فوز ممداني بثلث أصوات اليهود يكشف أزمة اللوبي الصهيوني
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
كشف فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك عن اتساع الهوة بين الناخبين اليهود من الديمقراطيين التقليديين ونظرائهم من التقدميين الشباب، وهو ما قد يعيد تشكيل المشهد السياسي لسنوات في المدينة التي تضم أكبر عدد من اليهود خارج إسرائيل، بحسب تحليل لوكالة رويترز.
واستفاد ممداني، الاشتراكي المنتمي للحزب الديمقراطي، من موجة الغضب إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة في أوساط بعض الديمقراطيين واليهود الأميركيين الذين أيدوا إسرائيل في البداية ثم تحول موقفهم لاحقا.
وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين عند الخروج من مراكز الاقتراع أن نحو ثلث الناخبين اليهود الذين شاركوا في انتخابات الثلاثاء الماضي صوتوا لممداني، وهو ما أسهم في فوزه الذي أثار قلق خصومه اليهود الذين لم يعتادوا الوقوف مع المرشح الخاسر.
وعقب فوزه، سرعان ما أطلقت إحدى أبرز المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وهي "رابطة مكافحة التشهير" ما سمته "مرصد ممداني" لمراقبة سياسات العمدة الجديد واختياراته للمناصب التنفيذية وغيرها من القرارات بذريعة أنها "قد تلحق ضررا بالمجتمع اليهودي".
في السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أي ناخب يهودي يدعم ممداني هو "شخص غبي".
من جهة أخرى، قالت هيندي بوبكو نائبة رئيس الاتحاد اليهودي في نيويورك إنه "في صباح اليوم التالي للانتخابات، استيقظ كثيرون من أفراد مجتمعنا وهم يشعرون بالقلق. هناك الكثير من الغموض حول تصرفات ممداني بعد توليه المنصب".
كتلة غير متجانسةويشير أنصار ممداني اليهود إلى أن الانتخابات تثبت أن أصوات اليهود بعيدة كل البعد عن أن تكون متجانسة.
وقالت روني زهافي برونر (26 عاما)، وهي إسرائيلية شاركت في حملة ممداني "أدعم ممداني ليس رغم مواقفه من إسرائيل وفلسطين، بل بسببها. بالنسبة لي، التنديد بالإبادة الجماعية ليس مخاطرة كبيرة".
إعلانفي المقابل، التف آخرون حول المرشح أندرو كومو، الديمقراطي الذي ترشح مستقلا، بسبب دعمه لإسرائيل.
وقالت أليسون ديفلين (50 عاما)، وهي يهودية مقيمة في نيويورك، صوتت لكومو "أشعر بالإحباط. أشعر بالقلق بالتأكيد لأنني يهودية وصهيونية".
تناقض يثير الجدل.. لماذا يدعم يهود نيويورك المسلم زهران ممداني؟#الجزيرة_فيديو pic.twitter.com/EvCWDxWFmY
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 3, 2025
من ناحية أخرى، عبرت كورين غرينبلات (27 عاما)، التي تعمل في قطاع التعليم العالي في المدينة، عن تقديرها للطريقة التي اتبعها ممداني "في التواصل مع مجموعة واسعة حقا من المجتمع اليهودي، وليس فقط أولئك الذين يتفقون معه سياسيا تماما، لأن المجتمع اليهودي متنوع سياسيا للغاية".
وقالت غرينبلات إن الحرب في غزة أحدثت "تغييرا جذريا في السياسة اليهودية الآن، حيث بات واضحا تماما أن هناك يهودا مؤيدين لفلسطين، ويهودا مؤيدين لإسرائيل. وهناك يهود لا تربطهم أي علاقة بإسرائيل".
وقال آندرو كان، وهو حاخام من منطقة بروكلين في نيويورك، إن ممداني أكد مرارا التزامه بمكافحة "معاداة السامية".
وتابع قائلا "دعونا نعطيه فرصة لإثبات أن التزامه بمكافحة معاداة السامية حقيقي، ولنعمل معه على بناء جسور التضامن بين المجتمعات بما يضمن مزيدا من الأمان لجميع سكان نيويورك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
عبد المنعم سعيد: فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك نقلة نوعية
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن فوز المرشح ذي الأصول الهندية والديانة الإسلامية الشيعية محمد ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، يعكس تحولًا نوعيًا، على الرغم من أن نيويورك تُعتبر معقلًا تقليديًا للحزب الديمقراطي الليبرالي، وهي المدينة التي لم تُصوّت أبدًا لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أي من انتخاباته الرئاسية.
وأشار "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، إلى أن فوز ممداني، المعروف باسم "زهران"، يُمثل نقطة تحول نظرًا لخلفيته المتعددة الأوجه، فهو هندي الأصل تنتمي عائلته للمسلمين الشيعة، وتعلم اللغة العربية في القاهرة خلال فترة إقامة سابقة مع والده، ويقدم برنامجًا اشتراكيًا واضح المعالم، مما يُشكل خروجًا عن الخط الليبرالي التقليدي.
وقال: "نحن أمام خلطة جديدة تشبه المفاجأة التي حدثت عند انتخاب أوباما، حيث صعدت الأقليات إلى المقدمة ببرنامج جذاب يدفعها نحو منصب قيادي، رغم أن هذا التغيير لا يزال محصورًا في نطاق مدينة واحدة هي نيويورك".
ولفت إلى أن أجندة ممداني الاجتماعية تعتبر هي الأكثر إثارة للجدل، حيث تتركز على مبدأ "على قدر ما معك"، وهو ما يسميه المحللون "الأفورد"، ورغم غموض كيفية تطبيق هذه المبادئ اقتصاديًا، إلا أن البرنامج نجح في استقطاب فئات واسعة.
ونوه بأن ممداني تبنى خطابًا شاملًا يُدرج المجموعات المتحولة ومجتمع الميم كجزء من الحريات، مما أكسبه أصواتهم، واتخذ مواقف متساوية تجاه الأديان المختلفة، بما في ذلك الإسلام واليهودية، وهو ما شجع جزءًا كبيرًا من الأقلية اليهودية في نيويورك على انتخابه.
وأكد أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل تعليق الرئيس دونالد ترامب بشكل مباشر في التقرير، مشيرًا إلى أن فوز شخصية بأصول ودين مختلف وبرنامج اشتراكي في معقل ديمقراطي مثل نيويورك، يؤكد عمق التباين الفلسفي بين معسكر ترامب المحافظ والتوجه الليبرالي للمدينة، ومن المتوقع أن يستغل ترامب فوز ممداني لانتقاد التوجه الليبرالي الجديد وتأثيره المحتمل على المشهد السياسي الأمريكي الأوسع.
ونوه بأنه يظل التحدي الأكبر أمام العمدة المنتخب هو إثبات فاعلية برنامجه الاشتراكي، وسط تحفظات ومراهنات على فشله من قبل خصومه داخل الحزب الديمقراطي والجمهوريين على حد سواء.