ترامب يتعهد بدعم إسرائيل وهاريس في بنسلفانيا استعدادا للمناظرة
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
تعهد المرشح الجمهوري دونالد ترامب الخيمس بأنه في حال انتخابه رئيسا سيقف إلى جانب إسرائيل ويدعم ما سماه "حقها في الدفاع عن نفسها وحربها ضد الإرهاب"، كما عرض خطة اقتصادية منافسة، بينما تبدأ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس زيارة مطولة لولاية بنسلفانيا استعدادا للمناظرة التفزيونية المرتقبة مع منافسها الجمهوري.
وفي خطاب مدته 15 دقيقة توجه به عن بعد للمؤتمر السنوي لـ"ائتلاف اليهود الجمهوريين" في لاس فيغاس، قال ترامب إن إسرائيل لن تبقى موجودة في حال فازت هاريس بالانتخابات، بحسب ما نقله عنه موقع "ذي فورورد" اليهودي الأميركي.
وهاجم الرئيس الأميركي السابق الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس معتبرا أنهما ألقيا اللوم على إسرائيل في مقتل الأسرى الستة (أحدهم يحمل أيضا الجنسية الأميركية) الذين قال الجيش الإسرائيلي إنه تم انتشال جثثهم قبل أيام من داخل نفق في رفح بجنوب قطاع غزة.
وقال إن اللوم على مقتل الأسرى الستة يجب أن يوجه فقط لحركة حماس.
ووصف المرشح الجمهوري منافسته الديمقراطية بأنها مرشحة القوى التي تريد "تدمير الحضارة الغربية وإسرائيل"، معتبرا أن انتخاب كامالا هاريس سيتيح لما سماها "الجماعات الإرهابية" شن هجمات على إسرائيل.
وانتقد الرئيس السابق اليهود الذين يصوتون لصالح الديقمراطيين في الانتخابات، وقال إن على الجامعات وضع حد للدعاية ضد إسرائيل وإلا سيوقف تمويلها.
خطة اقتصاديةوفي إطار حملته الانتخابية، عرض المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب خطة اقتصادية بعد أن عرضت منافسته كامالا هاريس خطة خاصة بها.
وفي كلمة ألقاها في النادي الاقتصادي بنيويورك، تعهد ترامب بإنعاش الاقتصاد الأميركي، وخفض أسعار الطاقة إلى النصف، والتغلب على التضخم، وإضافة آلاف الدولارات إلى جيوب الأميركيين، إذا فاز بالرئاسة.
وقال الرئيس السابق إن هاريس لا تستطيع وقف ارتفاع أسعار المحروقات بسبب سياساتها المناهضة للطاقة الهيدروكربونية، على حد تعبيره.
قبل المناظرة
في غضون ذلك، تتوجّه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس الخميس إلى ولاية بنسلفانيا التي تلعب دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية، ويتوقع أن تمضي هناك 5 أيام استعدادا للمناظرة المرتقبة مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب الأسبوع المقبل.
وقد أظهر استطلاع رأي لمؤسسة يوغوف الخيمس أن هاريس تتقدم على ترامب في ولايات بنسلفانيا وميشيغان ونيفادا وويسكونسن الحاسمة.
ووفقا لمتوسط الاستطلاعات المنشورة عبر موقع "ريل كلير بوليتيكس"، فإن المرشحة الديمقراطية باتت تتقدم على منافسها الجمهوري بفارق 1.9% على المستوى الوطني.
وتحظى هاريس بدعم 48.1% من الناخبين المستطلعة آراؤهم، في مجمل الاستطلاعات الأخيرة، بينما قال 46.2% منهم إنهم سيصوتون لترامب.
وأفاد موقع أكسيوس بأن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب قلص أنشطة حملته الانتخابية في 3 ولايات كان يستهدفها قبل 6 أسابيع فقط، وذلك في مؤشر لتغيير ديناميكيات السباق الرئاسي نتيجة إظهار استطلاعات الرأي تزايد حظوظ نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
ووفقا لما ذكره الموقع، فإن حملة ترامب باتت تركز بشكل أقل على ولاية نيو هامبشير ومينيسوتا وفرجينيا وتضخ مواردها في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، أو ما يعرف بولايات "الجدار الأزرق" التي تعتبر حاسمة لكلا الجانبين في تحقيق الانتصار.
كما أعاد ترامب التركيز على نورث كارولينا وأريزونا ونيفادا، حيث كان لديه تقدم كبير في استطلاعات الرأي قبل أن تجعلها هاريس ولايات تتقارب فيها حظوظ الجانبين.
وقالت شبكة "إن.بي سي نيوز" الخميس إن حملة هاريس جمعت أكثر من 300 مليون دولار في أغسطس/آب، وهو أكثر من مثلي ما جمعه ترامب خلال نفس الفترة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دونالد ترامب کامالا هاریس
إقرأ أيضاً:
ترامب يخذل “إسرائيل” وحزب الإصلاح
محمد الجوهري
في منتصف مارس الماضي، أعلن ترامب عن عملية واسعة في اليمن توعد فيها بالجحيم لأنصار الله والشعب بأكمله، عندها احتفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية وتلك التابعة لمرتزقة اليمن، خاصة التابعة لحزب الإصلاح، وعاشت ملاهي يافا المحتلة وإسطنبول التركية ليلة صاخبة ابتهاجاً بالانتصار الأمريكي القادم لا محالة، وما هي إلا مدة زمنية بسيطة حتى تراجع ترامب حفاظاً على مصالحه الخاصة ومصالح بلده، وعلى حساب المصالح الصهيونية في المنطقة.
وكما أكد اليمن، بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي، فإن اليمن ماضٍ في نصرة غزة، وأن العدو الأمريكي سيورط نفسه إذا تدخل لحماية الملاحة الإسرائيلية، وهذا بالفعل ما حدث، وقد أدرك العدو ذلك جيداً، وترك حليفه الصغير وأدواته الرخيصة منفردة في مواجهة قوة عظمى لا طاقة له ولهم بها، وأثبتت الأيام أن البحر الأحمر مغلق متى ما أراد الشعب اليمني إغلاقه، وأن الأسلم لأمريكا أن تمر منه مرور الكرام، وقريبا ستتخلى عن “إسرائيل” على نطاق أوسع.
هذا التراجع قوبل بموجة من النحيب، سواءً في الكيان الغاصب أو لدى يهود اليمن في حزب الإصلاح، الذي أثبت ولاءه المطلق لأعداء اليمن، وأنه على استعداد على تقديم أكثر مما يُطلب منه في سبيل تثبيت الوصاية والاحتلال على الشعب اليمني، كما يفعل حلفاؤهم بالضبط في سورية اليوم.
الضربة المعنوية التي تلقّتها “إسرائيل” من هذا التراجع لم تكن بسيطة. فهي التي هلّلت للعدوان، واعتبرته فرصة ذهبية لإنهاك الجبهة اليمنية وإبعادها عن محور المقاومة، وجدت نفسها أمام حقيقة مرة: أن واشنطن لم تعد قادرة على فتح جبهات جديدة، خاصة حين تكون الجبهة أمام خصم عنيد يمتلك الإرادة، ويملك أدوات الردع البحري والبري وحتى الصاروخي، وهو ما أثبته اليمن مراراً في عمليات نوعية طالت العمقين السعودي والإماراتي، وأحدثت الرعب في موانئ “إيلات” و”أشدود”.
أما حزب “الإصلاح”، فكان كما في كل مرة في موقع التابع والمراهن على الغير. إذ اندفع بكل ما أوتي من إعلام وتحريض لتبرير العدوان وتغطيته، وأطلق كتّابه العنان لتخوين كل من يعارض الحصار أو يرفض الوجود الأمريكي. وكان أبرز مظاهر هذا الولاء ما جاء في تصريحات قياداته التي ربطت صراحة بين بقاء الدعم الأمريكي، وبين استمرار قدرتهم على البقاء السياسي، وكأن الإصلاح قد تحوّل إلى فرع محلي لمصالح السفارة الأمريكية والصهيونية في آنٍ معاً.
لقد بات جلياً أن مشروع “الإصلاح” في اليمن لم يعد مشروعاً وطنياً بأي معيار، بل هو مجرد امتداد لفكر وظيفي يشبه ما تفعله الفصائل التكفيرية الحاكمة اليوم في الشمال السوري، حيث تُسلّم الأرض مقابل حفنة من الوعود الغربية، وتستجدي البقاء عبر التماهي مع مشاريع الاحتلال والتقسيم.
في المقابل، تصاعدت رسائل القوة من صنعاء، لا بالكلام فقط، بل بالعمليات النوعية التي استهدفت مطار اللد والسفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، وأثبتت عملياً أن ممرات البحر الأحمر وخليج عدن لم تعد ملكاً لأحد إلا الشعوب التي تعيش على ضفافها. فقد وصلت الرسالة واضحة إلى البيت الأبيض: لن تكون هناك حماية للكيان الصهيوني ما دامت غزة تحترق وأطفالها يذبحون تحت الطائرات.
كما أن المواقف اليمنية التي عبّر عنها السيد القائد في أكثر من خطاب، رسمت حدوداً جديدة في الوعي الإقليمي: لا تراجع عن نصرة فلسطين، ولا مكان للمنافقين في ساحة المعركة، والعمالة اليوم لم تعد مجرد تهمة، بل فضيحة موثقة بأصوات وصور وتصريحات متلفزة.
إنها مرحلة جديدة، تُكتب بالدم والصبر والتضحيات، وقد اختار فيها اليمن أن يكون في قلب الصراع، لا على هامشه، وأن يكون معادلاً حقيقياً في ميزان الردع، لا تابعاً يُوظَّف عند الطلب. وما خذلان ترامب إلا أول الغيث في مسلسل طويل من التراجع الأمريكي ـ الصهيوني، الذي ستكتبه الأيام القادمة على جدران الموانئ، وفي صرخات المرتزقة التي لا تجد من يجيبها.