الهباب ) أن يأتى إلينا إختيارًا، وسوء سبيل - وأعتقد عن دون قصد من صاحب الإختيار وأيضاَ عن دون قصد من الشخص الذى تم إختياره – حيث يرى ذو الفاقد للأهلية – بأنه أحكم وأعقل وأندر الشخصيات على بساط الخليقة، ولكن هو "حظنا الهباب"، ويجب أن نتدراك هذا الأمر – وبسرعة – فى اتخاذ القرار بالإستبعاد مثلما كانت السرعة فى اتخاذ قرار الإختيار دون أسباب واضحة أو دون مبررات وحيثيات مقبولة أو يمكن تجربتها أو إختبارها – وليكن الأدب الشعبى نبراسًا فى هذا -فاقد الشىء لا يعطيه – وكفى المؤمنين شر القتال – وروح ياسيدى الفاضل ربنا يسامحك !!

  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • هل يصح لأي إنسان أن يفتي قلبه؟.. يسري جبر يجيب
  • خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في الدين تجرؤ واستخفاف يقود للفتنة
  • محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس
  • محافظ القليوبية: مستشفى الناس أكبر المراكز الطبية المتميزة في المنطقة العربية
  • بطاقة استيعابية هائلة وخدمات مجانية.. وفد برلماني يشيد بمستشفى الناس بالقليوبية صرحًا علاجيًا عالميًا
  • أغلى الناس في قلب أمي.. ابنة رجاء الجداوي تعلق على صورتها مع هالة صدقي
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • أشد الناس عذابًا يوم القيامة.. من هم «المصوِّرون» الذين حذّر منهم النبي؟
  • أمين الإفتاء: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة
  • الناس قاعد ترجع الخرطوم الليلة كميات كل يوم وعارفين كهرباء ماف ومويه ماف وعلاج ماف