محللون: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة رسخ قواعد جديدة
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
رأى محللون وباحثون فلسطينيون أن اليوم الأول لوقف إطلاق النار في قطاع غزة رسخ قواعد جديدة، وأكدوا أن اليوم التالي للحرب سيكون فلسطينيا خالصا.
وقال المحلل السياسي عمر عساف لوكالة الأناضول إن اليوم الأول لوقف إطلاق النار ثبّت عدة معادلات "أولها أن للمقاومة الفلسطينية اليد العليا قبل وبعد الطوفان (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) لأن من ادعى أنه يسعى لتدمير المقاومة والقضاء عليها لم يستطع فعل شيء مما يقول".
أما المعادلة الثانية وفقا لعساف فهي "تولد شعور لدى أبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة قد أثبتت حضورها، وأفشلت كل ما يسعى له الاحتلال، وبالتالي ازداد التفافه حولها في مشهد يخلق اهتزازا لدى كيان الاحتلال".
وأضاف أن القضية الفلسطينية خرجت مما وصفها بمتاهات الحل التصفوي وسياسة الاستجداء، و"حظيت بدفعة للأمام جراء إنجازات المقاومة، وهي اليوم تتحدث للعالم كله عن القضية الفلسطينية".
ظهور مقاتلي القسام
من جانبه، أكد الباحث سليمان بشارات أن حرب الإبادة الإسرائيلية فشلت في القضاء على المقاومة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، داعما قوله بـ"الظهور العلني لمقاتلي حماس وما رافقه من تجهيزات خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاثة، ما يدلل على أن الحركة ما زال لديها من القدرة البنيوية والإدارية والتنظيمية ما يؤهلها لإدارة الملفات الحساسة".
إعلانودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح أمس الأحد، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يجري خلالها التفاوض على المرحلتين الثانية والثالثة.
وأفرجت حماس مساء الأحد عن 3 أسيرات إسرائيليات وسط ظهور علني لمقاتلي الحركة في مدينة غزة بين آلاف الفلسطينيين الذين رددوا هتافات مؤيدة لهم. وفي المقابل أفرجت إسرائيل فجر الاثنين عن 90 من الأسيرات الفلسطينيات والفتيان.
وذكر بشارات أن كل الأطراف التي دفعت إلى الاتفاق "معنية إلى حد كبير في استكمال المرحلة الأولى منه وصولا إلى اليوم 42، وهذا لا يعني عدم وجود خروقات أو منغصات أو محاولات لإعادة بعثرة الأوراق خصوصا من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".
احتمالات عودة الحرب
ورجّح الباحث الفلسطيني أن يشكل الشارع الإسرائيلي عقبة كبيرة أمام عودة الجيش إلى الحرب، وقال إن "مشاهد الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات وتلهف الشارع الإسرائيلي لاستقبالهن يعطي انطباعا واضحا أن العودة للحرب لن تكون سهلة".
بدوره، قال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع إن الاتفاق شكل "حدثا كبيرا أثار جدلا في إسرائيل وتساؤلات عما فعله الجيش في القطاع على مدى أكثر من 470 يوما".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل قطاع غزة في حرب برية هي الأطول في تاريخ إسرائيل وخسر مئات الضباط والجنود، و"اليوم يدور الحديث داخليا عن خسارة المعركة".
وقال إن "الجدل يتعلق بكون إسرائيل دولة قوية نووية تخشاها الدول وربما الشرق الأوسط، وذات علاقات اقتصادية قوية مع قوى كبرى، لكنها عجزت في القضاء على حركة حماس المحاصرة في قطاع غزة منذ 18 عاما".
وأشار إلى أن ظهور مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فور بدء الهدنة أثبت صعوبة القضاء على حماس، "بل إن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن نصر مدوّ لحماس وعن رفع إسرائيل الراية البيضاء أمامها".
وفيما يتعلق باليوم التالي للحرب في إسرائيل، لفت أبو السباع إلى استعداد المعارضة لتوفير شبكة أمان لحكومة نتنياهو إذا اقتربت من الانهيار، لكنه أوضح أن المعارضة تصر على محاسبة "كل من قصّر في 7 أكتوبر، بما في ذلك نتنياهو وقادة الجيش".
إعلانورجّح أن إخفاق الجيش الإسرائيلي في غزة سيقابله "تغول في الضفة الغربية المحتلة لصرف الأنظار عن فشله في غزة".
وقال الباحث الفلسطيني إن "تدهور الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين يتجلى في دباباتهم المدمرة وكثير من أسرار الحرب وجحيم غزة".
وخلص إلى أن اليوم التالي للحرب "هو للمقاومة في غزة، وإسرائيليا يكون في بدء انتقاد الحكومة التي يبيع رئيسها تصريحات غير واقعية، بينما فشل في تحقيق ما توعد به كإنهاء حماس واحتلال غزة".
وعلى مدى أكثر من 15 شهرا شنت إسرائيل حرب إبادة في غزة حيث استشهد نحو 47 ألف فلسطيني بينهم عائلات محيت بأكملها من السجل المدني، كما أصيب أكثر من 110 آلاف شخص، ودُمرت غالبية البنية التحتية المدنية في القطاع من منازل ومدارس ومساجد ومستشفيات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الیوم التالی إطلاق النار قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
شهداء بانتهاكات إسرائيلية جديدة لوقف إطلاق النار في غزة
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اعتداءات جديدة أوقعت شهداء ومصابين بقطاع غزة، في إطار الانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار.
فقد أفادت مصادر فلسطينية بوصول شهيد اليوم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه قتل اليوم فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما تجاوز الخط الأصفر والاقتراب من قواته جنوبي قطاع غزة.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحدث جيش الاحتلال مرارا عن قتل فلسطينيين حاولوا تجاوز الخط الأصفر، وهو الحد الذي انسحب إليه في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتبين في معظم الحالات أن الذين تستهدفهم نيران القوات الإسرائيليين قرب الخط الأصفر كانوا مواطنين يتفقدون منازلهم أو يحاولون استعادة بعض من أغراضهم.
وأمس الاثنين استشهد فلسطينيان، أحدهما طفل، بنيران المسيّرات الإسرائيلية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وفي منطقة بيت لاهيا شمالي القطاع، كما أصيب ما لا يقل عن 10 في غارة قرب مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج وسط المدينة.
ووفقا لبيانات نشرتها وزارة الصحة في غزة قبل يومين، استشهد 266 فلسطينيا وأصيب 635 بنيران قوات الاحتلال منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
خروقات لا تتوقف.. الاحتلال يشن مذ الصباح غارات وقصف مدفعي وإطلاق نار على المناطق الشرقية لمدينة خانيونس. pic.twitter.com/NI9N4gUNQ7
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 18, 2025
غارات ونسف للمبانيوقد أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بوقوع إصابات إثر قصف مدفعي إسرائيلي على حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارات ونسفت مباني سكنية شرقي مدينة غزة في المناطق الواقعة خلف الخط الأصفر.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال استهدفت الأحياء الشرقية لمدينة غزة، ومنها حي التفاح، بقصف مدفعي.
إعلانكما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف ضخمة في تلك المناطق، بما في ذلك حي الشجاعية.
وفي جنوب قطاع غزة، أفاد مراسل الجزيرة بتنفيذ طائرات الاحتلال غارات خلف الخط الأصفر شرق خان يونس وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة، وتزامنا مع ذلك فتحت آليات إسرائيلية النار في تلك المناطق.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى تصاعد كثيف للدخان جراء القصف الإسرائيلي على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
كما أطلقت زوارق إسرائيلية النار في عرض بحر مدينتي خان يونس ورفح، وقالت مصادر فلسطينية إن صيادا أصيب بالنيران في منطقة المواصي الساحلية برفح.
وحسب أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة في القطاع، أسفرت حرب الإبادة على غزة عن استشهاد 69 ألفا و483 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و706 آخرين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.