الجزيرة:
2025-05-23@22:13:44 GMT

هل يتحول المتوسط إلى بحر استوائي مع نهاية القرن؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

هل يتحول المتوسط إلى بحر استوائي مع نهاية القرن؟

حذرت دراسة جديدة من أن استمرار الاحتباس الحراري بالوتيرة الحالية، قد يؤدي إلى استيلاء الأنواع الاستوائية على أجزاء من النظم البيئية البحرية في البحر الأبيض المتوسط بحلول نهاية القرن.

وللوصول إلى هذه النتائج، قام فريق دولي من الباحثين بتحليل سجل أحفوري مفصل يوضح كيف حلت الرخويات الاستوائية محل أنواع من الكائنات المستوطنة في البحر الأبيض المتوسط خلال فترة احترار حدثت بين العصرين الجليديين الأخيرين، مما يشير إلى أن التحولات الجذرية للتنوع البيولوجي التي حدثت كانت مدفوعة بتغيرات مناخية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الموجات الحارة.. 5 أسئلة تُعرِّفك بها وسبب قساوتهاlist 2 of 2ابتكار إسفنجة فحم مكهربة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواءend of list احترار وغزو استوائي قديم

في بداية تلك المرحلة الدافئة بين العصور الجليدية قبل نحو 135 ألف عام، ارتفعت درجة حرارة الأرض ما بين 0.5 و1.5 درجة، وهو ارتفاع مشابه للاحترار الذي تعيشه الأرض اليوم، حيث تشير التقديرات إلى أن متوسط الاحترار العالمي بلغ بالفعل نحو درجة واحدة مئوية، وذلك في الوقت الذي تتوقع فيه السيناريوهات المناخية المعتدلة ارتفاع درجة حرارة العالم بين 2.5 و2.9 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن وفق تقرير للأمم المتحدة عن فجوة الانبعاثات صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

أظهرت البيانات الخاصة بتلك الفترة الدافئة الغابرة، بحسب دراسة نُشرت حديثا لفريق من الباحثين الإيطاليين، أن البيئة البحرية المتوسطية اتسمت بتنوع في الكائنات البحرية مطابق تقريبا لما هو عليه في الوقت الحاضر. لكنّ الباحثين لاحظوا كذلك أن السجل الأحفوري يكشف عن آثار لوجود أنواع من كائنات بحرية موطنها الأصلي غرب أفريقيا كانت تقطن فيما ما مضى البحر المتوسط لكنها تراجعت إلى داخل الحزام الاستوائي خلال العصر الجليدي الذي تلا تلك الفترة.

ومن خلال تضمين بيانات توزيع الأنواع على نطاق زمني واسع واستغلال السجل الأحفوري للرخويات البحرية، أمكن للباحثين دراسة احتمال انتقال الكائنات الحية الاستوائية التي تعيش حاليا في المحيط الأطلسي إلى البحر الأبيض المتوسط وتحديد توقيت حدوث هذا الغزو في ضوء السيناريوهات المستقبلية للمناخ. وركز الباحثون في دراستهم على مدى ملاءمة البحر الأبيض المتوسط للأنواع الاستوائية في غرب أفريقيا.

تيار الشمال الأطلسي شكل حاجزا من الماء البارد يمنع الكائنات الاستوائية حاليا من الانتقال إلى المتوسط (المصدر: بي إن إيه إس) حاجز من الماء البارد قد ينهار قريبا

قارن الباحثون بيانات السجل الأحفوري للرخويات البحرية التي عاشت في المتوسط مع بيانات المناخ، في نموذج محاكاة يمكّن من توقع توقيت غزو الكائنات الحية الاستوائية في المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط.

وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري الحالية ستؤدي بسرعة إلى تسرب الكائنات الاستوائية من مياه الأطلسي قبالة السواحل الشمالية الغربية لأفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط مما قد يحوله إلى بحر استوائي في أسوأ السيناريوهات.

يقول معدو الدراسة إن ما يمنع الكائنات الاستوائية حاليا من الانتقال إلى المتوسط عبر مضيق جبل طارق هو حاجز من الماء البارد تشكل نتيجة تيار الشمال الأطلسي، ويدفع بانتظام مياه قاع المحيط الباردة إلى السطح على طول 2000 كيلومتر في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا.

ومع اقتراب درجات الحرارة العالمية من درجات حرارة الفترة ما قبل العصر الجليدي الأخير، يتوقع العلماء أن يَضعف هذا الحاجز مما يسمح بإعادة غزو الأنواع الاستوائية في غرب أفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث ستحدث تغيرات جذرية في النظام البيئي البحري.

وتشير توقعات الدارسة إلى أنه في ظل الظروف البيئية الحالية، ستكون القطاعات الجنوبية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط مناسبة لاستيطان الأنواع الاستوائية النموذجية بحلول منتصف القرن الحالي، لا سيما الجرف الضحل في شمال أفريقيا الذي لا يزيد عمقه عن 50 مترا والممتد من خليج قابس في تونس إلى الشواطئ الجنوبية والشرقية للمتوسط.

وبنهاية القرن الحالي، ستكون 30% من مساحة المتوسط بيئات مناسبة لاستيطان أنواع استوائية مثل بطنيات الأقدام مثل "تي لاتوس" (T. latus)، وهي رخويات كبيرة استوطنت البحر الأبيض المتوسط في الفترات الدافئة ما بين العصر الجليدي. هذا في الوقت الذي تؤكد فيه العديد من الدراسات تعرّض العديد من الكائنات البحرية المتوسطية الحالية إلى خطر الانقراض نتيجة الاحترار الذي تشهده الأرض.

جنوب شرق المتوسط سيكون مناسبا لاستيطان الأنواع الاستوائية بحلول منتصف القرن الحالي (المصدر: بي إن إيه إس)

 

أنواع استوائية استوطنت بالفعل شرق حوض المتوسط

لا يبدو الوضع في شرق المتوسط بمنأى عن هذه التغيرات الناتجة عن الاحترار، فقد أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن تحولاً بيولوجياً واسع النطاق يجري بالفعل في أقصى الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وخاصة على طول الجرف الساحلي الضحل قرب سيناء والأراضي الفلسطينية، وهي واحدة من المناطق البحرية الأكثر دفئا والأسرع احترارا.

ويقول الباحثون إن الأنواع الاستوائية من المحيط الهادي بدأت في استيطان هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط منذ بناء قناة السويس، حيث كانت تسبح وتتنقل شمالا عبر الممر المائي الذي يبلغ طوله 193 كيلومترا.

وقدر العلماء أن ما لا يقل عن 1000 نوع هاجر بالفعل إلى البحر الأبيض المتوسط بهذه الطريقة، بما في ذلك عدة أنواع من قريدس المحيط الهادي والمحار الفارسي.

ويقول معدو الدراسة إن هذه العملية ستؤدي إلى تشكيل نظام بيئي بحري جديد في المتوسط لم يسبق له مثيل من قبل إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة دون رادع حتى نهاية القرن والذي من شأنه أن يدمر كذلك معظم النظم البيئية للمحيطات خاصة في المناطق الاستوائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تغي ر المناخ إلى البحر الأبیض المتوسط نهایة القرن إلى أن

إقرأ أيضاً:

طبيب البيت الأبيض يكشف عن موعد نهاية حياة بايدن بعد تشخيص السرطان

الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن (وكالات)

في تصريح مفاجئ ومثير للجدل، كشف الدكتور روني جاكسون، الطبيب السابق في البيت الأبيض، عن تقديرات مقلقة بشأن المدة المتبقية في حياة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بعد تشخيصه الأخير بسرطان البروستات.

وأكد جاكسون، الذي يمتلك خبرة واسعة في العمل مع كبار الشخصيات السياسية الأمريكية، أنه قد تحدث مع العديد من أطباء المسالك البولية البارزين، وتوصل إلى إجماع بين المختصين يشير إلى أن بايدن قد لا يعيش أكثر من 12 إلى 18 شهرًا من الآن.

اقرأ أيضاً مختص يكشف وصفة ذهبية تقي من جلطات القلب بنسبة تصل إلى 80% 22 مايو، 2025 التربية في صنعاء تحدد مواعيد الدراسة والإجازات للعام الجديد 2025 – 2026 22 مايو، 2025

وأوضح جاكسون أن هذه الفترة الزمنية تُعد المدى المتوقع وفقًا لتشخيص السرطان العدواني الذي يعاني منه الرئيس السابق، مما يثير تساؤلات عدة حول مستقبل السياسة الأمريكية في حال حدوث هذا السيناريو.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" عن التشخيص الرسمي الذي كشف أن بايدن يعاني من "سرطان البروستات العدواني"، ما يجعل المدة المتبقية أمامه ضبابية وغير مؤكدة.

وكان المتحدث باسم بايدن قد أشار إلى أن الرئيس قد بدأ العلاج بالفعل، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية عن مدى تقدم حالته الصحية.

وعلى الرغم من أن هذه الأخبار صادمة للكثيرين، فإنها تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأثارت تصريحات جاكسون قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية، حيث يطرح العديد من المحللين السؤال: ماذا سيحدث للسياسة الأمريكية في حال حدوث تدهور سريع في صحة الرئيس السابق؟

يبقى الوضع الصحي لجو بايدن في صدارة النقاشات العامة، وما سيحدث في الأشهر القادمة قد يكون له تأثيرات كبيرة على مستقبل الأمة وحياة الرئيس السياسية.

مقالات مشابهة

  • «الوطني»: 71% من نساء العرب بلا حساب مصرفي
  • الجزائر تطيح بالجنرال الذي أغضب فرنسا.. نهاية حقبة أم مناورة تكتيكية؟
  • الاتحاد من أجل المتوسط يتسلّم أحد أرفع أوسمة كتالونيا تقديرًا لجهوده في تعزيز التعاون الإقليمي
  • رفع درجة الاستعداد.. الصحة تعلن خطة التأمين الطبي لساحل البحر المتوسط في الصيف
  • السيد القائد: سفن دولتان عربية واخرى اسلامية لا تزال تزود العدو الإسرائيلي من خلال البحر الأبيض المتوسط وهذا مؤسف جدا
  • طبيب البيت الأبيض يكشف عن موعد نهاية حياة بايدن بعد تشخيص السرطان
  • استئناف الملاحة البحرية بميناء الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية
  • استمرار تعليق الملاحة والأنشطة البحرية في الغردقة لليوم الخامس بسبب الطقس
  • المعارضة اليونانية: تحالف تركيا مع مصر يفقد اتفاقيات شرق المتوسط تأثيرها
  • حيوان مفترس قديم بثلاثة عيون يحيّر العلماء.. لا مثيل له بين الكائنات