8 سنوات من الحبس الانفرادي.. كيف تعكس معاناة أبو الفتوح واقع المعتقلين في مصر؟
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
يدخل السياسي المصري البارز عبد المنعم أبو الفتوح عامه اليوم الثامن في الحبس الانفرادي، بعد اعتقاله في 14 شباط / فبراير 2018، ليظل أسيرًا لقرار سياسي قاسي، رغم تقدمه في السن ومعاناته الصحية.
واعتقل أبو الفتوح الذي شغل منصب رئيس حزب مصر القوية ومرشح رئاسي سابق، إثر عودته من لندن، بعد لقاء إعلامي تحدث فيه عن الوضع السياسي في مصر، ليبدأ مسارًا طويلًا من المعاناة داخل السجون المصرية، متنقلًا بين سجني العقرب شديد الحراسة ومركز بدر 3 للإصلاح والتأهيل.
ورغم وضعه الصحي الخطير الذي يتطلب رعاية طبية خاصة، فإن السلطات المصرية تواصل تجاهل حقوقه الأساسية وحقوق المعتقلين السياسيين في مصر.
تدوير في قضايا أخرى أثناء اعتقاله
وتم اتهام عبد المنعم أبو الفتوح مؤخرًا في قضية جديدة رغم كونه في المعتقل، ويعد هذا التدوير هو جزء من سلسلة طويلة من القضايا التي يتم إضافتها للمعتقلين السياسيين في مصر في محاولة لإبقائهم في السجون لفترات طويلة دون محاكمات حقيقية.
في أيلول/ سبتمبر 2023، تم إدراج أبو الفتوح في قضية جديدة تحمل رقم 1866 لسنة 2023، والمعروفة بقضية "التنسيقية" التي تتعلق باتهامات "نشر أخبار كاذبة" و"الانضمام لجماعة إرهابية".
وعلى الرغم من كونه في الحبس الانفرادي منذ عام 2018، تواصل السلطات الأمنية توجيه التهم إليه في قضايا جديدة لم تكن لها علاقة مباشرة بالأنشطة التي كان من المفترض أن تُحاكم بشأنها في القضايا السابقة.
تدوير المعتقلين في قضايا جديدة هو أسلوب يتبعه النظام المصري للحد من إمكانية الإفراج عن المعتقلين السياسيين بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي القانونية أو الحصول على حكم ببراءتهم. هذا التدوير يعني استمرار الوضع القانوني للمعتقلين في حالة من الضبابية، ويزيد من المعاناة النفسية والجسدية لهم.
الحبس الانفرادي.. انتهاك للقوانين الدولية والمحلية:
منظمة الشبكة المصرية لحقوق الإنسان تصف الحبس الانفرادي الذي يعاني منه أبو الفتوح بـ "التعذيب النفسي"، حيث يعد الحبس في ظروف العزلة التامة جزءًا من أساليب المعاملة القاسية واللاإنسانية. وفقًا للمعايير الدولية، يعد الحبس الانفرادي المطول انتهاكًا لحقوق الإنسان، خاصة إذا كان يُفرض دون أساس قانوني.
واللافت أن استمرار حبس أبو الفتوح في الزنازين الانفرادية يتعارض مع نصوص قانون السجون المصري، وتحديدًا المادة 43 من اللائحة الداخلية للسجون، التي تقتصر فيها مدة الحبس الانفرادي على 30 يومًا كحد أقصى، في حين لا يجوز تمديد وضع السجين في غرف شديدة الحراسة لأكثر من 6 أشهر.
ورغم ذلك، فإن المحكمة المصرية في عام 2022 رفضت الدعوى التي تطالب بإنهاء الحبس الانفرادي لأبو الفتوح، معتبرة أن استمرار احتجازه في هذه الظروف هو قرار سياسي بحت وليس إجراء قانونيًا.
محاكمة استثنائية وتهم ملفقة
في 29 أيار/ مايو 2022، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا (طوارئ) حكمًا بالسجن 15 عامًا على أبو الفتوح، بعد محاكمته في القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ التجمع الخامس.
وقد وُجهت إليه تهم "الانتماء لجماعة إرهابية، نشر أخبار كاذبة، وتمويل جماعات إرهابية"، كانت هذه التهم غير متناسبة مع الواقع، حيث لا يوجد دليل ملموس على ارتباطه بجماعات إرهابية أو على تورطه في أنشطة تضر بالأمن القومي المصري.
وضع حقوق الإنسان في مصر
استمرار حبس أبو الفتوح في ظروف قاسية هو مجرد جزء من معاناة أكبر يعيشها المعتقلون السياسيون في مصر، خاصة أولئك الذين يعارضون النظام الحالي، فالحبس الانفرادي، الذي يستمر بشكل غير قانوني وفقًا للمعايير الدولية، ويعد شكلًا من أشكال التعذيب النفسي، ويعرض حياة المعتقلين للخطر.
وفي حالة أبو الفتوح، لا يقتصر الأمر على العقوبة القاسية التي يواجهها، بل يمتد ليشمل إصرار السلطات على تجاهل حالته الصحية الحرجة، حيث يعاني هو غيره من المعتقلين من أمراض مزمنة تهدد حياتهم، من بينها احتباس التنفس وجلطات قلبية متكررة، مما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً، وهو ما ترفضه السلطات بشكل مستمر.
ولا تقتصر معاناة هؤلاء المعتقلين على الظروف القاسية داخل الزنازين، بل تمتد إلى التعذيب النفسي والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها، مما يعكس سياسة قمعية تهدف إلى إسكات كل صوت معارض.
ومن أبرز الأسماء التي فقدت حياتها في السجون المصرية محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، الذي توفي في محبسه، نتيجة الإهمال الطبي، وكذلك العديد من القيادات الشبابية والحقوقية التي لا تزال تواجه مصيرًا مشابهًا.
في الوقت الذي تحاول فيه السلطات تبرير هذه الانتهاكات بحجة الحفاظ على الأمن القومي، فإن الواقع يشير إلى أن هذه الإجراءات هي في الأساس جزء من سياسة تهدف إلى تحجيم الحريات وتعزيز القبضة الأمنية.
حقوق الإنسان والمعاناة المستمرة
وفي سياق المعاناة المستمرة للمعتقلين السياسيين في مصر، لا يمكن إغفال الانتهاكات التي يتعرض لها كبار السن والمرضى داخل السجون، إذ تؤكد تقارير منظمات حقوق الإنسان على أن هؤلاء المعتقلين يعانون بشكل مضاعف بسبب حالتهم الصحية، ويعيشون في ظروف قاسية لا تليق بحقوقهم الأساسية.
وأكدت العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، مثل منظمة العفو الدولية، والهيومن رايتس ووتش، أن مصر لا تزال تمارس سياسات قمعية بحق المعتقلين السياسيين، سواء كانوا من الشخصيات العامة مثل عبد المنعم أبو الفتوح، أو من الناشطين الشباب الذين يعبرون عن معارضتهم للنظام. ويعكس هذا تدهورًا كبيرًا في أوضاع حقوق الإنسان، في وقتٍ تتزايد فيه الانتهاكات بشكل صارخ.
وتشير التقارير إلى أن السلطات المصرية تستخدم السجون كأداة لترهيب المعارضين والناشطين السياسيين، مما يجعل من هذه الأماكن مصادر للمعاناة والانتهاك، هذا الوضع يشمل سجناء الرأي، الذين يُعتقلون لمجرد التعبير عن آرائهم السياسية أو معارضتهم للنظام الحاكم.
الانتهاكات وواقع المعتقلين السياسيين
الحبس الانفرادي
الحبس الانفرادي هو أحد أشكال المعاملة القاسية التي يُعرض لها العديد من المعتقلين السياسيين في مصر. حيث يُحرم المعتقل من التواصل مع الآخرين، سواء من خلال الزيارات أو حتى التواصل مع السجناء الآخرين. وفي بعض الحالات، يستمر الحبس الانفرادي لسنوات طويلة، مما يؤدي إلى تأثيرات نفسية خطيرة.
عبد المنعم أبو الفتوح هو أحد الأمثلة البارزة على هذا النوع من المعاملة، إذ مرّ عليه اليوم 8 سنوات في الحبس الانفرادي رغم تدهور حالته الصحية.
التعذيب الجسدي والنفسي
يعد التعذيب أحد أبرز الانتهاكات التي تواجه المعتقلين السياسيين في السجون المصرية، سواء كان جسديًا أو نفسيًا. ويشمل التعذيب الجسدي الضرب المبرح، التعليق لفترات طويلة، والحرمان من الطعام والماء. أما التعذيب النفسي، فيتمثل في التهديدات المستمرة بالانتقام من العائلة، والنقل المتكرر للمعتقلين إلى زنازين مختلفة.
علاء عبد الفتاح على سبيل المثال، كان قد تعرض للتعذيب في العديد من المرات، وتم حرمانه من الرعاية الطبية اللازمة، ما ساهم في تدهور حالته الصحية.
الحرمان من العلاج الطبي
يعاني العديد من المعتقلين السياسيين من أمراض صحية خطيرة، ولكنهم لا يتلقون الرعاية الطبية المناسبة. يُمنع المعتقلون من الحصول على الأدوية أو العلاج في العديد من الحالات، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكلهم الصحية.
محمد البلتاجي، الذي يعاني من عدة أمراض مزمنة، من ضمن الذين عانوا من نقص الرعاية الصحية، وهو ما يعرضهم لخطر الموت أو التدهور الصحي المستمر.
إجراءات قانونية غير عادلة
المحاكمات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون في مصر غالبًا ما تكون مسيسة ولا تتبع المعايير القانونية الدولية. يتم توجيه تهم زائفة لهم مثل "الانضمام لجماعة إرهابية" أو "نشر أخبار كاذبة"، مع غياب الأدلة الكافية التي تدينهم. كما أن المحاكمات تتم في محاكم أمن الدولة أو محاكم الطوارئ، التي تفتقر للعدالة المستقلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المصري عبد المنعم أبو الفتوح السجون المصرية المعتقلين مصر عبد المنعم أبو الفتوح المعتقلين السجون المصرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد المنعم أبو الفتوح المعتقلین السیاسیین السیاسیین فی مصر السجون المصری حقوق الإنسان العدید من التی ی
إقرأ أيضاً:
انتهاكات تتجاوز السجون.. السلطات المصرية تضاعف التضييق على أسر المعتقلين
بينما تتواصل أنباء الانتهاكات الأمنية بشكل شبه يومي بحق المعتقلين المصريين في 88 سجنا رئيسيا ومقرات الاحتجاز المختلفة، بدأت السلطات المصرية خارج السجون فصلا جديدا من الانتهاكات بحق أسر وذوي المعتقلين.
ودفعت الانتهاكات الأمنية المتواصلة بحق المعتقلين من خلال التجريدات على الزنازين بالسجون، والضرب بالهراوات، والحبس في زنازين انفرادية، والحرمان من الزيارة، والإهمال الطبي، والتغريب إلى سجون نائية، بعض المعتقلين إلى خيار الانتحار، أو إضرام النار في المتعلقات، أو الإضراب عن الطعام.
وأدى تسريب أنباء بعض تلك الانتهاكات عبر أسر المعتقلين، ونقلها إلى منظمات حقوقية مدافعة عن ملف المعتقلين المصريين الذين يربو عددهم عن 60 ألفا أغلبهم موقوفين منذ العام 2013، يقوم الأمن المصري بملاحقة ذوي المعتقلين، وتفتيش منازلهم، والتضييق عليهم خلال الزيارة القانونية.
اعتقالات واقتحامات وتنكيل وتهديد
واعتقلت قوات الأمن بمدينة العاشر من رمضان (شرق القاهرة)، عبير قاسم عبدالعزيز داوود، والدة المعتقل أنس حسني النجار، وجرى عرضها على نيابة أمن الدولة العليا التي قررت حبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات مع إيداعها سجن العاشر من رمضان.
اعتقال السيدة قاسم، يأتي في ظل معاناتها أكثر من 12 عاما مع اعتقال ابنها أنس، بينما كان طالبا بالصف الثاني الثانوي، واعتقال زوجها مدة 4 سنوات، ووفاته متأثرا بحالته الصحية بعد هجرته القسرية إلى الخارج.
وفي واقعة ثانية، أقدمت قوات الأمن على اقتحام منزل والدة الشاب المصري "طلخاوي" المقيم في أوروبا، وقامت باعتقالها بعد نشره مقطع فيديو عن "حصار غزة" ودور السلطات المصرية في إغلاق المعابر.
وفي انتهاك ثالث، أوقف الأمن المواطنين: محمد محمود عبدالعظيم، وطارق أحمد عبدالعظيم، شقيق وابن عم أحمد محمود عبدالعظيم، أحد ضحايا التصفية الجسدية الخمسة التي ارتكبتها الشرطة في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، بوادي الصعايدة بمركز إدفو محافظة أسوان.
جاء ذلك الاعتقال عقب انتشار مقطع مصور يوثق إطلاق الأمن للرصاص على سيارة الضحايا واحتراقها، ما سبقه توقيف صاحب مزرعة التقطت كاميراتها أحداث الواقعة هيثم أبوالمجد، في "تطور يعكس نمطا خطيرا من الانتقام من الشهود وذوي الضحايا"، وفق تعبير "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان".
كما اشتكت أسر المعتقلين من التفتيش المهين للنساء الذين يمارسن الأمن في السجون٬ يصل حد التحرش، ما وصفته منظمة "جوار"، بأنه "انتقام خسيس يراد به إذلال الحرائر وكسر إرادتهن"، مؤكدة أنه "مشهد يتكرر في جميع السجون المصرية وبشكل فج سجن (برج العرب) و(ليمان المنيا)".
وفي واقعة خامسة، يرصد حقوقيون حالة التنكيل الأمني بأسرة الصحفي المصري المعتقل منذ آذار/ مارس 2024 ياسر أبوالعلا، حيث أحالت نيابة أمن الدولة العليا في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شقيقة زوجته أسماء فتحي، للمحاكمة، والتي جرى اعتقالها وزوجته نجلاء فتحي، على خلفية تقديمهما بلاغات للنائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان حول اختفاء، أبوالعلا.
تشير مصادر حقوقية إلى أن أسماء فتحي، رفضت الاتهامات الموجهة لها بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة عبر الإنترنت"، قائلة أمام النيابة: "جريمتي أنني شقيقة زوجة الصحفي أبوالعلا، وأنني كتبت استغاثة (عبر مواقع التواصل الاجتماعي) بعد اختفاءه قسريا".
ومن بين قضايا التنكيل بذوي المعتقلين والتي تفجرت أحداثها مؤخرا، قضية نجل السياسي عبدالمنعم أبوالفتوح المعتقل منذ 2018، أجلت الاثنين الماضي، محكمة الجنايات، نظر استئناف أحمد أبوالفتوح، على حكم حبسه 5 سنوات، بعد توقيفه من وحدة مرور بالقاهرة الجديدة، نيسان/ أبريل الماضي.
منع وتهديد المحامين والحقوقيين
تعدت تلك الانتهاكات أسر المعتقلين لتنتقل إلى المحامين والحقوقيين، حيث تحدث بعضهم قبل أيام عن تهديد أمني وصلهم حال نشر أنباء المعتقلين، حيث قررت السلطات منعهم من نشر أي معلومة تخص القضايا أو جلسات التحقيق أو أسماء المختفين الذين ظهروا بمقار النيابة.
وفي حديثه لـ"عربي21"، اشتكى حقوقي مصري مقيم في الخارج من تعرض عائلته الصغيرة والكبيرة إلى ضغوط أمنية وملاحقات للضغط عليه ودفعه للتوقف عن الحديث في ملف المعتقلين، أو الشأن العام المصري، مؤكدا أنه اضطر للخضوع لهذا الابتزاز حفاظا على أسرته.
وبحسب منظمة "جوار" الحقوقية، تأتي هذه الوقائع لتضيف فصلا جديدا من الانتهاكات بحق ذوي المعتقلين في خطوة تُثير القلق حول استمرار سياسة استهداف الأسر وممارسة الضغط على المعتقلين عبر أقربائهم.
وتضيف أن "الاستبداد لم يكتف بسجن الأحرار وتعذيبهم حتى الموت بل امتد ليطعن في قلوب أهليهم، ويُثقل كواهل أبنائهم وأمهاتهم وزوجاتهم".
وانتقدت غلق صفحات المحامين، مبينة أنها "كانت نافذة يطلع منها الناس على مصير أبنائهم"، ملمحة إلى أن "المعلومة التي كانت تُطمئن قلب أم تنتظر خبرا عن ابنها، وتبعث الحياة في أسرة أنهكها الانتظار أصبحت اليوم محظورة".
رعب وتخويف وانتهاك حرمات
وفي تعليقه قال المدير التنفيذي للمؤسسة عبدالرحمن البدراوي: "معاناة أهل المعتقلين لا تتوقف منذ 2013، ويوميا حملات اعتقال، والشارع يحكمه الرعب والتخويف، وزوجات وبنات المعتقلين يتعرضون لمخاطر كبيرة أثناء الزيارات التي ويغيب عنها الرجال والشباب خوفا من اعتقالهم".
وفي حديثه لـ"عربي21"، يلفت إلى أنه "منذ فترة وفي سجن (جمصة) تم احتجاز والد أحد المعتقلين وتقييده ساعة ونصف للضغط على المعتقل في الداخل وتهديده لتنفيذ أوامرهم".
وأعرب عن أسفه من أن "ملابسات اعتقال السيدة عبير، غير معروفة، خاصة وأن قوات أمن العاشر والأمن الوطني بالزقازيق، معروفة بنهجها العالي بقضايا التدوير والاعتداء على الأهالي، وأن ومحافظتي الشرقية والإسماعيلية لم يتوقف فيهما التعذيب والتنكيل بمقرات الأمن الوطني وانتهاك حرمات البيوت".
وأوضح أن "اقتحام منزل عائلة (طلخاوي)، حدث مع كثير من المصريين المقيمين بالخارج، لدعمهم فلسطين والمشاركة باحتجاجات الخارج أمام السفارات المصرية، وتبنيهم ملف المعتقلين، وحديثهم بالشأن المصري، وتم اعتقال كثير من أهالي المقيمين بالخارج للضغط عليهم، واسكاتهم".
وعن تفتيش النساء بشكل مهين، أكد أن "سجن برج العرب به تعديات مستمرة منذ 2016، على يد ضابط الأمن الوطني حمزة المصري، وفي المنيا ومنذ قدوم ضابط المباحث مصطفى عبدالحكيم لسجن المنيا زادت شكاوى أسر المعتقلين من التفتيش المهين".
وحول تهديد المحامين ومنعهم من نشر أسماء المعتقلين، قال إنه "لإسكات أي صوت يكشف عما يحدث للمختفين قسرا لأن أغلب من يظهرون في نيابة أمن الدولة العليا تعرضوا للإخفاء والتعذيب الممنهج وحين يظهرون يكونوا على ذمة قضايا ملفقة حدثت في غير محافظاتهم وأثناء احتجازهم".
إصرار على التجميد
يواجه ملف المعتقلين في مصر جمودا في ظل رفض تام من سلطات رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، عن إنهاء معاناة ملايين الأسر وذويهم المعتقلين، رغم مطالبات ومبادرات ودعوات لمصالحة وطنية أولى بنودها إخلاء سبيل المعتقلين السياسيين.
وقال الحقوقي المصري هيثم أبوخليل، عبر صفحته بـ"فيسبوك": "هل تعلم أن مصر الأولى عالميا في عدد المعتقلين السياسيين والمعارضين؟، هل تعلم أن مصر ضمن أعلى 3 دول عالميا في أحكام الإعدام؟، هل تعلم أن مصر من بين أسوأ الدول من حيث الاختفاء القسري والقتل خارج إطار القانون؟".
والجمعة الماضية كتب الحقوقي أحمد ماهر،يقول: "ملف معتقلي الرأي تطرق لأجله كل الأبواب ويخاض في سبيله كل الطرق العاقلة، 12 سنة سجن كفاية، 12 سنة بدون أي داعي؛ تلزم وقفة جادة من كل الأطراف وحل للأزمة".
وعبرت أسر معتقلين، ومهتمين بالملف الحقوقي المصري عن آمالهم أن يتبع ملف إنهاء الحرب في غزة الذي يجري توقيع اتفاقية في شرم الشيخ المصرية بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، عن آمالها أن يتبع ذلك حل أزمة المعتقلين المصريين.
لكن يقول آخرون إن النظام يواصل ذات سياساته، ولا يعير اهتماما لأحوال المعتقلين ولا أحوال أسرهم.
الموت البطيئ
وينتظر أهالي بعض المعتقلين بين لحظة وأخرى إبلاغهم بوفاة أحد من ذويهم، أو تعرضه لمكروه أو نقله في وضع صحي سيء للمستشفى، في ظل ما ينتقده حقوقيون من "الإهمال الطبي المتعمد"، ومع ما تسبب فيه من وفيات بنسبة بلغت نحو 71.9 بالمئة من إجمالي عدد الوفيات، وفق تقرير صادر عام 2020.
وتقول "إ. ع": "في ظل سياسة التدوير لأغلب المعتقلين الذين قضى كثيرون منهم مدة حبسه؛ لم نعد ننتظر الإفراج عنهم، و خاصة كبار السن، بل نتوقع أن يتم إبلاغنا يوما بحدوث الوفاة لبعضهم".
ووثقت منظمة "عدالة لحقوق الإنسان"، 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وفاة المعتقل أحمد حامد بشندي، (68 عاما)، بعد تدهور وضعه الصحي بسجن أبوزعبل، في "نهج منهجي بحرمان السجناء من العلاج"، وفق تعليق المنظمة الحقوقية.
في السياق، وثقت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان"، وفاة المعتقل محمد السعيد شمعون (50 عاما)، بعد يومين من إخلاء سبيله من مقر الأمن الوطني بالمنصورة (دلتا النيل)، وتعرضه للإخفاء القسري رغم إخلاء سبيله ومعاناته الصحية، ليلقى حتفه بعد ساعات من نقله للمستشفى.
تُشير الإحصائيات التي وثقتها بعض المنظمات الحقوقية ومنها منظمة "حقهم" الحقوقية إلى أن العدد الإجمالي لوفيات المعتقلين السياسيين، منذ منتصف عام 2013 وحتى أوائل 2024، تجاوز 1176 حالة وفاة، فيما رصدت منظمة "كوميتي فور جستس" 1163 حالة وفاة داخل مقار الاحتجاز حتى منتصف عام 2022.
يطال الجنائيين
وتواصل قوات الأمن المصرية انتهاكاتها بحق المصريين، إذ تتوالى اتهامات الأهالي لضباط الشرطة وقوات الأمن بارتكاب جرائم قتل بحق ذويهم، طالت مؤخرا الجنائيين بعد سنوات من ملاحقة السياسيين وذويهم.
آخر تلك الشكاوى وجهها والد الشاب "خليل محمد خليل عيد"، الجمعة الماضي، عبر صفحته بـ"فيسوك"، متهما أحد ضباط الشرطة بمدينة المحلة الكبرى (دلتا النيل)، بقتل نجله، مؤكدا وجود آثار الضرب والتعذيب بالكهرباء على جثمانه.
وأطلقت الشرطة المصرية الرصاص على 3 شباب جامعيين أيلول/ سبتمبر الماضي، أثناء استقلالهم توكتوك بعزبة صقر مركز منية النصر محافظة الدقهلية، بزعم أنهم: "عناصر إجرامية شديدة الخطورة"، وفق بيان وزارة الداخلية.