بوابة الوفد:
2025-05-08@10:04:24 GMT

تفلسفوا.. تنهضوا..

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

ينعقد اليوم السبت الموافق الثانى من شهر مارس الحالى ولمدة ثلاثة أيام المؤتمر الدولى الثالث والثلاثون للجمعية الفلسفية المصرية تحت عنوان «العرب ومستقبل التفاعل الحضارى» والذى يشارك فيه أكثر من سبعين أستاذاً وباحثاً من مختلف دول العالم وخاصة عالمنا العربى، ويناقش المؤتمر هذا العام موضوعاً غاية فى الأهمية هو موقف العرب من التفاعلات الحضارية العالمية الراهنة، محاولاً استشراف الآفاق المستقبلية لهذا التفاعل وإلى أين يسير بنا فى ظل اشتعال الحروب والصراعات الإقليمية والدولية؛ ففى منطقتنا العربية هذه الحرب الضروس التى تشنها إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الأوروبية على الشعب الفلسطينى الأعزل المحتلة أرضه والمنهوبة ثرواته منذ سبعين عاماً، وبالطبع – وكما كان متوقعاً- امتد الصراع العسكرى ليشمل عدة دول عربية مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق بما فيها من فصائل وميليشيات إيرانية الهوى والتسليح.

وفى أوروبا لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة وقد امتدت وتشعبت لتصبح أشبه بحرب عالمية جديدة لأن أمريكا والدول الغربية وحلفهما العسكرى المسمى بحلف الأطلنطى دخلت الحرب بشكل غير مباشر فهى التى تمد الجيش الأوكرانى بكل أنواع وأحدث الأسلحة والمعدات لتضمن فى النهاية انتصار أوكرانيا وهو ما لن تسمح به روسيا مهما كان الثمن! وفيما بين هذين الحربين تتوزع كل دول العالم بين مؤيد أو معارض لهذا الطرف أوذاك! وبالطبع تسببت هذه الحروب والصراعات الإقليمية والدولية فى الكثير من الأزمات فى العالم وعلى رأسها الأزمات الغذائية والتغيرات الديموجرافية والمناخية، وقد عانت وتعانى كل شعوب العالم من الآثارالاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكارثية من كل ذلك، فضلاً عن انهيار الاستقرار لما يسمى بالنظام العالمى والسقوط المدوى لمثله العليا ومنظماته الدولية المختلفة !
ولقد أصبح السؤال الكبير المطروح على فلاسفة العالم ومفكريه هو: إلى أين يتجه العالم؟ هل إلى حرب عالمية جديدة بالفعل؟! وما مدى التدمير والخراب الذى سيحل بالعالم من جراء هذه الحرب؟ وهل من الممكن أن تستخدم أسلحة الدمار الشامل بما فيها القنابل الذرية والحروب البيولوجية والكيماوية؟! 
ولاشك أن أسئلة كثيرة تتفرع عن ذلك تتعلق بالمستقبل؛ مثل ما مستقبل العلاقات الدولية فى ظل هذه الصراعات والحروب الدائرة الآن أو حال توقفها؟! وهل يمكن أن يبقى النظام العالمى على حاله وهو الذى يعانى الآن من السقوط الأخلاقى المدوى للولايات المتحدة التى لا تزال تدعى أنها صاحبة السيادة والهيمنة؟ وأنها تملك أوراق التأثير الأهم على مجريات هذه الأحداث؟ إن صورة الولايات المتحدة باعتبارها الزعيمة وراعية الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات قد اهتزت بل انهارت حتى فى أعين مواطنيها أنفسهم، ان كل أوراق التوت التى كانت تدارى عوراتها قد سقطت، وانكشف المستور بحيث لم يعد ينطلى على أحد ما تتشبث به وسائل الدعاية الأمريكية الصهيونية حول مكانة أمريكا فى العالم وحول حقوق الإنسان وحول دور منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة..الخ..! 
ولعل تلك التساؤلات وغيرها الكثير هى ما يكشف مدى السيولة الفكرية التى صرنا نتمتع بها فى هذه المرحلة من تاريخ العالم، ومن ثم يفتح الطريق على مصراعيه أمام تدارس التطورات اللاحقة فى هذه الصراعات وما ستسفر عنه من أفكار جديدة يمكن طرحها للإجابة عن تلك التساؤلات وما يمكن أن يطرح من بدائل لعلاج تلك المشكلات القائمة والمستقبلية؟!
والسؤال الأهم الذى يطرح نفسه علينا كمفكرين عرب هو: أين تحليلاتنا نحن لتلك الأحداث؟ وأين السيناريوهات التى يمكن أن تطرح أمام القادة والمسئولين العرب ليتمكنوا من التعاطى والتفاعل مع كل ما يحدث بشكل إيجابى يحقق لنا الاستقرار والخير فى المستقبل؟! إن تقديم الرؤى المستقبلية لما يترتب على ما يجرى من أحداث إقليمية ودولية يجب أن تكون هى المهمة الأولى للفلاسفة والمفكرين العرب فى هذه اللحظة التاريخية الفاصلة والحرجة، فإما أن نكون، ويكون لنا دور فاعل فى الأحداث، واما أن نجلس منكمشين مهمومين بمشكلات حياتنا اليومية وننتظر مصيرنا المحتوم الذى يخطط له ويعمل له بكل قوة الصديق قبل العدو من القوى الخارجية ؛ فهم قد درجوا على أننا مجرد قطع شطرنج يحركوننا كيفما شاءوا وإلى أى اتجاه يريدون!! تفلسفوا أيها السادة وفكروا فى مستقبل أمتكم، وقدموا الطروحات والحلول، وارسموا سيناريوهاتكم المستقلة للمستقبل أثابكم الله، وإلا فستدهسنا عجلة التاريخ!! تفلسفوا وقدموا تصوراتكم ومقترحاتكم القابلة للتطبيق فى المستقبل.. تفلسفوا تنهضوا.. وتتقدم أمتكم!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل الشعب الفلسطينى الحرب الروسية الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

ترامب يسبق زيارته للمنطقة ويفاجئ العرب ويزيد اشتعال الأزمة مع ايران بسبب الخليج

ترمب يسبق زيارته للمنطقة ويفاجئ العرب ويزيد اشتعال الأزمة مع ايران بسبب الخليج

متابعات ــ تاق برس

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية الأسبوع المقبل، اعتماد تسمية “الخليج العربي” بدلا من تسمية “الخليج الفارسي’ داخل الولايات المتحدة، ــ وفقا لما أفاد به مسؤولان أميركيان لوكالة أسوشيتد برس .

 

وتدفع الدول العربية باتجاه تغيير الاسم الجغرافي للمسطح المائي الواقع قبالة الساحل الجنوبي لإيران، في حين تتمسك إيران بصلتها التاريخية بهذا الخليج. وتحدث المسؤولان الأميركيان بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل حساسة. ولم يرد كل من البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي فورا على الرسائل التي تطلب تعليقا.

 

 

ويعرف المسطح المائي الواقع قبالة الساحل الجنوبي لإيران، باسم “الخليج الفارسي” على نطاق واسع منذ القرن السادس عشر، رغم أن استخدام تسمية “خليج العرب” أو “الخليج العربي” هو السائد في العديد من دول الشرق الأوسط.

 

وكانت الحكومة الإيرانية، التي كانت تعرف سابقا ببلاد فارس، هددت في عام 2012 بمقاضاة شركة” غوغل”، بسبب قرارها بعدم تسمية هذا المسطح المائي على خرائطها. وفي خرائط غوغل داخل الولايات المتحدة، يظهر هذا المسطح المائي تحت اسم”الخليج الفارسي” الى”الخليج العربي “، بينما تسميه خرائط آبل فقط بـ”لخليج الفارسي”.

 

 

ويمكن لترمب أن يغير الاسم لأغراض رسمية داخل الولايات المتحدة، لكنه لا يستطيع أن يفرض على بقية العالم استخدام الاسم نفسه.

الخليج والعربايرانترامب

مقالات مشابهة

  • شتاء نووي يهدد الأرض: كيف يمكن لحرب بين الهند وباكستان أن تجلب المجاعة والتجمّد للعالم؟
  • ترامب يسبق زيارته للمنطقة ويفاجئ العرب ويزيد اشتعال الأزمة مع ايران بسبب الخليج
  • حمد بن جاسم يشيد بالدبلوماسية العمانية ويطالب العرب بأمرين
  • محافظ دمياط يشارك بتجربة للنحت على الخشب
  • سموتريتش: على العرب أن يتعرضوا لنكبة جديدة
  • هل يمكن زيادة سرعة سيارتك الكهربائية بتحديث بسيط.. تسلا تفاجئ العالم
  • أجواء تنافسية في اليوم الأول لبطولة العالم العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • أبرز 10 دول استخداما للسجائر الإلكترونية في العالم.. ماذا عن العرب؟
  • سحب قرعة كأس العرب ومونديال الناشئين 24 مايو
  • إيران: يمكن حل الخلافات إذا صدقت واشنطن في "مطلبها الوحيد"