عربي21:
2025-10-19@17:00:10 GMT

لن ترحل غزة !

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

مثل العملة، أي عملة في العالم، لها وجهان مختلفان جداً. لكنهما العملة. تماماً كالوضع العربي الآن. ثمة وجه مبتسم فرح بما قامت به المقاومة في غزة ووجه آخر كظيم شكك ولم يزل يشكك، رغم ما تراه عيناه وتسمعه أذناه. انه الوجه الخلفي الذي لا يعول عليه.

رغم أن أي انسان حر في ما يفكر وما يقول، لكن لا يستطيع أحد أن يطمس الحقيقة.

نحن في زمن الصورة الأصدق من الكلمة. وما شاهدناه لمراسم تسليم الأسرى الاسرائيليين في الأيام الماضية في غزة أدخل الفرح في قلب كل عربي، ما عدا طبعاً أولئك الذين ران على قلوبهم وعلى عيونهم غشاوة من أوراق الدولار وفي أنوفهم رائحة النتن ياهو.

من لم يفرح لرؤية أسير من ذوي المؤبدات يقبل يدي والده وقدمي أمه بعد ثلاثين وأربعين سنة أمضاها في سجون الاحتلال. وذاك الذي يحتضن ابنه العشريني الذي كان جنيناً في بطن أمه عندما قاوم الاحتلال واعتقل. وذاك الذي يحتضن طفله الذي رزق به عن طريق « النطف المحررة « أوذاك وذاك وذاك، كلهم أُسروا شباباً وخرجوا شيباً وقد فقدوا ثلث وزنهم، على الأقل.

إن شعباً يخترع تهريب النطفة من بين القضبان لتحمل بها زوجته عن بعد، شعب مبدع جبار لن يرحل من أرضه.
خرجوا ؟.. لا، الأصح تحرروا، حررتهم المقاومة رغم أنف المحتل.

من لم تبهجه الرسائل التي قصدت المقاومة توجيهها من خلال ترتيبات اطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين. التنظيم المتقن، أماكن التسليم من جباليا وخانيونس ومخيم الشاطئ والميناء في مدينة غزة، ومن أنقاض بيت السنوار، السلاح الاسرائيلي الذي كان يحمله مرافقو الأسرى وغنموه في السابع من اكتوبر العظيم.

الحالة الصحية الجيدة التي خرج بها الأسرى، والعدد الكبير لانتشار رجال المقاومة في كل التفاصيل ما يؤكد أن المقاومة جندت عشرات الآلاف من الشباب أثناء العدوان الذي استمر خمسة عشر شهراً حسب اعتراف العدو.. وغيرها كثير.

رمزية كشف المقاومة عن استشهاد بعض أبرز قادتها ومنهم محمد الضيف جاء ليؤكد أن المقاومة كالشجرة كلما سقط منها غصن تنبت أغصانا وهذا حال الشعب الفلسطيني منذ مئة عام.

كلها أثبتت أن المقاومة انتصرت كما يقول الخبراء الدوليون، «القوي مهزوم إذا لم ينتصر في الحرب والضعيف منتصر إذا لم يُهزم «.

طبعاً ثمة من ينطبق عليه مثل من لا يعجبه العجب « يطلِع في اللسان عظم «. ولا يرى في كل هذا المشهد الاسطوري المقاوم إلا الدمار والخراب الذي خلفه العدوان الوحشي. لكأن شعبا في التاريخ تحرر من دون تضحيات ولم يقدم قوافل الشهداء؟!

شعب قدم كل هذه التضحيات وظل صامداً في أرضه. عاد الى أنقاض بيته في شمال غزة فرحاً حاملاً خيمته و..كرامته ومقاومته.

هذا ما لا يفهمه ترامب. وان كان يريد تحقيق السلام وبدل أن يفكر في تهجير أهل غزة، ليختصر الطريق ويرحل الستة ملايين اسرائيلي فكلهم يحملون جوازات سفلر بلدانهم التي جاؤوا منها واحتلوا فلسطين. وان لم يفعل فإن هذا الكيان يتفكك من تلقاء ساكنيه المحتلين.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الأسرى الاحتلال ترامب غزة الأسرى الاحتلال صفقة التبادل ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قلق إسرائيلي من عودة الأسرى المفرج عنهم في الصفقة إلى المقاومة المسلحة

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقريرا، لمُراسلها ليران تماري، جاء فيه أنّه: "مع الشروع بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال في غزة، ظهرت قضية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجونه".

وأوضح تماري، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "أظهر تفلّتا واضحا، وعدم التزام صريح بما تمّ الاتفاق عليه من حيث شمول الصفقة لقادة الحركة الوطنية الأسيرة، بزعم أنه لا يريد تكرار أخطاء "صفقة شاليط" حين خرج نظراؤهم، ونفذوا عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023".

وفي السياق نفسه، أورد تفاصيل جديدة حول ما حصل بالضبط في هذه المسألة، مشيرا إلى أنه "في يوم الاثنين الماضي فُتحت أبواب سجن كتسيعوت في صحراء النقب مجدّدا، وانطلقت قافلة طويلة من الشاحنات المحملة بالأسرى نحو معبر كرم أبو سالم في الطريق الى قطاع غزة، كجزء من صفقة إطلاق سراح الأسرى، وهي عملية مُعقدة نفّذتها مصلحة السجون، التي اضطرت لإطلاق سراح عدد من كبار الأسرى".

ونقل في التقرير نفسه عن "أ" رئيسة قسم جمع المعلومات الاستخبارية في مصلحة السجون، زعمها أنه "ليس سهلا رؤية خروجهم من السجن، لأنني أعرف تماما ما فعلوه، وما يفكرون فيه، وما قد يحدث لاحقا، لأنني أعلم أن الأيديولوجية التي يحملونها في عقولهم لا تزول، بل باقية، وهم يعتقدون أن مهمتهم لم تنتهِ بعد".

وأوضح أنّ "الصفقة الحالية شملت إطلاق سراح 1968 أسيرا فلسطينيا جُمعوا من أربعة سجون، وتم نقل من تقرر نقلهم إلى غزة أو الخارج إلى سجن كتسيعوت، حيث استجوبتهم الأجهزة الأمنية، وتحققت من هوياتهم، وهم ما فعله أيضا الصليب الأحمر، وفقًا للقوائم، ثم قامت وحدة "نحشون" التابعة لمصلحة السجون، بنقل الأسرى وهم مكبّلي الأيدي والأقدام إلى الحافلات التي نقلتهم نحو غزة".

وأشار إلى أنّ: "حالة من الإحباط رافقت كبار مسئولي مصلحة السجون بسبب إطلاق سراح كبار الأسرى، رغم اعترافهم بالسياسة المشددة التي قادها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بزعم أن الأسرى يجب أن يدفعوا ثمنًا لما قاموا به من مقاومة مسلحة".

وأبرز: "في هذا الإفراج تحديدا، سيروون قصصا مختلفة عمّا اعتاد باقي الأسرى على روايته في الماضي، بزعم أن السجون الإسرائيلية ليست أماكن ممتعة للإقامة، وفي السنوات الأخيرة عاشوا ظروفا لم يعتادوا عليها في العقود السابقة".

وأوضح أنّ: "عددا لا بأس به من الأسرى يطمحون فعلاً لتنفيذ أعمال مسلحة بعد الإفراج عنهم، لأننا نعرفهم جيدا ونعرف خططهم، وكان من المهم لنا التأثير لضمان عدم إطلاق سراح أخطرهم قدر الإمكان، حتى اللحظات الأخيرة، بمن فيهم أولئك الذين يمكنهم الاندماج في القيادة الاستراتيجية للمقاومة، ويصبحوا نماذج جديدة ممن أطلق سراحهم بصفقات سابقة، ولذلك لا يزال قادة حماس البارزون في السجن".

الضابط "ب"، كشف أنه "أجرى محادثات مع الأسرى قبل إطلاق سراحهم، أحدهم من غزة، وكنتُ مهتمًا بمعرفة ما دفعه لأن يصبح مقاوما رغم خلفيته العائلية، ووالده ثري ومثقف، ورغم توفر ظروفه ليكون مختلفا، لكنه اختار تنفيذ هجوم ضد الإسرائيليين، رغم أنه لم يأتِ من وضعٍ عصيب، بل من وضع كان المستقبل فيه مفتوحًا أمامه، لكنه لجأ للعمل المسلح، وهنا أدركتُ أنه مهما كانت حالتهم الاقتصادية جيدة، وكثرة الخيارات المتاحة، فإن أيديولوجية حماس وكراهيتها للاحتلال تقودهم، وهذه لا يمكن تهدئتها بالمزايا الاقتصادية".


ولفت إلى أنّ: "تقدير كم منهم سيعود للمقاومة المسلحة سؤال يشغل بال الإسرائيليين كثيرا، مع العلم أن الأيديولوجية ستبقى ساكنة فيهم، لكن الرغبة الجامحة في القيام بشيء ربما ستختلف، بزعم إدراكهم أن مصلحة السجون قد تغيّرت، وأن هناك إدارة وطريقة تعامل مختلفة، وقد يكونوا قادمون إلى وضع مختلف عما كانوا عليه، وهذا قد يكون مطمئنا بأنهم لن يتسرعوا في العودة للعلم العسكري".

وأوضح أنّ: "التوصية المرفوعة لأجهزة الأمن بشأن من يجب إطلاق سراحهم، تتلخص في معرفة كل أسير على حدة، من هو، وما عقليته، وما حوافزه، وعلاقاته، والنظر إلى أفعاله، ومدى جرأته، وقدرته على تجنيد الآخرين، وكيف ينظر إليه الجيل الجديد، هناك العديد من العوامل التي تترابط معا، وتحدد مستوى الخطر الخاص به".

وختم التقرير بالقول: "هنا لا يجب النظر فقط إلى عدد المفرج عنهم من الأسرى، بل إلى نوعيتهم، لذلك يمكنني إعداد قائمة بـ 100 أسير محرر، سيُلحق إطلاق سراحهم ضررًا أكبر من إطلاق سراح 3000 آخرين".

مقالات مشابهة

  • الخوف من ابتسامة أسير فلسطيني!!
  • هذا ما نعرفه عن جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة
  • محلل سياسي إسرائيلي: نتنياهو ترك العصابات التي موّلها في غزة تواجه مصيرها
  • "حماس": العملية التي استهدفت قوة للاحتلال بعبوة ناسفة تؤكد صمود المقاومة بالضفة
  • الاحتلال يعيد ترسيم «الخط الأصفر» فى غزة
  • 4 أسباب وراء تعذّر تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة.. نخبرك ما نعرفه
  • هرتسوج يلتقي مع الأسرى الإسرائيليين: أنتم العامل الذي وحد الشعب
  • قلق إسرائيلي من عودة الأسرى المفرج عنهم في الصفقة إلى المقاومة المسلحة
  • أبو سلمان المغني.. رئيس عشائر غزة الذي رفض التعاون مع إسرائيل
  • في ذكراه الأولى.. يحيى السنوار القائد الذي جعل من الأسر مدرسة للحرية