المخاوف الإسرائيلية من قدرات صنعاء العسكرية .. الحيثيات والأسباب !
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
يرفع أنصار الله الحوثيون في اليمن شعاراً معادياً للكيان الإسرائيلي منذ أكثر من عقدين من الزمن، الأمر الذي أثار جدلاً بين من يؤيد ذلك التوجّه وبين من يقول إنه غير مبرر، كون إسرائيل بعيدة ولا نشاط لها في الظاهر داخل اليمن،
وهذه النظرة يراها مراقبون نوعاً من التعاطي السطحي مع خطورة السياسات الإسرائيلية في المنطقة العربية، والتي يكفي فقط متابعة كيف وصلت حد إقناع بعض الدول الفاعلة في المنطقة بالتطبيع الكيان، ليتضح جلياً أن رؤية صنعاء كانت أكثر بُعداً وعُمقاً، في وقت نسيت الدول العربية أن الكيان هو العدو التاريخي منذ الأزل.
لا يزال أنصار الله يتبنون هذه السياسة المعادية للكيان الصهيوني حتى اللحظة، خصوصاً بعد ما أصبحوا على رأس هرم السلطة في المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء، ومنذ بدأت حرب التحالف على اليمن ظهرت الكثير من الشواهد التي تدل على صوابية تلك السياسة، ويكفي للتأكد من عمق تلك الرؤية متابعة تعاطي الإعلام الإسرائيلي ومراكز الأبحاث العبرية مع الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات صنعاء على مدى الأعوام التسعة الماضية، وخصوصاً بعد الاستعراضات العسكرية التي أظهرت فيها أنواعاَ جديدة من الصواريخ والمسيّرات المُصنّعة والمطوّرة محلياً، وكان آخرها في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، والذي أفرد له مركز أبحاث في تل أبيب مساحة كبيرة من القلق.
مركز الأبحاث الصهيوني (Israel-Alma)، تحدث عن قدرات بعض الأسلحة والمديات التي تصل إليها بعض الصواريخ التي أظهرتها قوات صنعاء في عرضها الكبير الذي نظمته في الـ 21 من سبتمبر المنصرم بميدان السبعين، ونشر المركز الإسرائيلي صوراً وتسجيلات مرئية للعرض.
مركز "ألما" الصهيوني، الذي يعد أحد المراكز المتخصصة في الاستخبارات العسكرية، ويتكون مجلسه الاستشاري من قيادات عسكرية كبيرة كانت ضمن جيش إسرائيل وأحيلت إلى التقاعد، بالإضافة إلى عدد من السياسيين والخبراء، أبدى قلقه من تهديد تنامي قوة صنعاء العسكرية على أمن الكيان ومستقبله.
في السياق، وبعد بدء العمليات العسكرية للتحالف في اليمن، كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نشرت مقالاً بعنوان "ساعة اليمن تدق" للكاتب إليكس فيشمان، أكد فيه أن الحرب في اليمن لها علاقة بمصلحة إسرائيل، موضحاً أن جهاز الأمن التابع للكيان كان قد وجّه تحذيراً إلى السفن الإسرائيلية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني على أنه شاطئ دولة معادية، وذلك قبل أن تبدأ حرب دول التحالف على اليمن.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن امتلاك قوات صنعاء ذلك الكم الهائل من الصواريخ والطائرات المسيّرة يعني أن التهديد لإسرائيل قد بدأ، منوهةً بقلق قيادات الكيان وتخوفهم من التفوق العسكري لليمن، وفي الوقت نفسه أضافت الصحيفة أن قيادات الكيان أبدوا غضبهم من التفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض.
الصحيفة العبرية نفسها، كشفت في تحقيق مطوّل لها، عن توجهات أمريكية لصناعة طائرات درون مسيَّرة، تكافئ قدرات التصنيع الحربي والعسكري لدى صنعاء، لمواجهة ما تعتبره خطراً محتمَلاً في البحر الأحمر وباب المندب، قائلةً إن واشنطن تسعى لتأمين الممرات المائية بما فيها باب المندب وخليج عدن عن طريق أسلحة تستخدمها في مناوراتها المشتركة مع 35 دولة وكياناً منها الكيان الإسرائيلي، وتعتمد على تقنيات تصنيع حديثة وصلت إليها صنعاء وتفوقت، ومنها طائرات بدون طيار.
في سياق التحقيق النوعي الذي أجرته الصحيفة الإسرائيلية، قال خبراء عسكريون أمريكيون إن الولايات المتحدة تدفع بحلفائها- ومنهم الرياض وأبوظبي وتل أبيب- لاستخدام التكنولوجيا الجديدة للمساعدة في تأمين نفسها من هجمات صنعاء التي حققت أهدافها في عُمق السعودية والإمارات.
وحذَّر نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT)، وهو جزء من الأسطول الخامس الأمريكي، إسرائيل من إمكانية وصول أسلحة صنعاء إلى تل أبيب، موجِّهاً إحاطة صحافية مسجلة من مركز الإعلام الإقليمي في دبي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن ضرورة استخدام التكنولوجيا الجديدة لحماية حلفاء أمريكا في المنطقة بعد التطور الذي وصلت إليه صنعاء، مؤكداً أنها ستستخدمه لحماية سيادتها وطرد القوات المتواجدة على سواحلها.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
إقرأ أيضاً:
رواية ترامب الكاذبة حول وقف العدوان على اليمن والكبرياء الزائف لرجل مصاب بجنون العظمة! ..
صلاح المقداد
كذب دجال البيت الأبيض الأثيم وصفيق أمريكا المأفون العُتِل “دونالد ترامب” بمنتهى الجرأة والوقاحة حين زعم قائلاً: “أن “الحوثيين” كما يُسميهم أعلنوا استسلامهم لأمريكا ولم تعد لديهم القدرة والرغبة في الاستمرار في القتال”، وأنهُ قرر على ضوء زعمه الباطل هذا الموافقة على وقف الغارات الجوية الأمريكية على اليمن وأصدر أوامره بإيقاف العدوان الذي بدأه على الشعب اليمني في شهر مارس الماضي.
ويمكن القول إنه بمثل هكذا اكذوبة سمجة، قَدَمَ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، المثير للجدل نفسه بإعتباره أكبر كذاب دخل البيت الأبيض وأشهر أفاك عرفه العالم بكذبة مختلقة كهذه ولا يخجل مثله مما يتقوله ويتفوه به كذبًا حتى ولو كان ذلك على حساب مصداقية بلاده وسمعتها الدولية السيئة أصلاً.
واجمالاً لو كان هذا الصفيق المأفون ترامب يستحي ويخجل أساسًا ما كذب كذبة عظمى ككذبة بزعمه “استسلام الحوثيين” وهي فرية لا يمكن أن تُصدق وقد اختلقها وهو بلا وعي ليبدو بعدها أصغر ما يكون بنظر العالم حتى حلفاء أمريكا.
وقد جاء تصريح ترامب الكاذب هذا حول الاستسلام المزعوم لأنصار الله عجيباً هجينًا وأثار استغراب العالم بأسره، حتى أن وزير خارجيته الذي سأله عن طلب الحوثيين وقف الحرب كما زعم ابدى استغرابه واندهاشه منه ولم يصدق ما سمعه للتو من ترامب واضطر أن يتماهى معه في كذبه ويجاريه بديبلوماسية نفعية براغماتية هي جزء من سياسة أمريكا التي تنتهجها دائمًا وتبرع فيها.
بيد أنه بدا جليًا أن غرور ترامب المُفرط وكبريائه الزائف كرئيس لأكبر دولة في العالم وتعتبر نفسها دولة عظمى، قد منعاه من أن يقول الحقيقة ويقر بأن إدارته هي من طلبت توسط سلطنة عمان لإنهاء المواجهات مع أنصار الله في اليمن.
وكان حري بهذا الكذاب الأشِر أن يدلي بالتصريح الصادق عن حقيقة صيغة الاتفاق الحقيقية لإنهاء حربه وعدوانه على اليمن مع حكومة صنعاء بعد أسابيع من الفشل الذريع لحملته العسكرية على اليمن في ظل استمرار تمكن قوات صنعاء من إلحاق خسائر كبيرة بقواته في مواجهات مباشرة في البحر الأحمر والنيل من حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” واسقاط عدد من الطائرات الأمريكية المسيرة الحديثة باهظة الثمن، فضلاً عن اسقاط طائرة “إف 18” قبل أيام بصاروخ اطلقته القوات اليمنية.
والأهم واللافت في الموضوع برمته، أي موضوع رواية ترامب الكاذبة حول اعلان واشنطن وقف العدوان على اليمن الذي صدر يوم الأربعاء السابع من مايو الجاري، أن بيان الخارجية العمانية الذي تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة بعدها بساعات دحض زعم ترامب السالف ذكره وأتى تعرية لمنسوج كذبته حول طلب صنعاء انهاء القتال والاتفاق على وقف الحرب والمواجهة المحتدمة والمباشرة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية في البحر الأحمر وعدم التعرض للسفن الأمريكية.
ولا يختلف اثنان أن ما تضمنه تصريح ترامب بذات الشأن والخصوص يُعبر في جميع الأحوال عن مهووس البيت الأبيض ترامب الذي يبدو أنه يعاني من داء جنون العظمة أو جنون البقر الذي عُرف الأمريكان برعيها حتى أُطلق عليهم اسم “رُعاة البقر”.
حيث تضمن البيان العماني الإشارة الصريحة والواضحة إلى أن سلطنة عمان أجرت اتصالاتها بحكومة صنعاء والإدارة الأمريكية وأن الأخيرة طلبت منها التوسط لدى حكومة أنصار الله في صنعاء للقبول باتفاق ثنائي بين الجانبين بوساطة عمانية لإنهاء الاشتباك والحرب الناشبة بينهما منذ أقحم ترامب بلاده في حرب عبثية وعدوانية ضد اليمن، لا صنعاء التي طلبت ذلك كما ادعى ترامب.
والأدهى والأنكى أن تجد الكذاب هنا رجل له شأنه وصفته الاعتبارية على مستوى العالم كرئيس دولة عظمى، وليس رجلاً عاديًا ومن أغمار الناس، والأهم أنه لا عجب أن يكذب الرجل ويعلن كذبته هذه عبر تصريح ادلى به لوسائل الإعلام، طالما وأمريكا قامت على أكبر وأعظم كذبة عرفتها الدنيا، وهي الزعم أنها دولة القيم والمُثل والمبادئ وواحة الديمقراطية في العالم، وهي غير كذلك بالمطلق، وفي الواقع والحقيقة تبدو أمريكا خلاف ما تزعمه وتدعيه لنفسها من تحضر ومدنية وتتجلى لكل عين أم للإرهاب وكل الكبائر!.