نجحت دولة الإمارات في تعزيز ريادتها عالمياً في مجال التمويل الأخضر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تبني مجموعة من السياسات والمبادرات الإستراتيجية الهادفة إلى زيادة الاستثمار في المشاريع المستدامة ودعم الابتكار في هذا المجال.

وتعتبر الإمارات نموذجاً يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط في مجال تطوير التشريعات التنظيمية التي تدعم التمويل الأخضر، ما أسهم في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للاستثمار المستدام وشجع على جذب الاستثمارات من أنحاء العالم المختلفة.


وأثبتت الدولة قدرتها على أن تكون في مقدمة دول العالم في العديد من المجالات المرتبطة بحشد جهود تمويل مبادرات الاستدامة ومواجهة التغير المناخي؛ إذ تحتل الدولة المرتبة الأولى في المنطقة والثانية على مستوى العالم في حجم صكوك الاستدامة القائمة، بما يؤكد التزامها بدعم الاستدامة كجزء من إستراتيجيتها نحو النمو الأخضر.
وقال بشار الناطور، المدير التنفيذي والرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة “فيتش” للتصنيفات الائتمانية، إن دولة الإمارات، أظهرت تقدماً وريادة في قطاع الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة في إطار هذا المشهد المتوسع، مشيراً إلى دعم الحكومة لمبادرات الاستدامة كجزء من إستراتيجية النمو الأخضر في الدولة.
وأوضح أن قيمة الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة الـ”ESG” القائمة في الإمارات بلغت 9.1 مليار دولار بنهاية الربع الثالث من 2024، ما يعكس معدل نمو سنوي يبلغ 43%، فيما بلغت سندات الـ “ESG” القائمة 13.4 مليار دولار، بزيادة 59% على أساس سنوي، لتشكل الصكوك بذلك نحو 40.6% من مزيج تمويل هذه النوعية من الصكوك في الإمارات بنهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وأفاد بأن الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة في الإمارات تمثل 15.6% من إجمالي الصكوك القائمة في الدولة بنهاية الربع الثالث من 2024، ارتفاعاً من 12.7% في الربع الثالث من 2023، وأن الإمارات تمتلك أكبر حصة تمثل 47% من إجمالي الصكوك البيئية والاجتماعية والحوكمة القائمة في دول مجلس التعاون الخليجي كما في نهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وأشار الناطور إلى أن مكانة الإمارات في عالم صكوك الـ”ESG” تبرز على المستوى العالمي، إذ تمتلك ثاني أكبر حصة 20.5% من إجمالي صكوك “ESG” القائمة عالمياً، بعد ماليزيا، التي تتصدر بحصة 29%، بما يؤكد دور الإمارات المحوري في دفع الصكوك المستدامة في المنطقة والعالم.
وبحسب “بي دبليو سي”، فإن التزام الإمارات بتعبئة 1 تريليون درهم لتمويل المشاريع المستدامة بحلول 2030 يعكس هذه الروح الطموحة، وهو توجه يُعد خطوة محورية نحو تأمين مستقبل مستدام ومزدهر للأجيال المقبلة، ما يدل على التزام الدولة بتعزيز الاستدامة والمرونة في مواجهة التحديات المستقبلية، وتبني التمويل المستدام كعامل رئيسي لتحقيق رؤية الإمارات في أن تصبح مركزاً رائداً للابتكار والاستدامة في المنطقة وخارجها.
من جانبه، قال الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية، ورئيس الأمانة الفنية لمجلس وزراء البيئة العرب، إن دولة الإمارات وضعت أهدافًا طموحة نحو الانتقال إلى اقتصاد أخضر، مؤندا أهمية إدماج إستراتيجيات الاقتصاد الأخضر في السياسات الوطنية للتخطيط، ومبيناً أن بعض الدول العربية أحرزت تقدماً في هذا المجال.
وبحسب “باركليز بنك” في الإمارات، شهدت الأعوام القليلة الماضية نمواً متسارعاً للتمويل المستدام في المنطقة، وتنامياً ملحوظاً في حضور دولة الإمارات كمركز إقليمي رائد في إدارة التمويل المستدام.
بدورها، تضطلع سلطة دبي للخدمات المالية بدور جوهري في دعم خطة الإمارات الطموحة للحياد المناخي حتى العام 2050 والتي تتطلب تمويلًا ضخماً من القطاع المالي؛ إذ تؤدي دورا بارزا في تعزيز إصدار السندات الخضراء والصكوك المستدامة؛ حيث تعد “ناسداك دبي” الآن أكبر سوق لإدراج الصكوك الإسلامية المستدامة عالمياً. وتمثل هذه الأدوات المالية إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تمويل مشاريع الاستدامة.
وتواصل البنوك الوطنية جهودها على الصعيدين المحلي والإقليمي لتعزيز التمويل المستدام وإطلاق مبادرات داعمة للحياد المناخي بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وفي ديسمبر 2023 أعلن اتحاد مصارف الإمارات، خلال فعالية، عن جهوده لدعم حلول التمويل المستدام ودفع التعاون الدولي لتحقيق مستقبل مستدام،وكشف عن مبادرة القطاع المصرفي في دولة الإمارات بتقديم تسهيلات تمويلية بقيمة تريليون درهم، لدعم الاستدامة بحلول عام 2030.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التمویل المستدام الربع الثالث من دولة الإمارات فی الإمارات فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

«أم الإمارات» تزور قصر دولمة بهتشة في إسطنبول

زارت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، أمس، برفقة أمينة أردوغان حرم الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، قصر دولمة بهتشة في إسطنبول، حيث تجولت سموها في العديد من أروقة وقاعات القصر الذي يعد أحد أشهر المعالم التاريخية والمعمارية لمدينة إسطنبول.

اطلعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على بعض أروقة القصر التاريخي المُطل على مضيق البوسفور في الجانب الأوروبي من إسطنبول، حيث شاهدت مجموعة من المقتنيات الفريدة، شملت تحفاً فنية نادرة، إضافة إلى قطع أثاث مزخرفة تعكس روعة الفنون الإسلامية التي امتزجت في تصميم القصر. وشملت جولة سموها أجنحة القصر التي تميزت بزخارفها الفريدة وأثاثها العريق، إلى جانب البوابات الضخمة والقاعة الكبرى التي شهدت أبرز اللقاءات السياسية، كما تعرفت سموها إلى التاريخ الثقافي والسياسي الذي يحتضنه القصر.
واستمعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال جولتها، لشرح قدمه القائمون على القصر حول تاريخه العريق، حيث بدأت أعمال بنائه عام 1834 في عهد السلطان عبد المجيد الأول، واكتملت بعد 13 عاماً من العمل، ليكون مقراً للسلاطين العثمانيين، وقد صُمم بطراز معماري يجمع بين الطراز الأوروبي والشرقي ويضم أكثر من 285 غرفة، و46 قاعة استقبال وصالة عرض.
وأعربت سموها عن سعادتها بهذه الزيارة التي أتاحت لها التعرف إلى جانب من التاريخ التركي، والاطلاع على ما يزخر به قصر دولمة بهتشة من فنون معمارية وثقافية تعكس عراقة هذه الحضارة وتنوعها، وما تركته من بصمات على صعيد الفن والتراث والنهضة الإنسانية.
وتابعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال الزيارة عرضاً للأزياء التركية أقيم داخل قصر دولمة بهتشة، والتي عكست تصاميم مستوحاة من التراث التركي ممزوجة بلمسات عصرية تعكس روح الابتكار والحداثة وتحافظ على الثقافة التركية الأصيلة.
وقد أقامت أمينة أردوغان مأدبة غداء على شرف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والوفد المرافق لسموها، حضرها عدد من الشخصيات النسائية البارزة من الجانب التركي.
رافق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال زيارتها قصر دولمة بهتشة وفد يضم كلاً من: سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، وسمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان حرم صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
كما ضم الوفد كلاً من ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وشما سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، وسارة الأميري وزيرة التربية والتعليم، والدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة، وسناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة، ومريم بنت أحمد الحمادي وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، والدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزير دولة، وعهود خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، وخليفة شاهين المرر وزير دولة، وعلياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، ونورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، والريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
(وام)

مقالات مشابهة

  • حين تُقصف العواصم… أين تختبئ الدبلوماسية؟
  • الإمارات تنتصر للإنسانية.. إعفاء السودانيين من الغرامات
  • فنلندا تتصدر القائمة.. كيف تبدو الحياة في أسعد دولة في العالم ؟
  • 294 مليار درهم استثمارات الإمارات في صناعة البتروكيماويات
  • توسيع آفاق التعاون البرلماني بين الإمارات وباكستان
  • الإمارات تجدد دعوتها لحماية المدنيين في السودان
  • «أم الإمارات» تزور قصر دولمة بهتشة في إسطنبول
  • 1.04 تريليون درهم حجم التمويل الإسلامي في الإمارات
  • الإمارات: لا علاقة لنا بوجود أنظمة مدفع هاوتزر في السودان
  • «إمستيل» تطلق أول إطار عمل للتمويل الأخضر لتسريع النمو المستدام