عربي21:
2025-10-30@01:18:33 GMT

جيل Z.. حليف استراتيجي في الغرب

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

يمثل جيل Z في الغرب فرصة فريدة لتقويض الدعم الغربي للاحتلال من الداخل، حيث نشأ في زمن الأزمات (المالية، المناخ)، ويتمرد على الإرث الاستعماري لدوله، ويشكك في الروايات الإعلامية التقليدية. ويمكن تحويل وعيه المتزايد إلى قوة ضغط شعبية؛ تؤثر على السياسات الخارجية الغربية، وتغير الخطاب الأكاديمي والإعلامي، وتنزع الشرعية الأخلاقية عن الاحتلال في الضمير الجمعي الغربي.

فبوصلته الأخلاقية ترفض ازدواجية المعايير (أوكرانيا وفلسطين)، وتآكل الهيمنة الأمريكية يجعله أكثر تقبلا للرواية الفلسطينية كجزء من نضال عالمي من أجل نظام دولي أكثر عدلا.

 وقود المعركة وحامل راية التحرير

أما جيل Z العربي والفلسطيني، فليس مجرد هدف للخطاب، بل هو مصدر السردية وصانعها. إهماله يعني بناء استراتيجية بلا أساس. إنه الجيل الأكثر معاناة من الاحتلال وآثاره، لكنه أيضا الأكثر تمردا على الأدوات السياسية التقليدية التي يراها عاجزة. هو جيل "السيادة الرقمية" الذي وثّق جرائم الاحتلال للعالم بهاتفه، وتجاوز الإعلام الرسمي والفصائلي، وخلق لغته الخاصة في المقاومة. إن هذا الجيل يمكن أن يؤدي دورا استراتيجيا هاما بصفته:

1- حامل الأصالة: هو مصدر الرواية الحقيقية وغير المفلترة، وقصصه وصوره ومقاطعه هي المادة الخام الأكثر تأثيرا في مخاطبة نظرائه في الغرب.

2- محرك التجديد الداخلي: يضغط هذا الجيل من أجل تجديد الخطاب الفلسطيني والعربي، متجاوزا الانقسامات الأيديولوجية القديمة نحو خطاب وطني جامع يركز على الحقوق والكرامة الإنسانية.

3- جسر التواصل المباشر: بفضل إتقانه للغات الأجنبية وثقافات الإنترنت العالمية (Memes, Trends)، يستطيع هذا الجيل بناء جسور تواصل مباشرة مع الشباب الغربي دون الحاجة إلى وسطاء رسميين.

استراتيجية نسج خيوط التواصل بين الجيلين

إن النجاح لا يكمن في مخاطبة كل جيل على حدة، بل في خلق نظام بيئي (Ecosystem) متكامل يربط بينهما كالآتي:

أولا: تمكين جيل Z الفلسطيني ليكون القائد من خلال:

1- التدريب والدعم: توفير الموارد والتدريب للصحفيين المواطنين، وصانعي المحتوى، والمبرمجين الفلسطينيين على أحدث تقنيات الإعلام الرقمي والأمن السيبراني وصناعة المحتوى المؤثر.

2- منصات مركزية: إنشاء منصات رقمية (بإدارة شبابية) تجمع المحتوى الفلسطيني الأصيل وتترجمه وتصنفه ليكون متاحا بسهولة لصناع الرأي في العالم.

3- تصديرهم للإعلام كقادة مساعدين مع الأجيال الأكبر سنا والأكثر خبرة، وجعلهم الواجهة الإعلامية الأبرز، ولا بأس من أن يتوارى القادة الكبار خلفهم (إعلاميا).

ثانيا: بناء الجسور مع جيل Z الغربي من خلال:

1- الخطاب المتقاطع: ربط القضية الفلسطينية بالقضايا الكونية التي تهم الجيلين: العدالة، ومناهضة الرأسمالية المتوحشة، وحقوق المرأة (غير المتعارضة مع الدين الإسلامي).. الخ.

2- التعاون الإبداعي: إطلاق مشاريع فنية ورقمية مشتركة (أفلام قصيرة، ألعاب فيديو، حملات تيك توك) تجمع مبدعين فلسطينيين وغربيين.

3- الزيارات الميدانية المعكوسة: بالإضافة إلى دعوة الشباب الغربي إلى فلسطين، يمكن تنظيم جولات افتراضية وحقيقية لشباب فلسطينيين في الجامعات والمراكز الثقافية الغربية ليكونوا سفراء مباشرين لقضيتهم.

التحديات والمخاطر التي تواجه الفكرة

1- الفجوة الرقمية والثقافية: قد توجد فجوات في الأدوات واللغة بين الشباب في غزة أو الضفة ونظرائهم في نيويورك أو لندن، ويتطلب سد هذه الفجوة جهدا واعيا.

2- خطر الاستيعاب والاحتواء: قد تحاول الجهات المعادية استيعاب النشطاء الفلسطينيين الرقميين ضمن خطاب "سلام" سطحي يفصلهم عن سياقهم الوطني والمقاوم.

3- التحديات الداخلية المزدوجة: بالإضافة إلى الانقسام السياسي، قد يواجه جيل Z الفلسطيني مقاومة من السلطات المحلية أو القوى التقليدية، أو الأجيال الأسبق، التي تخشى من خطابه المستقل والناقد.

معركة الوعي تبدأ من الداخل وتنتصر في الخارج

إن الطريق من التحرير الرقمي إلى التحرير على الأرض طويل وشاق، ومليء بالتحديات، لكن الشرارة التي أشعلها جيل Z الفلسطيني أثبتت أنها قادرة على عبور القارات وإيقاظ الضمائر.

إن الاستثمار في جيل Z بشقيه، الغربي والعربي، هو مشروع استراتيجي بعيد المدى يهدف إلى:

1- داخليا: تجديد دم المقاومة وخطابها، وتوحيد الجيل الصاعد على رؤية وطنية معاصرة.

2- خارجيا: تغيير موازين القوى في معركة الرأي العام العالمي، ورفع التكلفة السياسية والأخلاقية للاحتلال.

3- عالميا: جعل القضية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من حركة عالمية شبابية تطالب بنظام دولي أكثر عدلا وإنسانية.

وهنا، لا بد من توجيه رسالة مباشرة إلى هذا الجيل الصاعد في قلب فلسطين:

يا جيل الكوفية الذكية، يا من حوّلتم هواتفكم إلى أدواب وعي، وقصصكم إلى أصوات تخترق جدران الصمت والحصار، أنتم لستم مجرد "ضحايا" في قصة يرويها الآخرون؛ أنتم أصحاب السردية، وكتّابها، وأبطالها. العالم لم يكن يوما أكثر استعدادا لسماع صوتكم كما هو اليوم، ثقوا بعدالة قضيتكم، وقوة قصتكم، وأصالة تجربتكم، وقدرتكم على قيادة هذه المعركة. فكل مقطع فيديو تنشرونه، وكل حقيقة توثقونها، وكل جسر تبنونه مع أحرار العالم، هو حجرٌ تزيلونه من جدار الاحتلال، وخطوة تقرّبكم من فجر التحرير.

إن تمكين هذا الجيل في الداخل، وربطه بنظرائه في الخارج، ليس مجرد تكتيك إعلامي، بل هو جوهر المقاومة اليوم. إنه المسار الذي يحول الطاقة الشبابية الهائلة إلى قوة تغيير حقيقية. إنّ معركة الوعي ليست سهلة، إذا انتصرنا بها؛ فلن نترك للاحتلال أرضا يقف عليها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الغرب وعيه الفلسطينية الشباب فلسطين الغرب شباب وعي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الجیل

إقرأ أيضاً:

مستشار الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يعرقل العملية الديمقراطية ويحد من التغيير

تحدث الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين، عن الإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن هذه العملية مستمرة ولا تقتصر على فترات زمنية محددة، بل هي جزء من عملية دائمة تهدف إلى تحسين الأداء المؤسسي والدستوري.

رئيس وزراء فلسطين: إجراء انتخابات قريبا في غزة والضفة الغربية والقدسالإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية: عملية مستمرة

وأوضح الهباش في مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد عبيد عبر قناة “القاهرة الإخبارية” أن الإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية ليست موسمية أو مرتبطة بفترة زمنية معينة، بل هي عملية مستمرة تشمل تطويراً مستمراً في جميع جوانب العمل المؤسسي، بما في ذلك القوانين والإجراءات التي تحكم عمل مؤسسات الدولة الفلسطينية. وأكد أن أي عمل بشري أو مؤسسي يتطلب تطويراً مستمراً لمعالجة القصور والنقائص التي قد تظهر على مر الزمن.

ورشة مفتوحة للإصلاح: إجراءات قانونية ودستورية

كما أشار الهباش إلى أن الورشات المفتوحة التي تُعقد داخل المؤسسات الفلسطينية تشمل إجراءات قانونية ودستورية وإدارية ومالية. الهدف من هذه الورشات هو ضمان استمرارية الإصلاح وتطوير الأداء في مختلف مؤسسات الدولة، وذلك من خلال تبني حلول شاملة تساهم في تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

التطوير المستمر لمنظومة القوانين والإجراءات

وتابع الهباش حديثه حول الجهود المستمرة لتطوير القوانين والإجراءات في فلسطين، حيث أشار إلى وجود لجان خاصة تعمل على صياغة دستور مؤقت منذ عام 2009. كما أضاف أن هذه اللجان استمرت في أعمالها لتطوير المسودات السابقة ووضع إضافات وتعديلات تهدف إلى ضمان استمرارية العمل الدستوري والقانوني بما يتماشى مع التطورات السياسية والإدارية.

تمكين الدولة الفلسطينية: أسس لتغييرات مستقبلية

أوضح الهباش أن الإجراءات الحالية تهدف إلى تمكين الدولة الفلسطينية من بناء قاعدة صلبة تتيح إجراء تغييرات مستقبلية في المناصب والوجوه السياسية داخل السلطة الفلسطينية. وأكد أن هذه الإجراءات تركز على إعداد الدولة الفلسطينية لتكون قادرة على التكيف مع التحديات المختلفة في المستقبل وتحقيق التغيير المطلوب في وقت مناسب.

الاحتلال الإسرائيلي وعرقلة العملية الديمقراطية

أما بشأن الانتقادات التي تتعلق بثبات الوجوه السياسية وعدم توحيد الفصائل الفلسطينية، فقد أكد الهباش أن هذه الانتقادات غير دقيقة بالنظر إلى الواقع الفلسطيني الاستثنائي. وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل عائقاً كبيراً أمام إجراء الانتخابات الديمقراطية في فلسطين، حيث يمنع الاحتلال إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية ويعرقل ممارسة العمليات الديمقراطية بحرية.

وأشار الهباش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر على تعطيل الانتخابات فقط، بل يحد أيضاً من النشاط الشعبي والجماهيري في فلسطين، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرة الفلسطينيين على إجراء تغييرات حقيقية في مؤسسات الدولة وممارسة الديمقراطية بشكل فعّال.

  طباعة شارك الرئيس الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفلسطيني يحذر من انزلاق غزة نحو الفوضى
  • التجمع الإعلامي الفلسطيني ينعى الشهيد الصحفي محمد المنيراوي
  • نادي الأسير الفلسطيني يُدين قرار الاحتلال بمنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يعرقل العملية الديمقراطية ويحد من التغيير
  • واقع التعليم الفلسطيني والتحديات الراهنة
  • حماس: ندعو أبناء الشعب الفلسطيني لتصعيد المواجهة مع الاحتلال
  • إسرائيل تفتح غزة أمام الإعلام الغربي.. كيف ستبرر الإبادة؟
  • نادي الأسير الفلسطيني: قوات الاحتلال اعتقلت أطفال وأسرى سابقين
  • لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني أدانت الجريمة التي أدت إلى مقتل الشاب إيليو إرنستو أبو حنا