متحدث الصحة: الدولة بدأت تطبق مفهوم حق المواطن في الكمال البدني
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث بإسم وزارة الصحة إن كشف الانجازات وزارة الصحة والسكان الذي قدمته الوزارة في مؤتمر حكاية وطن أن ماشهده قطاع الصحة في مصر لم يكن سيحدث إلا لو كان هناك وتوجه للدولة المصرية مدعوماً برأس الدولة وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي بتغير مفهوم " الصحة " من " حق المواطن في العج " إلى حق الواطن في الكمال المدني والجسدي والاجتماعي وهو التعريف العالي للصحة وتحت هذا التجه إنهمرت الانجازات .
وضرب عبد الغفار خلال مداخلة عبر برنامج " كلمة اخيرة " وتقدمه الاعلامية لميس الحديدي المذاع على قناة ON مثالاً على ذلك بقضية فيروس سي التي توشك مصر على تسلم إشهاد من الصحة العالية بخلوها من الفيروس بعد أن كانت مصر من أعلى معدلات الانتشار على مستوى العالم حيث يندرج النجاح في ذلك تحت تغير مفهوم قضية فيروس سي من فكرة تقديم وتوفير العلاج إلى الاستهداف والقضاء عليه ليس فقط عبر توفير العلاج بل وتصنيعه أيضاً وحملة 100 مليون صحة وهي أكبر حملة على مستوى العالم حققت نجاحاً كبيراً في هذا الصدد "مردفاً في معرض تعليقه على توجه الدولة في توسع القطاع الخاص في قطاع الصحة أن المفهوم الحديث للدولة أن تتحول الدولة من تقديم كل الخدمات إلى منظم للخدمة والتوسع مع كافة القطاعات لكل الشرائح سواء خاص أو اهلي أو خلافه تماماً كما هو مفهوم منظومة التأمين الصحي الجديدة "
ولفت إلى أن الفترة القادمة سوف يتم مواصلة العمل عبر زيادة المدن الطبية والتوسع في المبادرات وزيادة عدد الاسرة في المستشفيات جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالقضية السكانية وهي الشكلة الكبرى عبر تغيير الخصائص الانجابية للمواطن المصري حتى لاتستمر الزيادة في عدد السكان في تأكل عوائد التنمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإعلامية لميس الحديدي الدكتور حسام عبد الغفار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصحة والسكان المتحدث باسم وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
السلام على أنقاض الحرب: أطروحة ترامب المقلوبة
أثار الرئيس الأمريكي ترامب في أعقاب الضربة الجنونية التي نفذتها طائرات بي ـ2 الشبحية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في «نطنز» و«فوردو» و«أصفهان» مفارقة عجيبة لمصطلح «السلام» تتجاوز الحرب الحالية إلى مستوى من الفهم قد يسود العالم أجمع.. وتكشف الدلالة الترامبية للسلام عن ملامح حالة سياسية جديدة قد تتسيد العالم في المرحلة المقبلة.
كتب ترامب قبل أن تغادر طائراته الشبحية سماء الشرق الأوسط تدوينة على منصته يقول: «حان الآن وقت السلام»! وليس السلام هنا نهاية للحرب كما يوحي التعبير، بل هو إعلان عن بدئها، فترامب يدرك أن القصف هو الشرارة لا الخاتمة. والواضح أن مفهوم السلام الذي يعنيه ترامب في عبارته المكتوبة بوعي هو لحظة تتويج القوة، وهذه مفارقة لا يمكن تجاوزها في فهم المرحلة القادمة.. السلام الذي يعلن فوق رماد القصف لا على طاولة المفاوضات، والسلام الذي لا ترعاه الدبلوماسية ولكن تفرضه القنابل الخارقة للدروع.
كانت الولايات المتحدة تدير علاقتها مع إيران خلال العقود الثلاثة الماضية عبر الضغط الاقتصادي تارة وعبر أدوات التفاوض والحوار المتعدد الأطراف تارة أخرى. وحتى عندما بلغت حافة الصدام في أحيان كثيرة، ظل الرؤساء الأمريكيون يقدّرون تكلفة الحرب مع دولة ذات عمق حضاري وجغرافي وكتلة سكانية ضخمة مثل إيران.. لكن ترامب، الذي وصف العملية بـ«النجاح العسكري الباهر»، لم ينتظر حتى تصل نتائج الضربة إلى الميدان، فتحدّث كما لو أن الحرب قد انتهت، وأن «السلام» قد تحقق بمجرد الضغط على الزناد.
ما يثير القلق العالمي الآن ليس تجاوز ترامب لحوار السلام الذي كانت ترعاه سلطنة عُمان وكانت نتائجه مبشرة بدلالة تصريحات ترامب نفسه، ولكن إعادته لتعريف السلام، ليصبح نتيجة للقصف والتدمير لا نتيجة للاتفاقيات المنبثقة عن الحوارات والتوافقات الدبلوماسية.
لا ينطلق السلام وفق مفهوم ترامب من المنطق العماني الذي يراهن على أهمية الحوار في بناء التفاهمات الدولية وحل الخلافات السياسية، ولا حتى من منطق المفكر الغربي كانط الذي يدعو لسلام دائم عبر القانون، ولا حتى ضمن مفهوم «الآباء المؤسسين» لأمريكا الذي يبدو السلام في فكرهم نقيضا للقوة العسكرية وهو ليس، بالتأكيد، مشروعا للهيمنة. والواضح أن مفهوم السلام الذي تحدّث عنه ترامب أقرب ما يكون إلى أطروحة صامويل هنتنغتون حول «صدام الحضارات»، حيث لا يُبنى السلام على تفاهم حضاري، بل على هيمنة طرف على آخر، وعلى إقرار بحدود القوة بدل تفاهم العدالة. ودعا هنتنغتون في أطروحته تلك إلى إدارة التوتر بين الحضارات، لا لتجاوزه، وهكذا يبدو ترامب حين يعلن السلام في لحظة تفوق عسكري، لا في لحظة نهاية صراع.
وما يزيد من خطورة هذا الانحراف أن ترامب لم يكتفِ بإعادة تعريف السلام، بل تجاوز بذلك أيضا التقاليد الدستورية الأمريكية التي تمنح الكونجرس صلاحية إعلان الحرب، لا الرئيس وحده. لقد تصرف كقائد أعلى يستخدم القوة بلا تفويض تشريعي، ما يعيد إلى الأذهان تحذيرات «الآباء المؤسسين» من عسكرة القرار السياسي وانزلاق الجمهورية إلى حكم الفرد المتفرد بالقرار.
والمفارقة التي يدركها ترامب تماما أن ما قصفه ليس المنشآت النووية، ولكن أحد آخر خطوط الدفاع المعنوي لإيران؛ فالقيادة الإيرانية كانت تربط هذا المشروع بفكرة السيادة والكرامة.. وإذا كان ترامب يدرك تماما أن الرد الإيراني قادم لا محالة فإن طريق السلام بات أكثر تعقيدا، فيما كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق في مسقط.
إن إعادة تعريف مفهوم «السلام» وفق أطروحة ترامب من شأنها أن تقلب معايير الشرعية الدولية، وتنذر بتكرار نموذج القوة بديلا للقانون في أماكن كثيرة في العالم.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور، محذرًا: إن قرار الحرب أخطر من أن يُترك للعسكريين وحدهم؛ لكن ترامب يثبت أن السياسيين أيضا -حين يجنحون للقوة- لا ينبغي أن تُترك لهم الحرب دون رادع دستوري أو وازع أخلاقي.
إن الأخطر في ما حدث، ليس الضربة ذاتها، رغم خروجها على كل القوانين، بل إعادة تشكيل وعي عالمي جديد يُسوِّق الحرب بوصفها مدخلا للسلام، ويقلب المفاهيم لتغدو القنابل وسيلة تفاهم. وفي اللحظة التي تغيب فيها طاولات التفاوض، وتحضر الطائرات الشبحية، يصبح السلام أكثر المفردات هشاشة في زمن القوة. وما لم يُستدرك هذا الانزلاق المفاهيمي، فإن «السلام» ذاته قد يتحول إلى كلمة حرب.