هكذا يؤثر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث سلبا على جودة التعلم والمعرفة
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
في عالم يتسارع فيه كل شيء، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة يومية نستخدمها للحصول على الإجابات السريعة. لكن هل فكرت يوما أن هذه السرعة قد تكلّفك عمق المعرفة؟
فريق من الباحثين الأميركيين حذر من أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في البحث عن المعلومات، بدلا من استخدام محركات البحث التقليدية أو المصادر المباشرة، قد يؤدي إلى تعلّم سطحي وفاقد للعمق.
ففي ورقة بحثية نُشرت في مجلة "بي إن إيه إس نيكسس" التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية، قال الفريق البحثي: "عندما يبحث الأفراد عن موضوع من خلال نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي، فإنهم يخاطرون باكتساب معرفة سطحية أكثر مما لو تعلموا من خلال البحث التقليدي، حتى عندما تكون الحقائق متطابقة".
بمعنى آخر، الذكاء الاصطناعي قد يُقدّم لك الإجابة الصحيحة، لكنه يسلبك متعة اكتشافها.
فبينما يبدو الأمر أكثر سهولة وسرعة، فإن العملية تصبح تعلما سلبيا يفتقر إلى الجهد الذهني اللازم لبناء معرفة متينة.
المعرفة تحتاج إلى بحث ذاتيوتوضح الباحثة شيري ميلوماد من جامعة بنسلفانيا، والباحث جين هو يون من جامعة ولاية نيو مكسيكو، أن الاعتماد على تطبيقات مثل "شات جي بي تي" و"جيميني" قد يحدّ من قدرة الطلاب والأفراد على التفكير النقدي والاستكشاف الذاتي.
فالمستخدم -بحسب نتائج 7 تجارب إلكترونية ومخبرية- يصبح أقل اهتماما بصياغة آرائه الخاصة، ويميل إلى تكرار الأفكار العامة التي تولّدها الأنظمة، بدلا من تحليلها أو تطويرها.
وقال الباحثان: "أولئك الذين يتعلمون من نماذج الذكاء الاصطناعي يشعرون باهتمام أقل، ويقدّمون توصيات أكثر شمولا وأقل أصالة، وهذا يجعلها أقل تأثيرا لدى الآخرين".
حتى عندما أُضيفت روابط إنترنت إلى نتائج الذكاء الاصطناعي لتعزيز مصداقيتها، أظهرت الدراسة أن المشاركين شعروا بأنهم اكتسبوا معرفة أقل عمقا مقارنة بالبحث التقليدي.
التعلم السلبي.. فخ الراحة الذهنيةوبحسب الباحثين، فإن نماذج اللغة الكبيرة تقوّض عملية التعلم نفسها، على الرغم من أنها تجعل الوصول إلى المعلومات أكثر سهولة.
إعلانففي حين يتطلب البحث اليدوي جهدا، قراءة، وتحليلا -وهي عناصر ضرورية لتثبيت المعرفة في الذاكرة طويلة الأمد- فإن التلقي السريع للمعلومة الجاهزة يُضعف التفكير النقدي ويجعلنا أقل قدرة على تذكّر ما تعلمناه.
وأضاف الفريق البحثي في تحذير صريح: "الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يحوّل التعلم من نشاط فعّال إلى نشاط سلبي، وهو ما يؤدي إلى نتائج تعلم أضعف، تماما كما يحدث في أي بيئة تعتمد على الحفظ بدون فهم".
كيف تتعلم في عصر الذكاء الاصطناعي؟لا يعني هذا أن عليك التوقف عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بل أن تستخدمها بذكاء.
فيما يلي نصائح بسيطة لتحافظ على قوة عقلك في زمن المعرفة السريعة:
اجعل الذكاء الاصطناعي نقطة بداية، لا نهاية. استخدمه لتوجيه بحثك، ثم انتقل إلى القراءة والتحليل بنفسك. دوّن أفكارك الخاصة، فالكتابة بخط اليد أو تسجيل الملاحظات يعزز الفهم العميق ويجعل المعلومة "ملكك". تحدّ نفسك بالسؤال: لماذا؟ لا تكتفِ بالإجابة الجاهزة، بل اسأل عن السبب والنتيجة والسياق.يمكن للتكنولوجيا أن تفتح أبواب المعرفة، لكنها لا تستطيع أن تفكر بدلا منا. ففي زمن الذكاء الاصطناعي، التفكير النقدي والفضول الشخصي هما مهارتان لا يمكن الاستغناء عنهما. ابحث، اكتشف، شكّك، وكن أنت من يصنع معرفته، لا مجرد متلقٍ لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
جامعة مدينة السادات تنظم ورشة عمل عن تعظيم الاستفادة من بنك المعرفة
نظّمت جامعة مدينة السادات بالتعاون مع وحدة المكتبات الرقمية بمركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات، وبنك المعرفة المصرى "وحدة المكتبات الرقمية"، بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، ورشة عمل بعنوان: “جلسة تعريفية حول تعظيم الاستفادة من مصادر وخدمات بنك المعرفة المصري”.
جاء ذلك برعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور أحمد عزب، رئيس جامعة مدينة السادات، والدكتور أحمد نوير، مشرف قطاع شئون الدراسات العليا والبحوث.
فى إطار دعم البحث العلمي وتطوير قدرات الباحثين وجهود الدولة نحو تعزيز منظومة البحث العلمي بالجامعات المصرية، ودعم القدرات البحثية لأعضاء هيئة التدريس بما ينعكس إيجابيًا على جودة الإنتاج العلمي وتحقيق رؤية مصر 2030 في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
شهدت الجلسة حضور نخبة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلاب الدراسات العليا من مختلف كليات الجامعة، وتأتي الورشة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تستهدف نشر ثقافة الاستخدام الأمثل للمصادر العلمية الرقمية، وتمكين الباحثين من الوصول إلى المعلومات الموثوقة عبر بنك المعرفة المصري والمنصات العلمية العالمية.
أعرب الدكتور أحمد عزب، رئيس الجامعة، عن سعادته بتنظيم ورشة عمل مهمه وهادفة تواكب توجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي في التعليم والبحث العلمي، مؤكدًا أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكوادر الأكاديمية والبحثية لمواكبة التطورات العالمية في مجالات البحث والنشر العلمي.
كما أوضح "عزب" بأن بنك المعرفة المصري يُعد من أهم المبادرات الوطنية التي أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتعزيز التعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى باستمرار إلى تدريب أعضاء هيئة التدريس والباحثين على استخدام هذا المصدر الثري للمعلومات لرفع جودة البحوث وزيادة النشر العلمي الدولي.
وأشار الدكتور أحمد نوير، مشرف قطاع شئون الدراسات العليا والبحوث، أن الورشة تأتي في إطار خطة الجامعة لدعم منظومة البحث العلمي وربطها باحتياجات المجتمع، مؤكدا أن رفع كفاءة الباحثين في استخدام قواعد البيانات العالمية والمجلات المفهرسة يسهم في الارتقاء بتصنيف الجامعة محليًا ودوليًا.
كما ثمّن "نوير"، الجهود التي تبذلها وحدة المكتبات الرقمية بالمجلس الأعلى للجامعات في نشر الوعي المعلوماتي بين الباحثين، مشيرًا إلىى أن الجامعة مستمرة في تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتعزيز مهارات أعضاء هيئة التدريس والباحثين .
وأشارت الدكتورة نشوة سليمان، مدير مركز التدويل والمشاركة العالمية، على أن الورشة تمثل خطوة مهمة في رفع مستوى وعي الباحثين بجامعة مدينة السادات حول أحدث تقنيات ووسائل النشر الدولي، مشيرة إلى أن هذا النوع من الورش التدريبية يُسهم بشكل مباشر في تحسين تصنيف الجامعة الدولي، إذ ان إتاحة الفرصة للباحثين للتواصل مع ممثلي دور النشر وقواعد البيانات يُساعدهم على فهم المعايير العالمية، مما يعزز من قدرة الجامعة على نشر أبحاثها في مجلات مرموقة، ويضعها في مكانة أفضل على خريطة التعليم العالي العالمي.
كما أكد الدكتور امان الله البحراوي، مدير وحدة المكتبة الرقمية بالجامعة، بأهمية الورشة في دعم المجلات العلمية بجامعة مدينة السادات وتعزيز وعي الباحثين بطرق الاستخدام الأمثل لقواعد البيانات العالمية، مؤكدة إلى أن الاطلاع على أحدث الاتجاهات في النشر الدولي يسهم في تطوير الإنتاج البحثي ليواكب المعايير الدولية للنشر، مما يُساعد في رفع مكانة الجامعة في التصنيفات العالمية، ويتيح فرصًا أفضل للباحثين للتواصل العلمي الدولي ونشر أبحاثهم على نطاق واسع.
وتناولت الجلسة عدة محاور رئيسية، شملت التعرف على الخدمات المقدمة من بنك المعرفة المصري حيث حاضر الاستاذ وليد علي محمد، ممثل بنك المعرفة المصري، كما استعرض الأستاذ حسن عشري، ممثل وحدة المكتبة الرقمية بالمجلس الأعلى، خدمات وحدة المكتبات الرقمية بالمجلس الأعلى للجامعات ودورها في دعم أنشطة البحث العلمي، كذلك خدمات اتحاد المكتبات الجامعية المصرية وآليات الإستفادة من الموارد المتاحة عبره، وعرض قواعد الترقيات الجديدة، ومناقشة أساليب التحقق من المجلات العلمية وآليات تجنب النشر في المجلات المزيفة أو ذات الممارسات غير الأخلاقية في النشر العلمي، والتدريب على البحث واستخدام قواعد البيانات وكيفية الوصول إلى المصادر العلمية الموثوقة في مختلف التخصصات.
كما تناولت الورشة عرض أهم الخدمات الرقمية التى تقدمها وحدة المكتبه الرقمية بالمجلس الأعلى للجامعات بالإضافة إلى البحث في فهرس اتحاد مكتبات الجامعات المصرية، موضحا أنه من خلال بنك المعرفة المصري سيسهل الحصول على المعلومة المتوفرة في جميع أنحاء العالم، وأن تقدم الأمم يأتي من العلم والمعرفة والثقافة، وتضمنت الورشة دور النشر المختلفة ومنهم Emerald publishing حيث حاضرت الدكتورة ماهينور علي عقدة عنها، وتشهد ورش العمل حضور عدد من ممثلي دور النشر العالمية مثل دار المنظومة و springer, Jove .