مثل العملة، أي عملة في العالم، لها وجهان مختلفان جداً. لكنهما العملة. تماماً كالوضع العربي الآن. ثمة وجه مبتسم فرح بما قامت به المقاومة في غزة ووجه آخر كظيم شكك ولم يزل يشكك، رغم ما تراه عيناه وتسمعه أذناه. انه الوجه الخلفي الذي لا يعول عليه.
رغم أن أي انسان حر في ما يفكر وما يقول، لكن لا يستطيع أحد أن يطمس الحقيقة.
من لم يفرح لرؤية أسير من ذوي المؤبدات يقبل يدي والده وقدمي أمه بعد ثلاثين وأربعين سنة أمضاها في سجون الاحتلال. وذاك الذي يحتضن ابنه العشريني الذي كان جنيناً في بطن أمه عندما قاوم الاحتلال واعتقل. وذاك الذي يحتضن طفله الذي رزق به عن طريق « النطف المحررة « أوذاك وذاك وذاك، كلهم أُسروا شباباً وخرجوا شيباً وقد فقدوا ثلث وزنهم، على الأقل.
إن شعباً يخترع تهريب النطفة من بين القضبان لتحمل بها زوجته عن بعد، شعب مبدع جبار لن يرحل من أرضه.
خرجوا ؟.. لا، الأصح تحرروا، حررتهم المقاومة رغم أنف المحتل.
من لم تبهجه الرسائل التي قصدت المقاومة توجيهها من خلال ترتيبات اطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين. التنظيم المتقن، أماكن التسليم من جباليا وخانيونس ومخيم الشاطئ والميناء في مدينة غزة، ومن أنقاض بيت السنوار، السلاح الاسرائيلي الذي كان يحمله مرافقو الأسرى وغنموه في السابع من اكتوبر العظيم.
الحالة الصحية الجيدة التي خرج بها الأسرى، والعدد الكبير لانتشار رجال المقاومة في كل التفاصيل ما يؤكد أن المقاومة جندت عشرات الآلاف من الشباب أثناء العدوان الذي استمر خمسة عشر شهراً حسب اعتراف العدو.. وغيرها كثير.
رمزية كشف المقاومة عن استشهاد بعض أبرز قادتها ومنهم محمد الضيف جاء ليؤكد أن المقاومة كالشجرة كلما سقط منها غصن تنبت أغصانا وهذا حال الشعب الفلسطيني منذ مئة عام.
كلها أثبتت أن المقاومة انتصرت كما يقول الخبراء الدوليون، «القوي مهزوم إذا لم ينتصر في الحرب والضعيف منتصر إذا لم يُهزم «.
طبعاً ثمة من ينطبق عليه مثل من لا يعجبه العجب « يطلِع في اللسان عظم «. ولا يرى في كل هذا المشهد الاسطوري المقاوم إلا الدمار والخراب الذي خلفه العدوان الوحشي. لكأن شعبا في التاريخ تحرر من دون تضحيات ولم يقدم قوافل الشهداء؟!
شعب قدم كل هذه التضحيات وظل صامداً في أرضه. عاد الى أنقاض بيته في شمال غزة فرحاً حاملاً خيمته و..كرامته ومقاومته.
هذا ما لا يفهمه ترامب. وان كان يريد تحقيق السلام وبدل أن يفكر في تهجير أهل غزة، ليختصر الطريق ويرحل الستة ملايين اسرائيلي فكلهم يحملون جوازات سفلر بلدانهم التي جاؤوا منها واحتلوا فلسطين. وان لم يفعل فإن هذا الكيان يتفكك من تلقاء ساكنيه المحتلين.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الأسرى الاحتلال ترامب غزة الأسرى الاحتلال صفقة التبادل ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عمرو أديب: إسرائيل تستهدف عائلات قيادات المقاومة
أكد الإعلامي عمرو أديب أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على "زراعة الجواسيس" لتحقيق مصالحها في مختلف الساحات، مشيرًا إلى أن الأمر وصل بها إلى استهداف عائلات بأكملها من قيادات المقاومة الفلسطينية.
وخلال تقديمه برنامج "الحكاية" عبر قناة "mbc مصر"، مساء الأحد، قال أديب إن ما يحدث حاليًا مع عائلة يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة الذي اغتالته إسرائيل قبل أشهر وفقًا لتعبيره السابق الذي تم توضيحه لاحقًا في سياق آخر، خير دليل على هذا التوجه الإسرائيلي. وأوضح أن إسرائيل تستهدف أي شخص ينتمي لعائلة السنوار، معقبًا بسخرية: "همَّ مش عاوزين عمرو أديب.. همَّ عاوزين عمرو السنوار".
وانتقد أديب بشدة ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، مؤكدًا أنها أفعال "دولة" قاتلة، على الرغم من ادعاءاتها المتكررة بالديمقراطية. وشدد على أنه لا يمكن أن يشعر بالفرح لاغتيال أشقاء السنوار، لافتًا إلى أن إسرائيل تقتل يوميًا نحو 200 فلسطيني.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى "قتل رغبة الفلسطيني في الحياة"، معربًا عن أسفه للتدهور الكبير في الوضع الفلسطيني، حيث قال: "من سنتين كنا نتحدث عن دولة فلسطينية.. الآن وصلنا لمرحلة أننا نرغب في عدم قتل جميع الفلسطينيين".
وفي سياق متصل، لا يزال الغموض يحيط بمصير القيادي البارز في كتائب القسام محمد السنوار، بعد تداول وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن اغتياله في غارات على المستشفى الأوروبي في خان يونس، جنوبي قطاع غزة. وبينما لم تصدر حركة حماس أي تعليق رسمي على هذه الأنباء، أكد أديب على صعوبة التأكد من الروايات الإسرائيلية، مشيرًا إلى تاريخ الاحتلال في نشر معلومات غير دقيقة والتراجع عنها لاحقًا.