هل إعادة استخدام زيت القلي يسبب السرطان؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
كثيرا ما يتم إعادة استخدام زيت القلي في المنازل والمطاعم، فهل هذا التصرف آمن؟ وهل له علاقة بالإصابة بالسرطان؟ المعطيات الطبية حول ذلك في هذا التقرير.
نبدأ من دراسة نشرت في 2019 في مجلة أبحاث الوقاية من السرطان (journal Cancer Prevention Research)، وأجريت على الفئران.
ووجد الباحثون أن زيت الطهي المعاد تسخينه قد يؤدي إلى تغيرات في الخلايا، يمكن أن تعزز نمو سرطان الثدي في مرحلة متأخرة.
واختبر باحثون من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين ما سموه "زيت القلي المُساء استعماله حراريا" (thermally abused frying oil)، وهو زيت الطهي الذي خضع لإعادة التسخين إلى درجات حرارة عالية لمرات عدة، على فئران المختبر، ووجدوا أنه يزيد من نمو سرطان الثدي النقيلي.
والسرطان النقيلي (metastatic cancer) هو سرطان يكون في منطقة أخرى منفصلة عن المنطقة الأولى التي نشأ فيها السرطان الأولي، فمثلا قد يبدأ السرطان في الأمعاء، ثم ينتقل إلى الكبد.
ويعرف هذا السرطان -أيضا- بالنقائل السرطانية والانبثاث، وهو نمو سرطاني ناجم عن الخلايا السرطانية المنبثقة من الورم الأصلي.
وينفصل الانبثاث عن الورم الأصلي، وينتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم، بعدها ينمو هناك ويتحول لأورام ثانوية.
زيت فول الصوياأخضع العلماء جميع فئران المختبر لنظام غذائي قليل الدهون لمدة أسبوع. بعد ذلك، أعطوا بعض الفئران زيت فول الصويا الطازج غير المسخن لمدة 16 أسبوعا، بينما تناولت البقية "زيت القلي المساء استعماله حراريا" بدلا من ذلك.
واختار العلماء زيت فول الصويا؛ لأن المطاعم تستخدمه عادة للقلي العميق. ولمحاكاة سرطان الثدي، حقنوا خلايا سرطان الثدي في قصبة كل فأر، وهي خلايا عدوانية للغاية ولديها معدل انتشار واسع إلى مواقع بعيدة متعددة. ونتيجة لذلك، فإنها غالبا ما تظهر في الغدد الليمفاوية والكبد والرئتين.
وبعد 20 يوما من حقن الخلايا السرطانية، كان هناك اختلاف ملحوظ في معدل نمو النقيلي بين مجموعتي الفئران. ففي الفئران التي تناولت "زيت القلي المساء استعماله حراريا"، كان النمو النقيلي لأورام الساق أكبر بأربع مرات من نمو الأورام في الفئران التي تناولت الزيت الطازج.
الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقاتننتقل إلى مراجعة بحثية نشرت في 2019 في مجلة مراجعات نقدية في علوم الأغذية والتغذية (Critical Reviews in Food Science and Nutrition).
ووجد الباحثون أن استهلاك زيوت الطبخ التي يتم تسخينها بشكل متكرر، قد ارتبط بعدد من الأورام الخبيثة، بما في ذلك سرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي والبروستاتا.
وقال الباحثون إن إعادة تسخين زيوت الطبخ بشكل متكرر، يمكن أن يولد أنواعا مختلفة من المركبات، بما في ذلك الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAH)، التي أُبلِغ عن بعضها على أنها مسرطنة، وأشاروا إلى أن استنشاق أبخرة هذه الزيوت قد يشكل خطرا صحيا.
تؤدي إعادة التسخين المتكرر لزيت الطهي إلى تغيير تركيبته وإطلاق مادة الأكرولين، وهي مادة كيميائية سامة ومن المحتمل أن تكون مسرطنة.
وتجب الإشارة إلى أن تناول الموضوع من جانب عرض أبرز الدراسات فقط، ولكن لا توجد توصيات رسمية تقول إن إعادة تسخين زيت القلي يسبب السرطان.
مع ذلك، فإن المعطيات الموجودة تشير إلى أنه ليس من الحكمة استخدام زيت القلي أكثر من مرة، خاصة عندما يتم استعمالها في القلي العميق، أي الذي يشمل درجات حرارة مرتفعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في تشخيص سرطان الجلد
يُعدّ سرطان الجلد الميلانيني من أصعب أنواع سرطان الجلد تشخيصًا، إذ يُحاكي غالبًا الشامات أو الآفات الجلدية الحميدة. وبينما تعتمد معظم أدوات الذكاء الاصطناعي على صور الجلد المجهرية وحدها، فإنها غالبًا ما تُغفل معلومات المريض الأساسية (مثل العمر، والجنس، أو مكان ظهور الآفة في الجسم) والتي يُمكن أن تُحسّن دقة التشخيص. وهذا يُبرز أهمية نماذج الاندماج متعددة الوسائط التي تُتيح تشخيصًا عالي الدقة.
ولسد هذه الفجوة، ابتكر البروفيسور غوانجيل جيون من قسم هندسة النظم المدمجة بجامعة إنتشون الوطنية في كوريا الجنوبية، بالتعاون مع جامعة غرب إنجلترا (المملكة المتحدة)، وجامعة أنجليا روسكين (المملكة المتحدة)، والكلية العسكرية الملكية الكندية، نموذج تعلم عميق يدمج بيانات المريض وصور الجلد المجهرية.
وقد نُشرت الدراسة في مجلة "Information Fusion".
يقول البروفيسور جيون: "يُعدّ الكشف المُبكر عن سرطان الجلد، وخاصةً الميلانيني، بالغ الأهمية لتحديد معدلات البقاء على قيد الحياة. نظرًا لصعوبة تشخيص الورم الميلانيني بالاعتماد فقط على السمات البصرية، أدركتُ الحاجة إلى تقنيات تقارب الذكاء الاصطناعي التي يمكنها مراعاة كلٍّ من بيانات التصوير ومعلومات المريض".
تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي
باستخدام مجموعة بيانات SIIM-ISIC واسعة النطاق للأورام الميلانينية، والتي تحتوي على أكثر من 33,000 صورة جلدية مُرفقة ببيانات وصفية سريرية، درّب الفريق نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهم على تمييز الروابط الدقيقة بين ما يظهر على الجلد وهوية المريض. حقق النموذج دقةً بنسبة 94.5% ودرجة F1 قدرها 0.94، متفوقًا بذلك على نماذج الصور الشائعة مثل ResNet-50 وEfficientNet.
اقرأ أيضا... نظام مجاني مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُشخص مرض ألزهايمر مبكراً
أجرى الباحثون أيضًا تحليلًا لأهمية السمات لجعل النظام أكثر شفافيةً ومتانةً. وتبيّن أن عوامل مثل حجم الآفة وعمر المريض والموقع التشريحي تُسهم بقوة في دقة الكشف. يمكن أن تُساعد هذه الرؤى الأطباء على فهم التشخيص الذي يُجريه الذكاء الاصطناعي وتوفير خارطة طريق للثقة به.
أداة عملية لنقلة نوعية
يقول البروفيسور جون "هذا النموذج ليس مصممًا للأغراض الأكاديمية فحسب، بل يمكن استخدامه كأداة عملية تُحدث نقلة نوعية في فحص سرطان الجلد في العالم الحقيقي. ويمكن تطبيق هذا البحث مباشرةً على تطوير نظام ذكاء اصطناعي يُحلل صور الآفات الجلدية ومعلومات المريض الأساسية لتمكين الكشف المبكر عن سرطان الجلد".
في المستقبل، يُمكن لهذا النموذج تشغيل تطبيقات تشخيص الجلد عبر الهواتف الذكية، وأنظمة الطب عن بُعد، أو الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في عيادات الأمراض الجلدية، مما يُساعد على تقليل معدلات التشخيص الخاطئ وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.
ويوضح البروفيسور جون "تُمثل هذه الدراسة خطوةً إلى الأمام نحو التشخيص الشخصي والطب الوقائي من خلال تقنية تقارب الذكاء الاصطناعي".
تُسلط الدراسة الضوء على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط في سد الفجوة بين التعلم الآلي واتخاذ القرارات السريرية، مما يُمهد الطريق لتشخيصات أكثر دقةً وموثوقيةً وسهولةً في الوصول لسرطان الجلد.
مصطفى أوفى (أبوظبي)