تسعى إسرائيل إلى إقامة روابط برية وسكك حديدية كوسيلة لتمهيد الطريق للتطبيع مع بقية الدول العربية وكي تصبح المركز التجاري لأوروبا مع غرب آسيا، لكن تحديات لوجستية ومعارضة شعبية إقليمية كبيرة قد توقف المشروع الذي يهدد إيران ومصر.

ذلك ما خلص إليه محمد سويدان، في تحليل بموقع "ذا كرادل" (The Cradle) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا  أنه "منذ عام 2017، وفي إطار مبادرة تُعرف باسم "مسارات من أجل السلام الإقليمي"، تحاول إسرائيل الترويج لمشروع سكة حديد يربط ميناء حيفا بدول الخليج العربي، وبينها الإمارات، وقد اكتسب المشروع، الذي تم إطلاقه بالفعل، أهمية أكبر بعد اتفاقية تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب في 2020".

وتابع: "كما أفادت أنباء، في يوليو/ تموز الماضي، بأن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان على خطة لمشروع ربط بري للشاحنات التي تسافر بين إسرائيل والإمارات عبر الأردن والسعودية. ويهدف المشروعان معا إلى ربط البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي".

و"في محاولة استراتيجية لتسريع المشاركة الدبلوماسية وتعزيز علاقات أوثق مع دول عربية مختارة، يهدف مشروع الربط البري الإسرائيلي إلى تعزيز التجارة والربط داخل غرب آسيا، عبر اقتراح صاغته الخارجية الإسرائيلية وتم تسليمه إلى المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين"، بحسب سويدان.

واستدرك: "على الرغم من أن العديد من الشخصيات السياسية الإسرائيلية أكدت أن العمل في المشروع جارٍ بين واشنطن وتل أبيب، إلا أنه لا يوجد حتى الآن تأكيد رسمي من الأطراف المعنية".

وأضاف أن "الطريق الذي تسلكه الشاحنات التي تسافر من الإمارات إلى ميناء حيفا غارق في التعقيدات البيروقراطية، مما يستلزم وجود سائقين متعددين وأعمال ورقية معقدة وفترات انتظار طويلة عند المعابر الحدودية، بينما يوفر المشروع المقترح إمكانية تحرك سائق وشاحنة واحدة بين دبي وميناء حيفا دون تغيير السائقين والشاحنات عند المعابر الحدودية بين الدول".

وزاد سويدان بأن "دراسة أجرتها الخارجية الإسرائيلية والحكومة الأمريكية أفادت بأن المشروع سيقلص وقت نقل البضائع بين إسرائيل والإمارات، بما يوفر 20% من تكاليف الشحن".

اقرأ أيضاً

كيف رأي الناشطون زيارة وزير خارجية إيران التاريخية إلى السعودية؟

إسرائيل والسعودية

و"البنية التحتية اللازمة لتسهيل حركة الشاحنات بين ميناء حيفا وموانئ الإمارات موجودة بالفعل. ويكمن الدافع الأساسي للنجاح في التغلب على العقبات الإدارية والسياسية، بدلا من طلب اتفاق تطبيع شامل بين إسرائيل والسعودية".

ولا توجد علاقات رسمية معلنة بين السعودية وإسرائيل، وتشترط الرياض انسحاب تل أبيب من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

وتابع أن "الرياض سمحت في 2020 لشركات الطيران الإسرائيلية باجتياز مجالها الجوي، مما أتاح التنقل الضروري بين إسرائيل والإمارات والبحرين. ومن المنطقي أن نهجا مشابها يمكن أن يمتد إلى النقل البري، وهي خطوة ملموسة نحو تعزيز التدفقات التجارية والعلاقات بين دولة الفصل العنصري (إسرائيل) والسعودية، مما يجعلهما أقرب إلى التطبيع الرسمي المحتمل".

سويدان قال إن "مبادرات الربط البري التي أطلقتها إسرائيل تهدف ظاهريا إلى تعزيز التعاون الإقليمي، لكنها تعمل كاستراتيجيات متعددة الأوجه تتماشى مع المصالح الاقتصادية والعسكرية والسياسية لتل أبيب ويسعى الكثير منها إلى الهيمنة الإقليمية على حساب الجيران".

وزاد بأن "هذه المناورة تبلغ ذروتها في تقارب المصالح الأمنية بين إسرائيل ودول الخليج العربي، بما يعني توحيد الشركاء الإقليميين ضد خصمها الأساسي إيران".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتتهم تل أبيب وعواصم خليجية طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

اقرأ أيضاً

في واشنطن وتل أبيب والرياض.. عقبات أمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل

قناة السويس

وهذه المبادرة الإسرائيلية الخليجية، بحسب سويدان، تقلق مصر، فمشروع الربط البري يهدد بتحويل الأعمال بعيدا عن قناة السويس، وهي شريان الحياة للتجارة العالمية، ومرساة للاقتصاد المصري المتعثر الآن، لاسيما وأن نحو 12% من التجارة الدولية و10 % من شحنات النفط والغاز و22% من تجارة الحاويات تمر عبر قناة السويس.

وتابع أن "احتمال وجود ممر بري يحول حركة المرور من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي يمثل تحديا ملحوظ لموقع مصر الجغرافي الاقتصادي في المنطقة، إذ يشكل تقليص أهمية القناة تهديدا لا يمكن إنكاره، كما يتضح من عائدات مصر القياسية من قناة السويس البالغة 9.4 مليار دولار في العام المالي الماضي، والتي شهدت مرور نحو 26 ألف سفينة عبر القناة".

"لكن أي مشروع تشارك فيه إسرائيل يواجه التحدي الهائل الذي يمثله الصراع العربي الإسرائيلي المستمر، والذي يضاعف من الدعم الثابت لسكان غرب آسيا للقضية الفلسطينية، إذ سيستمر موقف إسرائيل الدائم كدولة غريبة مستعمرة داخل غرب آسيا في وضع العقبات والمعارضة المباشرة لمبادراتها في جميع أنحاء المنطقة"، كما ختم سويدان.

ومن أصل 22 دولة عربية تقيم 6 دول فقط هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ 1967.

اقرأ أيضاً

دبلوماسي إسرائيلي: مشاريع الطاقة مع الخليج على حساب قناة السويس المصرية

المصدر | محمد سويدان/ ذا كرادل- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الخليج العربي سكة حديدية هيمنة مصر إيران الخلیج العربی بین إسرائیل قناة السویس غرب آسیا

إقرأ أيضاً:

مشروع رايزوتوب: تقنية مشعة لمكافحة صيد وحيد القرن في جنوب أفريقيا

المبادرة التي تحمل اسم "مشروع رايزوتوب" (Rhisotope Project)، تهدف إلى جعل قرون وحيد القرن قابلة للاكتشاف بسهولة أثناء محاولات تهريبها، دون أن تُعرّض الحيوان لأي ضرر صحي. اعلان

أطلقت جامعة ويتواترسراند في جنوب أفريقيا، بالتعاون مع خبراء في الطاقة النووية وجهات معنية بالحفاظ على الحياة البرية، مشروعًا رائدًا لمكافحة الصيد غير المشروع، من خلال حقن قرون وحيد القرن بنظائر مشعة غير ضارة، يمكن رصدها عبر أجهزة الكشف في المطارات والمعابر الحدودية.

المبادرة التي تحمل اسم "مشروع رايزوتوب" (Rhisotope Project)، تهدف إلى جعل قرون وحيد القرن قابلة للاكتشاف بسهولة أثناء محاولات تهريبها، دون أن تُعرّض الحيوان لأي ضرر صحي. ويأتي إطلاق المشروع بعد نجاح تجارب أولية العام الماضي، شملت نحو 20 وحيد قرن في محمية طبيعية، مهّدت الطريق لإطلاق الحملة الجديدة التي بدأت بحقن خمسة حيوانات.

Related شاهد: الملك تشارلز الثالث وزوجته يداعبان وحيد القرن في متنزه للحيوانات في كينياأكبر مزرعة في العالم لحماية وحيد القرن تعرض للبيع في مزاد في جنوب أفريقيا فيديو: تكاثر غير متوقع لحيوانات وحيد القرن الإفريقي بعد أن كانت مهددة بالإنقراض

وقال جيمس لاركن، كبير العلماء في المشروع، إن اختبارات المرحلة التجريبية أثبتت "بما لا يدع مجالًا للشك العلمي، أن العملية آمنة تمامًا وفعالة في جعل القرون قابلة للكشف بواسطة أنظمة النظائر المشعة في الجمارك الدولية".

وأضاف أن قرون وحيد القرن المحقونة يمكن اكتشافها حتى داخل حاويات شحن بطول 40 قدمًا، كما أن مستويات الإشعاع المستخدمة منخفضة بما يكفي لضمان سلامة الحيوان، لكنها كافية لتحفيز أجهزة الإنذار في نقاط التفتيش.

ووفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، فقد انخفض عدد حيوانات وحيد القرن عالميًا من نحو 500 ألف مطلع القرن العشرين إلى ما يقارب 27 ألفًا اليوم، بسبب تزايد الطلب على قرونه في السوق السوداء، لا سيما في آسيا. وتُعد جنوب أفريقيا موطنًا لنحو 16 ألفًا من هذه الحيوانات، لكنها تواجه معدلات مرتفعة من الصيد الجائر، إذ يُقتل ما يقرب من 500 وحيد قرن سنويًا لأغراض تجارية غير مشروعة.

ودعت الجامعة السلطات الوطنية ومالكي المحميات الخاصة إلى تبنّي المشروع وتوسيع نطاق تطبيقه، في محاولة لوقف نزيف أعداد هذا الحيوان المهدد بالانقراض.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأشغال” تُنجز المرحلة الأولى من مشروع طريق معان
  • سليم سحاب: مشروع اكتشاف المواهب في قصور الثقافة ينشط الحياة الفنية
  • مشروع رايزوتوب: تقنية مشعة لمكافحة صيد وحيد القرن في جنوب أفريقيا
  • الشرطة الإسرائيلية تعتدي على متظاهرين بتل أبيب
  • نائب العربي للدراسات: إقامة دولة فلسطينية رغماً عن إسرائيل وأمريكا أمر مستبعد
  • تدشين إعادة تأهيل مشروع بئر الغول في الراهدة
  • اجتماع موسع بمصيرة لمتابعة مشروع ميناء متعدد الأغراض
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو يستعد لبناء فندق شمال تل أبيب
  • إنجاز 65% من مشروع شبكات توزيع المياه في عبري وبهلا