مواقع الأخبار أمام تحد كبير بعد دمج غوغل للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
تواجه المواقع الإخبارية في العالم تحديا وُصف بأنه وجودي، أمام دمج محرك البحث غوغل الذكاء الاصطناعي، على نحو صار يقدم فيه خلاصات تغني الباحثين عن النقر والانتقال إلى مواقع الأخبار، مما خفض حركة المرور إليها بشكل كبير، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
وإلى جانب هذه المعضلة، يبرز تحد آخر، يتمثل بذوبان المحتوى الذي تنتجه الصحافة الرقمية في منتجات الذكاء الاصطناعي، دون مقابل مادي جاد، من شركات الذكاء الاصطناعي، التي تنهب المحتوى، وفق وصف وسائل إعلامية.
وتعد استفسارات الناس على محركات البحث مثل غوغل، والتي تمثل أكثر من 90% من سوق البحث، محورية في الصحافة الرقمية منذ نشأتها، ومن أجل ذلك يجتهد المحررون على تحسين العناوين والمحتوى، سعيا لضمان الحصول على تصنيف عال وزيادة الإيرادات من النقرات.
ويقول الكاتب في الغارديان مارك سويني، إن المواقع الإخبارية أمام هذه التحديات تسعى إلى اتخاذ إجراءات على عدة جبهات، لافتا إلى أن غوغل يجبر مسؤولي هذه المواقع على قبول صفقات، تدفعهم إلى استخدام المحتوى في "إيه آي أوفر فيو" و"إيه آي مود"، أو "الانسحاب من جميع نتائج البحث"، بحسب عدة مصادر.
ففيما يضغط قطاع الصناعة الإبداعية بشكل مكثف على الحكومة البريطانية لتثبيت تشريع لا يسمح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام الأعمال المحمية بحقوق النشر دون إذن، يبرم بعض الناشرين اتفاقيات ترخيص ثنائية مع شركات الذكاء الاصطناعي، بينما يتخذ البعض مثل "بي بي سي" إجراءات ضد شركات الذكاء الاصطناعي بدعوى سرقة حقوق النشر.
في المقابل، يلفت سويني إلى أن بعض المواقع الإخبارية أمست تطبق أدوات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وتبتكر أدواتها الخاصة للإجابة على الاستفسارات، فقد أطلقت صحيفتا الواشنطن بوست وفايننشال تايمز روبوتات الدردشة الخاصة بهما، والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتستمد نتائجها من محتواها الخاص فقط.
إعلان انخفاض هائل بالزياراتويعاني ناشرو المواقع الإخبارية، من ضغوط مالية بسبب ارتفاع التكاليف، وانخفاض عائدات الإعلانات، وتراجع الطباعة، فضلا عن الظاهرة المتزايدة المتمثلة بابتعاد القراء عن الأخبار.
وكان الرئيس التنفيذي لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، جون سليد، قد كشف في مؤتمر صحفي عن أن موقعه الإلكتروني شهد انخفاضا "مفاجئا ومستمرا" بنسبة 25% إلى 30% في حركة المرور إلى مقالاته من القراء الذين يصلون عبر محركات البحث على الإنترنت.
وفي الأسبوع الماضي، كشف مالك صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن "إيه آي أوفر فيو" الخاص بغوغل تسبب في انخفاض حركة المرور إلى مواقعه بنسبة تصل إلى 89%.
ودعت شركة "دي إم جي ميديا" التي تمتلك العديد من العلامات التجارية الإعلامية الشهيرة في المملكة المتحدة، إلى جانب العديد من المؤسسات الإخبارية الرائدة، هيئة مراقبة المنافسة على مطالبة غوغل بالشفافية وتزويد الناشرين بإحصاءات حركة المرور من "إيه آي أوفر فيو" كجزء من تحقيقها في هيمنة الشركة التقنية على مجال البحث.
مشكلات أخرى: معلومات غير دقيقةوينقل سويني مخاوف البعض بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الدقة، إذ لا تزال هناك مشاكل مرتبطة بـ"الهلوسة"، حيث يقدم الذكاء الاصطناعي معلومات غير صحيحة أو ملفقة على أنها حقائق، إلى جانب مشاكل تندرج تحت ما وصفه بـ"التحيز المدمج"، حين يقرر الكمبيوتر بدلا من الإنسان كيفية تلخيص المصادر.
ومطلع العام، وعدت شركة "آبل" بتحديث ميزة الذكاء الاصطناعي التي أصدرت ملخصات غير صحيحة لتنبيهات أخبار "بي بي سي"، زعمت أن الرجل المتهم بقتل رئيس شركة تأمين أميركية قد أطلق النار على نفسه، وأن نجم التنس رافائيل نادال قد أعلن عن مثليته الجنسية.
غوغل: التقارير التي تشير إلى انخفاض حركة المرور تستند إلى منهجيات معيبة والتغييرات في عدد الزيارات حدثت قبل طرح ميزات الذكاء الاصطناعي في البحث
بواسطة غارديان
موقف غوغل
وتقول ليز ريد، رئيسة قسم البحث في غوغل، إن إدخال الذكاء الاصطناعي في البحث، يؤدي إلى زيادة عدد الاستفسارات و"النقرات عالية الجودة".
واتهمت التقارير التي تشير إلى انخفاض حركة المرور بأنها تستند إلى منهجيات معيبة، مؤكدة أن التغييرات في حركة المرور حدثت قبل طرح ميزات الذكاء الاصطناعي في البحث.
وأوضحت ريد أن حركة المرور الإجمالية إلى جميع مواقع الويب "مستقرة نسبيا"، منوهة إلى أن اتساع شبكة البحث أدت إلى تنوع اتجاهات المستخدمين، وانخفاض حركة المرور في بعض المواقع وزيادتها في مواقع أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الذکاء الاصطناعی فی انخفاض حرکة المرور المواقع الإخباریة إیه آی
إقرأ أيضاً:
في قلب أفريقيا.. أبرز ما جاء في المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي جايكا 2025
بينما يتسابق العالم نحو بناء مستقبل تقوده الخوارزميات والنماذج الذكية، كانت أفريقيا، القارة التي لطالما وُصفت بأنها سوق ناشئة، تكتب فصلا جديدا في تاريخها التكنولوجي من قلب مدينة سوسة التونسية.
فقد انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في أفريقيا "جايكا 2025" (GAICA 2025) في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، والذي احتضنته "نوفايشن سيتي" (Novation City)، في حدث يعدّ الأكبر من نوعه على مستوى القارة، وسيستمر إلى غاية 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقد جمع المؤتمر أكثر من 6 آلاف مشارك، من بينهم 134 متحدثا دوليا و110 عارضين، بالإضافة إلى أكثر من 200 شركة ناشئة تعمل على تطوير حلول مبتكرة مصممة خصيصا لسوق أفريقيا والعالم.
مرحلة مفصلية في تطور الذكاء الاصطناعي عالمياوجاء انعقاد المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في أفريقيا في وقت يشهد فيه العالم تسارعا كبيرا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط سباق محموم بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي على ابتكار نماذج أكثر تقدما وتنظيما وأكثر صرامة.
ومن زاوية مختلفة عن هذا السباق، سلكت أفريقيا مسارها الخاص بالتركيز على تطبيقات عملية وشاملة، خاصة في الزراعة الذكية، والصحة الرقمية، والمدن المستدامة، والتكنولوجيا المالية الشاملة "فين تيك" (FinTech).
ويُظهر هذا التوجه قدرة القارة على استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لحلّ التحديات الواقعية، وليس فقط لمنافسة أحدث النماذج والخوارزميات.
تنظيم دولي وشراكات إستراتيجيةوقد نظمت "نوفايشن سيتي" المؤتمر بالشراكة مع "تي بي إم إيفنتس" (TPM Events) و"جوهرة باب" (Jawhara Pub)، وبدعم من مؤسسات دولية رائدة من بينها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "جيه آي زد" (GIZ)، والبنك الدولي، وصندوق الودائع والأمانات التونسي "سي دي سي" (CDC).
من بين الشركات الناشئة المميزة، برز مختبر "بازيرا لاب" (BASIRA Lab – Brain And SIgnal Research & Analysis)، الذي أسسته وتقوده الدكتورة التونسية إسلام رقيق في لندن والذي يقدم نموذجا فريدا للذكاء الاصطناعي الشامل (Inclusive AI).
ويعني هذا الأخير ممارسة وتصميم ونشر أنظمة ذكاء اصطناعي عادلة ومتاحة ومفيدة للجميع بغض النظر عن الخلفية أو الهوية أو القدرة، مع التركيز على تقليل الانحياز وضمان استفادة الفئات المتنوعة والمجموعات غير الممثلة.
ويركز المختبر على تطوير حلول ذكية قابلة للتطبيق في بيئات محدودة الموارد من دون الاعتماد على بنية تحتية ضخمة أو بيانات مكلفة، وهذا يجعله مثالا بارزا على الابتكار الأفريقي المستدام.
وقد شاركت رقيق خلال المؤتمر قصة تأسيس المؤتمر من الصفر، وكيف بدأت بمختبر صغير وفريق محدود، وحصلت خلال 3 أعوام على تمويل بقيمة نصف مليون يورو، مع توسع النشاط وزيادة الأثر البحثي بشكل مضاعف بعد 8 أعوام.