مع استمرار القتال في جنوب إسرائيل وقطاع غزة، فإن السؤال الأكبر الآن هو ما إذا كان حزب الله سوف ينضم إلى الحرب.
وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "للإجابة على هذا السؤال، لا بد من تأطير الصورة الأكبر وفهم العلاقة بين حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. إن القاسم المشترك بين هذه التنظيمات هو أنها تدعو إلى تدمير إسرائيل بالعنف، وهي مدعومة عسكريا واقتصاديا وسياسيا من النظام الإيراني الذي يدعو هو أيضاً إلى تدمير إسرائيل".


وتابعت الصحيفة، "يطمح النظام الإيراني إلى أن يكون القوة الإقليمية الرائدة، وترتكز خطته لتحقيق هذا الهدف، من بين أمور أخرى، على تأجيج نيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل مستمر وإنشاء معقل عسكري حول إسرائيل لإرهاق الأمة وتآكلها من خلال شن بين الحين والآخر جولات عسكرية قصيرة. ويتمثل الهدف النهائي لقاعدة القوة هذه في خلق "حلقة من النار" حول رقبة إسرائيل، والتي سيتم تفعيلها بشكل متزامن عندما يحين الوقت، لمهاجمتها من كل الاتجاهات. وتشكل حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة قوات مركزية في هذه الشبكة، أما حزب الله في لبنان فهو حجر الزاوية في هذه الخطة الرئيسية".
وأضافت الصحيفة، "إحدى الروايات المركزية لدعاية حماس وحملتها السياسية هي شعار "وحدة محور المقاومة والتحدي". ويؤكد قادة حماس أنهم يعملون بتنسيق كامل مع إيران وحزب الله ويصفون علاقتهم بأنها علاقة مبنية على هدف موحد وهو القضاء على إسرائيل، ووحدة الصفوف، والأخوّة في السلاح. إن الرسالة التي يوجهها زعماء حماس إلى الفلسطينيين تتلخص في أن إيران وحزب الله سوف يقفان إلى جانب حماس وغزة في أوقات الشدائد والمتاعب. والآن، لقد حان الوقت لهذا الاختبار".
ورأت الصحيفة أنه "من المتوقع أن يصل الدمار الذي لحق بغزة إلى أبعاد غير مسبوقة. ومع اتساع رقعة الحرب، تتزايد الانتقادات والاستياء داخل المجتمع العربي وبين الفلسطينيين والرأي العام الفلسطيني تجاه حماس. وسوف يتصاعد الغضب ضد الحركة إذا أصبح من الواضح أن إيران وحزب الله، على الرغم من تأكيدات حماس، تخليا عنها وعن غزة. إن هذا الأمر سيكون مسماراً آخر في نعش حماس السياسي".
وبحسب الصحيفة، "حتى الآن لم ينضم حزب الله إلى الحرب، وهو يستخدم تكتيك التهديد التدريجي والصغير الحجم والشديد التحكم. ويبدو أن الغرض من هذه الاستراتيجية هو محاولة ردع إسرائيل عن العمل للقضاء على حماس عسكرياً، ويبدو أن هذا يعكس أيضًا تردد إيران وحزب الله بشأن الانضمام إلى الحرب. في الواقع، هناك عدة أسباب لهذه المعضلة. أولاً، في هذه المرحلة، لا يستطيع حزب الله الاعتماد على عنصر المفاجأة، حيث تعمل إسرائيل على تعزيز قواتها تحسباً لتصعيد محتمل في الصراع. ثانياً، يدرك حزب الله أن مصيراً مماثلاً لمصير الدمار الذي لحق بغزة ينتظر مناطق في لبنان، تحديداً المناطق التي تقع تحت سيطرته. إن تدمير لبنان، الذي أصبح بالفعل على حافة الهاوية، من شأنه أن يؤدي إلى تفككه النهائي، وهو ما قد يصاحبه حرب أهلية لبنانية داخلية. ثالثاً، الرسالة القوية التي وجهتها الولايات المتحدة إلى إيران وحزب الله بعدم التدخل، وأنه إذا حدث العكس فإن الولايات المتحدة ستقوم بتزويد إسرائيل بكل ما يلزمها".
ورأت الصحيفة أن "حزب الله سيكافح للحفاظ على استراتيجيته المتمثلة في التهديدات المحدودة والتي يمكن السيطرة عليها. وتشير كل المؤشرات إلى أن إسرائيل تبدو عازمة على القضاء على قدرات حماس العسكرية والتنظيمية. إيران حالياً أمام تحدٍ، إما ستقبل بخسارة قاعدة قوتها في غزة أو بإرسال حزب الله إلى الحرب لمحاولة إنقاذ حماس والجهاد الإسلامي، مما يخاطر بإلحاق أضرار كبيرة بالحزب. أما إذا كان الأخير سينضم إلى الصراع ، فهذا أمر غير مؤكد في هذه المرحلة". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إیران وحزب الله إلى الحرب حزب الله فی هذه

إقرأ أيضاً:

تقرير بنيويورك تايمز: إبراز إسرائيل عضلاتها العسكرية لا يضمن لها السلام

أكد تقرير نشرته نيويورك تايمز أن إسرائيل مصرة على إبراز عضلاتها العسكرية كما ظهر مؤخرا في اغتيالها أحد كبار المسؤولين العسكريين في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ضمن سلسلة غارات شبه يومية تستهدف أعضاء الحزب وأحيانا مدنيين.

وقد أثارت هذه الغارة -حسب تقرير لروجر كوهين نشرته صحيفة نيويورك تايمز- اهتمام وسائل الإعلام بسبب هدفها، وهو هيثم علي الطباطبائي، الذي كان جزءا من القيادة العليا للحزب وكان عضوا فيه منذ أيامه الأولى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع عبري: 7 أسئلة وأجوبة لفهم ملابسات طلب نتنياهو العفو عنه‎list 2 of 2هآرتس: "لا" هي الرد المنطقي الوحيد على طلب نتنياهو العفوend of list

ونبه الكاتب -الذي سبق أن ترأس مكتب نيويورك تايمز في باريس- إلى أن هذه الهيمنة العسكرية لم تتحول بعد إلى أمن إستراتيجي طويل الأمد، لأن كل قتل يبدو أنه يعزز عزم أعداء إسرائيل، ويضعف فرص السلام.

                         القيادي البارز في حزب الله أبو علي الطباطبائي قتل في غارة إسرائيلية (مواقع التواصل)

وأوضح كوهين أن لبنان، على سبيل المثال، يعيش في منطقة رمادية بين الحرب والسلام، في وقت يسعى فيه حزب الله إلى الصمود رغم الضغوط المتزايدة لنزع سلاحه، مما يجعل أي اتفاق مستدام يبدو بعيد المنال.

وأشار الكاتب إلى أنه سافر مؤخرا على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية لتغطية الذكرى السنوية الأولى لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، فلم يجد أي دلائل تشير إلى أن القوة الإسرائيلية، كما تستخدم حاليا، ستؤدي إلى مستقبل أكثر سلمية وطويل الأمد لإسرائيل والمنطقة.

وفي كل من لبنان وسوريا، يرى الكاتب أن إسرائيل غير مستعدة للتخلي عن العمل العسكري ولا حتى تقليصه لإعطاء الأولوية لمسار دبلوماسي مع حكومات جديدة قد توفر على الأقل إمكانية نوع من الحوار.

إسرائيل تمارس قوتها بلا هوادة لكنها تواجه تحديا دبلوماسيا كبيرا لأن الهيمنة العسكرية وحدها لا تضمن السلام

ومع ذلك، فالهيمنة العسكرية الإسرائيلية واضحة، ومحور المقاومة بقيادة إيران في حالة ضعف نسبي، وإيران نفسها باتت أضعف بعد المواجهات الأخيرة، وسوريا لم تعد كما كانت خط مرور للأسلحة إلى حزب الله، وفقا للكاتب روجر كوهين.

إعلان

ومع ذلك -يتابع الكاتب- يبقى السؤال الأكبر هو كيف يمكن تحويل هذا التفوق العسكري إلى أساس للسلام في منطقة ما زالت جروحها عميقة؟ علما أن قضية إقامة الدولة الفلسطينية، التي لم تحل بعد، ستبقى عقبة رئيسية أمام أي تسوية طويلة الأمد.

في النهاية، يبدو أن إسرائيل تمارس قوتها بلا هوادة، لكنها تواجه تحديا دبلوماسيا كبيرا لأن الهيمنة العسكرية وحدها لا تضمن السلام، وقد تكون مسارا مسدودا ما لم ترافقها جهود سياسية ودبلوماسية جادة.

مقالات مشابهة

  • رغم دعوة البابا للسلام... إسرائيل تُهدّد بالحرب وحزب الله يتمسّك بالسلاح
  • روبيو: فنزويلا أصبحت منصة لنفوذ إيران وحزب الله
  • تقرير: مصر تسابق الوقت لمنع الحرب الشاملة في لبنان
  • قناة عبرية: وساطة مصرية "مفاجِئة" لاحتواء الانفجار بين إسرائيل وحزب الله
  • تقريرٌ أميركيّ: هل إسرائيل مُستعدّة للتخلّي عن عملها العسكريّ في لبنان؟
  • تقرير لـThe Telegraph يتحدث عن إمكانية اندلاع حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل.. هذا ما كشفه
  • معاريف: سيناريو الحرب بين إسرائيل وحزب الله وإيران ينتظر الانفجار
  • مسؤول أوروبيّ يتحدّث عن موعد هجوم إسرائيل على إيران... وهذا ما قاله عن لبنان
  • تقرير بنيويورك تايمز: إبراز إسرائيل عضلاتها العسكرية لا يضمن لها السلام
  • هل تندلع مواجهة جديدة بين إيران و”إسرائيل”؟