مسابقة عمان الجامعية للبرمجة تختتم فعالياتها وتكرّم الفرق الفائزة
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
اختتمت مسابقة عمان الجامعية للبرمجة بنسختها الـ 12 اليوم فعالياتها، والتي جاءت بتنظيم من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك بجامعة السلطان قابوس، وبمشاركة واسعة ضمّت 194 مشاركًا من 21 مؤسسة أكاديمية من مختلف المحافظات موزعين على 65 فريقًا طلابيًا خاضوا غمار المنافسة والتحدي في عدد من التحديات البرمجية التي تعمل على صقل مهاراتهم وتختبر قدارتهم في محورالتفكير المنطقي وتصميم الخوارزميات.
رعى ختام المسابقة سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، حيث تأتي المسابقة بالتعاون مع الشركاء الأكاديمين جامعة السلطان قابوس، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وأكاديمية البرمجة، والشريك التقني شركة أوكيو. حيث شهدت المسابقة منافسة محتدمة امتدت لخمس ساعات متواصلة، حيث تنافس طلبة من مختلف الجامعات في تحديات برمجية دقيقة تطلبت مهارات عالية في التفكير المنطقي، وحل المشكلات، باستخدام لغات متقدمة مثل Python وJava وC++ ، وتم تقييم الأداء وفق عدد الحلول الصحيحة، وسرعة الإنجاز، وعدد المحاولات.
النتائج والتكريم
كما كشفت المسابقة التي أقيمت ضمن مشاريع مبادرة “مكين” التابعة لبرنامج الصناعة الرقمية تحت مظلة البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي عن مستويات لافتة من الإبداع والابتكار بين المشاركين، وبعد منافسة قوية حصد فريق (Enigma) من جامعة السلطان قابوس المركز الأول بفضل أداء متميز في حل المسائل البرمجية، تلاه فريق (Libre) من جامعة السلطان قابوس في المركز الثاني بعد أن برز في سرعة الحلول البرمجية، بينما جاء فريق (Al-istiqama) من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا ثالثًا، مظهرًا روحًا جماعية وعزيمة في حل التحديات البرمجية.
وأشاد سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بأداء المشاركين، مؤكدًا على أهمية المسابقة في اكتشاف وصقل مهارات الشباب العُماني في البرمجة، باعتبارها منصة مثالية لتعزيز الابتكار والتقنية، وأوضح أن هذه الفعالية تعكس توجّه الحكومة نحو بناء اقتصاد رقمي متين، من خلال ربط القطاع الأكاديمي بالصناعي، وتهيئة بيئة محفزة للإبداع.
وأشار سعادته إلى أن "رؤية عُمان 2040” تضع الشباب في صميم التحول الرقمي، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم المبادرات التي تطور المواهب الوطنية وتدفعها نحو الريادة التقنية. وفي ختام حديثه، هنّأ سعادته الفرق الفائزة، وأثنى على إبداعهم، مؤكدًا التزام الوزارة بدعم مثل هذه الفعاليات التي تُسهم في إعداد جيل قادر على قيادة مستقبل رقمي مشرق لعُمان.
كما أعرب الدكتور محمد بن خلفان البدوي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية البرمجة، عن فخره بنجاح النسخة الحالية من مسابقة عُمان الجامعية للبرمجة، مؤكدًا أن الإقبال الكبير والمشاركة الواسعة هذا العام يعكسان الشغف المتزايد لدى طلبة الجامعات والكليات في سلطنة عمان بمجال البرمجة.
وأشار البدوي إلى أن هذه النسخة تميزت بإطلاق المسابقات التأهيلية المرحلية لأول مرة، حيث تم تنظيم ثلاث مسابقات تمهيدية في مناطق مختلفة: الأولى في صحار لطلبة محافظتي شمال وجنوب الباطنة، والثانية في نزوى لطلبة الداخلية والشرقية، والثالثة في مسقط لطلبة محافظة مسقط. وقد ساهم هذا التوزيع الجغرافي في إتاحة فرص أوسع للمشاركة وتعزيز استعداد الفرق المؤهلة لخوض التصفيات النهائية.
وأكد البدوي أن هذه الخطوة أسهمت بفاعلية في توسيع قاعدة المشاركة، وتنمية المهارات التقنية لدى الطلبة، إلى جانب تعزيز روح التنافس الإيجابي بينهم، وأضاف أن الفرق الفائزة حصلت على جوائز نقدية بلغ مجموعها 6750 ريالًا عمانيًا، بالإضافة إلى تأهيل 3 فرق للمشاركة في المسابقة الإقليمية المقبلة التي ستُقام في جمهورية مصر العربية، موضحًا أن هذا التأهيل الإقليمي يعكس التزام الأكاديمية بدعم الشباب العماني وتمكينهم من تمثيل سلطنة عمان في المحافل الدولية، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تُعد حافزًا مهمًا لتطوير القدرات التنافسية لدى الطلبة ودفعهم نحو مزيد من الابتكار والتميز في مجال البرمجة.
المشاركون
أبدى عدد من المشاركين في مسابقة عُمان الجامعية للبرمجة 2025 عن إعجابهم الكبير بمستوى التنظيم والتحضير الذي تميزت به النسخة الحالية، مؤكدين أن المسابقة شكّلت تجربة تعليمية وتنافسية فريدة أسهمت في تعزيز مهاراتهم البرمجية والعمل الجماعي.
وقال أحمد بن ناصر الشملي متحدثاً عن الفريق الفائز بالمركز الأول من فريق Enigma بجامعة السلطان قابوس: "حصلنا على المركز الأول في مسابقة عمان الجامعية للبرمجة التي أقيمت في يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع، وكانت التجربة رائعة وحماسية منذ بدئها قبل ثلاث سنوات حيث حصلتا على المركز السابع تلاها المركز الثاني في العام الماضي، وتتويجاً بالأول في مشاركتنا الأخيرة هذا العام. وأضاف مسابقة عمان الجامعية للبرمجة هي فرصة رائعة لأي مبرمج لتطوير مهاراته في البرمجة وحل المشكلات وأدعو كل طالب في هذا المجال للمشاركة والاستفادة والاستمتاع بهذه المسابقات."
من جانبه أكد أحمد سمير، طالب في الجامعة العربية المفتوحة، أن المسابقة هذا العام كانت على مستوى عالٍ من التنظيم والاحترافية. وقال: “منذ التصفيات الأولى عملنا على مراجعة تحديات النسخ السابقة، مما ساعدنا على فهم طبيعة المشكلات بشكل أعمق والاستفادة من التجارب السابقة”. كما أشار إلى أن المسابقة جسّدت روح التعاون بين أعضاء الفريق، وأسهمت في صقل مهارات المشاركين في البرمجة والتفكير.
من جانبها، عبرت موزة بنت عامر الإسماعيلية، طالبة بجامعة السلطان قابوس، عن تقديرها العميق لمشاركتها في المسابقة، واصفة إياها بأنها غنية بالمعرفة والمهارات التشاركية. وأضافت: “العمل ضمن فريق متنوع الخلفيات والخبرات والدخول في أجواء تنافسية معرفية كل ذلك ساعدني على تطوير مستواي البرمجي واكتساب خبرات تقنية جديدة”.
أما يوسف بن يحيى الرقيشي مشارك وطالب بالجامعة الألمانية للتكنولجيا فأوضح أن مشاركته جاءت ثمرة جهود مستمرة بدأت منذ سنته الأكاديمية الأولى في مجال البرمجة التنافسية، مشيرًا إلى أن فريقه تأهل في العام الماضي على المستوى العربي، وتمكن هذا العام من تحقيق مستوى أعلى، مما يعكس تطورهم وحرصهم على تنمية قدراتهم التقنية.
وأشار الرقيشي إلى أن الدعم المؤسسي هذا العام كان أكبر وأكثر تأثيرًا، خاصة مع مشاركة جامعات من مختلف المحافظات، مؤكدًا على أهمية الاستمرار في توسيع دائرة المشاركة لتشمل شرائح أوسع من الطلبة في المستقبل، بما يعزز فرص تمكينهم معرفيًا ومهنيًا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وتقنیة المعلومات السلطان قابوس هذا العام مؤکد ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
رغم الخسارة في يوروفيجن.. الرأي العام الإسباني منصب على مقاطعة إسرائيل
مدريد- جاء إعلان فوز المغني النمساوي جاي جاي بأغنيته "حب مهدور" بالمركز الأول في مسابقة "يوروفيجن" الأوروبية الغنائية، متفوقا على المغنية الإسرائيلية يوفال رافائيل التي حلت أغنيتها "يوم جديد سيشرق" في المركز الثاني، ليشكّل لحظة صعبة بالنسبة للجمهور الإسباني.
ولم تكن النتيجة النهائية للمسابقة في نسختها الـ 69 أمرا يمكن تجاوزه بالنسبة للإسبان؛ فرغم أن المسابقة انتهت مساء السبت الماضي، فإن صدى النتيجة النهائية لا يزال حاضرا بقوة في الرأي العام الإسباني ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى الإسبان أن الأمر لا يرتبط بالنتيجة بقدر ارتباطه بنظام تصويت الجمهور الذين يشككون بعدالته ويرون أنه سمح لإسرائيل أن تتقدم إلى هذا المستوى.
فرغم أدائها المميز في المسابقة، صدم الجمهور الإسباني بحصول ممثلة بلاده المغنية ميلودي بأغنيتها "تلك النجمة المشهورة" على المركز 24 من أصل 26 بلدا مشاركا، حيث حصلت على 27 نقطة من لجنة التحكيم و10 نقاط فقط من تصويت الجمهور، أي بمجموع 37 نقطة.
لكن احتجاج الجمهور الإسباني لم يكن على نتيجة بلادهم فحسب، بل عند مقارنة تلك النتيجة بما حصلت عليه الإسرائيلية رافائيل، التي حققت المركز الأول في تصويت الجمهور بواقع 297 نقطة، بينما حصلت على 60 نقطة فقط من لجنة التحكيم، وهو ما وضعها في المركز الثاني في النتيجة النهائية بمجموع 357 نقطة.
Frente a los derechos humanos, el silencio no es una opción. Paz y justicia para Palestina.https://t.co/puZwqrZD76 pic.twitter.com/NnqISBQl6c
— RTVE (@rtve) May 17, 2025
إعلان "الصمت ليس خيارا"ترى شريحة واسعة من الإسبان أن ما جرى في المسابقة لا يمكن فصله عن الجدل الذي أثير مسبقا حول مشاركة إسرائيل رغم ما تقوم به من إبادة جماعية في حربها على قطاع غزة، وتعزز ذلك بتعليق التلفزيون الرسمي الإسباني خلال استعراض مشاركات الدول، حيث ذكر أن إسرائيل تسببت حتى الآن بمقتل ما يزيد عن 50 ألف إنسان، بالتزامن مع الحديث عن المغنية الإسرائيلية.
ورغم تهديد اتحاد البث الأوروبي المشرف على تنظيم المسابقة بفرض غرامة مالية على التلفزيون الإسباني في حال تكراره الحديث عن غزة أثناء عرض المسابقة، عرضت القناة الرسمية الإسبانية بيانا مقتضبا باللغتين الإسبانية والإنجليزية قبل بدء البث الرسمي للحفل النهائي، جاء فيه "عندما تكون حقوق الإنسان على المحك، الصمت ليس خيارًا. السلام والعدالة لفلسطين".
بدورها اعتبرت الصحفية أولغا رودريغز المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط، في حديثها للجزيرة نت أن موقف التلفزيون الرسمي "مقدّر، وضروري، ومرحب به، لكن كان من الممكن فعل أكثر من ذلك بكثير"، مؤكدة أن هذا يمثل الحد الأدنى.
وذكرت رودريغز أن هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تقرر فيها إسبانيا المشاركة في المسابقة "دون أن تربط مشاركتها بأي شرط، كطرد إسرائيل، أو بوقف إطلاق النار في غزة، أو بدخول المساعدات الإنسانية، أو بإنهاء الحصار"، معتبرة أن الرد المناسب على ما يجري من إبادة جماعية يقتضي أن تكون هناك مقاطعة شاملة لإسرائيل من إسبانيا وأوروبا، وأن ينجحوا بطردها من المسابقة.
بالمقابل، كان وصف "المعايير المزدوجة" هو ما ذكره رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في تعليقه على ما جرى في المسابقة، مؤكدا أن "التزام إسبانيا بالقانون الدولي وبحقوق الإنسان يجب أن يكون متواصلا، وهو ما يجب أن ينطبق على أوروبا أيضا".
وذكر سانشيز في حديثه "لم يصدم أحد عندما تم استبعاد روسيا قبل 3 سنوات من المشاركة في المسابقات الدولية، مثل مسابقة يوروفيجن التي كنا نشاهدها في عطلة نهاية الأسبوع هذا، وهو ما يجب أن يحصل أيضا مع إسرائيل، لأنه لا ينبغي لنا السماح بالمعايير المزدوجة حتى في المناسبات الثقافية".
إعلانوختم حديثه بالقول "ومن هنا وفي كل الأحوال، نوجه تحية تضامن مع الشعب الأوكراني والفلسطيني، الذين لا يزالون يعانون من عبثية الحرب والقصف".
رئيس الوزراء الإسباني: لماذا استبعدتم #روسيا وتركتوا إسرائيل ؟!.. لا يمكننا السماح بالمعايير المزدوجة https://t.co/TIkNFK1MTd
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 20, 2025
الحد الأدنى
ورغم النتيجة المحبِطة التي حصلت عليها إسبانيا، فإن سهام النقد الشعبي لم تتجه إلى أداء ممثلة بلادهم الذي اعتبروه مميزا، بل ازداد الحديث في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي عن رفض "تطبيع مشاركة إسرائيل في المسابقة"، مطالبين بإقصائها من المسابقة.
وتؤكد الصحفية أولغا رودريغز المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط أن حدثا مثل "يوروفيجن" يعد مهما لإسرائيل، التي تركز على تعزيز مستوى الدعاية الضخمة والعناية الفائقة بصورتها العامة، ولا تستبعد رودريغز أن يكون قد تم ضخ الكثير من الأموال من قبل داعمين إسرائيليين والعمل بأسلوب منهجي لتحفيز الناس على التصويت بشكل أكبر، وللحصول على هذه النتيجة.
وتصف رودريغز مسابقة "يوروفيجن" لهذا العام أنها كانت بمثابة "مرآة انعكست فيها صورة أوروبا بشكل واضح، ودفعت بعض الأشخاص ومنهم أفراد داخل بعض الحكومات لرؤية أنفسهم فيها للمرة الأولى".
وتضيف في حديثها للجزيرة نت أن ما جرى كان "أمرا فاضحا ومحزنا للغاية، لأنه في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تواصل قتل المدنيين والأطفال في غزة، كانت ممثلة إسرائيلية تغني على مسرح يوروفيجن، تحت رعاية اتحاد البث الأوروبي"، مذكّرة أن هذا يتم للسنة الثانية على التوالي، بعد مرور 19 شهراً على بدء الإبادة الجماعية في غزة، وبعد عقود من الاحتلال غير القانوني، والفصل العنصري، والتهجير القسري، ومجازر سابقة كثيرة.
وفي مقارنتها بين الوضع في أوروبا بشكل عام وخصوصية إسبانيا، تذكر رودريغز أن "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل جرى التطبيع معها، إلى حد أن هناك الكثير من الناس في أوروبا يدافعون -بشكل ملطّف- عما يسمونه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
إعلانلكنها في المقابل تعتبر أن "الشعب الإسباني من أكثر شعوب الدول الأوروبية تفهّما لأهمية الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وإدانة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، والاحتلال غير الشرعي الذي تفرضه".
وتعزو ذلك لتاريخ إسبانيا الخاص، ووجود جالية فلسطينية كبيرة فيها، ولكونها دولة متوسطية، ولأنها تشترك مع العالم العربي في الثقافة، ولأن هناك منظمات اجتماعية كثيرة عملت لسنوات طويلة على التوعية بقضايا حقوق الإنسان وشرح القضية الفلسطينية بكل أبعادها.