موقع النيلين:
2025-05-09@10:28:42 GMT

رشان اوشي: ظل الجنرالات

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

مثلما تكمن أزمة السودان في نخبه السياسية التي تطفو على سطح السياسة بالفشل و التناطح السياسي، تكمن نكبة السودان أيضاً في كفاءة الحكام ورجال الدولة الذين يشغلون المناصب ، وفيهم ، مَن في سيرته المهنية لم يحقق أي نجاح أو تقدم قيد أنملة في ملفاته ، ولا كان علامةً فاصلةً في أي تسوية وحل أو تفكيك نزاع بحجم كفاءة رجال الدولة في عهد “البشير” أن عقدنا مقارنة مع زمن قريب .

بل أصبحت الأزمة في السودان يتصدرها من هم في الصفين الرابع والخامس من الحكام كفاءة وخبرة، و كأن بلادنا مقدر لها الشقاء .

من جانبي .. التوصيف الصحيح هو (أزمة سودانية ضاربة الجذور)، وساعد على استمرارها حالة التوهان الحالية في بلد منقسم.
ولكن عمقها يمتد إلى ما أصفهم عادة ب (رجال حول السلطة)، تجدهم في هيئة سكرتاريات وموظفين كبار متجاوزين لصلاحياتهم و متمددون إلى مستوى اتخاذ القرار نيابة عن القادة، أو كتابة خطاب رسمي بلسان القائد و ختمه الخاص دون علمه ، وغالباً يهدف إلى مصلحة خاصة، أو تجدهم في هيئة سياسيين فاشلين أمثال “اردول” وآخرون، فشلوا في أن يصبحوا حكاماً و أصبحوا ظلاً لهم.

والفشل الحقيقي هو فشل القادة بامتياز و يخصهم، لأنهم يرغبون في أن تستمر هذه الأوضاع السائلة، حتى لا يخسروا امتيازاتهم، ولا يخسروا سلطتهم الآيلة للسقوط…

حتى المواطن السوداني في دور الايواء وبلدان اللجؤ يعي ويعلم حجم ومدى فشل وفساد الطبقة السياسية في السودان ، بل وموثق فسادها وفشلها بمستندات دامغة .

على القيادة أن تستيقظ لتنظر إلى الواقع المأساوي ، فالواقعية جزء من تفكيك الأزمة ، عليهم الإنتباه للرأي العام الذي بات يراهم كمافيا وليسوا رجال دولة،.

مسؤولية أمن واستقرار بلادنا تحتاج كثيراً من الجهد، قد يبدأ من داخل أروقة الدولة التي نخرها استغلال النفوذ، المحسوبية و(الشلليات ) .

هذه الفوضى ستنتج قرار إسقاط النظام الحالي ,وللاسف ستسدد الفاتورة من عمر الشعب السوداني ومستقبله .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محمد أبوزيد كروم يكتب: العدوان الإماراتي.. وعملاء الداخل!!

يبدو أن دويلة الشر الإمارات، لم تحتمل مفاجأة قصف مطار نيالا الأخيرة، والتي تسببت لها في ألم عظيم وعميق وخسائر فادحة، ولذلك قررت أن تدخل في الحرب أصالةً وبشكل مباشر وتوجه إمكانياتها عبر موانيها ومناطق نفوذها في أفريقيا وعلى ساحل البحر الأحمر لإستهداف بورتسودان.

لا تشغلوا أنفسكم بمليشيا الدعم السريع فهي لا تملك قدرة أكثر من عملية إسقاط مدينة النهود التي وجهت لها كل إمكانياتها البشرية والمادية والدعم الإماراتي المفتوح ونجحت فيها بعد أن عجزت عن إسقاط الفاشر، وخرجت من كل مدن السودان عدا مناطق دارفور وأجزاء صغيرة من كردفان، وهي الآن لا تنتظر غير تسوية تعيد ما تبقى منها للمشهد.

نحن شعب جسور تحملنا على مدار عامين ودخلنا إلى الثالث حرب مع كل عالم الشر، وسط تخاذل وصمت الجميع، حتى ظن المرجفون أن السودان لن تقوم له قائمة مرة أخرى، وهزمنا كل هذا المخطط وحررنا الخرطوم ومدني، سنجة، جبل موية، الدندر ، السوكي، ومدن ولاية الجزيرة، وفككنا الحصار عن مدينة الأبيض وتقدمنا في كردفان، واستطعنا بفضل الله وقوة شعبنا من جعل الحياة عادية في كل أوجه الدولة والمؤسسات.

وأنا أنظر للعدوان الإماراتي علينا هذه الأيام في بورتسودان، وبالرغم من الخسائر والجراح، إلا أنني أرى في ذلك صمود هذا الشعب الأبي الذي هزم كل هذه الإمكانيات وكل هذا الشر، ويقيني أنه لو وجهت هذه الإمكانيات ضد أي دولة في العالم لسقطت إلى الأبد.
من خرج من العاصمة الخرطوم، وترك خلفه كل مقدرات الدولة ومؤسساتها، وأعاد الحياة من جديد في مدن السودان المختلفة لن تخيفه خزعبلات الإمارات في بورتسودان هذه الأيام، ويبدو أن الإمارات لم تفهم من تجربة العامين الماضيين ضد السودان!!

ما المطلوب في هذه اللحظة إذاً؟.. المطلوب هو قيام الدولة بواجبها بما يتناسب مع هذا الظرف، إتخاذ قرارات الشراكات الاستراتيجية مع روسيا وتركيا وإيران، ضبط مؤسسات الدولة وإنفاذ القانون وتوجيه كل الإمكانيات لوجهاتها الصحيحة، وبالطبع فإن دول الجوار والعالم يعلمون مكان ووجهة إطلاق المسيرات ولكنهم صامتون!! ولذلك يجب تمليك كافة المعلومات التي تتحصل عليها الحكومة للعالم وللرأي العام فنحن نخوض الآن حرب مفتوحة وتعتمد على الصدمة.

مشكلتنا الحقيقية الأولى في داخلنا كشعب سوداني، فنحن ليسوا مثل الشعب الجزائري مثلاً الذي تخوض حكومته حرب مماثلة مع الإمارات وهي مدعومة بكامل شعبها وقطاعاته، ولا نحن مثل الأشقاء المصريين الذين لا يجاملون ولا يتهاونون في أمنهم القومي مهما وصلت بينهم درجة الخلاف، فنحن شعب وأن تركزت فينا الكثير من القيم والمُثل، إلا أننا شعب هش، تتحالف مجموعة كبيرة من قواه السياسية مع الإمارات ضد بلادها وتفرح وتسعد بما يحدث للسودانيين من قتل وتدمير وخراب وفظائع، بل وتعلن ذلك على الملأ، فهذه حالة تستحق الدراسة لأنها لاتحدث إلا في السودان للأسف، المهم من لم يرجفه ويخيفه ما حدث في الخرطوم في، وبعد 15 أبريل، لن يخيفه ما حدث في بورتسودان، وبيننا وبين الإمارات وعملاء السودان الأيام..

محمد أبوزيد كروم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في تاريخ السودان، تتعرض الدولة لاستهداف بهذا الشكل الواضح
  • السودان بلا مركز: تعدد السلطات وتفكك الدولة بين الحرب وغياب السيادة
  • السودان وحرب المسيرات
  • هجمات متتالية على المواقع الحيوية في بوتسودان.. كيف حصل التصعيد وما هي الخسائر؟
  • اغتيالات الجنرالات في عمق روسيا تُقلق الكرملين
  • السودان بين الثكنة والمنبر- قراءة في بنية الصراع لا مراحله
  • بورتسودان: حين تتعرّى الدولة على سواحلها
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: العدوان الإماراتي.. وعملاء الداخل!!
  • رئيس الدولة يؤكد أهمية تفاعل الجهات الحكومية الخدمية مع المجتمع لتقديم خدمات ذات كفاءة وفاعلية
  • جهاز الأمن الوطني… درع الوطن