الجزيرة:
2025-12-15@04:39:28 GMT

هل يتحول المتوسط إلى بحر استوائي مع نهاية القرن؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

هل يتحول المتوسط إلى بحر استوائي مع نهاية القرن؟

حذرت دراسة جديدة من أن استمرار الاحتباس الحراري بالوتيرة الحالية، قد يؤدي إلى استيلاء الأنواع الاستوائية على أجزاء من النظم البيئية البحرية في البحر الأبيض المتوسط بحلول نهاية القرن.

وللوصول إلى هذه النتائج، قام فريق دولي من الباحثين بتحليل سجل أحفوري مفصل يوضح كيف حلت الرخويات الاستوائية محل أنواع من الكائنات المستوطنة في البحر الأبيض المتوسط خلال فترة احترار حدثت بين العصرين الجليديين الأخيرين، مما يشير إلى أن التحولات الجذرية للتنوع البيولوجي التي حدثت كانت مدفوعة بتغيرات مناخية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الموجات الحارة.. 5 أسئلة تُعرِّفك بها وسبب قساوتهاlist 2 of 2ابتكار إسفنجة فحم مكهربة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواءend of list احترار وغزو استوائي قديم

في بداية تلك المرحلة الدافئة بين العصور الجليدية قبل نحو 135 ألف عام، ارتفعت درجة حرارة الأرض ما بين 0.5 و1.5 درجة، وهو ارتفاع مشابه للاحترار الذي تعيشه الأرض اليوم، حيث تشير التقديرات إلى أن متوسط الاحترار العالمي بلغ بالفعل نحو درجة واحدة مئوية، وذلك في الوقت الذي تتوقع فيه السيناريوهات المناخية المعتدلة ارتفاع درجة حرارة العالم بين 2.5 و2.9 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن وفق تقرير للأمم المتحدة عن فجوة الانبعاثات صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

أظهرت البيانات الخاصة بتلك الفترة الدافئة الغابرة، بحسب دراسة نُشرت حديثا لفريق من الباحثين الإيطاليين، أن البيئة البحرية المتوسطية اتسمت بتنوع في الكائنات البحرية مطابق تقريبا لما هو عليه في الوقت الحاضر. لكنّ الباحثين لاحظوا كذلك أن السجل الأحفوري يكشف عن آثار لوجود أنواع من كائنات بحرية موطنها الأصلي غرب أفريقيا كانت تقطن فيما ما مضى البحر المتوسط لكنها تراجعت إلى داخل الحزام الاستوائي خلال العصر الجليدي الذي تلا تلك الفترة.

ومن خلال تضمين بيانات توزيع الأنواع على نطاق زمني واسع واستغلال السجل الأحفوري للرخويات البحرية، أمكن للباحثين دراسة احتمال انتقال الكائنات الحية الاستوائية التي تعيش حاليا في المحيط الأطلسي إلى البحر الأبيض المتوسط وتحديد توقيت حدوث هذا الغزو في ضوء السيناريوهات المستقبلية للمناخ. وركز الباحثون في دراستهم على مدى ملاءمة البحر الأبيض المتوسط للأنواع الاستوائية في غرب أفريقيا.

تيار الشمال الأطلسي شكل حاجزا من الماء البارد يمنع الكائنات الاستوائية حاليا من الانتقال إلى المتوسط (المصدر: بي إن إيه إس) حاجز من الماء البارد قد ينهار قريبا

قارن الباحثون بيانات السجل الأحفوري للرخويات البحرية التي عاشت في المتوسط مع بيانات المناخ، في نموذج محاكاة يمكّن من توقع توقيت غزو الكائنات الحية الاستوائية في المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط.

وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري الحالية ستؤدي بسرعة إلى تسرب الكائنات الاستوائية من مياه الأطلسي قبالة السواحل الشمالية الغربية لأفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط مما قد يحوله إلى بحر استوائي في أسوأ السيناريوهات.

يقول معدو الدراسة إن ما يمنع الكائنات الاستوائية حاليا من الانتقال إلى المتوسط عبر مضيق جبل طارق هو حاجز من الماء البارد تشكل نتيجة تيار الشمال الأطلسي، ويدفع بانتظام مياه قاع المحيط الباردة إلى السطح على طول 2000 كيلومتر في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا.

ومع اقتراب درجات الحرارة العالمية من درجات حرارة الفترة ما قبل العصر الجليدي الأخير، يتوقع العلماء أن يَضعف هذا الحاجز مما يسمح بإعادة غزو الأنواع الاستوائية في غرب أفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث ستحدث تغيرات جذرية في النظام البيئي البحري.

وتشير توقعات الدارسة إلى أنه في ظل الظروف البيئية الحالية، ستكون القطاعات الجنوبية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط مناسبة لاستيطان الأنواع الاستوائية النموذجية بحلول منتصف القرن الحالي، لا سيما الجرف الضحل في شمال أفريقيا الذي لا يزيد عمقه عن 50 مترا والممتد من خليج قابس في تونس إلى الشواطئ الجنوبية والشرقية للمتوسط.

وبنهاية القرن الحالي، ستكون 30% من مساحة المتوسط بيئات مناسبة لاستيطان أنواع استوائية مثل بطنيات الأقدام مثل "تي لاتوس" (T. latus)، وهي رخويات كبيرة استوطنت البحر الأبيض المتوسط في الفترات الدافئة ما بين العصر الجليدي. هذا في الوقت الذي تؤكد فيه العديد من الدراسات تعرّض العديد من الكائنات البحرية المتوسطية الحالية إلى خطر الانقراض نتيجة الاحترار الذي تشهده الأرض.

جنوب شرق المتوسط سيكون مناسبا لاستيطان الأنواع الاستوائية بحلول منتصف القرن الحالي (المصدر: بي إن إيه إس)

 

أنواع استوائية استوطنت بالفعل شرق حوض المتوسط

لا يبدو الوضع في شرق المتوسط بمنأى عن هذه التغيرات الناتجة عن الاحترار، فقد أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن تحولاً بيولوجياً واسع النطاق يجري بالفعل في أقصى الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وخاصة على طول الجرف الساحلي الضحل قرب سيناء والأراضي الفلسطينية، وهي واحدة من المناطق البحرية الأكثر دفئا والأسرع احترارا.

ويقول الباحثون إن الأنواع الاستوائية من المحيط الهادي بدأت في استيطان هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط منذ بناء قناة السويس، حيث كانت تسبح وتتنقل شمالا عبر الممر المائي الذي يبلغ طوله 193 كيلومترا.

وقدر العلماء أن ما لا يقل عن 1000 نوع هاجر بالفعل إلى البحر الأبيض المتوسط بهذه الطريقة، بما في ذلك عدة أنواع من قريدس المحيط الهادي والمحار الفارسي.

ويقول معدو الدراسة إن هذه العملية ستؤدي إلى تشكيل نظام بيئي بحري جديد في المتوسط لم يسبق له مثيل من قبل إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة دون رادع حتى نهاية القرن والذي من شأنه أن يدمر كذلك معظم النظم البيئية للمحيطات خاصة في المناطق الاستوائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تغي ر المناخ إلى البحر الأبیض المتوسط نهایة القرن إلى أن

إقرأ أيضاً:

زاهي حواس: لا يوجد دليل أن الكائنات الفضائية بنت الأهرامات

أكد الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، أن العديد من الروايات المتداولة حول الأهرامات والمذكورة في بعض الكتب المزعومة لا أساس لها من الصحة.

جدل بين زاهي حواس ووسيم السيسي عن بناة الأهرامات .. فيديوسر الأهرامات.. مواجهة ساخنة بين زاهي حواس ووسيم السيسي على صدى البلد

أضاف  زاهي حواس، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" المذاع على قناة صدى البلد، أن بعض الأشخاص، ابتكروا برديات وهمية وادعوا أنها محفوظة في الفاتيكان، بينما لا وجود لهذه البرديات على الإطلاق، مؤكدًا أن أي مزاعم عن "الإليانز" أو تدخل كائنات فضائية في بناء الأهرامات لا تمت للواقع بصلة.

وأشار حواس إلى أن ما يروج عن استخدام الأهرامات لتوليد الكهرباء أو الاعتماد على "جرانيت" داخل البناء غير صحيح، حيث أن الحجر الجيري هو المادة الأساسية لبناء الأهرامات باستثناء بعض الحجرات الخمس العلوية التي تحتوي على الجرانيت، وأن المصريين القدماء استخدموا مهاراتهم الهندسية لاستغلال الحجر الجيري وجرانيت هضبة الجيزة في البناء بدقة مذهلة.

أوضح حواس أن استخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد كشف عن أسماء فرق العمال الذين شاركوا في رفع الحجارة، وأكد أن هذه الاكتشافات التاريخية تنفي تمامًا أي ادعاءات غير علمية حول تدخل كائنات فضائية أو قوى خارقة.

وشدد زاهي حواس على ضرورة التحقق من المصادر العلمية الموثقة قبل تصديق أي كتب أو مزاعم حول الأهرامات، مؤكدًا أن ما يُنشر أحيانًا باسم باحثين أو كتاب لا يمت للحقيقة بصلة، وأن المصريين القدماء وحدهم هم من نفذوا هذه المعجزات الهندسية الباهرة.

طباعة شارك زاهي حواس الآثار الأهرامات الكائنات الفضائية الإليانز

مقالات مشابهة

  • قائد البحرية الإيرانية: البحر أحد نقاط قوتنا
  • ليبيا بمعادلة شرق المتوسط: أثر الاتفاقية البحرية التركية الليبية على موازين القوة والسيادة
  • آبي أحمد وأفورقي: صراع الممرات البحرية يعيد شبح الحرب
  • تحقق مستهدفات السعودية الخضراء.. أكثر من 61 نوعًا من النباتات المحلية ملائمة للتشجير في الشرقية
  • انتشار واسع لأكثر من 61 نوعًا من النباتات المحلية في بيئات المنطقة الشرقية 
  • تحسُّن طفيف في طقس كفر الشيخ مع استمرار فرص الأمطار وانتظام الصيد
  • حين يتحول الاحتجاز إلى حكم بالإعدام في مصر
  • زاهي حواس: لا يوجد دليل أن الكائنات الفضائية بنت الأهرامات
  • محافظ كفر الشيخ يعلن استئناف حركة الملاحة والصيد بعد تحسن الأحوال الجوية
  • لتحسن الأحوال الجوية.. استئناف أنشطة الصيد والملاحة في كفر الشيخ