زيلينسكي يتهم موسكو بالسعي إلى كارثة عالمية ومسؤول أوكراني يتحدث عن قوة التحصينات الروسية
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بدفع الوضع نحو "كارثة عالمية" بعد قصفها المتكرر موانئ تصدير الحبوب، في وقت تحدث فيه مسؤول أوكراني عن قوة التحصينات الروسية التي تحول دون تقدم سريع لقوات بلاده في الشرق والجنوب.
ففي خطابه اليومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس الأربعاء، قال زيلينسكي إن الهجمات الروسية على البنية التحتية للموانئ تظهر أن موسكو عازمة على التسبب في أزمة بأسواق المواد الغذائية والإمدادات.
وقال الرئيس الأوكراني إن "الروس يستهدفون مرة أخرى الموانئ ومنشآت الحبوب والأمن الغذائي العالمي.. وإن على العالم أن يرد على ذلك".
وجاء خطاب زيلينسكي بعد ساعات من إعلان السلطات الأوكرانية عن تعرض "ميناء إسماعيل" على نهر الدانوب لقصف بطائرات روسية مسيّرة، مما ألحق أضرارا بالبنية التحتية التي تستخدم لتصدير الحبوب، وأتلف آلاف الأطنان من الحبوب الموجهة للتصدير.
وميناء إسماعيل هو أحد أكبر الموانئ النهرية لتصدير الحبوب في أوكرانيا، ويقع على نهر الدانوب على الحدود مع رومانيا.
ومع إغلاق البحر الأسود فعليا بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب قبل أسبوعين، بات ميناء إسماعيل طريق التصدير الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية عبر رومانيا المجاورة.
ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من قصف طائرات مسيرة روسية مستودعات الحبوب في "ريني" الواقعة على نهر الدانوب بجوار الأراضي الرومانية.
وقبل ذلك استهدفت هجمات روسية موانئ تصدير الحبوب في مقاطعة أوديسا جنوبي أوكرانيا، وأكدت كييف أن هذه الهجمات أتلفت عشرات آلاف الأطنان من الحبوب.
المسيّرات مجددا
في غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط في وقت مبكر اليوم الخميس أهدافا جوية بعدما حذر السكان في كييف من هجمات بطائرات مسيّرة.
وسُمعت أصوات المضادات الأرضية الأوكرانية أثناء تصديها للأهداف الجوية في كييف.
واستمرت حالة الإنذار في العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى شرقي البلاد نحو 3 ساعات قبل أن تُرفع فجرا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أن القوات الروسية أطلقت أمس الأربعاء 37 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد"، مشيرا إلى إسقاط بعضها.
ودعا زيلينسكي إلى تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، مطالبا مرة أخرى حلفاء بلاده بتزويدها بطائرات "إف-16".
تحصينات وحقول ألغامفي التطورات الميدانية، أكد مسؤولون أوكرانيون أمس الأربعاء أن القوات الروسية لم تحقق أي تقدم على خطوط المواجهة لكنها متحصنة بشكل جيد في مناطق واقعة تحت سيطرتها مليئة بالألغام، وهو ما يجعل تحرك القوات الأوكرانية إلى الشرق والجنوب أمرا صعبا.
وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إنه كان لدى روسيا متسع من الوقت خلال الأشهر الماضية لإقامة تحصينات قوية وحقول ألغام.
وأضاف دانيلوف، في تصريحات للتلفزيون الأوكراني، أنه في المناطق التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا بالشرق والجنوب زرع الروس أعدادا هائلة من الألغام، قائلا "استعد العدو استعدادا شاملا لهذه الأحداث.. عدد الألغام في المنطقة التي استعادت قواتنا السيطرة عليها هو جنون تام. في المتوسط هناك 3 أو 4 أو 5 ألغام
للمتر المربع".
وكرر المسؤول الأوكراني تصريحات سابقة للرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن التقدم الأوكراني، رغم بطء وتيرته عن المأمول، لا يمكن التعجل فيه لتجنب المغامرة
بالأرواح.
وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إنه لا أحد يمكنه أن يملي على بلاده المواعيد النهائية، وأضاف أنه لا يوجد جدول محدد فيما يتعلق بالعمليات التي تقوم بها القوات الأكرانية، والتي وصفها بأنها معقدة وصعبة وتعتمد على الكثير من العوامل.
ومنذ بدأت هجوما مضادا في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، استعادت القوات الأوكرانية بضع مئات الكيلومترات في مقاطعتي دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق)، لكنها تواجه مقاومة شرسة وهجمات روسية مضادة.
في الإطار نفسه، قالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية لم تستطع منع تقدم الجيش الأوكراني حول مدينة باخموت بدونيتسك.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت 12 هجوما أوكرانيا في مقاطعة دونيتسك ودمرت زورقا أوكرانيا مسيّرا حاول استهداف سفينة حربية روسية كانت ترافق سفينة مدنيّة بالبحر الأسود.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محطات المفاوضات الروسية الأوكرانية لوقف الحرب.. كيف جرت؟ ولماذا فشلت؟
موسكو- مع انتظار حسم موضوع المفاوضات الروسية الأوكرانية المفترضة في تركيا، والغموض الذي ما زال يلف حظوظ نجاحها بوقف الحرب التي دخلت عامها الرابع بين البلدين، تعود إلى الأذهان سلسلة المفاوضات السابقة لتسوية الخلافات بين الجانبين والتي انعقدت في أكثر من بلد وعلى مستويات تمثيلية مختلفة لكنها باءت جميعها بالفشل.
بعد 3 أيام فقط من اندلاع الحرب بينهما، بدأت روسيا وأوكرانيا رسميا مفاوضاتهما الأولى في 28 فبراير/شباط 2022، وذلك بمبادرة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
انعقدت الجولة الأولى بين وفدي البلدين بمدينة غوميل البيلاروسية، ومثّل الجانب الروسي رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، ونائب وزير الخارجية أندريه رودينكو، والسفير الروسي في مينسك بوريس غريزلوف.
فشل المفاوضاتبينما ضم الوفد الأوكراني وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ونائب وزير الخارجية ميكولا توتشيتسكي، ومستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا ميخايلو بودولياك.
انعقدت الجولة الثانية من المفاوضات في الثالث من مارس/آذار 2022 بمقاطعة بريست في بيلاروسيا. وفي نهاية الاجتماع، أشار ممثلو البلدين إلى أن النتائج المتوقعة لم تتحقق، ومع ذلك، تمكنت الأطراف من التوصل إلى بعض الاتفاقات بشأن القضايا المتعلقة بالمجال الإنساني.
إعلانأما الجولة الثالثة فعُقدت في السابع من الشهر نفسه، ولكن لم يتم تحقيق أي تقدم يذكر. وبعد مرور بعض الوقت، تم نقل المفاوضات إلى تركيا. وفي العاشر مارس/آذار 2022، احتضنت أنطاليا مفاوضات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديمتري كوليبا، بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو كوسيط.
في أعقاب الاجتماع، صرح كوليبا أن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بينما أكد لافروف استعداد موسكو لمواصلة عملية التفاوض. ورغم أن وزير الخارجية التركي صرح في حينه بأنه ليس من المتوقع التوصل إلى حل كامل لجميع القضايا في هذا الاجتماع، لكنه وصفه بأنه خطوة أولى مهمة.
في 29 مارس/آذار 2022، جرت الجولة التالية من المفاوضات بين ممثلي موسكو وكييف في إسطنبول. وفي ختام اللقاء، اقترح الجانب الأوكراني تجميد قضية وضع شبه جزيرة القرم لمدة 15 عاما، فضلا عن إبرام اتفاقية دولية بشأن الضمانات الأمنية، التي ينبغي أن توقّع وتصدق عليها جميع الدول التي تضمن أمن أوكرانيا.
في المقابل، أعلن الوفد الروسي عن نيته تقليص أنشطته العسكرية بشكل كبير في شمال أوكرانيا.
بيان إسطنبولبحلول نهاية مارس/آذار 2022، أسفرت المحادثات التي بدأت في الأسابيع الأولى للحرب عن ما يُسمى بيان إسطنبول، وهو إطار عمل للتسوية.
كان من شأن الصفقة الأساسية في هذا الإطار أن تتضمن التزام أوكرانيا بالحياد الدائم، واستبعاد عضويتها المحتملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل ضمانات أمنية صارمة من موسكو، لكن الجانبين فشلا في إبرام الاتفاق واستمرت الحرب حتى الآن ودخلت عامها الرابع.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في 17 مايو/ أيار، كلا من بريطانيا والولايات المتحدة بممارسة الضغوط على الوفد الأوكراني "لإطالة أمد الصراع وزيادة الخسائر في صفوف الجيش الروسي".
إعلانوفي أعقاب المحادثات التي عقدت في 29 مارس/آذار في إسطنبول، توقف الحوار بين الطرفين فعليا. وحتى الآن، لا يزال كلا الطرفين يعطيان الأولوية لمخاوف الأمن القومي وقضايا أخرى، كوضع المناطق المتنازع عليها، وتخفيف العقوبات عن روسيا، وتمويل إعادة الإعمار الاقتصادي في أوكرانيا بعد الحرب.
في إسطنبول، أعطى كلا البلدين الأولوية لمعالجة أمن ما بعد الحرب على كل شيء آخر. على هذا الأساس، أصرت موسكو على تخلي كييف عن عضوية حلف الناتو، وعدم استضافة أي قوات أجنبية أو إجراء مناورات عسكرية تشمل قوات أجنبية على أراضيها، وقبول بعض القيود على حجم وهيكل جيشها.
وساطة تركيةمن جانبها، رفضت كييف فرض قيود على قواتها، وأصرت على حقها في الحصول على ضمانات أمنية من شركائها الغربيين، وقبول موسكو الضمني بأن هذه القوى ستهب للدفاع عن أوكرانيا في حال شنت روسيا هجوما جديدا.
في سبتمبر/أيلول 2022، وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قانونا يستبعد إمكانية التفاوض مع روسيا.
في مقابل ذلك، أعلنت موسكو أنها لن تتخلى عن الأساليب الدبلوماسية لحل النزاع، وستبقي شروطها المقترحة دون تغيير.
،في ليلة 11 مايو/ أيار 2025، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كييف استئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم 15 من الشهر ذاته، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة للمفاوضات دون شروط مسبقة.
وبينما شكر بوتين الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جهود الوساطة التي بذلها في التسوية الأوكرانية، لم يستبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال المفاوضات.
من جانبه، وافق الرئيس الأوكراني على الاقتراح، لكنه قال إن المفاوضات لن تبدأ إلا بعد أن تعلن الأطراف عن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.