لعنة البلاستيك تهدد العالم
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تقرير المهندس الإستشاري:- حيدر عبد الجبار البطاط ..
التلوث البلاستيكي هو إحد أكبر القضايا البيئية إلحاحاً في عصرنا.
ومن أجل مكافحته يجب التوصل إلى معاهدة عالمية طموحة وملزمة قانوناً، تحدّ من إنتاجه في المقام الأول، وتنهي عصر البلاستيك.
يمثّل البلاستيك مشكلة تلوّث هائلة، حيث تحاصر مخلّفاته الحياة البرية، وتقتل ملايين الكائنات البحرية التي تبتلع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
نظرا للمخاطر التي تسببها النفايات البلاستيكية، وتأثيراتها السلبية على صحة الإنسان والبيئة، دفع العديد من الدول إلي البحث عن أفضل الطرق للتخلص من النفايات البلاستيكية، لإبعاد أخطارها عن الأشخاص الطبيعيين والكائنات الحية والمجتمع والبيئة بصفة عامة .
يرى الخبراء أنه يجب إقفال مصدر التلوث باتباع استراتيجية للوقاية من النفايات تتمثل في خفض نسبة القمامة البلاستيكية بشكل كبير جدا.
اذ يجب العمل على إعادة تدوير أكياس البلاستيك اللينة التي تستخدم في الأسواق التجارية وتملأ شوارع ومصبات القمامة، كما أن مبادرة فرز القمامة في كيسين منفصلين، أولهما للقمامة العضوية والثاني للأشياء التي يمكن إعادة تدويرها مثل البلاستيك والورق المقوى، تبقى المبادرة الأكثر رفقا بالصحة والبيئة وبالطيور والكائنات البحرية.
كما يتفق العلماء أن أفضل الطرق لمعالجة أزمة النفايات المتكدسة هي التقليل من صناعة البلاستيك إضافة إلى محاولة تصنيع مواد تحل محل الأكياس البلاستيكية ولكنها صديقة للبيئة بحيث يتم إعادة استعمالها أو أنها تتحلل بسرعة حتى إذا تم التخلص منها.
والأسوأ من كل ما ذكر آنفاً هو أن اقتصاد البلاستيك الحالي يساهم بشكل كبير في تأجيج أزمة المناخ.
فجميع المنتجات البلاستيكية مشتقة في المقام الأول من البتروكيماويات، وهي منتجات النفط الخام.
ولذلك، فإن قطاع السلع الاستهلاكية يتماشى بشكلٍ متزايد مع حليف تاريخي مضرّ للغاية ويعدّ المحرّك الرئيسي لأزمة المناخ العالمية – أي صناعة الوقود الأحفوري.
تهدّد انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن دورة حياة البلاستيك قدرة المجتمع العالمي على الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية تحت عتبة 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الصناعة.
أكثر من 90% من المنتجات البلاستيكية مصنوعة من الوقود الأحفوري، ويرى الخبراء أنه بحلول عام 2050، يمكن أن تشكّل انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن البلاستيك ما يصل إلى 10-13% من إجمالي ميزانية الكربون المتبقية.
وإذا استمر الإفراط في إنتاج واستهلاك البلاستيك من دون انقطاع، فقد يمثل 20% من إجمالي استهلاك النفط العالمي بحلول منتصف القرن الحالي.
ما هي المعاهدة العالمية بشأن البلاستيك؟ هي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل، وصكٌّ ملزم قانوناً يهدف إلى إنهاء أزمة التلوّث البلاستيكي.
ومن أجل تسريع إبرامها، ندعو الحكومات إلى الالتزام بمعاهدة عالمية قوية من شأنها أن تحد من إنتاج البلاستيك وأن تقودنا بسرعة بعيداً عن التغليف البلاستيكي الذي لا معنى له، وأن تدعم كذلك تطبيق أنظمة إعادة التعبئة والاستخدام على المستوى العالمي.
نتحدث هنا عن حاجة ماسة إلى معاهدة تتناول دورة حياة البلاستيك بأكملها، أي من اللحظة التي يتم فيها استخراج النفط أو الغاز المستخدم لإنتاج البلاستيك من باطن الأرض، إلى أن يحين موعد حرقه في المحارق أو تراكمه مخلّفاته في مكبات النفايات وفي غاباتنا ومحيطاتنا وأنهارنا، مع التركيز على التخلّص التدريجي من إنتاج البلاستيك، وإلا فإن الآثار المدمرة للبلاستيك على تغيّر المناخ والبيئة وصحة الإنسان لن تتم معالجتها أبداً.
وتشكّل النفايات البلاستيكية مشكلة كبيرة بنفس القدر التي تؤثّر فيه على أعالي البحار، حيث تملأ مواقع مطامر النفايات، وتعوق مجاري الأنهار، فضلاً عن توليد انبعاثات غازات الدفيئة عند حرقها في الهواء الطلق أو ترميدها. كذلك، تنبعث من بعض المنتجات البلاستيكية مواد كيميائية على درجة عالية من الخطورة، ممّا يشكل المزيد من المخاطر على سلامة الحياة البرية وصحة الناس.
يعتقد البعض أن اكثر النفايات موجودة على اليابسة، ولكن الواقع والدراسات والبحوث تفيد بأن كميّة كبيرة جدا من النفايات البلاستيكية ينتهي بها الأمر إلى مياه البحر والمحيطات، فآلاف الأطنان من بقايا الزجاجات والحقائب والأغلفة والأكياس تستقر في بطون الأسماك والطيور والسلاحف والحيتان.
البقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح جزءاً من هذه النفايات، فالأدهى والأمر هو الجزيئات البلاستيكية متناهية الصغر التي تغوص في القاع وتأكلها الأسماك وغيرها من حيوانات الحياة البحرية وينتهي بها الحال إلى أطباقنا اليومية.
وعليه بات يشكّل تلوّث البحار بالمواد البلاستيكيّة تهديداً مباشراً على توازن كل من الأنظمة البيئيّة البحريّة من جهة، وصحّة الإنسان من جهة أخرى.
ولمادة البلاستيك تأثيرات سلبيّة على التنوع البيولوجي سواء على نحو مباشر أو غير مباشر، فعندما تدخل المواد البلاستيكيّة إلى السلسلة الغذائيّة عن طريق الجسيمات الدقيقة دون أن تلفت الانتباه، فإنّ هذه المسألة البيئيّة تتحوّل إلى تحدّ كبير لصحة الإنسان ورفاهيته.
ولذا فإن المحافظة على سلامة المحيطات تساهم في المحافظة على رفاهيّة الإنسان أيضاً.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النفایات البلاستیکیة ة الإنسان
إقرأ أيضاً:
وزيرا النقل والبيئة يضعان قواعد جمع المخلفات من السفن العابرة لقناة السويس
ترأس الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل ، اجتماعاً موسعاً بمقر وزارة النقل دعت إليه كل من الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وذلك تأكيداً على التوجه الوطني نحو دعم الطاقة النظيفة تماشياً مع التوجهات الإقليمية والدولية.
أوضح الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة و النقل، أن الهدف من الاجتماع هو بحث متطلبات مقاولي الأشغال العاملين في نشاط جمع المخلفات، والتعرف على آليات بدء تنفيذ خدمة جمع المخلفات من السفن العابرة للقناة والتخلص الآمن منها من خلال شركة آنتيبوليوشن إيجبت، للمحافظة على البيئة البحرية التزاما بالمعايير الدولية، مع الإبقاء على نشاط مقاولي الأشغال البحرية، والعمل على دمجهم في المنظومة الجديدة بشكل عادل ومنظم، مشددا على أنه لن يضار أحد من العاملين بهذا المجال تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية ...قائلاً “ فليطمئن الجميع”
وقد عقد الاجتماع بحضور ممثلي الجهات المعنية بملف البيئة البحرية ومسؤولى شركة آنتيبوليوشن إيجبت إلى جانب عدد من قيادات وزارة النقل، وهيئة قناة السويس، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وممثلي الشركة القابضة للنقل البري والبحري، وممثلي المجالس النيابية بالسويس وذلك في اطار التنسيق المشترك لوضع آليات تنفيذية فعالة تضمن تحقيق التوازن بين متطلبات حماية البيئة ودعم حركة التجارة الدولية.
وأكد وزير النقل خلال الاجتماع أن مصر عضو نشط في كافة المنظمات والمؤسسات الدولية، وطرف في جميع الاتفاقيات التي تعنى بالحفاظ على البيئة، مشدداً على التزام الدولة الكامل بتنفيذ ما تقرّه هذه الاتفاقيات من معايير بيئية ، وموضحا ان الوزارة تضع ضمن أولوياتها تحويل جميع الموانئ المصرية إلى "موانئ خضراء"، بما يشمل التوسع في تشغيل السفن باستخدام الهيدروجين الأخضر، والأمونيا السائلة، والوقود النظيف، بما يضمن تقليل الانبعاثات والحفاظ على البيئة البحرية.
وفيما يخص قناة السويس، شدد الوزير على أنها ممر ملاحي عالمي تنطبق عليه كافة القوانين والمعايير الدولية، ويجب أن تكون نموذجاً يُحتذى به في التحول إلى ممر أخضر ونظيف، لافتا إلى أن الهيئة اتخذت عدة خطوات للعمل على تقديم خدمة جمع المخلفات بطريقة آمنة من خلال شركة آنتيبوليوشن إيجبت، كما تم الاتفاق على عدد من الآليات لضبط وتنظيم العلاقة بين مقاولي الأشغال البحرية والشركة.
وأوضح وزير النقل أنه تم طرح مقترح بأن تتولى الشركة القابضة للنقل البري والبحري دور الطرف المنظم للعلاقة بين مقاولي الأشغال البحرية وشركة" آنتيبوليوشن إيجبت"، بما يكفل الحفاظ على نظافة ومأمونية المياه في قناة السويس، دعماً لسياسة الدولة في هذا الشأن، بالإضافة إلى التأكد من التزام الشركة بتدريب الكوادر المصرية والعاملين في هذا المجال على أفضل أساليب جمع المخلفات، مع الحفاظ على مصادر رزق العاملين، بما يحقق التوازن بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
كما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أن الوزارة ستعمل على عقد لقاءات دورية منتظمة مع كافة الأطراف المعنية لمتابعة تطورات تنفيذ المنظومة والوقوف على ما يتم إنجازه في كل مرحلة وضمان التزام جميع الجهات بالشروط البيئية والفنية المنصوص عليها، مضيفا أن هذه المتابعة تعكس حرص الدولة على تحويل ما يتم الاتفاق عليه إلى واقع ملموس يحقق الأهداف البيئية والاقتصادية المنشودة ويرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي للملاحة المستدامة.
ومن جهتها ، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن شركة آنتيبوليوشن إيجيبت تستهدف الإدارة المتكاملة للمخلفات في مراحلها المختلفة بداية من عملية جمع المخلفات وصولا إلى عملية نقلها ثم تدويرها، موضحة أنه تم التوافق والتنسيق مع شركة آنتيبوليوشن إيجيبت على آليات التخلص الآمن من المخلفات بكافة أنواعها، مؤكدة أن الوزارة تتابع عن كثب مراحل تنفيذ المشروع لضمان الالتزام بكافة الاشتراطات والمعايير البيئية، لافتة الى أن هذا المشروع يعد نموذجًا يحتذى به في التكامل بين الدولة والقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويمثل فرصة حقيقية لتطوير منظومة إدارة المخلفات ودعم مسار التحول الأخضر بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
كما أوضحت وزيرة البيئة الآلية التي يتم من خلالها التعامل مع كل نوع من أنواع المخلفات في إطار منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات، مشيرة إلى أن هناك اختلافًا جوهريًا في طريقة إدارة المخلفات الصلبة البلدية مقارنة بالمخلفات الخطرة، حيث ينظم قانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020 هذه العملية بدقة، ويتم فرز المخلفات الصلبة وإعادة تدويرها في مصانع متخصصة لإنتاج مواد ومنتجات جديدة قابلة للاستخدام.
ومن جانبه، أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن خدمة جمع المخلفات والتخلص الآمن تعد خطوة ضرورية نحو بدء اعتماد الأنشطة والخدمات المقدمة بقناة السويس وفق المعايير البيئية العالمية ووضع مصر على الخريطة الدولية لمنظومة الخدمات الصديقة للبيئة.
وأوضح رئيس الهيئة بأن الرؤية العامة لتقديم خدمة جمع المخلفات من السفن العابرة للقناة، والتخلص منها بشكل آمن اعتمدت على الشراكة مع مجموعة" V "اليونانية لضخ الاستثمارات اللازمة لتجهيز البنية التكنولوجية اللازمة من منشآت ووحدات بحرية صديقة للبيئة دون تحميل الدولة أية أعباء، حيث تعتزم الشركة ضخ 150 مليون دولار على مدار ٧ سنوات لتنفيذ مراحل المشروع المختلفة.
ووجه الفريق ربيع رسالة طمأنة إلى كافة مقاولي الأشغال البحرية بأنه لن يضار أحد بل سيتم العمل على تقييم مستوى الخدمة ومراجعة ما تحقق بشكل دوري، منوها بأن التعاقد يشتمل على شرط جزائي بفسخ التعاقد في حالة عدم الالتزام بما هو منصوص عليه، مشيرا إلى أن الخدمة سيتم فرضها على كافة السفن العابرة للقناة بصورة إجبارية مما يعني زيادة عدد عمليات جمع وإزالة المخلفات وبالتالي زيادة دخل مقاولي الأشغال البحرية.
ومن جهته ، قدم فيرون فاسيلياديس رئيس مجموعة (V Group) اليونانية المالكة لشركة Antipollution اليونانية خلال الاجتماع عرضا تقديمياً تفصيليا عن تكنولوجيا جمع المخلفات و التخلص الآمن، والمراحل التي تستهدفها الشركة وحجم الاستثمارات التي تعتزم ضخها، معرباً عن فخره بالتعاون المثمر مع هيئة قناة السويس من خلال شركة آنتيبوليوشن إيجيبت كشركة مصرية رائدة لتقديم حلول متكاملة للجمع والتخلص الآمن من المخلفات.
وأشار فاسيلياديس إلى استثمار الشركة ما يزيد عن 11مليون دولار في الوحدات البحرية والأرضية المعتمدة بيئيا لتكون قادرة على بدء العمل بالإضافة الى وحدات متطورة للتخلص الآمن من المخلفات وتدويرها بما يتماشى مع أعلى المعايير البيئية الدولية ويعزز من كفاءة إدارة المخلفات في الممرات الحيوية.
وأكد فاسيلياديس التزام الشركة بتطبيق نصوص التعاقد بالاعتماد على العمالة المصرية حيث تم تشغيل مايزيد عن 90٪ من العمالة من عمالة مصرية، علاوة على التعاقد مع ٤٦ شركة من مقاولي الأشغال المحليين للاستعانة بهم وبمعداتهم البحرية تحت إشراف شركة التوريدات والأشغال البحرية التابعة لوزارة النقل.
وفى السياق ذاته ، أوضح المهندس نشأت نصر مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس أن شركة آنتيبوليوشن إيجيبت تعد إضافة هامة لإمكانيات وقدرات قناة السويس على النحو المأمول، حيث تتيح توفير منظومة إلكترونية محكمة لتداول المخلفات وتتبعها ومراقبة آليات التخلص الآمن منها من خلال اعتمادها على تكنولوجيا متطورة ومعتمدة في هذا المجال بما يتماشى مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعتمدة من قبل المنظمة البحرية الدولية.