بكلمات مؤثرة | ضياء رشوان ينعى الكاتب الصحفى خالد أبو الروس
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
نعى الكاتب الصحفي الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ببالغ الحزن والأسى، الكاتب الصحفي الزميل خالد أبو الروس الذي وافته المنية اليوم الخميس.
وكتب رشوان عبر حسابه علي فيس بوك "إذا كان للإخلاص اسم فهو خالد_أبو_الروس.
وإذا كان من شخص عرفته يتحلى بكامل الأخلاق وعفة وطهارة اللسان، فهو خالد.
وإذا كان هناك من عاشق لبلده وشعبها ضمن كتيبة العاشقين المقاتلين عنهما، فهو خالد.
وإذا كان هناك من ينبض حبا لكل من يعرف ويفيض حنانا على كل من يقترب منه، فهو خالد.
وإذا كان من هو متفان في مهنة الصحافة بأصولها الراسخة النبيلة، فهو خالد.
وإذ كان من هو قضى عمره العملي يدافع عن نقابة الصحفيين ويسعى طوال الوقت للملمة جراحها وشتاتها، وهو ليس عضوا بها، فهو خالد.
وإذا كان هناك من اتسم بالصراحة والاستقامة والخلق في إدارة كل خلافاته وصداقاته، فهو خالد.
وإذا كان هناك من أحبني بما لم أكن أتصوره ضمنّ هؤلاء الذين فعلوها بكرم لا أستطيع تخيله وأحسد نفسي عليهم، فهو خالد.
وإذا كان لم يخدعني قط خلال سنوات طوال، فقد فعلها ليلة أمس عندما عانقته للمرة الأخيرة في عزاء المرحوم وائل عمران، واستغربت صمته معي ومع غيري، ليفاجئنا جميعا برحيله اليوم دون أي إنذار.
مصابنا فيك يا خالد جلل ومصيبتنا عظيمة،
ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه: إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم إنا نسألك رب العرش العظيم أن تتغمده بواسع رحماتك وأن تسكنه فسيح جناتك، وأن تغفر له ما تقدم من ذنوبه وأن تنزل الصبر والسكينة والثبات على حرمه وأطفاله وكل أهله ومحبيه وزملاءه وتلاميذه أجمعين.
وتُوفي مساء اليوم الخميس الكاتب الصحفي خالد أبو الروس، بعد رحلة عطاء طويلة في المجال الصحفي والإعلامي. واقيمت صلاة الجنازة مساء اليوم عقب صلاة المغرب بمسجد الفتح بميدان رمسيس، على أن يوارى جثمانه الثرى في مثواه الأخير بعد الصلاة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكاتب الصحفي صلاة الجنازة
إقرأ أيضاً:
الفراعنة الصّغار حين تدوسهم الأقدام
#سواليف
#الفراعنة_الصّغار حين تدوسهم الأقدام
#الشيخ_كمال_الخطيب
لقد تحدّث #القرآن_الكريم عن قصّة كثيرين من الجبابرة والطواغيت الذين عاندوا الرسل وقاتلوهم، لكن قصة فرعون والحديث عنه قد حظي بالنصيب الأوفر والمساحة الأوسع في سور القرآن الكريم وآياته. ليس لأن فرعون هو اسم لشخص معيّن بعينه، وإنما لأن الفرعونية هي ظاهرة وسلوك وممارسات يقوم بها ظلمة وطواغيت وجبابرة آخرون، حتى لو لم يكن اسم أحدهم فرعون، ومع ذلك فإن في قصة فرعون الكثير من العظات والعبر التي يُستفاد منها في هذا الزمان الذي كثر فيه وجود فراعنة صغار يسيرون على نفس منهج وطريق الفرعون الكبير.
مؤمنة القصر
رغم أن فرعون كان طاغية زمانه وهو المتجبّر والمتطاول على الله سبحانه لما قال كما جاء في القرآن الكريم: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} آية 24 سورة النازعات، ولما قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} آية 38 سورة القصص، ولما قال: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} آية 26 سورة غافر، فرغم أنه قال مثل هذا وأكثر منه، إلا أن فرعون كانت له زوجة مؤمنة قانتة صالحة لم يغرِها جمال ونعيم القصور، ولا بريق ولمعان الذهب، ولا الخدم ولا الحشم، وإنما هي التي تعلّق قلبها بالآخرة وتلذّذت بمعاني العبودية لله رب العالمين، حتى أنها أصبحت مضرب الأمثال في الإيمان، {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} آية 11 سورة التحريم. وأن النبي ﷺ قد قال في حقّها: “أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون”.
وإذا كان زوجها الطاغية يقول {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} آية 24 سورة النازعات، فإن الزوجة المؤمنة كانت تقول {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} آية 11 سورة التحريم. هكذا هو الورد ينبت بين الشوك، ومن وسط بيوت الكفر تخرج براعم الإيمان. وإن في قصة آسية زوجة فرعون الدروس والعظات لمن يستهويهم بريق الدنيا الخادع فيحجبهم عن الآخرة فينحرفون ويزيغون. فمن نفس البيت خرجت آسية زوجة فرعون، من قصور الدنيا إلى قصور الجنة، وخرج زوجها فرعون من قصور الدنيا إلى قعر البحر وظلمة القبر وعذاب جهنم، فسبحان من جمع بين رأسين على وسادة وفرّق بين قلبين على عقيدة.
إنه الفارق إذن بين آسية زوجة فرعون الكبير وبين زوجات ونساء الفراعنة الصغار وكيف يتغيّر حالهن ويصيبهن الغرور لما يقال عن إحداهن إنها سيّدة القصر أو سيدة البلاد الأولى، وإذا بها ترتع في نعيم وخيرات الوطن لا تقتني فساتينها إلا من أشهر دور الأزياء في باريس ولندن حيث الثوب والفستان الواحد بمئة ألف دولار أو أكثر، وفي دواليب خزائنها بل في غرفة في القصر تحتوي على 2200 حذاء، وتصبح لصّة تسرق وتهرّب المليارات في حسابات فرنسية لها خارج بلدها كما سوزان مبارك وليلى طرابلسي وأسماء الأسد وغيرهن من زوجات الفراعنة الجدد.
آسية، العصيّة على الذوبان
قالوا في المثل الشعبي: “اطعم الثم بتستحي العين”، وقالوا في المثل الشعبي الآخر: “الصاحب ساحب”، وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإحسان إنسانا
ما أكثرهم الذين يجاملون ويتزلّفون لمن أحسن إليهم حتى يصلوا إلى حدّ الذوبان، فكيف إذا كان هو الزوج صاحب القصور والعطور والبخور، وصاحب العطايا والهدايا والخدم والحشم والمال والذهب. ولأن المرأة تحب الزينة والنعم، فإنها الزوجة حتمًا وغالبًا ما تنقاد وتطيع من أعطاها كلّ هذا، وغالبًا ما تذوب وتنصهر في زوجها وسلوكياته ونمط حياته.
لقد سمعنا بل عرفنا عن فتيات صاحبات خلق ودين ومنشغلات في خدمة الدعوة والدين، وبعد إذ يتقدم لإحداهن شاب صاحب مركز ولقب وجاه ومال فقبلت به على حساب الدين والخلق مع أن النبي ﷺ قال: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” وأن تبريرها في التنازل عن ضوابط ومعيار الدين والخلق أنها ستصلحه وتهديه وتغيّر نمط حياته إِلى الأفضل.
ما أكثرها الأمثلة التي رأينا الرهان فيها خاسرًا وإذا بها هي من تتراجع وتغيّر نمط حياتها ويضعف التزامها وتبدأ تتنازل حتى في لباسها وحجابها وضوابطها الشرعية، وكلّ ذلك بفعل تأثير الزوج صاحب العطايا والهدايا والرحلات، فلم تستطع مقاومة بريق وإغراء المال وصاحبه.
لا بل إننا رأينا وقرأنا وعرفنا دعاة ومشايخ وعلماء وقعوا في فخ الحكام الظلاّم تحت شعار وتبرير “سأنصحهم ، سآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر”، ورويدًا رويدًا وتحت تأثير وبريق المال والمنصب الذي أشغلوه، فقد أصبح الواحد منهم يجامل ويتلوّن ويداهن وينافق ثم ينقلب على عقبيه حتى أنه أصبح سلعة رخيصة بيد الظلمة يدافع عنهم ويبرّر جرائمهم، لا بل إنهم أصبحوا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
لكن آسية زوجة فرعون لم تكن مثل الملح يذوب ولا مثل النحاس يتغيّر لونه، وإنما بقيت مثل الماسّة الصلبه الأصيلة لا تذوب ولا يتغيّر لونها، بل تبقى على أصالتها ونقائها.
لقد بقيت هناك في بيت الطاغية لم يغرها البريق ولا الزيف ولا اللمعان، وعلمت أن ليس كل ما يلمع ذهبًا، وعلمت أن ما عند الله خير وأبقى، فاختارت ما عند الله على ما عند فرعون، وهكذا هم أصحاب العقيدة والمبادئ لا يتغيّرون ولا يتبدّلون ولا يذوبون ولا ينسلخون من جلدهم ولا يتنكّرون لأصلهم .
الفراعنة الصغار
ولأن فرعون كان صاحب إمكانيات رهيبة ومميزة، ولأن كفره وطغيانه قد تجاوز كل الحدود، فإن الله سبحانه قد فصّل في ذكره والحديث عنه بما لم يكن لغيره من الطواغيت الجبابرة.
وبالمقابل ولأن فرعون كذلك، فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل نهاية فرعون عبرة وآية ومثلًا لكل المتجبّرين بأن الله سبحانه لا يعجزه هؤلاء الطواغيت مهما بلغت قوتهم، ومهما كانت عدتهم، ومهما كثر جنودهم، ومهما ظنّوا أنهم أقوياء متجذّرون {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ*وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} آية 6-14 سورة الفجر.
إنه فرعون الذي نظر إلى السماء متحديًا يقول {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} آية 26 سورة غافر {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ*أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} آيه 36-37 سورة غافر. وليس أنه نظر إلى السماء متحديًا، بل إنه نظر إلى الأرض متحديًا كذلك {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} آية 51 سورة الزخرف.
إنه فرعون كما كلّ الجبابرة والطواغيت الذين اغتروا بقوتهم بل إنهم أقسموا أنهم مخلّدون إِلى الأبد بسبب قوتهم {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ *وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ} آية 44-45 سورة إبراهيم، وإذا بقوة الله التي لا تُغلب تدمّرهم وتجعلهم للناس عبرة وآية {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} 14 سورة الفجر، {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} آية 2 سورة الحشر.
وإنهم فراعنة صغار كثيرون في هذا الزمان يملكون الجيوش والأموال والإعلام والمخابرات، فيظنّون أنهم الأقوى فيتحدّون من في الأرض ومن في السماء كما فعل فرعون، فيطاردون الشرفاء والخيّرين والصالحين والسائرين على درب الأنبياء كما طارد فرعون موسى شعاره {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} آية 26 سورة غافر. يا سبحان الله لقد أصبح موسى مفسدًا وفرعون مصلحًا، وأصبح العلماء والدعاة والصالحون وخيار الناس هم الأشرار والمفسدون، بينما أصبح القتلة والمتجبّرون هم الأتقياء والأنقياء الحريصون على مصالح العباد. نعم لقد أصبح محمد مرسي هو المفسد الذي لا محل له إلا السجن ثم القتل والقبر بينما يصبح السيسي هو المصلح ومحله القصر.
نعم إن هؤلاء ولجهلهم لا يتعلّمون الدروس من فرعون الكبير، وأنه إذا كان الله تعالى قد أمهله وحلم على سفاهته، فإنه بعد أن طغى أنزل الله به العقاب والانتقام {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} آية 55 سورة الزخرف. وكذلك صغار الفراعنة في هذا الزمان، فإن كانت لهم مع الحق جولة فإن للحق جولات، وإذا كان فرعون الكبير قد انتقم الله منه وأخزاه فما بالك بالفراعنة الصغار؟
الفرعون ترامب
لعلّ أشهر الفراعنة الصغار في هذا الزمان هو فرعون أمريكا ترامب الذي ظهرت معاني ودلالات فرعونيته في مصطلحات العلوّ والاستكبار والعنجهية التي قالها في خطابه الذي ألقاه في كنيست إسرائيل قبل أقلّ من أسبوعين حين كرّر لمرات كثيرة كلمة أنا:
أنا من دمّرت قدرات إيران النووية، وأنا من اعترفت بسيادة إسرائيل على الجولان، وأنا من نقلت سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس عاصمة اسرائيل الأبدية، وأنا من أجبر حركة حماس على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين عندها، هذه وغيرها من معاني الاعتداد بالنفس حتى أنه ما عاد ينقصه إلا أن يقول {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} آية 24 سورة النازعات، {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} آية 258 سورة البقرة.
لقد قرأنا عن فرعون والنمرود في القرآن الكريم وفي الكتب، وها نحن نرى اليوم بأم أعيننا فرعون والنمرود ونسمعه في نسخته الجديدة “ترامب”. وقرأنا عن هلاك فرعون وإذلال الله له وإغراقه في البحر. قرأنا كذلك في القرآن الكريم وفي الكتب ولا أظن إلا أننا سنرى نهاية لفرعون أمريكا الصغير تلتقي وتتناسب مع حجم غطرسته وعنجهيته وطغيانه وفرعنته.
حين لا ينفع الندم
لقد وصل الحال بفرعون الطاغية المستبدّ أن يأمر بالبطش وقتل الأطفال واغتصاب النساء {اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ} آية 25 سورة غافر، وأمر بالتمثيل والتشنيع في تعذيب من آمنوا بموسى عليه السلام {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} آية 124 سورة الأعراف، إنه تحدى الله تعالى {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} آية 26 سورة غافر. هكذا بكل غرور وصلف وتحدٍ وإذا به وأمام الحقيقة وبعد إذ استعان موسى بالله ولاذ بحماه {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ*قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} آية 61-62 سورة الشعراء، وإذا بفرعون وهو يرى البحر يطبق عليه بعد أن ضربه موسى بعصاه، يتوسل ويتودّد صاغرًا مهينًا {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} آية 90 سورة يونس.
إننا ويقينًا والله وكما قرأنا في كتاب ربنا كيف أصبح فرعون الكبير يتوسل ويندم ويدّعي الإيمان والتوبة، فإننا سنرى بأم أعيننا كيف سيكون حال الفراعنة الصغار عندما يرون الحقيقة بانتصار الإسلام وظهوره على الدين كلّه، وكيف سيكونون صاغرين أذلاء يتوسلون؟. وإذا كان الفرعون الكبير قد قال {آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} آية 90 سورة يونس، فإن الفراعنة الصغار لما يروا رايات الإسلام ترفرف وصوت التكبير يملأ الدنيا وزحوف الإسلام تتقدم ودولته تقوم، فعند ذلك سيندمون بل سيعضّون أصابع الندم ويقولون آمنا بالله الذي آمن به الدعاة والصالحون، آمنا بالذي آمن به أتباع محمد ﷺ وإننا من المسلمين.
الآن يا أقزام، الآن يا جبناء، الآن يا عملاء، الآن يا فراعنة، الآن وقبل إذ تدوسكم الأقدام، وإن غدًا لناظره قريب.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.