نائب إسرائيلي يطالب بقوة دولية لإدارة غزة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
طالب عضو الكنيست الإسرائيلي داني دانون، بأن تتولى قوة دولية تضم خليطا من الدول العربية -التي وصفها بالمعتدلة- مسؤولية الحياة المدنية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وقال دانون -وهو نائب من حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– "فيما يتعلق بالأمن، يجب على إسرائيل أن تحافظ على أجندتها الخاصة، وأن تكون قادرة على التحرك والخروج كلما لزم الأمر"، زاعما أن تلك القوة الدولية بما فيها دول عربية "يمكن أن تمثل مفتاحا للتطبيع المستقبلي مع إسرائيل"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم الاثنين.
واستدرك دانون "قبل أن نتحدث عن اليوم التالي (بعد انتهاء الحرب)، يجب أن نهتم باليوم، وأن رفح -بما فيها معبرها الحدودي- ما تزال إسرائيل بحاجة إلى العمل فيها"، مشيرا إلى أن أي تغييرات على الحدود بين غزة ومصر يجب أن تتم من جانب غزة، "حتى لا يتعرّض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر" في إشارة إلى محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر.
وأوضح "لا أرى أي سبب لاعتراض مصر، يجب أن يكون هناك وجود دولي، بما في ذلك إسرائيلي، عند النقطة الحدودية من أجل ما سماه منع تهريب الأسلحة".
ويأتي ذلك في ظل إعلان نتنياهو أكثر من مرة رغبته في السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي، زاعما أن من دونه لن يستطيع القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين تؤكد القاهرة أنها تضبط حدودها وتسيطر عليها بالكامل.
وردا على سؤال عمّا إذا كان يوافق على قرار الحكومة الإسرائيلية بمواصلة الحرب حتى على حساب صفقة لإعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، قال دانون "هذا صحيح يجب ممارسة مزيد من الضغط من أجل تحقيق صفقة".
وانتقد النائب الإسرائيلي ما سماه تقليص إسرائيل لعملياتها العسكرية في غزة، مجددا دعمه لما يسميه "الهجرة الطوعية لأهل غزة، مع عدم تأييده الاستيطان الإسرائيلي في القطاع.
وبحسب "جيروزاليم بوست" فإنّ دانون، الذي شغل سابقا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، رفض الإفصاح عما إذا كان سيترشح لرئاسة حزب الليكود قبل الانتخابات المحتملة أم لا، قائلا إنه من السابق لأوانه الحديث عن السياسة، "ويجب على رئيس الوزراء أن يركز على الحرب، كما ينبغي ذلك لجميع المسؤولين الأمنيين والعسكريين الآخرين".
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، تحدث مسؤولون إسرائيليون عن إدارة القطاع بعد الحرب، وما سموه مرحلة "ما بعد حماس"، ونقل إعلام عبري عن أن خلافات إسرائيلية تستمر حيال ذلك، بينما أكدت الفصائل الفلسطينية أن إدارة غزة شأن فلسطيني خاص، وأن مزاعم الاحتلال تلك ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة.
ويترافق ذلك مع استمرار المواجهات بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة، وتواصل العدوان على القطاع لليوم الـ101، مخلفا 24 ألفا و100 شهيد، و60 ألفا و834 جريحا، إلى جانب تهجيره سكان مناطق عدة في القطاع، وتدميره المباني السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من التعلق بـالخط الأصفر على حدود غزة
في الوقت الذي يبدي فيه جيش الاحتلال والحكومة تحمّساً لافتا لما بات يسمى "الخط الأصفر" على الحدود مع قطاع غزة، ويتم عرضه باعتباره إنجازا أمنيا عسكريا، لكن هناك تحذيرات إسرائيلية متزايدة من أن الاعتماد على الحدود المؤقتة من خلال هذا الخط قد يحجب الهدف الحقيقي المتمثل في "الاستقرار الأمني".
وذكر مراسل موقع "زمان إسرائيل" أمير بار- شالوم، أنه "في الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب ضد غزة، حتى قبل أن يصبح جدعون ساعر وزيراً للخارجية، وبينما كان لا يزال معارضاً صريحاً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال إن النصر في هذه الحرب لن يتحقق إلا إذا خسرت غزة الأراضي لصالح إسرائيل، بل إن كثيرا ما يذكر وزراء الحكومة في المقابلات والتصريحات الصحفية أن الاحتلال يسيطر على 53 بالمئة من أراضي القطاع، وكأنه احتلال دائم، وهو ثمن خسارة حماس والفلسطينيين لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".
وأضاف شالوم، في مقال ترجمته "عربي21" أن "وزير الزراعة آفي ديختر أطلق على هذا الاقتطاع من أراضي القطاع اسم "نكبة 2023"، وهذا ليس من قبيل الصدفة، لأن الاسرائيليين يعيشون سنة انتخابية، وفي سنة كهذه يكون صدى الرسائل الجذابة مهما جدا، في الانتخابات التمهيدية بقدر ما يكون في يوم انتخابات الكنيست".
وأوضح أنه "على الصعيد الميداني، يظهر الجيش الإسرائيلي تشددا في إطلاق النار على كل فلسطيني يقترب من الخط الأصفر الحدودي، وليس عبثا أن سياسته تبدو عدوانية على طوله، لأن هدفه هو خلق واقع أمني يتم بموجبه فرض خطوط الفصل الحدودية بالنار، كما هو سائد في جنوب لبنان، بعد أن انسحب الجيش بعد صفقة التبادل الأخيرة، وقام بتفكيك العديد من مواقعه العسكرية على طول وعبر القطاع التي تم إنشاؤها خلال العامين الماضيين".
وأشار إلى أنه "في هذه البؤر العسكرية تم إنشاء بنية تحتية واسعة النطاق للاتصالات، حيث شوهدت هوائيات الهواتف المحمولة داخل غزة من بعيد؛ وظهر استقبال الهاتف الخليوي الاسرائيلي داخل القطاع ممتازا، مع العلم أنه على ما يبدو، في هذه الأثناء، فإن الأعمال على طول الخط الأصفر ليست مكثفة، لأن إسرائيل تنتظر لترى ما سيحدث في المرحلة الثانية من الصفقة، لكن الحديث عن هذا الخط باعتباره الحدود الجديدة في غزة يجب أن يكون حذرا".
وأضاف أن "الخط الأصفر هو خطوة وسيطة، ويجب على إسرائيل ألا تقع في حب فكرة أنه حدود دائمة، طبعا هذا لا يعني أنه إذا تأخر تجريد القطاع من السلاح فإنه لن يبقى فيه، لأشهر أو سنوات، لكن هذا ليس هو القصد، لذلك، من المرجح أن يعتبر الوجود عليه مشروعا طالما أن المرحلة "ب" من الصفقة لا تزال قيد المناقشة، مع أنه بالنسبة لترامب، نحن في هذه المرحلة، حيث يتم تعزيز مستقبل القطاع، أما بالنسبة لإسرائيل، فهي ما زالت في المرحلة "أ"، ولن يكون هناك أي تقدم حتى يتم إعادة جميع المختطفين والجثامين (الأسرى الإسرائيليين)".
وحذر أنه "قد يكون هذا الاختلاف في الروايتين خطيرا، لأنه في مرحلة ما قد يتخذ "ذو الشعر الأحمر" قرارا في غير صالح إسرائيل، بما يشمل الانسحاب في وقت ومكان لا يتناسبان مع احتياجات يحددها الجيش ورئيس الوزراء، وليس بالضرورة بهذا الترتيب، مع العلم أن الاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة بشنّ الحرب دون أفق سياسي واضح للقطاع ممكنة طالما أن التحركات على الأرض رسمت الخطوط العريضة للواقع، وما زالت جثامين القتلى تشكل ورقة المساومة الرئيسية لدى حماس".
وأوضح أنه "عندما تكون الولايات المتحدة عازمة على الحفاظ على وقف إطلاق النار، يتعين على إسرائيل صياغة خطة سياسية واضحة تتوافق مع مصالحه الأمنية، وهنا لا ينبغي أن يكون الإصرار على الخط الأصفر، المناسب جداً للاعتبارات الحزبية، بل على محور فيلادلفيا، لأن الحدود مع مصر هي نقطة مركزية لليوم التالي في غزة، والسيطرة الإسرائيلية على الطرق والمعابر وحدها ستحول غزة إلى جزيرة، وبهذه الطريقة فقط سيتم تجفيف حماس فعلياً، ثم نزع سلاحها".