هل ينفذ ترامب تهديداته ويجتاح فنزويلا؟
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
وناقشت حلقة (2025/11/13) من برنامج "من واشنطن" مع ضيوفها مسألة التحركات الأميركية في منطقة الكاريبي، خاصة على ضوء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أيام نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو باتت معدودة.
وبرأي المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو، فإن ما يقوم به الرئيس ترامب إزاء فنزويلا هو محاولة ترهيب فقط، لأن اجتياح فنزويلا برا يحتاج نحو 50 ألف جندي، و"عندما تحدث ترامب عن هجمات برية فهو يقصد ضربات من الجو ضد من وصفها بالعصابات الموجودة في فنزويلا".
ويقر فرانكو بأن الولايات المتحدة من ناحية البعد الجيوسياسي تريد تغييرا في فنزويلا، التي وصف رئيسها بالدكتاتور وبغير الشرعي، وتحدث عن مكافأة مقابل إلقاء القبض عليه تبلغ قيمتها 50 مليون دولار.
كما تهدف التحركات الأميركية إلى بعث رسالة إلى عصابات المخدرات في فنزويلا وكولومبيا بأنها تعتبرهم أهدافا مشروعة بموجب القانون الدولي.
من جهته، يقول بول ديفير، وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش الأميركي، "بإمكان الولايات المتحدة استخدام الترهيب العسكري لإجبار الرئيس الفنزويلي على الخروج أو لإعلام الشعب الفنزويلي أنه ليس وحده"، معتبرا أن "مادورو رئيس غير شرعي، والانتخابات التي فاز فيها لم تكن شرعية".
غير أن خالد محاسن، وهو صحفي برازيلي مختص في شؤون أميركيا اللاتينية، رد على الضيفيْن الأميركيين بالقول إن الولايات المتحدة تدعم أنظمة دكتاتورية في دول أخرى لأنها صديقة لها، مؤكدا أن "أميركا الجنوبية لن تركع لأميركا الشمالية" ولم تعد الحديقة الخلفية لها، مشيرا إلى أن واشنطن حاولت مرار إسقاط نظام مادورو وقبله نظام هوغو شافيز ولم تفلح في ذلك.
ومع أن محاسن لم ينكر وجود خوف مستمر في أميركا الجنوبية في ظل إعلان رئيس أقوى دولة في العالم استهدافهم بنحو ما، إلا أنه حذر الأميركيين من دفع الثمن نفسه الذي دفعوه سابقا في فيتنام في حال استهدافهم فنزويلا.
وبينما يؤكد ضابط الاستخبارات السابق في الجيش الأميركي أن فنزويلا تصدّر المخدرات إلى الولايات المتحدة، ينفي الصحفي البرازيلي ذلك، ويقول إن فنزويلا ليس لديها إنتاج مخدرات أصلا.
خارطة جيوسياسيةأما حسن منيمنة، وهو زميل معهد الشرق الأوسط، فيرى أن التحرك الأميركي غير واضح الأهداف، وأن هناك من يضع هذا التحرك في إطار إعادة رسم الخارطة الجيوإستراتيجية عالميا والتأكيد على المبدأ القائل بأنه لا يجوز لفنزويلا محاولة بناء علاقات مع روسيا والصين وإيران.
ويضيف أن التحرك الذي تقدم عليه إدارة الرئيس ترامب ينقض النظام الدولي القائم على الأسس والقواعد وينقض حتى المبادئ الأميركية، لأن الذين تستهدفهم الطائرات الأميركية، ومنهم من يوجدون في زوارق صغيرة، يتم قتلهم خارج إطار المشروعية الأميركية.
وحسب ما ورد في برنامج "من واشنطن"، فقد أسفرت الهجمات الأميركية على سفن وقوارب يعتقد أنها من فنزويلا عن سقوط 76 قتيلا، تتهمهم واشنطن بالتجارة بالمخدرات دون أن تظهر أدلة قاطعة على اتهاماتها.
ويشير منيمنة إلى أن جناحا في إدارة ترامب يريد إسقاط النظام في فنزويلا، ومن بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، وحذر منيمنة من أن المسألة بالنسبة للولايات المتحدة لن تكون نزهة وتنتهي بسرعة كما يتوقع من يدفعون باتجاه الحرب، معربا عن خشيته من أن يكون الأمر كما حدث في العراق 2003.
يذكر أن للجيش الأميركي تاريخا من التدخلات في المنطقة، ففي عام 1965 أرسلت مشاة البحرية إلى جمهورية الدومينيكان، وفي عام 1983 إلى غرينادا، وفي عام 1989 إلى بنما، وهذه البلدان صغيرة مقارنة بفنزويلا التي تبلغ مساحتها 916 ألف كيلومتر مربع.
Published On 13/11/202513/11/2025|آخر تحديث: 19:08 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:08 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الولایات المتحدة فی فنزویلا
إقرأ أيضاً:
الرئيس الكولومبي يردّ على واشنطن.. مادورو يفعّل «القيادة الوطنية للدفاع»
وقع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قانونًا جديدًا للدفاع يحدد الإجراءات اللازمة لمواجهة التهديدات الأمريكية، ويأمر بتفعيل القيادة الوطنية الشاملة للدفاع استعدادًا لاحتمال نشوب صراع مسلح.
وقال مادورو، خلال حفل توقيع التشريع الذي بثته قناة VTV: “من هذه اللحظة، يجب تفعيل جميع قيادات الدفاع الشاملة، التي تجمع جميع المؤسسات العامة للدولة والجيش والقوى الشعبية، اعتبارًا من الفجر.”
وأضاف الرئيس الفنزويلي أن القانون يضمن جاهزية البلاد للدفاع عن نفسها، مؤكدًا أن الشعب والفريق العسكري مستعدون “للخوض في الكفاح المسلح إذا لزم الأمر، والدفاع عن الإرث الوطني المقدس للمحررين، والانتصار من خلال الوطنية والشجاعة”.
ويأتي هذا الإجراء بعد موافقة مادورو في وقت سابق من الشهر على خطة المقاومة المسلحة في حال شنّت الولايات المتحدة هجومًا، في ظل وجود قوات بحرية أمريكية في البحر الكاريبي بذريعة مكافحة تهريب المخدرات.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية قد ذكرت في سبتمبر أن الرئيس دونالد ترامب يدرس خيارات متعددة لضرب عصابات المخدرات في فنزويلا، بما في ذلك احتمال عملية عسكرية أوسع تستهدف إضعاف مادورو.
من جهته، اعتبر مادورو أن تصعيد الولايات المتحدة للأوضاع في المنطقة مرتبط باحتياطيات الطاقة الفنزويلية، وليس بمحاربة تهريب المخدرات.
هيومن رايتس ووتش: فنزويليون مرحلون من الولايات المتحدة إلى السلفادور تعرضوا للتعذيب
أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا كشف عن تعرض مواطنين فنزويليين رحلتهم الولايات المتحدة إلى السلفادور للتعذيب والمعاملة القاسية داخل أحد السجون السيئة السمعة في سان سلفادور، المعروف باسم “مركز احتجاز الإرهاب”.
وأجرى التقرير مقابلات مع 40 من أصل 252 فنزويليًا رحلتهم واشنطن خلال الأشهر الأولى من ولاية إدارة الرئيس دونالد ترامب، إضافة إلى شهادات مئات المطلعين على أوضاعهم، موضحًا أن الانتهاكات تضمنت ضربًا متكررًا، حرمانًا من الرعاية الطبية، منع الاستحمام، انتهاك الخصوصية، واستخدام الرصاص المطاطي ضد الاحتجاجات المحدودة.
وأكد التقرير أن هذه الانتهاكات كانت منظمة بهدف إخضاع المعتقلين وإذلالهم ومعاقبتهم جسديًا ونفسيًا، معتبرًا أن ما حدث يرقى إلى مستوى التعذيب ويشكل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك مسؤولية كل من الولايات المتحدة والسلفادور.
كما شمل التقرير انتهاكات جنسية وتحرشًا نفسيًا واسع النطاق، حيث ذكر بعض المعتقلين تعرضهم للاضطرار لممارسات جنسية قسرية والتحرش والشتائم القائمة على التمييز الجنسي والميول الجنسية.
وردًا على التقرير، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيغيل جاكسون، إن الرئيس ترامب ملتزم بترحيل المجرمين والإرهابيين غير الشرعيين، وركزت على أن وسائل الإعلام يجب أن تسلط الضوء على ضحايا الجرائم المرتكبة على يد المهاجرين غير الشرعيين.
ويُذكر أن الحكومة السلفادورية تواجه منذ سنوات اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان داخل السجون، وخصوصًا في سجن سيكوت، حيث حُرم المعتقلون من حقوقهم القانونية والإجرائية.
وفي يوليو 2025، تم إعادة جميع الفنزويليين المرحلين إلى بلادهم في إطار صفقة تبادل أسرى شملت إطلاق سراح عدد من الأمريكيين المحتجزين في فنزويلا.
تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
أعلن رئيس كولومبيا غوستافو بيترو وقف التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة، احتجاجًا على الضربات الأميركية المستمرة ضد القوارب في منطقة البحر الكاريبي.
وطلب بيترو من قوات الأمن تعليق تبادل المعلومات مع وكالات الاستخبارات الأميركية حتى تتوقف واشنطن عن مهاجمة القوارب، مشددًا على أن مكافحة المخدرات يجب أن تحترم حقوق الإنسان لشعوب الكاريبي. وأضاف عبر منصة “إكس”: “إجراءات كولومبيا ضد واشنطن ستستمر طالما استمرت الهجمات الأميركية”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فرضت واشنطن في أكتوبر الماضي عقوبات على بيترو وهددت بعدم التساهل مع سياساته التي وصفتها بداعمة لتجار المخدرات.
في سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن قلق بلاده من العمليات العسكرية الأميركية في البحر الكاريبي، مشيرًا إلى أنها تنتهك القانون الدولي، ولأن فرنسا لها وجود في المنطقة عبر أقاليمها الخارجية التي تضم أكثر من مليون مواطن فرنسي.
ووفقًا لمسؤولين أميركيين، فقد نفذ الجيش الأميركي 19 غارة على سفن يشتبه في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ بأميركا اللاتينية، ما أسفر عن مقتل 76 شخصًا على الأقل. كما تحركت حاملة الطائرات “جيرالد فورد” للانضمام إلى ثماني سفن حربية وغواصة نووية وطائرات إف-35 موجودة بالفعل في المنطقة.
في المقابل، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس كولومبيا بـ”الشخص السيء الذي أضر ببلده بشدة”.
لافروف: سياسة واشنطن تجاه فنزويلا لن تعزز سمعتها وكاراكاس لم تطلب دعماً عسكرياً من موسكو
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن السياسة الأمريكية الحالية تجاه فنزويلا “لن تؤدي إلى أي شيء جيد” ولن تعزز سمعة واشنطن أمام المجتمع الدولي.
وأضاف أن الولايات المتحدة كان من الأجدر بها التركيز على مكافحة تهريب المخدرات داخل بلجيكا بدلاً من التدخل في فنزويلا.
وانتقد لافروف الإجراءات الأمريكية التي تتخذ تحت ذريعة مكافحة المخدرات، مشيراً إلى أنها تتضمن تدمير قوارب مزعوم نقل المخدرات دون محاكمة أو تحقيق، واصفاً ذلك بأنه تصرف لدول تعتبر نفسها فوق القانون.
وفيما يخص العلاقات الروسية-الفنزويلية، نفى لافروف أن تكون كاراكاس قد طلبت دعماً عسكرياً من موسكو أو نشر أسلحة على أراضيها، مؤكداً أن العلاقات مع فنزويلا تختلف عن التحالف مع بيلاروسيا، وأن موسكو وفنزويلا تعملان وفق معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعت في مايو الماضي.
وتوضح المعاهدة استمرار التعاون في مجال الأمن والتعاون العسكري التقني، مشيراً إلى أن المعاهدة على وشك الدخول حيز التنفيذ بعد استكمال إجراءات التصديق في فنزويلا.