عربي21:
2025-10-20@16:17:35 GMT

FT: جيل زد يتحول إلى قوة مهمة في السياسة الدولية

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

FT: جيل زد يتحول إلى قوة مهمة في السياسة الدولية

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" افتتاحية حول قوة جيل زيد الذي بات عامل تغيير في دول العالم، من آسيا إلى أفريقيا، وكان أخر ضحايا ثورات هذا الجيل هو أندري راجولينا، رئيس مدغشقر السابق الذي فر من البلد، بداية هذا الشهر.

وتقول الصحيفة، بينما كان يفر من البلاد، لم يكن لديه الوقت الكافي للنظر وفهم العلم الذي رفعه  المتظاهرون ويحمل رمز الجمجمة والعظمتين المتقاطعتين، ويرتدي قبعة من القش، وقد احتشد المتظاهرون من جيل زيد، الذين هزوا قادة من نيبال وإندونيسيا إلى المغرب وبيرو والآن مدغشقر، تحت نفس الصورة، المأخوذة من صورة كرتونية "مانغا" يابانية تظهر مجموعة من المنبوذين يحاربون نظاما فاسدا وقمعيا.



محاربة الأنظمة الفاسدة
وتواصل الصحيفة قائلة: "سواء أطلقت عليهم جيل تيك توك أو جيل زيد (وهم المولودون ما بين 1997- 2012) أو ببساطة المتظاهرون الطلاب، فإن الشباب في جميع أنحاء العالم يطالبون بالتغيير السياسي، وفي بعض الحالات يؤثرون فيه، اسألوا الشيخة حسينة، رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة، التي أُطيح بها بسبب احتجاجات قادها الطلاب العام الماضي".

وتضيف الصحيفة، أن احتجاجات الجيل زيد تعد ذات أهمية خاصة في البلدان التي يكون فيها متوسط العمر منخفضا، كما هو الحال في مدغشقر حيث يبلغ نصف السكان أقل من 19 عاما، وهناك، اندلعت الاحتجاجات بسبب انقطاع الكهرباء والمياه، ولكن كما هو الحال في بلدان أخرى، كانت ندرة الوظائف والاشمئزاز من النخب التي تتباهى بثرواتها الأسباب الرئيسية والأعمق.

الشباب جماعة متزايدة القوة 
ففي أفريقيا، حيث يبلغ متوسط العمر 19 عاما وحيث خلق فرص العمل ضعيف، يعد الشباب جماعة متزايدة القوة وإن كانت غير متوقعة، وكان الشباب المهوسون بالتكنولوجيا في السودان هم من ساهموا في إشعال موجة الاحتجاجات التي أطاحت بدكتاتورية عمر البشير التي استمرت 30 عاما في عام 2019.

وفي العام الماضي، في كينيا، أجبر متظاهرون، يتحدثون عن أنفسهم صراحة بأنهم من الجيل زيد، الرئيس ويليام روتو على التراجع عن الزيادات الضريبية المقترحة وإقالة حكومته. وفي هذا الشهر تحديدا، في المغرب، نزل متظاهرون يطلقون على أنفسهم اسم الجيل زيد 212  (نسبة إلى رمز الاتصال الدولي) إلى شوارع الرباط والدار البيضاء وطنجة للمطالبة بآفاق أفضل وللتنديد بالإنفاق على كأس العالم 2030، الذي يشارك المغرب في استضافته.



افتقار تحويل الغضب إلى هياكل سياسية
ولاحظت الصحيفة أن معظم انتفاضات جيل زيد التي يتم تنسيقها عبر منصات التواصل الاجتماعي، تفتقر إلى قادة واضحين، وهي نقطة قوة، تجعلها متعددة التوجهات ويصعب قمعها في دول من كينيا إلى إيران، حيث تستمر في الظهور على الرغم من قمع الدولة القاتل.

لكن الطبيعة غير الواضحة لاحتجاجات جيل زيد حيث تمثل أيضا نقطة ضعف. فغالبا ما يفتقرون إلى وسائل تحويل الغضب المشروع إلى سياسات متماسكة أو هياكل سياسية بديلة، ما يجعلهم عرضة لرجال أقوياء ذوي كاريزما يقدمون حلولا فورية.

ومن الأمثلة على ذلك المكانة المرموقة للكابتن إبراهيم تراوري، الثوري المناهض للإمبريالية في بوركينا فاسو والمحترف في استخدام تطبيق تيك توك. وقد لا يكون من المبالغ فيه أن نرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سارع هو الآخر إلى إدراك الفائدة السياسية لتيك توك، مستفيدا من الشباب الساعين إلى تحطيم السياسة كالمعتاد، وأشارت الصحيفة إلى أن جيل زيد قد يكون مصدرا لعدم الاستقرار السياسي. ففي السودان، راقبت حركة مدنية مثالية كيف همشها وانتزع سلطتها الجنرالات الذين دفعوا البلاد بعد ذلك إلى حرب أهلية طاحنة.

"السياسة هي عقد اجتماعي وليست رخصة للنهب"
وفي مدغشقر، وصل راجولينا، الذي كان حينها دي جي يبلغ من العمر 34 عاما، إلى السلطة عام 2009 في دورة سابقة من احتجاجات الشباب، ليطرد من منصبه على يد الجيل التالي وبعض الجنرالات، كما وتظل احتجاجات الشباب فريسة سهلة لحملات التضليل التي قد تشوه المظالم المشروعة  وتحرفها لأغراض خبيثة، بما في ذلك دعم المرتزقة الروس أو الانقلابات الداخلية، وتقول الصحيفة إن انتفاضات جيل زيد قد تكون قوة للخير، إذ يعمل أفرادها على إيقاظ وتذكير النخب الراسخة بأن السياسة هي عقد اجتماعي، وليست رخصة مفتوحة للنهب.


ومن هنا، سيحسب العديد من القادة أن أفضل فرصة لهم للبقاء هي سحق الاحتجاجات. لكن عليهم أن يدركوا أن حركات الشباب ستعود باستمرار. ولهذا فأفضل طريقة للبقاء هي تهيئة بيئة مواتية للوظائف والخدمات والأمن. أما القادة الذين لا يستطيعون توفير هذه الأساسيات، فعليهم أن يتوقعوا رؤية علم  عليه صورة جمجمة وعظمتين متقاطعتين في أحد الشوارع القريبة منهم وفي أقرب وقت.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية جيل زيد احتجاجات الشباب جيل زيد الجيل Z احتجاجات الشباب تظاهرات المغرب سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مجمع كيميائي يتحول لكارثة بيئية.. كيف علق تونسيون؟

أثارت موجة احتجاجات غاضبة في مدينة قابس التونسية جدلا واسعا وتفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تصاعد الأوضاع البيئية الخطيرة التي أدت إلى عشرات حالات الاختناق والتسمم بين السكان، خاصة طلاب المدارس.

ويقع في قلب الأزمة المجمع الكيميائي القديم الذي أنشئ عام 1972 في منطقة شاطئ السلام قرب مدينة قابس لمعالجة الفوسفات، أحد أهم المصادر الاقتصادية الأساسية في تونس، إلا أن هذا المصنع تحول عبر العقود إلى عبء بيئي وصحي ثقيل.

وتسبب المجمع في كارثة بيئية متواصلة بسبب انبعاثات الغازات السامة منه وتردي جودة الهواء، حيث يرمي آلاف الأطنان من المخلفات السامة يوميا في البحر، مما أدى إلى تلوث الشواطئ والتأثير على الثروة السمكية.

وأصيب السكان بأمراض تنفسية وسرطانات على مدى سنوات، وكانت الحكومة أصدرت في عام 2017 قرارا بتفكيك بعض الوحدات الصناعية، لكن القرار لم ينفذ حتى اليوم رغم مرور سنوات طويلة على إصداره.

وما أشعل الاحتجاجات البيئية الأضخم في تاريخ تونس هو ازدياد حالات الاختناق بين طلاب المدارس بشكل مفزع، فخلال الشهر الماضي فقط دخل أكثر من 200 شخص المستشفى بحالات التسمم والاختناق الحادة.

وتحت شعار "الشعب يريد تفكيك الوحدات" خرج عشرات الآلاف من السكان للتعبير عن سخطهم ومطالبتهم بإغلاق المجمع وتفكيك وحداته الصناعية الملوثة ووقف الانبعاثات الغازية والنفايات الصناعية فورا.

واقتحم بعض المحتجين وحدات إنتاج بالمجمع الكيميائي وعددا من مبانيه الإدارية، وأحرقوا الإطارات وقطعوا الطرق، واشتبكوا مع قوات الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم واعتقلت العشرات منهم.

تفاعل واسع

ورصد برنامج شبكات (2025/10/19) جانبا من تعليقات التونسيين ونشطاء قابس على هذه الموجة الاحتجاجية، ومنها ما كتبه فراس الناصفي:

نحن لسنا دعاة فتنة ولا تخريب، نحن أبناء تونس، مطلبنا بسيط وإنساني أن نتنفس هواء نقيا

وغرد خورمولوجيا:

الأزمة هذه ليست وليدة اليوم، وليست مسؤولية حكومة بعينها، هي نتيجة تراكمات لعهود سابقة كانت تضحي بصحة الناس والبيئة من أجل الربح، الحق في بيئة سليمة ليس ترفا بل حق إنساني

في المقابل، كتب أنيس عموري:

الصناعة الوطنية مكسب وجب المحافظة عليه بكل الوسائل، المجمع الكيميائي التونسي ينتج حاجياتنا من المواد الضرورية واللازمة للفلاحة

بينما أكدت فريال شرف الدين:

المطلب واضح وغير قابل للتلاعب به، المطلب هو: الشعب يريد تفكيك الوحدات

وفي السياق ذاته، غرد محمد بن حميدان:

من رأيي لازم الخبراء يوعونا ويفيقونا بحجم الكارثة، مش فقط في قابس بل على المستوى الوطني، لازمنا نفهموا، اللي راهي ماهيش (بأنها ليست) مشكلة قابس وحدها

وجاء أول تعليق رسمي من الرئيس التونسي قيس سعيد الذي قال إن "معالجة الأحداث في قابس لا يمكن أن تتم وفق مقاربات تقليدية، فالعمل جارٍ لإيجاد حلول عاجلة آنية للتلوث".

إعلان

واتهم الرئيس التونسي أطرافا لم يحددها باستغلال الأوضاع البيئية المتدهورة في قابس لأغراضهم الخاصة، في محاولة لنزع الصبغة الشعبية عن الحراك الاحتجاجي، بينما أعلنت الحكومة بدء مباحثات مع الصين بشأن مشروع تأهيل وحدات إنتاج المجمع الكيميائي.

مقالات مشابهة

  • وفد لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان الدنماركي يبدأ زيارة إلى مصر
  • اجتماع ترامب و زيلينسكي يتحول إلى صراخ وشتائم متبادلة
  • 8 دول شهدت احتجاجات الجيل Z في العام 2025 (إنفوغراف)
  • مجمع كيميائي يتحول لكارثة بيئية.. كيف علق تونسيون؟
  • تحذير طبي: فيتامين «د» قد يتحول إلى سم قاتل لهذه الفئة
  • بعدما أطاح متظاهرو الجيل Z برئيس مدغشقر.. فهل ينبغي على قادة أفارقة آخرين القلق؟
  • وزير الصحة: ابعدوا الصحة عن السياسة والطائفية
  • كيف يتحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر يهدد المستخدمين؟.. متخصص يجيب
  • استشارية تربوية: خوف الأم بعد الطلاق يتحول إلى سيطرة على الأبناء دون وعي