شهدت الجزائر خلال الأيام الماضية تطورًا لافتًا في هرم جهاز الأمن الداخلي، مع تواتر الأنباء عن إقالة الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بلقبه "ناصر الجن"، من منصبه كمدير للمخابرات الداخلية، وتعيين الجنرال عبد القادر آيت عرابي، المعروف بـ"الجنرال حسان"، خلفًا له.

ويُنظر إلى هذه الخطوة في الجزائر كزلزال في صلب المنظومة الأمنية الجزائرية، بالنظر إلى النفوذ الكبير الذي تمتع به "ناصر الجن" داخل دوائر القرار، وعلاقته المباشرة بأكثر الملفات حساسية في البلاد.



من هو "ناصر الجن"؟

عبد القادر حداد، الذي ذاع صيته في أوساط الأمن والمخابرات الجزائرية باسم "ناصر الجن"، يُعد من أبرز وجوه "العشرية السوداء"، حيث اشتهر بالتعذيب والإعدامات الميدانية، وكان قد أقيل برتبة عقيد وذهب إلى التقاعد إلا أنه فر من البلاد عقب الحملة التي قادها قائد الأركان السابق الفر يق قائد صالح، مثله مثل وزير الدفاع السابق خالد نزار إلى إسبانيا.. إلا أن وفاة قائد صالح الغامضة أعادته من إسبانيا ثم إلى هرم السلطة.. لعب دورًا رئيسيًا في الحملات الأمنية القاسية التي استهدفت الجماعات المسلحة والمتعاطفين معها خلال تسعينيات القرن الماضي. يُوصف بأنه "اليد السوداء" للعسكر، ومن أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الاستخبارات الجزائرية، لما يُنسب إليه من ممارسات وانتهاكات خلال تلك الحقبة.

تسريبات حول الخليفة.. عودة "الجنرال حسان"

وفق تسريبات تداولتها مصادر جزائرية مطلعة، فإن الشخص المعيّن خلفًا له هو الجنرال عبد القادر آيت عرابي، المعروف بـ"الجنرال حسان"، وهو اسم قديم جديد في عالم الأمن الجزائري، إذ سبق له أن لعب أدوارًا حساسة في ملفات مكافحة الإرهاب بما فيها قيادته للسكورات، وهو جهاز مشكل من قوات خاصة لمكافحة الإرهاب، وكان اليد اليمنى للواء توفيق مدين وصهره، الرئيس السابق للمخابرات الجزائرية، وكان أقيل في 2014 عقب اتهامه رسميا بتشكيل جماعات مسلحة خارج القانون وعدم اتباع التعليمات  وحكم عليه في نوفمبر 2015 بخمس سنوات سجنا، وظل في السجن حتى وفاة قائد صالح.

عودة "حسان" تفتح باب التأويلات حول طبيعة المرحلة المقبلة، خاصة أن تعيينه جاء في سياق داخلي مشحون وتغيرات إقليمية غير مسبوقة.




محاولة لإعادة تلميع صورة الجهاز الأمني

يرى محللون، ومنهم الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت، أن الإطاحة بـ"ناصر الجن" تأتي في إطار الضغوط الفرنسية الشديدة، التي تتهم ناصر الجن بأنه هو من اعتقل الكاتب بوعلام صنصال، والذي أحدث اعتقاله توترات هائلة في العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية ـ وصلت إلى تبادل طرد الديبلوماسيين وحملات إعلامية عنيفة من الطرفين.

كما أن تعيين "حسان"، المعروف بولائه للفرنسيين قد يُنظر إليه كخيار توافقي بين أجنحة السلطة، لإعادة ربط العلاقات مع باريس وتخفيف التوتر معها، مع الحفاظ على القبضة الأمنية في مواجهة أية تحركات اجتماعية مفاجئة.

الإطاحة بالجن والإتيان بحسن، في هذا التوقيت، وفق زيتوت هو تمهيد للإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال، الذي أثار اعتقاله انتقادات ثقافية وسياسية واسعة في الأوساط الفرنسية والصهيونية، وتسبب في تدهور شديد للعلاقات بين الإليزيه وقصر المرادية.

ووفق حديث زيتوت، لـ "عربي21" فإن الإطاحة بـ"ناصر الجن" ليست مجرد تغيير إداري في رأس جهاز أمني خطير، بل هي محاولة أمنية لإعادة العلاقات مع فرنسا.

يذكر أن مسار التوتر المتصاعد بين الجزائر وفرنسا في الأشهر الأخيرة، والذي بلغ مستويات غير مسبوقة، بدأ عقب تزايد الدعم الفرنسي الضمني لمغربية الصحراء، ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس كخطوة احتجاجية قوية.

وتفاقم التوتر بعد اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، الذي أثار موجة غضب عارمة في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية، واعتُبر من قبل النخبة الفرنسية انتهاكًا لحرية التعبير. وردّت باريس بتصعيد دبلوماسي وإعلامي واسع، شمل تجميد بعض مجالات التعاون وتضييقًا على مشاريع مشتركة.

وبلغت الأزمة ذروتها حين أعاد وزير الداخلية الفرنسي فتح ملف قديم يتعلق باختطاف المعارض أمير بوخرص على الأراضي الفرنسية، في إشارة واضحة إلى اتهام الجزائر باستخدام أدواتها الأمنية خارج الحدود، ما زاد في حدة التوتر.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجزائر الجزائر امن تغييرات دلالات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد القادر

إقرأ أيضاً:

ديشامب يستدعي ريان شرقي ويغلق الباب أمام الجزائر

نواف السالم

وجه ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، صفعة قوية لآمال المنتخب الجزائري بضم أحد أبرز المواهب الصاعدة في القارة الأوروبية، بعد أن أعلن استدعاء ريان شرقي نجم ليون للمرة الأولى إلى قائمة الديوك.

وتستعد فرنسا لمواجهة إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، خلال فترة التوقف الدولي المقبلة، بعدما تأهل إلى المربع الذهبي بجانب منتخبات ألمانيا، إسبانيا، والبرتغال.

وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم يترقب حسم ريان شرقي قراره بشأن المنتخب الذي سيمثله دوليًا، خاصة وأنه مؤهل للعب باسم الجزائر أو فرنسا أو إيطاليا.

ومع تكرار غيابه عن استدعاءات فرنسا في الفترة الماضية، تنامت الآمال الجزائرية بإقناعه بارتداء قميص الخضر، قبل أن تحسم القائمة الفرنسية الموقف لصالحها.

ويُعد شرقي من أكثر الأسماء الواعدة على الساحة الأوروبية، وسبق أن ارتبط اسمه بالانتقال إلى أندية كبرى مثل ليفربول، ميلان، كما حظي بإشادة من الأسطورة زين الدين زيدان الذي رشحه للانضمام إلى ريال مدريد.

وضمت قائمة ديشامب أيضًا كيليان مبابي، في حين غاب جول كوندي نجم برشلونة بداعي الإصابة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفرنسية تستدعي سفير تل أبيب لديها وتهدد بفرض عقوبات عليها
  • الجزائر ترد بتعليق الإعفاء من التأشيرة للدبلوماسيين الفرنسيين!
  • فوضى المفاهيم في الحياة الجزائرية
  • فرنسا تعلن تعزيز التدابير الأمنية في المواقع المرتبطة بالجالية اليهودية
  • الخارجية الفرنسية: باريس تندد بإطلاق النار على دبلوماسيين وتحذر من خطوات ضد الاحتلال
  • الخارجية الفرنسية: المبادرة العربية لإعادة إعمار غزة خطوة إيجابية
  • ديشامب يستدعي ريان شرقي ويغلق الباب أمام الجزائر
  • ديشان مدرب فرنسا: دعوة ريان شرقي لا علاقة لها باللعب مع الجزائر
  • رسميا.. نجم ليون يرفض تمثيل منتخب الجزائر ويختار فرنسا