عربي21:
2025-05-24@00:40:52 GMT

درنة وأخواتها وخطر الخروج من دائرة الضوء

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

لم ينقضِ شهر على كارثة السيول في درنة ومدن وقرى شرق ليبيا حتى أخذ التركيز عليها يتراجع رويدا، وعندما تطفو على السطح قضايا أخرى تشغل المسؤولين ويتجه الإعلام إلى تغطيتها سينتقل ملف درنة وأخواتها إلى ذيل قائمة الأخبار اليومية، ثم يتحول خبرا أسبوعيا عبر حدث يثيره المتضررون تعبيرا عن سخطهم ومعاناتهم التي لن تنتهي.



الإنسان بطبعه يألف، والكوارث والفواجع التي تهد الجبال حين وقوعها تصبح مع مرور الوقت شيئا مألوفا يتعاطى معه الناس ببرود، وهنا يصح المثل القائل "ما يحس بالنار إلا اللي واقع فيها". لكن الوضع بالنسبة للمسؤولين ينبغي أن يكون مختلفا، ذلك أن عملهم ومهامهم هي إنهاء معاناة المتضررين وحل مشاكل المنكوبين مهما بلغ حجمها وتعقيدها، أو عليهم أن يستقيلوا ويتركوا المكان لمن يستطيع أن يتحمل المسؤولية.

التداعيات التي نجمت عن السيول كبيرة، ويمكن القول إن هناك ثلاث ملفات تفرض نفسها على أصحاب القرار هي:

السلطات المحلية والمركزية يمكن القول إنها تخفق في معالجة الملفات الثلاث، فالهوة بين الأعداد المعلن عنها رسميا من الضحايا وبين من تفتقدهم مدينة درنة كبير، قد يصل إلى عشرة آلاف مفقود، ومسار عملية البحث وانتشال الجثث لا يسعف في جسر هذه الهوة والوصول إلى رقم قريب من العدد الفعلي لضحايا السيول
- المفقودون.

- إيواء النازحين وتوفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين.

- إعادة الإعمار، أو إصلاح ما دمره الإعصار والسيول.

وبالنظر إلى أداء السلطات المحلية والمركزية يمكن القول إنها تخفق في معالجة الملفات الثلاث، فالهوة بين الأعداد المعلن عنها رسميا من الضحايا وبين من تفتقدهم مدينة درنة كبير، قد يصل إلى عشرة آلاف مفقود، ومسار عملية البحث وانتشال الجثث لا يسعف في جسر هذه الهوة والوصول إلى رقم قريب من العدد الفعلي لضحايا السيول.

وكذا الحال بالنسبة إلى ملف توفير احتياجات المتضررين خاصة النازحين منهم والذين يبلغ عددهم أكثر من 40 ألفا، إذ ما تزال الجهود دون المستوى بكثير، ويبدو أن معاناة النازحين ومن يفتقرون للاحتياجات الأساسية ستطول.

التحدي الأكبر هو ما يطلق عليه مجازا "إعادة إعمار" المناطق المتضررة، والتي تأتي في مقدمتها درنة، فالكارثة خلفت دمارا هائلا في المباني العامة والخاصة والطرق والجسور والسدود، كما أن السيول كشفت عن نقاط ضعف واختلالات كبيرة ينبغي تلافيها عند إعادة إصلاح ما خلّفته.

يتخوف المنكوبون والمتضررون أن يواجهوا الإهمال الذي واجهه المتضررون من الحروب التي وقعت في مناطق عدة منذ العام 2011م، حتى إذا تجاوزت المدينة الإهمال وظلت أولوية بالنسبة لمتخذي القرار فإنها يمكن أن تقع في مصيدة التجاذب السياسي أو الأعمال السريعة التي لا تفي بالغرض.

أعتقد أن الإعمار أكبر من قدرات السلطات الحالية، فهو مفهوم واسع يتعدى أعمال البناء والتشييد إلى التطوير الاقتصادي والاجتماعي وحتى الثقافي، ويتطلب استقرارا سياسيا وإداريا وموارد كافية واستراتيجية مكافئة ومؤسسات فاعلة، وجميعها مفقود في الظروف التي تعيشها البلاد اليوم.

من المتوقع أن يرتهن ملف إعادة تأهيل درنة إلى الوضع السياسي، وستطول المعاناة إذا طال النزاع، ذلك أن الفرقاء الليبيين لم ولن يفلحوا في تحييد القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عن نزاعاتهم، بل يجعلونها ضمن دائرتها وساحاتها
المؤشرات الأولية تدلل على أن الحكومة الليبية المعينة من البرلمان، برئاسة أسامة حماد، تريد الهيمنة على ملف "إعادة الإعمار"، وسارعت إلى الدعوة لمؤتمر دولي بهذا الخصوص، وإذا أصرت على المضيّ في هذه الخطوة منفردة فإنها قد تواجه صدودا وتفاعلا محدودا كونها لا تحظى بالاعتراف الدولي.

وسيكون الخيار أمام هذه الحكومة الاعتماد على الشركات المصرية لتنفيذ مبانٍ سكنية ومنشآت خدمية من مدارس ومرافق صحية وغيرها، على أمل أن يوفر لها المصرف المركزي التمويل اللازم، إلا أنها ستكون أعمالا محدودة، كما أنها يمكن أن تواجه تحديات تتعلق بالوضع السياسي منها احتمال الاتفاق على تغيير حكومي، أو تطور النزاع بشكل يحرمها من التمويل اللازم.

لذا فمن المتوقع أن يرتهن ملف إعادة تأهيل درنة إلى الوضع السياسي، وستطول المعاناة إذا طال النزاع، ذلك أن الفرقاء الليبيين لم ولن يفلحوا في تحييد القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عن نزاعاتهم، بل يجعلونها ضمن دائرتها وساحاتها.

المَخرَج يبدأ من جهود منظمة وقوية من داخل المدينة؛ يتوفر فيها الإجماع المحلي حول جسم درناوي واحد تنشط فيه كافة كفاءات ونشطاء المدينة، ليشكل قوة ضغط تحرك المسؤولين صوب الاحتياجات المطلوبة، ويكون له دور في تقدير وتحديد تلك الاحتياجات، والمشاركة في وضع استراتيجدية إعادة تأهيل المدينة بنيويا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والمساهمة في الإشراف على تنفيذها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه درنة ليبيا الإعمار ليبيا اعصار درنة الإعمار انقسامات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مصطفى: القيادة الفلسطينية تعمل على الخروج من هذه الأزمة الكبيرة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، إن القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تعمل على الخروج من هذه الأزمة الكبيرة بما يحقق المصالح العليا لشعبنا.

وأضاف مصطفى خلال جلسة الحكومة في بيت لحم ، أنه مضى أكثر من 19 شهراً على العدوان الإسرائيلي المتواصل، والذي افتُتح بسلسلة من الجرائم الدموية التي ما زال شعبنا يدفع ثمنها من دمه، وأرضه، ومقدراته.

وأشار إلى أن كل هذه السياسات والإجراءات التدميرية التي ينتهجها الاحتلال، تهدف أولاً وأخيراً إلى ضرب مشروعنا الوطني، ومنع قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس ، وهذا ما نعمل معا من أجل إحباطه.

وتابع مصطفى: نبدأ جلستنا اليوم بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا الصامد في كل مكان، خاصة أبناء شعبنا في محافظة بيت لحم، نجتمع اليوم في رحاب مدينة بيت لحم، مهد السلام، في جلسة خاصة لمجلس الوزراء، لمتابعة أوضاع هذه المحافظة الصامدة، التي شأنها شأن سائر محافظات الوطن، حيث لم تسلم من إجراءات الاحتلال وعدوانه المستمر على أبناء شعبنا، سواء في قطاع غزة الحبيب أو في شمال الضفة الغربية".

وثمن المواقف الدولية المتقدمة، وعلى وجه الخصوص البيان الصادر أمس عن كل من المملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا، وما سبقه من مواقف وبيانات عن قادة ودول أوروبية صديقة، أكدت جميعها ضرورة وقف العدوان، وإنهاء المجاعة، وإدخال المساعدات الإنسانية، واتخاذ خطوات عملية في حال استمرار الهجمات الإسرائيلية، والدفع باتجاه مسار سياسي ينهي الاحتلال ويؤدي إلى تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض.

كما شكر رئيس الوزراء ممثلي الدول والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام الذين لبوا دعوة وزارة الخارجية لزيارة مدينة طولكرم يوم أمس، للاطلاع عن كثب على واقعها، ومخيماتها، في ظل استمرار العدوان، ونحن نعمل على تنظيم زيارة مماثلة إلى مدينة جنين غدا، ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية المستمرة لإيصال صوت شعبنا إلى العالم، والعمل على وقف معاناته، ورفع الظلم عنه، وفضح الجرائم اليومية التي يتعرض لها على أيدي الاحتلال.

وفي مواجهة هذا الواقع، قال مصطفى: "إننا ماضون في تعزيز وحدتنا وتكاتفنا الوطني. وإن لقاءاتنا اليوم مع الفعاليات المختلفة في محافظة بيت لحم، وغداً مع فعاليات محافظة الخليل، يأتي في سياق تحركات حكومية متواصلة تهدف إلى تكريس العمل المشترك في إنجاز الأمور التي تواجه المؤسسات الوطنية والمواطنين، وتهدف إلى تعزيز صمود أبناء شعبنا، وتوحيد الصفوف في مواجهة الاحتلال والاستعمار".

وأكد لأبناء شعبنا أن صوتهم مسموع، وصمودهم محل فخر واعتزاز، وسنواصل العمل دون كلل أو تردد دفاعاً عن حقوقنا المشروعة، حتى ينال شعبنا حريته، وتقوم دولتنا المستقلة على أرضنا وعاصمتنا القدس الشرقية.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بيان مشترك لبناني- فلسطيني: اتفاق على ضبط السلاح وتعزيز استقرار المخيمات الاحتلال يُطلق النار على وفد دبلوماسي عند مدخل جنين و"الخارجية" تُعقّب الرئيس عباس يصل لبنان في زيارة رسمية لـ 3 أيام الأكثر قراءة ضباط إسرائيليون يحذرون من مجاعة واسعة بغزة ما لم تدخل المساعدات فورا نتنياهو وكاتس يهاجمان ماكرون بسبب مطالبته بوقف الحرب بن طارق: تحقيق السلام العادل لا يتم إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة شهداء وإصابات في قصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ضبط شخص بحوزته حشيش وخمور محلية في درنة
  • مجلس مدينة حمص يعمل على إعادة تأهيل شوارع تجارية في مركز المدينة
  • التأهيل السياسي للرئيس السوري أحمد الشرع.. دور أميركي عبر منظمة بريطانية في إعادة رسم المشهد السوري
  • هذه الطرقات لا تزال مغلقة بسبب السيول والفيضانات
  • في إطار البرنامج الطارئ لإعادة إعمار المناطق المتضررة من السيول:إعادة إعمار 91 منزلًا بتكلفة 177 مليون ريال في وصاب
  • تقديراً لجهودها .. شباب درنة يكرمون «انتصار شنيب» بدرع العطاء
  • «شنيب» تناقش مع اتحاد طلبة جامعة درنة سبل تعزيز قدرات الشباب بالمدينة
  • أمير منطقة المدينة المنورة يزور ميقات ذي الحليفة ويتفقد أعمال المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتأهيل التي يشهدها المسجد
  • مصطفى: القيادة الفلسطينية تعمل على الخروج من هذه الأزمة الكبيرة
  • جنبلاط: توسع الاحتلال يستند إلى أيديولوجيا توراتية وخطر إسرائيل الكبرى يتنامى (شاهد)