يشعر بعض الأشخاص بالبرد بشكل مستمر حتى في الأجواء المعتدلة، بينما يبدو الآخرون في نفس المكان مرتاحين تمامًا، هذا الإحساس الدائم بالبرودة قد لا يكون مجرد اختلاف طبيعي في درجة التحمل، بل قد يشير إلى خلل داخلي في الجسم مرتبط بنقص مجموعة من الفيتامينات والمعادن الحيوية التي تساعد على تنظيم حرارة الجسم وتدفق الدم.

وفقًا لتقرير نشره موقع «هيلث» الطبي، فإن نقص بعض الفيتامينات يمكن أن يكون سببًا مباشرًا في الشعور المستمر بالبرد، خاصة تلك التي تلعب دورًا أساسيًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء وتحفيز الأيض والحفاظ على وظائف الدورة الدموية. 
قبل برد الشتاء.. 5 نصائح مهمة للوقاية من حساسية الصدربرد الخريف.. تخلّص منه خلال 24 ساعة بهذه الخطوات البسيطة .. خطة علاجية منزلية سريعة

وفيما يلي أبرز خمسة فيتامينات ومعادن يؤدي نقصها إلى هذا الشعور غير المريح.

1. نقص فيتامين «بي 12»

يُعد فيتامين «بي 12» من العناصر الحيوية المسؤولة عن تكوين خلايا الدم الحمراء ونقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. 

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين يميلون إلى الشعور بحساسية أكبر تجاه درجات الحرارة المنخفضة.

السبب الدقيق لهذا الشعور غير معروف تمامًا، إلا أن الخبراء يرجحون أن نقص «بي 12» يؤدي إلى فقر الدم، وهو أحد الأسباب المعروفة لحساسية الجسم للبرد، وتوصي الإرشادات الصحية بأن يتناول الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا فأكثر نحو 2.4 ميكروجرام من فيتامين «بي 12» يوميًا، بينما تحتاج الحوامل إلى نحو 2.6 ميكروجرام يوميًا.

ويمكن الحصول على «بي 12» من الأطعمة الحيوانية مثل البيض واللحوم ومنتجات الألبان، إلا أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أو يعانون من صعوبة امتصاص الفيتامين، مثل مرضى التهاب الأمعاء، قد يحتاجون إلى مكملات غذائية لتعويض النقص.

2. نقص حمض الفوليك (فيتامين «بي 9»)

كما هو الحال مع فيتامين «بي 12»، يؤدي نقص فيتامين «بي 9» أو حمض الفوليك إلى فقر الدم أيضًا، وهو ما يسبب زيادة الحساسية للبرودة.

ويساعد هذا الفيتامين على إنتاج خلايا الدم الحمراء وتجديد الأنسجة، ما يجعله ضروريًا للحفاظ على دفء الجسم.

يمكن الحصول على حمض الفوليك من الفواكه، والبقوليات، والبيض، والخضراوات الورقية الخضراء.

ويحتاج البالغون إلى نحو 400 ميكروجرام يوميًا من حمض الفوليك، بينما يُنصح النساء الحوامل بتناول 600 ميكروجرام يوميًا نظرًا لأهميته في تكوين الجنين.

ويُعتبر الأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة من الكحول، أو المصابون بفقر الدم الانحلالي، أكثر عرضة للإصابة بنقص حمض الفوليك نتيجة تدمير خلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع من استبدالها.

3. نقص الحديد

يُعد الحديد أحد أهم العناصر المسؤولة عن إنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين داخل خلايا الدم الحمراء.

وعندما تنخفض مخزونات الحديد، يصاب الجسم بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهو من أبرز أسباب الشعور بالبرد في اليدين والقدمين.

يؤدي نقص الحديد إلى تقليل كمية الأكسجين المنتقلة إلى أنسجة الجسم، مما يعيق عملية التدفئة الطبيعية التي تتم من خلال تضيق الأوعية الدموية للحفاظ على الحرارة أو زيادة معدل التمثيل الغذائي لإنتاج المزيد من الدفء.

وينتشر نقص الحديد بين الحوامل، ومرضى قرحة المعدة، ومرضى أمراض الجهاز الهضمي مثل الداء البطني وداء كرون والتهاب القولون التقرحي.

ويُنصح هؤلاء بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والأسماك، والخضراوات الورقية الخضراء، والبقوليات.
 

4. نقص الزنك

الزنك من المعادن التي تؤدي دورًا رئيسيًا في عمليات الأيض وتنظيم درجة حرارة الجسم. ونقصه قد يؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات الحرارية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالبرد.

وتُعتبر المستويات الطبيعية للزنك في الدم بين 70 ميكروجرامًا لكل ديسيلتر للنساء و74 ميكروجرامًا لكل ديسيلتر للرجال. 

وعند انخفاض هذه المستويات، قد يوصي الأطباء بتناول مكملات تحتوي على ما بين 20 إلى 40 ملليجرامًا من الزنك يوميًا.

تشمل الأطعمة الغنية بالزنك الأسماك والمأكولات البحرية، خصوصًا المحار، إضافة إلى اللحوم، والدواجن، والمكسرات، والأرز. 

الحفاظ على توازن هذا المعدن في الجسم يساهم بشكل فعال في تحسين تنظيم الحرارة الداخلية.

5. نقص النحاس

النحاس عنصر معدني أساسي يشارك في تكوين الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الجسم وتنظيم حرارة الدم.

 وقد يؤدي نقص النحاس إلى انخفاض حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، مما يسبب شعورًا دائمًا بالبرد.

كما أن نقص النحاس يرتبط أيضًا بفقر الدم، نظرًا لدوره في تكوين الهيموغلوبين الذي يساعد على نقل الأكسجين عبر مجرى الدم وعند انخفاض مستوى الأكسجين، تقل قدرة الجسم على الحفاظ على درجة حرارة طبيعية.

وتوجد مصادر غنية بالنحاس في كبد البقر، والمحار، والمكسرات، والبذور، والفطر، والبطاطس، والتوفو، والحمص، وهي أطعمة يُنصح بإدراجها ضمن النظام الغذائي بانتظام لتفادي أي نقص محتمل.

كيف تتعامل مع الشعور الدائم بالبرد؟

في حال كنت تشعر بالبرد أكثر من غيرك بشكل متكرر، فإن الخطوة الأولى هي استشارة الطبيب لإجراء تحاليل دم تكشف عن مستويات الفيتامينات والمعادن الأساسية في الجسم.

 فقد يكون السبب ببساطة نقصًا في أحد هذه العناصر الحيوية، ويمكن علاجه بسهولة من خلال تعديل النظام الغذائي أو تناول المكملات الغذائية المناسبة تحت إشراف طبي.

كما يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على اللحوم، والأسماك، والخضراوات الورقية، والمكسرات، والفواكه الطازجة، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء وممارسة النشاط البدني المنتظم لتحسين الدورة الدموية وتعزيز إنتاج الطاقة.

الشعور الدائم بالبرد لا يجب تجاهله، فهو قد يكون علامة على نقص بعض الفيتامينات المهمة مثل «بي 12»، و«بي 9»، والحديد، والزنك، والنحاس، هذه العناصر مجتمعة تساهم في الحفاظ على وظائف الدم والدورة الدموية وتوازن حرارة الجسم، الحفاظ على مستوياتها المثالية يضمن لجسمك الدفء الطبيعي والصحة العامة على مدار العام.

طباعة شارك البرد الإحساس الدائم بالبرودة نقص فيتامين «بي 12» نقص حمض الفوليك

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البرد نقص فيتامين بي 12 نقص حمض الفوليك خلایا الدم الحمراء الأشخاص الذین حرارة الجسم حمض الفولیک نقص الحدید الحفاظ على فی الجسم یؤدی نقص یومی ا

إقرأ أيضاً:

وجبة الإفطار ليست اختياراً.. تحذير جديد لمرضى السكري بعدم تجنبها

الجديد برس| منوعات| كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في مجلة «كلية القلب الأمريكية» (Journal of the American College of Cardiology) عن نتائج مثيرة للقلق، حيث أكدت أن تخطي وجبة الإفطار قد يكون أحد أخطر العادات الصباحية التي تهدد الصحة، إذ ترتبط باضطراب السكر في الدم، والإصابة بأمراض القلب، فضلاً عن زيادة احتمالات الوفاة المبكرة. تحليل بيانات آلاف المشاركين عبر سنوات اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل بيانات 6,550 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاماً، جُمعت ضمن المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية، وتمت متابعة حالاتهم الصحية عبر «مؤشر الوفيات الوطني» لتقييم التأثيرات طويلة الأمد لتخطي وجبة الإفطار، بحسب صحيفة ميرور. وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتجاهلون وجبة الإفطار بانتظام، كانوا أكثر عرضة لاضطراب مستويات الجلوكوز في الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة مقارنةً بمن يلتزمون بتناولها يومياً. نسبة متزايدة يتخطون الإفطار وأظهرت الدراسة أن 23.8% من الشباب اعتادوا تجاهل وجبة الإفطار بشكل يومي، وهي عادة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال العقود الخمسة الماضية، مدفوعة بأنماط الحياة السريعة والاعتماد على الكافيين كمصدر للطاقة الصباحية. كما توزعت نسب المشاركين في الدراسة على النحو التالي: 1 % لم يتناولوا الإفطار إطلاقاً 9 % نادراً ما تناولوه 25 % تناولوه في بعض الأيام 59 % حرصوا على تناوله يومياً انعكاسات صحية خطيرة على مرضى السكري حذّر الباحثون من أن تجاهل الإفطار لا يقتصر تأثيره على الشعور بالجوع أو التعب فحسب، بل يرتبط بمجموعة من الاضطرابات الصحية الخطيرة على مرضى السكري، من أبرزها: خلل تنظيم الهورمونات اضطراب مستويات السكر في الدم مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام على مدار اليوم لجوء الجسم إلى تكسير الدهون للحصول على الطاقة وهو ما يؤدي إلى زيادة الكيتونات، وهي حالة طبية قد تُهدد حياة مرضى السكري من النوع الأول. وأكد الفريق العلمي أن تناول الإفطار بانتظام يسهم في تعزيز صحة القلب وضبط معدلات الجلوكوز في الدم وتنظيم عملية الأيض، مما يجعله جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحي. الإفطار يحمي من اضطرابات الأدرينالين من جانبه، قال لوبيز خيمينيز، الباحث في «عيادة مايو كلينك»، إن تخطي الإفطار يؤدي إلى اضطراب في التوازن الهورموني وزيادة إفراز الأدرينالين في الجسم، الأمر الذي يرهق الغدد ويزيد خطر نوبات القلب في ساعات الصباح الأولى. وأوضح قائلاً: «عندما يستيقظ الإنسان من دون أن يتناول أي سعرات حرارية، يدخل الجسم في حالة من التوتر الفسيولوجي، فيفرز مزيداً من الأدرينالين كاستجابة للجوع، مما يضع ضغطاً إضافياً على القلب والجهاز العصبي». وأكد الباحثون أن وجبة إفطار متوازنة، تحتوي على الحبوب الكاملة، البروتينات، الألياف، والفواكه الطازجة، قادرة على دعم الجسم بالطاقة اللازمة وتنظيم مستوى السكر في الدم. كما أن تناول الإفطار بانتظام يساعد في الوقاية من السمنة، ويحافظ على صفاء الذهن والتركيز، ويحدّ من التوتر العصبي خلال اليوم.

مقالات مشابهة

  • الرمان فاكهة الجنة ودرع المناعة في الشتاء
  • إرهاق ونعاس دائم.. اضطراب نادر يثير حيرة الأطباء
  • الجرجير.. سر الجمال الطبيعي وصحة الشعر والبشرة
  • البرتقال.. فيتامين الجمال وتقوية المناعة بشكل طبيعي
  • البنجر.. صديق الدم يعزز الطاقة ويحارب الأنيميا
  • اكتشف السبب المفاجئ وراء السمنة وأمراض الكبد!!
  • الحلبة.. الكنز الصحي المنسي
  • وجبة الإفطار ليست اختياراً.. تحذير جديد لمرضى السكري بعدم تجنبها
  • أفضل أوقات فحص سكر الدم لضبط الجلوكوز والوقاية من مضاعفات السكري