تحدث محللون إسرائيليون في الصحف العبرية، اليوم الأحد 08 أكتوبر 2023، عن خطورة الوضع الذي تتواجد فيه إسرائيل الآن.

وأجمع المحللون، أنه من جهة، يوجد عدد كبير، نسبيا، من الإسرائيليين الذين تم أسرهم ونقلهم إلى قطاع غزة ، أمس. ومن الجهة الأخرى، جاء الهجوم المفاجئ وإعلان إسرائيل أنها في حرب في الوقت الذي يواجه فيه جيشها أزمة كبيرة بسبب امتناع عناصر كثيرة في قوات الاحتياط عن الخدمة العسكرية احتجاجا على خطة الحكومة لإضعاف القضاء.

وأشار المحللون إلى أن الهجوم الواسع والمفاجئ الذي نفذته المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، بقيادة حركة حماس ، ضد إسرائيل، أمس، دلّ على انهيار التصورات الأمنية والسياسية الإسرائيلية تجاه غزة، وسخروا من تصريحات مسؤولين سياسيين وعسكريين حول "ردع" غزة.

من جانبه، كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن "طيارين كثيرين لم يمتثلوا في الخدمة العسكرية في الاحتياط منذ شهور. وأهالٍ يعلنون أنهم سيرفضون إرسال أولادهم إلى خدمة قتالية، في دولة يُمنح فيها الجمهور الحريدي إعفاء شامل من المشاركة في العبء، أو تشكل خطرا عليهم في المستوطنات وضريح يوسف (في نابلس )".

وأضاف أنه "عدا الخلافات السياسيات الشديدة، فإن القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي تدهورت لأسباب اقتصادية وثقافية أيضا: ضباط بمستوى عال تركوا الجيش لصالح السوق الخاصة، ومحفزات أبناء الشبيبة لم تعد كما كانت، بالرغم من صورة الوضع الإيجابية التي تعالت من فوج التجنيد في الصيف".

واعتبر يهوشواع أن "الضربة التي أنزلتها حماس على إسرائيل" كشفت خدعة نفذتها الحركة منذ أسبوعين، من خلال تنظيم مظاهرات عند السياج الأمني المحيط بالقطاع. "وهذه المظاهرات كانت تحت السيطرة، وشعبة الاستخبارات (العسكرية الإسرائيلية) أوصت بالمصادقة على إدخال عمال وبذلك انتهت الأحداث. هذا ما حدث كما يبدو، ودفع الجيش إلى القول إلى المستوى السياسي إنه كان على حق وأن حماس لا تريد الحرب. ويتضح الآن أن الحركة التي تسيطر على غزة أدخل الجيش في سبات".

وأشار يهوشواع إلى أن أنظار إسرائيل تتجه نحو لبنان أيضا، تحسبا من انضمام حزب الله إلى المعركة، وكذلك إلى الضفة الغربية. "ورغم أن صعوبة الوضع واضحة في الجبهة الجنوبية، لكن على الجمهور أن يدرك أن الجبهة الشمالية ستكون أصعب، وأصعب بكثير".

وقارن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، بين الهجوم الفلسطيني، أمس، والهجوم المصري والسوري في بداية حرب تشرين 1973. وأضاف أن "التصور الإسرائيلي بخصوص غزة انهار، في (مجالات) السياسة، نشر القوات من أجل الدفاع وفي جهوزيتها للمفاجأة، وبالطبع بغياب مطلق لإنذار استخباراتي. وفي الليلة بين يومي الجمعة والسبت (الفائتين) نامت القيادة الأمنية والسياسية مطمئنة في بيتها. ولم يتم تعزيز القوات لأنه لم ترِد إنذارات. وكانت الفكرة السائدة لفترة طويلة أن حماس يستعد لتدريبات حربية أخرى فقط".

من جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بِن كسبيت، إلى سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، ملمحا إلى أنها ليست واقعية. "من أراد (التطبيع مع العاصمة السعودية) الرياض، حصل على الجهاد. ومن خاف من شن عملية برية في غزة، شنت غزة عملية برية ضده. ومن وصف نفسه بأنه ’قوي مقابل حماس’، وجد نفسه أمس ضعيف مقابل حماس قوية. ومن اعتقد أنه سيتمكن من زيادة قوة حماس كي يضعف السلطة الفلسطينية، وجد نفسه أمس ضعيف مقابل كليهما".

وقارن كسبيت أيضا بين حرب 1973 والهجوم من غزة أمس: "في حينه، دار الحديث عن دولتين (مصر وسورية) قويتين لديهما جيشان نظاميان هائلان، آلاف الدبابات، سلاح جوي، استخبارات ودعم من دولة عظمى. واليوم يدور الحديث عن منظمة إرهابية نصفها بأنها ’زائلة’، بدون سلاح جو، بلا مدرعات، بلا بنية تحتية، محاصرة ومعزولة، مقابل آلة الاستخبارات والاغتيالات (الإسرائيلية) الأكثر تطورا في العالم. وبعد هذا كله، هم الذين انتصروا".

وأضاف أنه "بمفاهيم عالم الرياضة، تعين على حماس أن تعتزل الليلة الماضية. فلن تسجل رقما قياسيا أعلى. وهم بحثوا عن صورة انتصار ووجدوا معرض صور كامل. لقد أنزلوا دولة عظمى على ركبتيها وذُهلوا من نجاحهم".

وتابع كسبيت أن "جميع التصورات تقريبا انهارت أمس. والتصور أنه بالإمكان كنس القضية الفلسطينية تحت العباءات المذهبة لأمراء النفط في الخليج، أفلس. فالقضية الفلسطينية لم تختف. على العكس، بين حين وآخر تقفز إلى زيارتنا في الصالون. وتبدد أيضا التصور الذي بموجبه كلما سمحنا لعمال أكثر من غزة بالخروج إلى العمل في إسرائيل سيستقر الوضع".

ولفت إلى فشل "العائق" الذي أقامته إسرائيل بينها وبين قطاع غزة. "استثمرنا مليارات، اخترعنا مجسات، حفرنا مئات الأمتار، سكبنا عشرات أطنان الإسمنت ورفعنا جدرانا وأبراجا. ونسينا قانون الغاب الأبسط: لا يوجد أي جدار يلجم اليائس، والمصرّ والمعزول. وكافة العوائق ستقتحم في النهاية، مهما كانت قوية. والنهاية كانت بالأمس".

المصدر : عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر: الوضع بغزة جحيم وحصار إسرائيل للقطاع غير مقبول

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة ووصفت الوضع بأنه "جحيم" وشجبت "الحصار الكامل وغير المقبول" الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمّر.

ويحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية منذ أسابيع من النقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع ويعتبرون المساعدات الإنسانية شريان حياة سكانه، وذلك بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات كليا منذ مطلع مارس/آذار.

وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، اليوم الخميس إن على الحكومات التحرك فورا لوقف الفظائع في غزة، مضيفا أن المعاناة هناك وصلت إلى حد "يشكك في إنسانيتنا من جذورها".

وأضاف في تصريح للصحفيين في جنيف إنه "من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مؤكدا أن ذلك "يتعارض جوهريا مع كل ما ينصّ عليه القانون الإنساني الدولي".

وشدد كرينبول على أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية"، و"سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات".

واعتبر مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "ما تشهده غزة مدعاة لسخطٍ عميق، ولا يمكن تقبّل التكلفة الإنسانية الفادحة لهذا النزاع بأي حال من الأحوال".

إعلان

وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على القطاع في مارس/آذار، عندما استأنفت حملة الإبادة الجماعية على فلسطينيي القطاع بعد وقف إطلاق النار في حربها المستمرة منذ 19 شهرا.

وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها اليوم الخميس، بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من مزيد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.

وأضاف كرينبول "إنها لحظة حاسمة لأن ترفض الدول والجهات الفاعلة العالمية والأطراف المعنية السماح باستمرار هذا الرعب المتواصل دون انقطاع".

ومضى يقول "يجب أن يشعر الجميع بأنه قد طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة"

وأضاف "بصراحة، إن كانت هذه هي ملامح الحروب المستقبلية، فعلينا جميعا أن نشعر بالذعر، وينبغي أن نعي أن ما يجري يهدد جوهر إنسانيتنا".

وبحسب تقارير، تسعى إسرائيل إلى إلغاء نظام توزيع المساعدات القائم حاليا بإشراف الأمم المتحدة في غزة، بحيث تمر جميع المساعدات عبر مراكز تابعة لها.

وأكد كرينبول أن "المنظمات الإنسانية لا تحتكر إيصال المساعدات، فالدول يمكنها أن فعل ذلك"، لكنه شدد على ضرورة أن لا تكون المساعدات مسيسة أو موجهة سياسيا وأن تصل فعليا إلى من يحتاجون إليها.

وأضاف "في الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فاعلية لإيصال المساعدات إلى الناس هي رفع القيود أو القرارات التي اتُخذت لمنع وصول المساعدات إلى داخل غزة"، مشددا على وجود "كميات هائلة من المساعدات على حدود غزة بالإمكان إدخالها غدا".

أطباء بلا حدود

وفي الإطار ذاته اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن غياب مساءلة إسرائيل عن جرائمها "أمر صادم"، وأن المنظمة "لا تجد كلمات أمام زهق الأرواح يوميا" بقطاع غزة مع تكثيف الهجمات على الفلسطينيين.

وأضافت في سلسلة تغريدات عبر منصة "إكس"، أنها تعاني من "نقص في الإمدادات الأساسية والوقود اللازم للحفاظ على استجابتها الطبية، في حين يستمر عدد المصابين بجروح خطِرة في الارتفاع".

إعلان

وأكدت أنه منذ 2 مارس/آذار الماضي لم تدخل أي مساعدات إلى قطاع غزة "بسبب قرار من السلطات الإسرائيلية".

أونروا

من ناحيتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، أن غزة أصبحت "أرض اليأس".

وقالت في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن "هذا جوع لم يسبق له مثيل"، وشددت على ضرورة رفع الحصار وتدفق الإمدادات، داعية إلى "إطلاق سراح الرهائن واستئناف وقف إطلاق النار الآن".

دفاع مدني غزة

بدوره حذر الدفاع المدني في قطاع غزة الخميس من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن "75% من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توافر السولار لتشغيلها".

وأضاف "نعاني عجزا كبيرا في توافر مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين في غزة".

صحة غزة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية  في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 52 ألفا و760 شهيدا و119 ألفا و264 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأفادت أن، "حصيلة الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/آذار الماضي بلغت 2651 شهيدا و7223 مصابا"، وأضافت أنه خلال الـ24 ساعة الماضية وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 106 شهداء و367 مصابا.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن تجاه الأراضي الإسرائيلية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في غزة
  • الصليب الأحمر: الوضع بغزة جحيم وحصار إسرائيل للقطاع غير مقبول
  • وزير الجيش الإسرائيلي: سنفعل بإيران ما فعلناه “مع حماس في غزة”
  • الشرع يؤكد إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل
  • 6 دول أوروبية تنتقد خطة إسرائيل لتوسيع الحرب في غزة
  • ارتفاع حصيلة شهداء الغارة الإسرائيلية على حي الرمال غربي مدينة غزة إلى 25
  • ‏متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: إسرائيل تدعم الهند ضد الإرهاب
  • ‏حماس تنعى المسؤول العسكري خالد الأحمد الذي قتل في غارة اسرائيلية فجر اليوم في صيدا جنوب لبنان
  • ما هو “محور موراج” الذي تريد إسرائيل حشر الغزاويين فيه؟