«الأبنية الخضراء» يؤكد جاهزية المملكة للانتقال إلى مرحلة التكيف عبر نظام «سعف»
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
استعرض المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، مستجدات التكيف في قطاع الأبنية الخضراء ضمن إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC).
وخلال مشاركة المنتدى فعاليات جناح البناء والتبريد بمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) بمدينة بيليم البرازيلية، أكد إنه بعد مرور 30 عامًا من المفاوضات المناخية وتراكم المعرفة والخبرات، أن العالم يدخل مرحلة جديدة أصبح فيها قياس القدرة على الصمود جزءًا أساسيًا من مستقبل البناء والعمارة، وليس مجرد الالتزام بخفض الانبعاثات.
وأوضح المنتدى أن اعتماد مؤشرات طوعية وغير إلزامية ضمن الهدف العالمي للتكيف (GGA) وخارطة طريق باكو للتكيف (BAR) يمنح الدول مرونة واسعة في تطوير معاييرها العمرانية وفق احتياجاتها الوطنية، خاصةً في المناطق الأكثر تعرضًا للتحديات المناخية مثل شحّ المياه والإجهاد الحراري والعواصف الترابية.
وأشار المنتدى إلى أن تنامي الاهتمام العالمي بقياس قدرة المباني على التكيف يعزز الحاجة إلى أنظمة تقييم متقدمة، مؤكدًا أن نظام سعف يوفر إطارًا إقليميًا متخصصًا لقياس الكفاية والقدرة على الصمود من خلال مؤشر الكفاية المركّب (SCI) الذي يتيح تقييمات دقيقة للأداء الفعلي دون أعباء إدارية إضافية.
وقال الأمين العام المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، المهندس فيصل الفضل إن المستقبل الأخضر يُقاس بقدرة المدن على الصمود، أن مخرجات COP30 تنسجم مع توجهات المملكة في تعزيز البنية التحتية القادرة على مواجهة الضغوط المناخية، وأن سعف جاهز لتطبيق هذه التوجهات على المستويين المحلي والإقليمي.
وأضاف أن النقاشات المتعلقة بتمويل التكيف -بما في ذلك الدعوة إلى مضاعفة التمويل العالمي ثلاث مرات والمقترح العربي بتخصيص 150 مليار دولار- تعكس توجهًا دوليًا لزيادة الاستثمار في الأبنية المرنة، وأنظمة المياه، والتخطيط الحضري المتكيف، مما يعزز الطلب على الشهادات المبنية على إثبات الأداء.
وبيّن أن مخرجات مؤتمر البرازيل تشدد على أهمية تبني مؤشرات إضافية تشمل: المرونة الحرارية، وإعادة استخدام المياه، والحلول القائمة على الطبيعة، والجاهزية للطوارئ، والتصميم المتمحور حول الإنسان، مشيرًا إلى أن العمارة الحديثة باتت مطالبة بحماية المجتمعات مباشرة من مخاطر المناخ، وليس فقط تقليل الأثر البيئي.
واختتم الأمين العام للمنتدى مشاركته بالتأكيد على أن سعف -بوصفه علامة التميز الإقليمية- يعد اليوم من أبرز الأطر الداعمة لرفع القدرة المناخية للمباني والمدن، وأن المنتدى سيواصل العمل مع الشركاء الدوليين لترجمة مخرجات المؤتمر إلى تطبيقات عملية تعزز الاستدامة والتحول العمراني في المنطقة.
أخبار السعوديةالتغير المناخيالمنتدى السعودي للأبنية الخضراءقطاع الأبنية الخضراءقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية التغير المناخي المنتدى السعودي للأبنية الخضراء
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي تعلن عن نتائج مشروع مسح أرباب العمل
كتب ـ يوسف الحبسي / "تصوير: هدى البحرية"
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اليوم الاثنين عن نتائج مشروع "مسح أرباب العمل 2025"، الذي نفذته دائرة الإحصاء والمعلومات بالوزارة لدراسة مدى مواءمة مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل الوطني، وتحديد المهارات والكفاءات المطلوبة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وقالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن هذا المسح ليس مجرد أرقام تُعلَن، بل هو بوصلة مهمة تساعدنا في مواءمة مخرجات مؤسساتنا التعليمية مع احتياجات سوق العمل، وتفتح الآفاق لشبابنا للتعرّف على ما يطلبه السوق من تخصصات ومهارات، كما توسّع الفرص أمامهم بتعريفهم بالفرص المتاحة للعمل المنتج ولريادة الأعمال، وخاصة فيما يتعلق بالعمل الحر وبفتح شركاتهم الخاصة سواء أكانت صغيرة أو متوسطة أو شركات ناشئة قائمة على الابتكار.
وأضافت: حرصنا في تنفيذ هذا المسح على اتباع منهجية علمية تراعي التمثيل القطاعي والطبقي للشركات، كما أولينا عناية خاصة بشركات ريادة، واستخدمنا أدوات قياس موحّدة تسمح بالمقارنة عبر الزمن، وقد امتدت فترة جمع البيانات قرابة شهرين متتاليين، وبلغ مجتمع الدراسة (4430) منشأة، استجاب منها (1083) شركة، محققين نسبة استجابة بلغت (24.4%)، وهي نسبة توضح مستوى جيدًا للتعاون والمسؤولية من قبل القطاع الخاص.
وأشارت إلى أن النتائج أخرجت صورة واضحة ومشجعة على أكثر من صعيد، فعلى مستوى طبيعة التوظيف، إذ صرّح 68% من أرباب العمل أنهم وظّفوا العمانيين من مخرجات التعليم العالي في مؤسساتهم، وهو ما يدلل على الثقة المتنامية في استدامة توظيف الكفاءات الوطنية، كما أفاد 47% آخرون أن هذه الفئة من المخرجات قد التحقت بالعمل دون خبرة عملية سابقة، وهو مؤشر على استعداد الشركات للاستثمار في تدريب الخريجين داخليًا وتكوين الخبرة في موقع العمل.
ولفتت معاليها إلى محور جودة الأداء والمهارات، موضّحةً أن نتائج المسح أظهرت بلوغ الرضا العام لأرباب العمل عن مخرجات التعليم العالي من العمانيين 76%. كما بيّنت أن متوسط رضا أرباب العمل جاء أعلى من (3) على مقياس يتراوح من 1 إلى 5 في جميع محاور المهارات الرئيسة، وهو ما يعكس مستويات مرتفعة في تقييم المهارات والأداء لدى المخرجات، كما إن هذه المؤشرات تؤكد اتساع مساحة المواءمة بين مقاصد مؤسساتنا الأكاديمية وإيقاع السوق، وتُظهر أن الاستثمار في رأس المال البشري يسير بحمد الله في الاتجاه الصحيح.
وأشارت معالي الوزيرة إلى أنه، وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية التي كشف عنها المسح، فإن جملة من التحديات ما زالت ماثلة؛ إذ أفادت 38% من الشركات المستجيبة بأنها واجهت صعوبات في توظيف الخريجين العمانيين من مؤسسات التعليم العالي، ويرتبط ذلك بعدد من العوامل، يأتي في مقدمتها نقص الخبرة العملية.
وفي هذا السياق، بيّنت معاليها أن الشركات قد انتهجت ثلاثة مسارات رئيسة لمعالجة هذه التحديات، تمثّلت في: توظيف غير العمانيين عند الضرورة، وتعزيز جهود الاستقطاب والتوظيف، والاستعانة بمصادر خارجية أو التعاقد مع شركات متخصصة.
وذكرت المحروقية، أن نتائج المسح بيّنت أن 23% من مؤسسات القطاع الخاص تتعاون مع مؤسسات التعليم العالي، ولا سيما في مجالات التدريب والتوظيف والخدمات المجتمعية.
أما فيما يتعلق بالطلب المستقبلي للمؤهلات، فقد أوضح أرباب العمل تفضيلا واضحا لتوظيف الخريجين الحاصلين على مؤهل البكالوريوس في المرتبة الأولى، تليه مؤهلات الدبلوم بجميع أنواعه.
وعلى مستوى التخصصات والمجالات المعرفية، يفضل أرباب العمل مستقبلا توظيف خريجي الإدارة والتجارة، تليها الهندسة والتقنيات ذات الصلة، ثم تكنولوجيا المعلومات، وهذه الاتجاهات تتواءم مع ما تركز عليه مؤسسات التعليم العالي من تخصصات، كما تتواءم مع خطط الوزارة الحالية للابتعاث.
بعدها قدمت ميثاء بنت داود اللواتية، المديرة المساعدة لدائرة الإحصاء والمعلومات بالوزارة، عرضا مرئيا تطرّقت فيه إلى نتائج مسح أرباب العمل لعام 2025، موضحةً منهجية العمل والمجتمع والعينة، وأهم المؤشرات المتعلقة بتوظيف مخرجات التعليم العالي في القطاع الخاص.
عقب ذلك كرّمت معالي الوزيرة راعية الحفل المؤسسات الراعية، وممثلي المؤسسات التي تجاوزت نسبة استجابتهم للمسح 30%.
هدف المسح إلى تعزيز فرص توظيف مخرجات التعليم العالي من العمانيين من خلال توفير بيانات دقيقة حول احتياجات سوق العمل، إلى جانب تقييم مستوى مواءمة البرامج الأكاديمية مع متطلبات الجهات المشغّلة. كما سعى إلى استقصاء آراء أرباب العمل حول متطلباتهم الحالية والمستقبلية، ورصد مؤشرات نوعية وكمية متعلقة بالتوظيف والتدريب والرضا المهني ومستوى امتلاك المهارات والأداء في بيئات العمل، بما يمكّن صُنّاع القرار من تطوير سياسات أكثر استجابة وفاعلية.
ويُعدّ المسح من المسوحات الدورية المهمة، حيث استهدف جمع البيانات من مختلف المؤسسات التي قامت بتوظيف خريجي مؤسسات التعليم العالي خلال الفترة من عام 2018 حتى الوقت الراهن.