تقرير: إسرائيل ترصد 5 عيوب في الاتفاق الأمريكي الإيراني
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
يواصل الإعلام الإسرائيلي انتقاداته للاتفاق بين واشنطن وطهران، معتبراً أنه يتساهل مع إيران، ويتجاهل التبعات المحتملة على إسرائيل، كما أن نقل مليارات الدولارات للنظام الإيراني، مقابل إطلاق سراح رهائن، يدل على أن البيت الأبيض تخلى عن إمكانية "وقف البرنامج النووي".
وألقى "ميدا" الضوء على التفاصيل المتداولة عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحرير 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة، وإطلاق إيرانيين موقوفين في الولايات المتحدة، مقابل إطلاق سراح 5 أمريكيين محتجزين في إيران، معلقاً: "في الصراع بين المصلحة الوطنية ومصلحة الفرد، يبدو أن الخيار الأخير انتصر".
يأس بايدن
وقال الموقع: "ليس صحيحاً القول إنه منذ وطأت قدماه البيت الأبيض، سعى الرئيس بايدن للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، الأصح أن نقول إنه يائس للتوصل إلى اتفاق". ففي البداية، كان الهدف هو العودة إلى نسخة "أطول وأقوى" من الاتفاق النووي الموقع في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، والذي حظر على إيران تصدير الصواريخ الباليستية، وفرض قيوداً على استخدام أجهزة الطرد المركزي، وقيّد تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67٪، لكن جميع هذه البنود انتهت صلاحيتها، كما أن القيود المفروضة على تصدير الأسلحة، على وشك الانتهاء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
موقف متواضع
بحسب الموقع، حاول بايدن في البداية صياغة اتفاق عرضت فيه الولايات المتحدة تحرير 17 مليار دولار من الأصول الإيرانية وتخفيف العقوبات، وبعد فشل هذه الصيغة، وبعدما اعترفت طهران بتخصيب اليورانيوم إلى ما بين 60 و84%، اتخذ البيت الأبيض موقفاً أكثر تواضعاً، بحيث يطلق النظام الإيراني سراح رهائن ويجمد تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪، وهو تراجع أمريكي كبير، بالإضافة إلى سماح الولايات المتحدة لطهران بالوصول إلى 24 مليار دولار مجمدة.
وبعد فشل هذه الصفقة أيضاً، تنازلت واشنطن عن تبادل الأسرى، وستحرر 6 مليارات دولار، بالإضافة إلى 2.7 مليار تم الإفراج عنها بالفعل كبادرة حسن نية.
עוד כסף לטרור ועוד חיזוק למשטר האייתוללות שממשיך לדהור לגרעין - ביידן נואש להגיע להסכם וההשלכות מסוכנות >>https://t.co/3AVLGzSt4A
— מידה (@MidaWebsite) August 13, 2023
5 عيوب في الاتفاق الجديد
ويزعم البيت الأبيض أنه نجح في وضع خطة تضمن عدم استخدام إيران الأموال إلا للمعدات الطبية والغذاء والبضائع العادية.
أما العيب الثاني، فهو أنه سيمكن طهران من استخدام أموال ميزانية حكومتها في الأنشطة العسكرية والإرهابية، وتحويل الأموال التي تم تحريرها إلى الأغراض المدنية، وبذلك تكون قد التفت على الاتفاقية، التي تنص على استخدام الأموال التي كانت مجمدة لأغراض مدنية لا عسكرية.
والعيب الثالث يكمن في أن إيران قد تستخدم أساليب الغش مرة أخرى، ولا تلتزم بأي شروط من أي اتفاقية، ذلك أنها تتمتع بخبرة 5 عقود من العمل في ظل نظام العقوبات، وطورت آليات مبتكرة لتجاوزها، وهي تشارك بعضها مع دول مثل روسيا وبيلاروسيا، ومن الواضح أن الإيرانيين سيستخدمون هذه الأساليب مرة أخرى حيال الاتفاقية الحالية أيضاً.
دبلوماسية الرهائن
ويكمن العيب الرابع في أن الصفقة تمنح إيران مكافأة أخرى على السلوك السيئ، فعلى مدى العقود الماضية، اعتاد النظام في طهران على خطف أجانب واحتجازهم كرهائن، ثم إطلاق سراحهم مقابل المال، أو تخفيف العقوبات، أو إطلاق سراح مجرمين إيرانيين في دول أخرى، وآخر مثال على ذلك كان في عهد الرئيس الرئيس السابق دونالد ترامب، عندما أطلقت إيران سراح طالب مقابل مسعود سليماني، الذي أدين في الولايات المتحدة بتصدير مواد بيولوجية حساسة إلى إيران.
وأكد "ميدا" أن دبلوماسية الرهائن الإيرانية حققت نجاحاً كبيراً لدرجة أن خصوم أمريكا الآخرين يقلدونها، حيث قامت روسيا وكوريا الشمالية والصين باختطاف مواطنين أجانب من دول في السنوات الأخيرة، بهدف انتزاع تنازلات.
ويتمثل الخلل الخامس والأخير في الاتفاقية في أن إدارة بايدن تخلت عن إمكانية وقف البرنامج النووي الإيراني، ذلك أن الإفراج عن الأموال في الاتفاقية سيقلل بشكل كبير من حجم الأصول الإيرانية المجمدة في أيدي الولايات المتحدة، مما يعني أن بايدن لا يرغب في مواجهة طهران، التي ستزداد قوة.
عراقيل أمام إسرائيل
في غضون ذلك، تواصل إدارة بايدن وضع العراقيل أمام هجوم إسرائيلي محتمل على إيران. ويقول الموقع إن بايدن، الرجل الذي نصح في عام 2011 بعدم تنفيذ الغارة الأمريكية التي قتلت أسامة بن لادن، خوفاً من إلحاقها ضرراً بإعادة انتخاب أوباما، يجدد الآن مرة أخرى سياسته قصير المدى المتعلقة بالمصلحة الوطنية الأمريكية.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تحليل، أن الجانب الأكثر أهمية في الصفقة المتبلورة بالنسبة لإسرائيل هو ما يتعلق بالتخصيب.
ولفتت إلى أن تفاصيل عملية الإفراج عن 5 أمريكيين محتجزين لدى إيران كرهائن، والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المُجمدة في كوريا الجنوبية إلى طهران، هي التي تظهر بشكل أكبر من الصفقة المتبلورة.
وأضافت أن قدراً كبيراً من الاهتمام الإعلامي المتزايد يحيط بالأمريكيين الخمسة، بالإضافة إلى المراقبة الأمريكية للنظام الإيراني، وما إذا كان سيستمر في منع وكلائه من مهاجمة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، متسائلة عن مصير البرنامج النووي الإيراني.
ماذا سيحدث لبرنامج التخصيب النووي الإيراني؟
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الجانب الأكثر أهمية في الصفقة بالنسبة لإسرائيل هو ما يجري فيما يتعلق ببرنامج التخصيب، لأن هذه القصة غير واضحة بشكل خطير، علماً أنه في أغسطس (آب) 2022، تضمنت الصفقة التي تجري مناقشتها الآن خفض اليورانيوم المُخصب إلى المستويات المطلوبة، بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، أي أقل من ثلث كمية سلاح نووي واحد.
وتابعت: "في ذلك الوقت، كان الامتياز الجديد الكبير من الغرب إلى إيران هو السماح لها بتخزين أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة، والتي كانت غير قانونية بموجب اتفاق عام 2015، ومع ذلك، من حيث اليورانيوم المخصب الجاهز، كانت إيران ستتراجع بشكل كبير"، ولكن بحلول منتصف يونيو (حزيران) من هذا العام، صارت شروط سيئة من وجهة نظر إسرائيل.
سلبيات وإيجابيات
ووفقاً لـ"جيروزاليم بوست"، فعلى الجانب الإيجابي، لن يمنح الغرب سوى تخفيف جزئي للعقوبات. وفي الجانب السلبي، لن تضطر طهران إلى خفض 60٪ من اليورانيوم عالي التخصيب أو حتى 20٪ من اليورانيوم المتوسط التخصيب، وسيكون عليها فقط تجميد التخصيب عند مستويات 60٪.
كما أن هناك تقارير تفيد بأن كل ما فعلته إيران حتى الآن، أو قد تفعله، هو إبطاء جزء من تخصيبها بنسبة 60٪ وتخفيف بعض الكمية غير المحددة من اليورانيوم الموجود، مما قد يضمن بقاء كميتها الإجمالية البالغة 60٪ من اليورانيوم كما هي.
Are nukes more critical than money or hostages in Iran deal? - analysis https://t.co/u5ioOvWEEc
— Nagi N. Najjar (@NagiNajjar) August 13, 2023
خفض التوتر
ووفقاً للصحيفة، ليس من الواضح ما إذا كان يتعين على إيران تقديم أي التزامات فيما يتعلق بالمسألة النووية كجزء من اتفاق تخفيف العقوبات الجزئي الأخير.
وتابعت: "يبدو أن الغرب يبذل كل ما في وسعه لتقليل التوترات بشكل أساسي، لا تريد إدارة بايدن مشاكل أمنية من إيران خلال عام الانتخابات".
وتقول الصحيفة إنه إذا تمكنت الإدارة الأمريكية من إبقاء المشكلات مع طهران بعيداً عن الغليان، فستقول إنها حققت فوزاً، أو على الأقل ستشعر بالارتياح، لأنها لن تحتاج إلى مواجهة مواقف أمنية جديدة محرجة أو مزعزعة للاستقرار.
الموقف الإسرائيلي
أما عن موقف إسرائيل، فذكرت الصحيفة أنها تتطلع إلى ما بعد انتخابات الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025.
أشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب كانت تأمل في أن تؤدي "الصفقة السيئة" مع طهران على الأقل إلى تراجع مخزونها من تخصيب اليورانيوم، إلى جانب منع أي عمليات تخصيب عالية أو متوسطة المستوى.
وتابعت: "إذا لم تؤد الصفقة إلى تراجع مخزون إيران من اليورانيوم، فسيكون الغرب قد اعترف بإيران كدولة عتبة نووية، وهذا من شأنه أن يقلل من خيارات مناورة إسرائيل ويضيق الأدوات الدبلوماسية التي يمكن استخدامها لمنع إيران من الوصول لسلاح نووي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران أسلحة إيرانية الصواريخ الإيرانية إسرائيل الولايات المتحدة الولایات المتحدة تخصیب الیورانیوم من الیورانیوم البیت الأبیض إطلاق سراح فی الاتفاق
إقرأ أيضاً:
مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟
بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، يبحث البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمًا إياها بالتحوّل إلى "أداة سياسية". اعلان
مع تصاعد المواجهة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، عقب الضربات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة: هل لا تزال هناك إمكانية واقعية للتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، أم أن مسار الدبلوماسية قد انتهى فعليًا؟
ضربة مزدوجة ورسائلأعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترامب أن الهجوم الذي شنّته القوات الأميركية على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز قد "حرم إيران من القنبلة الذرية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استعداده للدخول في محادثات معها. هذا الموقف الذي يجمع بين الحزم والانفتاح، يعكس استراتيجية أميركية تهدف إلى فرض شروط تفاوضية جديدة على طهران من موقع القوة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده لا تسعى إلى إطالة أمد الحرب، مضيفًا أن العمليات العسكرية لن تستمر "أكثر مما هو مطلوب". ويُفهم من هذا التصريح أن إسرائيل ربما تعتبر أن أهدافها التكتيكية قد تحققت جزئيًا، وأنه يمكن الآن التفكير بخيارات غير عسكرية.
Related"تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب".. غروسي في دائرة الاتهامات الإيرانيةضربة واشنطن النوعية: هل نجحت "مطرقة منتصف الليل" في شل البرنامج النووي الإيراني؟الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن المعرفة التراكمية؟طهران: لا أرضية للتفاوض الآنعلى الطرف المقابل، لم تُبدِ إيران حتى الآن أي إشارة إلى قبول مبدأ العودة إلى طاولة المفاوضات. بل على العكس، فإن الخطاب الرسمي يميل إلى التشكيك في جدوى أي حوار في ظل ما تعتبره "عدوانًا غير مشروع" على منشآت نووية مدنية.
ومما يزيد المشهد تعقيدًا، ما تداولته وسائل إعلام رسمية في طهران عن مصادقة البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرّح روح الله متفكر آزاد، عضو هيئة رئاسة البرلمان، بأن هذا التوجه يأتي ردًا على انحياز المنظمة الدولية، فيما طالب رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بالحصول على "ضمانات موضوعية" قبل استئناف أي تعاون مع الوكالة.
واعتبر قاليباف أن الوكالة "لم تفِ بالتزاماتها"، واصفًا إياها بأنها "تحولت إلى أداة سياسية"، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، ما يعيد التذكير بالرواية الإيرانية المستمرة حول سلمية البرنامج.
هل لا يزال هناك برنامج يمكن التفاوض عليه؟يبقى السؤال الجوهري في صلب هذه الأزمة: هل لا يزال هناك برنامج نووي قائم يمكن التفاوض بشأنه أصلًا؟ فوفق تصريحات أميركية وإسرائيلية، فإن المنشآت المستهدفة أصيبت بأضرار جسيمة، ويُقال إنها فقدت الكثير من قدرتها التقنية على تخصيب اليورانيوم.
من الناحية الإيرانية، يمكن أن يُستخدم هذا الواقع الجديد كذريعة للقول إنه لا جدوى من التفاوض على برنامج دُمّر فعليًا بحسب تصريحات واشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل غياب ضمانات دولية حقيقية. وقد تجد طهران في ذلك فرصة للهروب من أي التزام مستقبلي أو رقابة دولية تحت مظلة الوكالة الذرية، بحجة أن الملف قد طُوي عسكريًا.
رغم التصريحات الغربية المنفتحة على التفاوض، فإن المؤشرات الصادرة من طهران توحي بانسداد سياسي متزايد. الضربات التي استهدفت المنشآت النووية قلّصت من قدرة إيران الفنية، لكنها في المقابل عززت شعورها بالعزلة وانعدام ثقتها بالمجتمع الدولي، ما دفعها إلى خيارات تصعيدية كتعليق التعاون مع الوكالة الدولية.
وعليه، فإن إمكانية التفاوض لا تبدو منعدمة بالكامل، لكنها باتت مشروطة بجملة من العوامل: التوقيت، والضمانات، والسياق الإقليمي العام. وفي ظل التصعيد الحالي، يصعب القول إن المسار التفاوضي قابل للاستئناف في المدى القريب، إلا إذا حدث تغير نوعي في المواقف من كلا الطرفين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة