4 شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال شرق الضفة الغربية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
ارتفع عدد الشهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم "الفارعة" بمُحافظة "طوباس" الواقعة شمال شرق الضفة الغربية، إلى أربعة شهداء، بينهم طفل وشقيقان.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحفي مقتضب، باستشهاد الطفل راشد حبيب العايدي (17 عامًا)، مُتأثرًا بإصابته الخطيرة برصاص الاحتلال في الصدر.
وأضافت، أن ثلاثة شهداء وصلوا إلى المُستشفى، مُتأثرين بإصابتهم الخطيرة برصاص الاحتلال في الرأس، وهم: الشقيقان محمد (17 عاما)، وحكمت سمير محمد ملحم (24 عاما)، ويزن الخطيب (20 عاما).
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم صباحا، ثم دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إليه، من جهة حاجز الحمرا على عدة دفعات، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
تأتي عملية الاقتحام هذه، بعد عشرة أيام من عملية اقتحام سابقة للمخيم، أسفرت حينها عن استشهاد سبعة مواطنين.
وفي سياق متصل أكدت إيطاليا أنها تدعم القرار الذي ستقدمه الإمارات والولايات المتحدة اليوم /الاثنين/ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ؛ لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى قطاع غزّة.
وأعرب وزيرالخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني ، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر السفراء بمقر وزارة الخارجية اليوم ، عن الأمل بأن تتمكن الأمم المتحدة من اعتماد هذه الوثيقة اليوم مكرراً إيمانه بفائدة الحوار لحل المشاكل..حسبما ذكرت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.
وأعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه سيعود اليوم للتصويت على قرار صاغته دولة الإمارات العربية المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في إطار الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس)، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي سياق متصل أكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف اليوم الاثنين أن مصر تبذل جهودا كبيرة لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون كما أنها لم تدخر جهدا فيما يخص الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والغذائية إلى قطاع غزة .. منوها في الوقت ذاته بالموقف المصري الأردني الفلسطيني الرافض لسياسة التهجير.
وقال أمين جبهة التحرير ، في مداخلة لقناة "القاهرة" الإخبارية ، :"إن الاحتلال الإسرائيلي يمضي قدما في تنفيذ مخططاته في ظل الحماية الأمريكية والصمت الدولي ، ويدعي أن حربه تستهدف القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الأسرى ، في حين لم يتم إلا قتل المدنيين والأطفال والتدمير أمام العالم أجمع ومحاولة كسر إرادة الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه".
وأضاف : أن الأولوية في الوقت الحالي هي وقف الحرب العدوانية الإجرامية للحفاظ على الدم الفلسطيني والضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية والوقود، ، ووقف التدمير والاستهداف للفلسطينيين الذين يتعرضون لجرائم الحرب وتعطيش وتجويع وتهجير قسري من شمال قطاع غزة إلى الجنوب..مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن تخفيف حدة الصراع وقتل المدنيين في ظل تصاعد الاحتجاجات في العالم أجمع لوقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني، ولكن مضمونا فهي تمد الاحتلال بكل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا وتغطي على جرائمه وتجهض أي قرارات من مجلس الأمن الدولي من خلال حق "الفيتو".
وأوضح أن مجلس الأمن ، المسئول عن الأمن والسلم الدوليين في العالم ، فشل أمام الفيتو الأمريكي في تمرير قرار حول وقف العدوان وإدخال المساعدات..مؤكدا أن الاحتلال لن يعترف بأي قرارات سواء من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو حتى القوانين الدولية ، فهو يقوم بجميع الجرائم والعدوان وحرب الإبادة المخالفة للقوانين والاتفاقات الدولية، بدعم أمريكي.
وأعرب أمين جبهة التحرير الفلسطينية عن رفضه لسياسة التهجير .. مؤكدا على ضرورة التوصل لعملية سياسية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وإلا لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة.
واستشهد طفل فلسطيني، اليوم الإثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحام مخيم "الفارعة" جنوب محافظة "طوباس" الواقعة شمال شرق الضفة الغربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلى الضفة الغربية رصاص الاحتلال أربعة شهداء شمال شرق الضفة الغربية الاحتلال الإسرائیلی برصاص الاحتلال مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
جنين- انتهى الفلسطيني شريف فتحي أحمد (30 عاما) من نقل أثاثه في بلدة بروقين غربي مدينة سلفيت، بعد تلقيه أمس الثلاثاء إخطارا من جيش الاحتلال بهدم منزله المكوّن من طابقين خلال 48 ساعة.
وفي البلدة الواقعة شمال الضفة الغربية، والتي يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها حصارا مشددا منذ 8 أيام وحظرا للتجول ويدهم منازل المواطنين فيها، أعطي شريف مهلة لمدة ساعة واحدة لإخلاء المنزل بالكامل، تمهيدًا لهدمه.
يقول شريف للجزيرة نت إنه استطاع مع أهل البلدة الذين هبّوا لمساعدته أن يفرغ منزله الذي قضى 9 سنوات في بنائه وتجهيزه. وقال "60 دقيقة فقط نقلت فيها تعب عمري، وجهدي وغُرف أطفالي وملابسهم.. كنت أكافح طوال هذه السنوات كي أؤسس لأولادي مأوى يعيشون فيه، تحمّلت الديْن والقروض البنكية، وكل ذلك انتهى في 60 دقيقة".
ويصف للجزيرة نت بصوت مخنوق وحسرة كبيرة حال أطفاله الأربعة الذين صُدموا من قرار الهدم "لم أتمكن من إجابتهم عن سؤال لماذا بيتنا؟ كانت دموعهم تسبق أسئلتهم. ولولا وقوف عائلتي بجانبي ومحاولاتهم إبعاد الأطفال، حتى لا يروا المشهد لما استطعت التحمل. حلم العمر راح، تعب السنين وشقاؤها، كلفني المنزل نصف مليون شيكل".
منزل شريف واحد من 3 منازل هدمها الاحتلال في بلدة بروقين منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية فيها وفي بلدة كفر الديك المجاورة بمحافظة سلفيت، عقب عملية إطلاق نار استهدفت سيارة إسرائيلية بالقرب من مستوطنة "أرائيل" شمال الضفة.
إعلانوبحسب بلدية بروقين، يسعى الاحتلال لتوسيع عمليات الاستيطان في المحافظة من خلال وضع اليد على مزيد من أراضي البلدات والقرى فيها، ومن بينها بروقين وكفر الديك، حيث صادر منذ اليوم الأول للعملية العسكرية في البلدة موقعين بمساحة تقدر بـ245 دونما (الدونم ألف متر مربع) وتجري جرافات الاحتلال عمليات تجريف فيها، في حين أقام المستوطنون 3 خيم في المناطق المصادرة تمهيدا لبناء بؤر استيطانية جديدة.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال رئيس بلدية بروقين فائد صبره إن الاحتلال يسعى لإقامة أمر واقع، مستغلا حجّة البحث عن منفذي عملية إطلاق النار. وأضاف "محافظة سلفيت من أكثر محافظات الضفة الغربية التي تحيط بها المستوطنات. إسرائيل تستغل كل ما يحدث لزيادة ضم الأراضي ومصادرتها، كل ذلك في ظل فرض عقوبات على الفلسطينيين وإجبارهم على العيش في ظروف صعبة وغير إنسانية".
ومع استمرار فرض حظر التجول في بروقين، دهمت قوات الاحتلال قرابة 23 منزلا في البلدة وحطّمت محتوياتها، وأجبرت أصحابها على إخلائها ثم حولتها إلى ثكنات عسكرية، بينما يمنع جنود الاحتلال الأهالي من الصلاة في المساجد ورفع الأذان، وهو ما يحدث أيضا في بلدة كفر الديك غربي سلفيت.
ويعيش في بروقين 8 آلاف نسمة. ومنذ بدء الحملة العسكرية فيها يمنع الاحتلال حتى مرضى الكلى من الوصول إلى المستشفى.
ويجثم على أراضي محافظة سلفيت 28 مستوطنة، في حين تتوسع مستوطنات "بروخين" و"أرائيل" ومستوطنة "بركان" الصناعية حول بلدة بروقين من جهاتها الشمالية والشرقية والغربية.
استهداف متكررفي ناحية أخرى، وبعد مرور شهر كامل على آخر عملية عسكرية إسرائيلية في بلدة قباطية جنوبي جنين، والتي كان هدفها اغتيال المطارد محمد زكارنة، المنفذ الثالث لعملية إطلاق النار في قرية الفندق بالقرب مدينة قلقيلية مطلع العام، عادت جرافات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته العسكرية لاقتحام البلدة منتصف ليل أمس الثلاثاء.
إعلانووسط عمليات تجريف وتدمير للشوارع والبنية التحتية، كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون المنازل في البلدة ويحولونها إلى ثكنات عسكرية، ويشنون حملات احتجاز واستجواب ميداني لسكانها.
ويذكّر هذا الاقتحام بالاقتحامات المتكررة التي شهدتها قباطية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية المسماة "السور الحديدي" في مدينة ومخيم جنين، والتي بدأتها أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة، للجزيرة نت، إن قوات الاحتلال نفذت منذ نهاية العام الماضي 4 عمليات اقتحام واسعة للبلدة دمرت فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين، كان آخرها وأكبرها في فبراير/شباط الماضي حيث وصلت الخسائر إلى 8 ملايين شيكل (أكثر من مليوني دولار)، وفق زكارنة.
وأضاف أن عدد الشهداء في البلدة وصل إلى 38 شهيدا منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب زكارنة، فإن استهداف البلدات والقرى الفلسطينية بشكل عام وقباطية بشكل خاص هو عقاب جماعي لكل الفلسطينيين، "خاصة أن الوضع في البلدة هادئ، ولا وجود لمقاومين بعد اغتيال عدد كبير منهم وملاحقة أجهزة السلطة الفلسطينية لعدد كبير من أعضاء كتيبة جنين وتدمير مخيم جنين".
يرى محللون أن تكرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوسّعها في مدن الضفة وقراها بحجة ملاحقة المقاومة هو محاولة لتبرير ما يحدث من تهجير وتدمير في مخيمات الشمال، وهو غطاء للسلوك الإسرائيلي المستمر فيها.
ويرى المحلل السياسي سليمان بشارات أن إسرائيل تعتقد أن الظروف الحالية هي الأمثل للإسرائيليين لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الاعتقالات وهدم المنازل وتهجير الناس، وتصفية المخيمات، وفرض السيطرة الإسرائيلية على أرض الواقع.
إعلانهذا كما يقول بشارات للجزيرة نت، بالإضافة إلى سعيها لتطويع الجانب النفسي والاجتماعي لدى المجتمع الفلسطيني لتقبل الوجود الإسرائيلي بشكل مستمر في الحياة العادية الفلسطينية.
ويضيف أن اسرائيل تريد إبقاء الإنسان الفلسطيني تحت الصدمة لأي عمل تقوم به في الضفة الغربية، وحتى صدمة ما يحدث من جرائم في غزة لأطول مدة ممكنة، لأنها ترى أن هذه الصدمة هي ما سيمنع الفلسطينيين من العودة للمقاومة بحسب ظنها، وهذا ما يفسر أن عمليات الاقتحام اليومية للمنازل يستخدم فيها جنود الاحتلال أسلوب الترهيب نفسه من تدمير وتكسير وحرق، سواء كان المنزل لأحد المطلوبين أو لا.
ويرجح بشارات ذلك لأن إسرائيل ترى أن حاجز المواجهة بينها وبين الفلسطيني انكسر منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ويرى المحللون أن هدم المنازل سواء في المخيمات والقرى هو استكمال لفرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض بالكامل وتعزيز الوجود الاستيطاني وتحويل السيادة إلى إسرائيل، سواء بمنع تراخيص البناء الفلسطيني، أو تقييد التنقل والحركة بين المدن.
وبرأي بشارات، إذا استمرت إسرائيل بهذا النهج فهذا يعني إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة، ليس بالشكل الذي كان موجودا قبل اتفاقية أوسلو، لكن بوجود إسرائيلي كامل في الضفة، من دون تحمّل ثمن هذا الوجود من ناحية تقديم الخدمات للسكان.
فإسرائيل، كما يقول المحلل، لا تريد أن تكون مسؤولة عن الصحة والتعليم والغذاء للمواطن الفلسطيني، لذا تسعى لفرض السيطرة بطريقة لا تكلفها ثمن هذه المسؤولية.