سيناريو التصعيد.. اسرائيل تريد تنفيذ خطتها
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
حسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه أمس الاول مسألة الردّ الذي سيقوم به الحزب ضدّ اسرائيل بعد اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، وهذا الامر فتح باب الاسئلة حول شكل الردّ الذي سيكون مؤلماً إذ ألزم نصرالله نفسه بهذا النوع من الردود اكثر من مرة بعد اغتيال شكر، وعليه لا يمكن للرجل التراجع ابداً امام الرأي العام.
خلال خطابه مرر نصرالله تهديداً كبيراً لإسرائيل مرتبطا بتدمير منشأت اقتصادية تصل تكلفتها الى أكثر من مئة مليار دولار في ساعة واحدة، وقد استغرق انشاء كل هذه المصانع والمعامل اكثر من ثلاثين عاماً، لكن اللافت في تهديد نصرالله الذي جاء ضمن خطاب هادئ أنه محصور بشمال فلسطين المحتلة، اذ لم يهدد نصرالله تل ابيب او حيفا او اي منشأة إقتصادية او استراتيجية في العمق الاسرائيلي علماً أن الردّ، بحسب كل المتابعين، سيطال نقاطا في العمق وليس عند المناطق الحدودية مع لبنان، اي لن يكون في الشمال.فما سرّ تركيز نصرالله على شمال فلسطين في تهديده الاخير؟
تقول مصادر مطلعة أنه قبل حدث مجدل شمس، وقبل إغتيال شكر، كان هناك خطة اسرائيلية واضحة المعالم تقوم على تصعيد عسكري كبير في الحرب الحاصلة مع "حزب الله" لكن هذا التصعيد لن يطال كامل الاراضي اللبنانية بل سيكون محدودا جغرافياً، اذ ان اسرائيل تريد تكرار النموذج الغزاوي لكن في جنوب الليطاني فقط من دون توسيع الحرب لتطال كامل الجنوب او حتى الضاحية الجنوبية والبقاع، وهذا الامر سيتبعه محاولات تقدم بري وبالتأكيد لن تكون في عمق 5 او 10 كيلومترات كما تحدث البعض.
بمعنى آخر، فإن تل ابيب كانت ترغب بتصعيد الحرب للتفاوض مع "حزب الله" والزامه بالذهاب الى وقف اطلاق نار من دون ربط الامر بالتطورات في غزة، من هنا تحدث نصرالله في خطاب سابق عن تدمير الدبابات الاسرائيلية في حال حاولت التقدم الى لبنان، وقد يكون تهديده الاخير مرتبطا بالخطة الاسرائيلية نفسها، حيث قد تسعى تل ابيب الى تنفيذها فور انتهاء الحزب من رده المتوقع، وعليه يحصر الجيش الاسرائيلي التصعيد بجنوب الليطاني بهدف تحقيق مكاسب سياسية كبيرة يستفيد منها خلال المفاوضات.
وترى المصادر أن "حزب الله" لن يقبل أبداً بهذا السيناريو لذلك فهو يقوم بتحضيرات كبيرة لحرب شاملة تحسباً من إنزلاق الامور نحو تصعيد غير مضبوط على اعتبار أن ردّ الحزب على اي تصعيد اسرائيلي لن يكون بسيطاً بل سيبدأ من تدمير المصانع والمعامل والبنى الاقتصادية في الشامل خلال الساعة الاولى من التصعيد مع ما يعنيه ذلك من سيناريوهات قد لن يحتمل الطرفان حصولها.هكذا حاول نصرالله وضع حدّ جدي امام اسرائيل يمنعها من تنفيذ خطتها لتجنب تصعيد غير مسبوق على المستويات كافة.
اذا، سيكون ردّ الحزب المتوقع كفيلاً بإستجلاب رد مضاد اسرائيلي من دون ان يكون قرار الرد الاسرائيلي محسوما، لكن الاكيد أن قيادة الحزب تستبعد الحرب المفتوحة او الشاملة وهذا ما لمح اليه امين عام الحزب في خطابه اول من امس، وعليه سيبقى انتظار التطورات الاقليمية والردود الايرانية واليمنية التي قد تخلط الاوراق بشكل كبير وتغير كل الخطط والسيناريوهات.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب خروقات لوقف إطلاق النار في لبنان، مشيرا إلى أنه نفذ حوالي 500 هجوم منذ وقف إطلاق النار الذي تحقق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
ولفت جيش الاحتلال خلال حديثه عمّا وصفها "الإنجازات" في لبنان بعد وقف إطلاق النار، إلى أن "ثلث الإنجازات العملياتية التي أوصلت حزب الله إلى أصعب وضع منذ تأسيسه، تحققت خلال فترة التهدئة"، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأكد أن "سلاح الجو الإسرائيلي هاجم الأراضي اللبنانية حوالي 500 مرة خلال 243 يوما منذ وقف إطلاق النار، وتقل فيها أكثر من 230 عنصرا من حزب الله"، مضيفا أنه "تمكن من تدمير آلاف الصواريخ و90 منصة إطلاق و20 مقرا وخمسة مواقع لإنتاج الأسلحة ومعسكرات تدريب وبنية تحتية للحزب".
ونوه إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة دمرت الغارات الإسرائيلية حوالي 3000 صاروخ، بالإضافة إلى البنية التحتية تحت الأرض جنوب الليطاني، مشيرا إلى أنه "قتل أكثر من 4000 عنصر في حزب الله منذ بدء الحملة ضده وهناك مئات في عداد المفقودين، بما في ذلك قمة الحزب بأكملها باستثناء شخصيتين كبيرتين".
وادعى جيش الاحتلال أنّ الحزب يواجه صعوبة في شغل المناصب العليا، لافتا إلى أنه "قبل الحرب، بلغ عدد القوة النظامية لحزب الله حوالي 25000 شخص، واليوم، نصف هذه القوة جاهز للقتال".
وعلى الرغم من الضربة الشديدة، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "حزب الله يحاول إعادة بناء نفسه"، مؤكدا أنه "اليوم غير قادر على غزو الأراضي الإسرائيلية وبدء مواجهة طويلة الأمد".
ووفق ما نشرته "هآرتس"، فإنّ "الحزب يواجه صعوبة في إعادة ربطه بالمحور، وقد حوّلت قوة الرضوان النخبوية إلى مهام داخلية (الرقابة وحماية أصول الحزب)، رغم أن هدفها الأصلي هو المواجهة مع الجيش الإسرائيلي".
وتحدثت الصحيفة نقلا عن جيش الاحتلال، أن "معظم أسلحة حزب الله جرى نقلها إلى شمال الليطاني، ووفقا لتقديرات إدارة الاستخبارات، يمتلك الحزب آلاف الصواريخ معظمها قصير المدى، ويمكن لمئات منها الوصول إلى وسط إسرائيل".
ويشير التقييم الإسرائيلي إلى أن حزب الله غير قادر حاليا على إطلاق الصواريخ باستمرار على إسرائيل، بسبب نقص منصات الإطلاق، مضيفا أن "الحزب يطمح إلى ابتكار وسائل لشن غارات محددة على أهداف، لكن يبدو أن هذه خطط مستقبلية يعجز التنظيم حاليا عن تحقيقها".
ووفق جيش الاحتلال، فإنّ القدرة الرئيسية التي تبقى لدى حزب الله، هي مخزونه من الطائرات المسيرة القادرة على تعطيل الحياة في الشمال، منوها إلى أنه جرى رصد مؤخرا محاولات لاستئناف إنتاج الطائرات المسيرة في منطقة الحدحية بالعاصمة بيروت، وتم قصف مباني الإنتاج بعد إصدار إشعار إخلاء للمدنيين.