ناقشت قمة الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم للتكنولوجيا " OTS25 " ، التي افتتحت أعمالها اليوم  بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض ممكنات تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم والابتكار وبناء الاقتصاد الرقمي.

رعى افتتاح القمة معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور معالي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" .

وتركز قمة هذا العام على الذكاء الاصطناعي بصفته قوة دافعة لتحول التعليم والبحث العلمي، في ظل التوجهات الوطنية لتعزيز التحول الرقمي والابتكار في مختلف القطاعات الحيوية، وستتيح القمة فرصة التفاعل مع شخصيات بارزة من قطاع التقنية والتعليم، واكتساب خبرات نوعية من خلال برنامج حافل يمتد على مدى يومين، يتضمن جلسات نقاشية تفاعلية، وحلقات عمل تطبيقية، وعروضًا تقنية مميزة، إلى جانب عروض من متحدثين يستعرضون قصص نجاح وتجارب ملهمة في توظيف الذكاء الاصطناعي.

وتهدف القمة إلى إلهام الابتكار، وتعزيز التعاون البحثي، ودعم تبادل الأفكار والخبرات، إلى جانب تقديم رؤى جديدة وتوصيات عملية من شأنها دفع عجلة التطوير في التعليم والبحث العلمي على المستوى الوطني ..

كما تسلط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير جودة التعليم وتعزيز كفاءة الأنظمة الأكاديمية والبحثية.

وقالت نجاح بنت محمد الراشدية، المدير العام لمركز الابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: تعمل الوزارة ومن خلال منظومة السياسات والبرامج التي تشرف عليها، على تمكين المؤسسات التعليمية والبحثية من توظيف الذكاء الاصطناعي على عدة مسارات منها: تطوير المناهج التعليمية، وتحليل مخرجات التعلم، وتحفيز البحث العلمي التطبيقي، وذلك لإعداد الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة هذا التحول، كما تقوم الوزارة بتوظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمتها الحالية لخدمة الباحثين بطرق أكثر كفاءة وفاعلية.

وأضافت: إيمانا بأهمية التكامل والتعاون وتعزيز الشراكات المستدامة، لتفعيل الأدوار الوطنية لكل الجهات على مختلف المسارات، وسعيا إلى إثراء القمة بالنوعية المستهدفة من التفاعل التقني البيني؛ لاحتضان وتطوير مبادرات وأفكار متنوعة تسهم في تحقيق الأهداف المرسومة وبكل كفاءة واقتدار، فقد كان العمل على أهمية وجود مختلف أطياف وشرائح وفئات المجال التقني التعليمي لتمكين وإرساء مقتدرات المنظومة بكل ثبات، وذلك عبر وجود هذه النخبة من الحضور من المسؤولين وصُنّاع القرار والعلماء والخبراء والمعنيين من مختلف المؤسسات المعنية من سلطنة عُمان، ودعوة المختصين والخبراء من خارجها، لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز ممكناته في التعليم، وبناء القدرات الوطنية، وتبادل المعرفة في هذه المجالات.

بعدها قدم معالي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" ـ ضيف شرف القمة، كلمة تناول فيها أبرز المؤشرات المتعلقة بالمملكة العربية السعودية في توظيف الذكاء الاصطناعي، كما تطرق معاليه لمصادر الإلهام والبناء والتوجهات المستقبلية للمملكة في الذكاء الاصطناعي، وجهودها في إعداد الدليل الوطني لمهن البيانات والذكاء الاصطناعي، والمنظومة التشريعية والتنظيمية، مختتما عرضه بأهم مبادرات الهيئة في الريادة التقنية والمسؤولية الاجتماعية.

بعد ذلك، استعرض سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات المتحدث الرسمي الأول للقمة، أبرز جهود البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة في دعم التحول الرقمي الوطني، وتسريع التشريعات الداعمة لها، وتضمن العرض استعراض التوجه الاستراتيجي للاقتصاد الرقمي الهادف إلى جعل التقنية رافدًا أساسيًا للاقتصاد الوطني، عبر مبادرات تركز على رقمنة الأعمال والحكومة والمجتمع، كما ركز العرض على ثلاثة محاور رئيسية للبرنامج تشمل: تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية، وحوكمة تطبيقاته برؤية إنسانية، وتوطين التقنيات وتنمية الكفاءات الوطنية، وأشار إلى تحسن موقع سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية الخاصة بجاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوره.

من جانبه شارك البروفيسور مارك أنطوان ديلاك، أستاذ الفلسفة بجامعة مونتريال الكندية، وخبير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي باليونسكو المتحدث الرسمي الثاني للقمة، بورقة بعنوان "التعلم والتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي"، تناول خلالها دور الذكاء الاصطناعي في دعم التعليم من خلال توليد الأفكار، وتخصيص التعلم عبر مدرسين افتراضيين، وتعزيز التدريب العملي .. مشيرًا في الوقت ذاته إلى ثلاثة تحديات رئيسية تتمثل في عدم الموثوقية، وفقدان المهارات، وانعدام الأصالة.

وأكد البروفيسور ديلاك على أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي في التعليم والانتقال من التحكم في التقنية إلى تمكين المستخدمين، داعيًا إلى الالتزام بمبدأ الصدق والأصالة المنصوص عليه في ميثاق الرياض لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

تضمنت القمة في يومها الأول عدة جلسات نقاشية، ركزت الأولى منها على ممكنات الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم (التقنيات والتشريعات وبناء القدرات)، والعوامل والتقنيات الرئيسية التي تدفع نحو دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في البيئات التعليمية، ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل طرق التعليم والتعلم، وسلطت المناقشة الضوء على الممكنات التي تجعل هذا التحول واقعًا ـ بما في ذلك البنية الأساسية، وإتاحة البيانات، والأطر السياسية، والثقافة الرقمية، والجوانب الأخلاقية.

فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان (الآثار المترتبة على تطبيق الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم) حيث تم استعراض الفرص التي توفرها هذه التقنيات في تطوير أساليب التدريس وتحسين تجربة التعلم، إلى جانب التحديات المرتبطة بالمهارات الرقمية، والبنية الأساسية، والاعتبارات الأخلاقية، كما ناقش الخبراء والمختصون كيفية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لتحقيق تعليم أكثر كفاءة وفعالية، مع تسليط الضوء على السياسات والاستراتيجيات اللازمة لدعم هذا التحول.

وبالتزامن مع الجلسات النقاشية، تناولت محطة حوارات المستقبل جلستين رئيسيتين، ركزت الأولى حول تحديات توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، فيما تطرقت الثانية إلى مخرجات التعليم العالي وسوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، وناقشتا جاهزية المؤسسات الأكاديمية، والفجوة بين المهارات التعليمية ومتطلبات سوق العمل، ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل وظائف المستقبل.

كما تضمنت القمة تنفيذ حلقات تدريبية تناولت موضوعات متخصصة شملت تحليل البيانات باستخدام (Power BI)، والذكاء الاصطناعي في التعليم وأخلاقياته، تضمن الافتتاح جولة في معرض مسار المستقبل، بمشاركة 12 مؤسسة أكاديمية حكومية وخاصة، بالإضافة إلى ركن خاص للهيئة السعودية لبيانات الذكاء الاصطناعي "سدايا"،

وتتواصل غدًا الثلاثاء فعاليات القمة بعقد جلسات تناقش الذكاء الاصطناعي وبناء الاقتصاد الرقمي، وفرصه وتحدياته في منظومة البحث والابتكار، مركزةً على استثمار الذكاء الاصطناعي لدعم النمو الاقتصادي وتعزيز البحث العلمي والابتكار، إلى جانب ضمان الاستخدام المسؤول والمستدام للتقنيات الحديثة، فضلًا عن الإعلان عن الفائزين في هاكاثون "غيماثون" المصاحب للقمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: توظیف الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی والذکاء الاصطناعی والبحث العلمی فی التعلیم إلى جانب

إقرأ أيضاً:

مبادرة "وايز" تناقش التطورات الرقمية في اجتماع مفتوح مع وزير الذكاء الاصطناعي الكندي

استعرض نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار في قطاع التعليم بدولة قطر، الدور المحوري الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والابتكار والمجتمع، وذلك خلال اجتماع مفتوح رفيع المستوى نظمته مبادرة "وايز" التابعة لمؤسسة قطر، بالتعاون مع السفارة الكندية في الدولة، مع سعادة السيد إيفان سولومون، وزير الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي في كندا.
وخلال الاجتماع سلط سعادة الوزير سولومون، الضوء على دور كندا في صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول له على الصعيد الدولي، مؤكدا أهمية التعاون بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لبناء مستقبل رقمي يرتكز على القيم الإنسانية.
وقال سعادته إن "حكومة بلاده تسعى إلى تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو والازدهار"، مشيرا إلى أنها ترى فرصا واعدة لتعزيز التعاون مع قطر في هذا المجال، من خلال تطوير البحوث وتحويلها إلى مشاريع تجارية ودعمها استثماريا.
من جانبه، أكد السيد يوسف النعمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، أن المؤسسة ترى في الذكاء الاصطناعي فرصا جمة، وتدرك أهمية تبنيه في ظل حضوره المتزايد وتأثيره في حياتنا اليومية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يحتل موقعا محوريا في جهود المؤسسة بمجالات التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع.
وقال النعمة إن "مؤسسة قطر تسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المتعلمين وابتكار حلول ذات أثر اجتماعي ملموس، بالإضافة إلى تطوير أدوات تراعي خصوصيتنا الثقافية وتعبر عن هويتنا، وصولا إلى استكشاف سبل الاستفادة منه في تعزيز فهمنا لديننا وتراثنا الثقافي".
وأضاف: "عند تسخيرنا الذكاء الاصطناعي بأقصى إمكاناته، علينا جميعا أن نتأمل في ما يحتاجه الذين نقدم لهم خدماتنا، وفي التحديات التي ينبغي علينا معالجتها".
بدوره، أكد السيد ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمبادرة "وايز"، أهمية الشراكات الدولية لضمان توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة قطاع التعليم وتعزيز الشمولية.
وأشار إلى أنه "في ظل التقاطع المتسارع بين التكنولوجيا والتعليم، تتزايد الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان الابتكار في الذكاء الاصطناعي مع الالتزام بالمسؤولية والمبادئ الأخلاقية، وكذلك مع مراعاة أعلى معايير الجودة والسلامة، مؤكدا أنه "بهذه الطريقة فقط يمكننا تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي الحقيقية لخدمة أساليب التعليم والتعلم، ولا سيما في المجتمعات ذات الفرص والدخل المحدودين".
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى بناء منظومات ذكاء اصطناعي أخلاقية وشاملة، وتطوير الكفاءات البشرية، واستكشاف مبادرات تعاونية في مجالي البحوث والتعليم، بما يعكس دور "وايز" ومؤسسة قطر في دعم الحوار العالمي والابتكار، وتعزيز التعاون الدولي في تشكيل مستقبل التعليم والتكنولوجيا لخدمة المجتمعات.

مقالات مشابهة

  • ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي فى ندوة بجامعة أسيوط
  • مبادرة "وايز" تناقش التطورات الرقمية في اجتماع مفتوح مع وزير الذكاء الاصطناعي الكندي
  • جامعة القاهرة تناقش مستقبل التعليم العالي في ظل الذكاء الاصطناعي
  • انطلاق هاكاثون غيماثون لتطوير حلول مبتكرة في التعليم والبحث العلمي
  • ندوة لـ «تريندز» تناقش «دور الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الرقابية»
  • جامعة القاهرة تناقش مستقبل التكنولوجيا المالية في ضوء تطورات الذكاء الاصطناعي
  • جامعة القاهرة تناقش حماية الفضاء الرقمي في ظل الذكاء الاصطناعي
  • التعليم العالي: الجامعات تلعب دورا هاما فى الذكاء الاصطناعى وتعزيز التعاون مع الصناعة
  • باستثمارات 1.3 مليار يورو.. البحث العلمي والابتكار يقودان تطوير قطاع مستحضرات التجميل