صدى البلد:
2025-05-14@06:25:24 GMT

منال الشرقاوي تكتب: لم يكن عنتر ولبلب

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

يُعد فيلم "عنتر ولبلب" من كلاسيكيات السينما المصرية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، ليس فقط لطابعه الكوميدي الجريء ولكن أيضًا لما يحمله من رمزية وعمق في الطرح. صدر الفيلم عام 1952، من إخراج سيف الدين شوكت وبطولة الثنائي الأيقوني محمود شكوكو وسراج منير، ليقدم حكاية تمزج بين الصراع الشعبي والكوميديا الساخرة في قالب بسيط ولكنه مؤثر.

 
تدور أحداث الفيلم حول شخصية "لبلب" (محمود شكوكو)، الشاب البسيط الذي يعمل في حي شعبي ويحاول بشتى الطرق التصدي لـ"عنتر" (سراج منير)، الرجل المتغطرس والمتسلط الذي يسعى لفرض هيمنته على الجميع. في إطار كوميدي، يبتكر "لبلب" وسائل طريفة للرد على استبداد "عنتر"، مما يجعل الصراع بينهما رمزًا أوسع لصراع القوى الشعبية ضد الطغيان.
في بداية عرضه، كان الفيلم يحمل اسم "شمشون ولبلب"، لكنه سُحب من دور العرض بعد أسابيع قليلة دون أسباب معلنة، ليعود بعد ستة أشهر بعنوان جديد، "عنتر ولبلب". ومع هذا التغيير، ظهرت على شريط الصوت آثار المونتاج بوضوح، حيث استُبدل اسم "شمشون" بـ"عنتر" بصوت مختلف عن أصوات الممثلين الأصليين، مما أبرز عملية التغيير، خاصة لدى ممثلين مثل عبد الوارث عسر وشكوكو.
الفيلم، في جوهره، لم يقتصر على تناول القضايا الوطنية المصرية المرتبطة بالصراع ضد الاحتلال والمطالبة بجلائه، بل تجاوز ذلك ليقدم رمزية أعمق. اسم "شمشون"، صاحب القصة الشهيرة، الذي اختلفت عنه الأقاويل، عُرض في سياق الفيلم كشخصية مغتصبة للأرض ومفسدة لحياة أصحابها، في إسقاط واضح على الأحداث في المنطقة العربية. في الفيلم " لبلب" يتحدى "عنتر" بضربه سبع صفعات على مدى سبعة أيام، مما يعكس رمزية مستمدة من قصة "شمشون". في تلك القصة، قدم شمشون لغزًا لحله في سبعة أيام، مما يشير إلى أن استخدام الرقم سبعة في الفيلم قد يكون إسقاطًا. رسالة الفيلم جاءت مباشرة، الضعف ليس مبررًا للتخلي عن الحقوق، والذكاء قد يكون السلاح الأقوى في مواجهة القوة. مع ذلك، جاء تغيير الاسم إلى "عنتر"، البطل العربي، ليُخفي الإسقاط السياسي المزدوج. وظل الفيلم يحمل في طياته دعوة للمقاومة الذكية وروح التحدي الشعبي، مما جعله عملًا خالدًا يعكس قوة الإرادة في وجه الظلم.
تميز فيلم "عنتر ولبلب" بأداء استثنائي من محمود شكوكو، الذي أضاف لمسة كوميدية خالدة بحركاته وتعابيره الفريدة، وسراج منير، الذي أضفى بعدًا دراميًا على شخصية "عنتر"، مما حقق توازنًا مثاليًا بين الجدية والكوميديا. كما أن تصوير الحياة اليومية في الحارة المصرية أضفى نطاقًا بصريًا واقعيًا يعكس بساطة المجتمع آنذاك. جاء السيناريو ذكيًا، جامعًا بين البساطة الظاهرية والرمزية المستترة، ليظل الفيلم قريبًا من الجمهور مع تقديم معانٍ أعمق لمن يتأمل تفاصيله. على الرغم من بساطة أدواته الإنتاجية، استطاع الفيلم أن يترك بصمة كبيرة في السينما المصرية. لقد أصبح نموذجًا لأفلام الصراع بين القوي والضعيف. بأسلوبه البسيط ورسائله الذكية، استطاع الفيلم أن يخاطب واقعًا يتجاوز زمانه ومكانه؛ ليبقى شاهدًا على قدرة السينما في تقديم أعمال تجمع بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية. تلك الأعمال التي تُذكِّرنا دائمًا بأن الذكاء والإرادة يمكن أن يصنعا فارقًا، حتى في مواجهة أقوى التحديات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمود شكوكو كلاسيكيات السينما المصرية عنتر ولبلب المزيد

إقرأ أيضاً:

الموسيقى العربية تكتب تاريخا جديدا في أستراليا بقيادة هاني فرحات

كتب هاني فرحات تاريخا جديدا للموسيقي العربية منذ ساعات على مسرح أوبرا سيدني أحد أهم المسارح الموسيقية في العالم بقيادته لأوركسترا المتروبوليتان الأسترالية في حفل مشترك مع الأوركسترا السعودية في النسخة العالمية السابعة لسلسة حفلات روائع الأوركسترا والكورال الوطني السعودي التي تنظمها هيئة الموسيقي  تحت شعار أفاق الإبداع تتسع في كل محطة . 


تفاعل الجمهور الأسترالي الذي  إمتلأت به مقاعد دار أوبرا سيدني مع الموسيقي العربية التي عزفتها الأوركسترا المشترك بالإضافة الي مقطوعات أسترالية شهيرة .

"فرحات "أعرب عن فخره وسعادته بالنجاح الكبير الذي حققه الحفل وهو مالمسه من تجاوب الجمهور الأسترالي مع المقطوعات الموسيقية والغنائية .


لافتا إلي أنه فوجئ بحرص جمهور كبير من الجاليات العربية المقيمة بأستراليا حضروا من عدة مدن خصيصا إلي سيدني للإستمتاع بالموسيقي العربية والأسترالية .

وأكد أن الحفل  شكل محطة جديدة في سسلسة محطات الأوركسترا بهدف   إبراز جمال التراث الثقافي والتنوع الفني في تاريخ الموسيقي العربية والسعودية علي وجه الخصوص .


مشيرا إلي أن الحفل تضمن مشاركة الأوركسترا السعودي وأوركسترا المتروبوليتان في تقديم مقطوعة  موسيقية مشتركة تدمج بين الثقافتين العربية والأسترالية   بخلاف فقرة  قدمها الأوركسترا الأسترالي تضمنت عدة مقطوعات إسترالية .
موضحا  أن هذه الحفلات تسهم بشكل كبير في نشر الموسيقي العربية  عالميا وتقريبها من أذان الجمهور الغربي بجملها وتوزيعاتها الساحرة خاصة 
مشددا علي أن عالمنا العربي يمتلك  ملحنين وعازفين لايقلون موهبة عن الموسيقيين العالميين بل ويتفوقون عليهم  سواء في التأليف الموسيقي والعزف أيضا . 
وذكر أن  المحطات السابقة للأوركسترا حققت نجاحا كبيرا وساهمت في إكتساب الموسيقي العربية لجمهور جديد مختلف كما لعبت دورا حيويا في مزج الثقافة والفنون العربية مع ثقافات وفنون مختلفة بهدف صناعة تجربة موسيقية إستثنائية تنسج إبداعها علي خارطة الفن والثقافة . 


يشار إلي أن المايسترو هاني فرحات قاد الأوركسترا  السعودي وأوركسترات عالمية في حفلات مشتركة بدأت في فرنسا علي مسرح دو شاتليه والمسرح الوطني بالمكسيك وفي الولايات المتحدة الأمريكية علي مسرح دار الأوبرا متروبوليتان وفي إنجلترا علي مسرح سنترل هول وستمنستر وفي اليابان علي مسرح طوكيو أوبرا سيتي وفي المملكة العربية السعودية علي مسرح مركز الملك فهد الثقافي ونالت هذه الحفلات إشادات محلية ودولية .

طباعة شارك هاني فرحات أوركسترا استراليا

مقالات مشابهة

  • مدرسة محمود بكري بقنا خامس الجمهورية في مسابقة مناهضة التدخين والمخدرات
  • الموسيقى العربية تكتب تاريخا جديدا في أستراليا بقيادة هاني فرحات
  • كتاب جديد للدكتورة منال إمام يرصد قصة نجاح «الدبلوماسية المصرية عبر العصور»
  • الطارف.. توقيف سبعة أشخاص وحجز أزيد من 57 ألف قرص مهلوس
  • مصرع 7 سياح وإصابة العشرات في غرق قارب بإندونيسيا
  • شيخة الجابري تكتب: العالم على صفيح ساخن
  • هند عصام تكتب: الملك والذباب
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 52
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • “عنتر” .. إيمي سمير غانم حزينة ومصدومة… ما القصّة؟ – صورة