يمانيون../
تشهدُ المحافظاتُ المحتلةُ غيلانا شعبيا متصاعدا إزاء التدهور الاقتصادي المتزايد في الأوضاع المعيشية.

منذ اللحظة الأولى لسيطرة العدوان السعودي والإماراتي على المحافظات الجنوبية وكذا بعض المناطق في المحافظات الشمالية في العام 2015م وحتى اللحظة والجرعات السعرية في تصاعد موسمي فبين الحينة والأخرى تظهر جرعة جديدة تسهم في مفاقمة معاناة أبناء تلك المحافظات.

ويعود أساب التدهور الاقتصادي إلى العديد من السياسات التي ينهجها تحالف العدوان وأدواته بهدف تحقيق مصالح شخصية يكتسبها العدوان على حساب الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري لسكان المحافظات المحتلة.

وفيما تتعرض الموارد والثروات الطبيعية للنهب من قبل العدوان وأدواته ،يصارع أبناء المحافظات المحتلة كبد الغلاء المعيشي في ظل انعدام أمني وغياب شبه كلي للخدمات الأساسية في ظل الغياب التام لحكومة المرتزقة.

رفضاً لسياسة التجويع والتدمير الممنهج الذي تمارسه قوى العدوان والمرتزقة يخرج أبناء المناطق المحتلة في مسيرات غاضبة مطالبة التحالف وأدواته بالرحيل وترك الشعب اليمني ليتدبر أمره. مؤخرا تصاعدت المظاهرات الشعبية لتخرج من إطار المطالبة بالإصلاح الاقتصادي والسياسي والأمني للمطالبة برحيل تحالف العدوان السعودي والإماراتي وأدواته.

المناطق المحتلة.. ضحية العدوان ومرتزقته

الفوضى الاقتصادية والسياسية والأمنية التي أوجدها تحالف العدوان ومرتزقته في المناطق المحتلة أسهمت في ارتفاع معدلات الفقر والجوع والجريمة إلى مستويات كبيرة ومرعبة.

ويؤكد محافظ عدن طارق سلام في حديث خاص لموقع أنصار الله أن تلك السياسة الممنهجة تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة وتضاعف الجرعات الاقتصادية التي تفرضها حكومة المرتزقة إلى جانب الاتاوات والجبايات التي أثقلت كاهل التجار والمواطنون معا. وأضاف ” توالت الأزمات على محافظة عدن وبقية المحافظات المحتلة التي باتت اليوم تعيش فصلاً من فصول الزمن الغابر”.

ويضيف ” في الوقت الذي تتقدم الدول وتتطور يصر المحتل ومرتزقته إلا أن يجعلوا من عدن والمحافظات المحتلة نموذجا فريدا من نوعه من حيث الفشل والركود والفقر والمعاناة التي أصبحت واقعا لا مفر منه في زمن احتلال دولتين خليجيتين ودعم وتحالف دولي لما يسمى الشرعية”.

ويشير إلى أن تلك السياسية العدائية أوجدت احتقانا شعبيا مستمرا منذ سنوات وتصاعد مؤخرا ضد دول التحالف ومرتزقتها والمطالبات الشعبية المستمرة بطرد قوات الاحتلال ومرتزقتها من المحافظات المحتلة.

تعمد سعودي إماراتي في تجويع اليمن

وبالرغم من أن تحالف العدوان السعودي والإماراتي يملك ثروات طائلة تكفي لإعمار اليمن وتنمية موارده وتحقيق الرفاة الاقتصادي إلا أنه يتعمد تجويع اليمن وجعله في صراع دائم ومستمر يسانده في ذلك أدوات العدوان الذين يقتاتون على الفتات.

وفي هذه الجزئية يؤكد سلام أن مليشيات المرتزقة أصبحت عاجزة عن دفع مرتبات الموظفين وتوفير الكهرباء التي أصبحت معضلة كشفت حالة العجز والفشل الذي يخيم على تحالف العدوان.

ويشير إلى أن ما يسمى بمجلس الثمانية المرتزقة أدى وظيفته الإرتزاقية على أكمل وجه بعد أن قام هذا المجلس المشكل من دول التحالف، بتقسيم ثروات الوطن وموارده بين أعضائه وتوريد عائدات الإتاوات وصفقات الفساد إلى حسابات وأرصدة المرتزقة في الخارج في الوقت الذي يفتقر فيه المواطن لأبسط الخدمات والسلع الضرورية التي تمكنه من الوقوف على مجابهة هذه الحياة والثبات أمام ازماتها المتعاقبة.

يعيش المواطنون اليوم في المحافظات المحتلة أشبه بمجزرة إعدام جماعية بممارسات وأساليب أبشع من الموت وهو ما تجلى مؤخرا في ارتفاع حالات الانتحار التي شهدتها المحافظات المحتلة وكان آخرها ما حدث في عدن من مأساة حقيقة ومؤلمة.

ويشير المحافظ سلام إلى أن المعلم عبدالفتاح الشاص أقدم على الانتحار بعد أن سئم مماطلة وتجاهل مرتزقة التحالف لمطالب المعلمين بتحسين أوضاعهم ورفع الأجور والمرتبات”.

مردفا القول ” بالإضافة إلى ارتفاع حدة الاحتقان الشعبي وما تشهده عدن والمحافظات المحتلة من مسيرات غاضبة تهتف بصوت واحد: “ثورتنا ثورة شعبية فجرها الشعب الجبار لا انتقالي ولا شرعية برع برع يا استعمار”. ويضيف ” في مشهد يكشف ويؤكد أمرا واحدا لا محالة أن زمن الاحتلال وسطوته قد أزف وأن اليمنيين على موعد مع التحرير والانتصار ولو كره الكافرين.”

تعكس المظاهرات الشعبية الغاضبة المتكررة في مختلف المحافظات المحتلة بمدى الواقع المأساوي الذي تشهده تلك المحافظات وهو ما سينذر بحدوث ثورة شعبية كبرى تسهم في اقتلاع تحالف العدوان واجتثاث أدواته الداخلية وهو ما سيحدث حتما في المستقبل.

قوى العدوان ونهب الثروات

ووفق وزير الدولة السابق أحمد العليي فإن الانهيار الأمني والاقتصادي والسياسي والعسكري في المناطق المحتلة ينجم عن العديد من الأسباب فعلى المستوى الاقتصادي يعمد تحالف العدوان السعودي والإماراتي على نهب الموارد والثروات الطبيعية في المحافظات المحتلة.

ويؤكد العليي في حديث خاص لموقع أنصار الله أن الإمارات والسعودية تسيطر على الموانئ، والنفط والغاز اليمني دون إعادة عوائد هذه الثروات إلى الاقتصاد المحلي، مبينا أن تحالف العدوان كانوا يقومون بتصدير النفط الخام دون الاستفادة من العائدات في تحسين الوضع المعيشي للسكان قبل تدخل الجيش اليمني بتوقيف هذه الجريمة.

ويعتبر الانهيار المتواصل للعملة المحلية مقابل الدولار عاملا أساسيا في انهيار الوضع المعيشي.

ويشير العليي إلى التضخم المتزايد وانهيار الريال اليمني مقابل الدولار في المناطق المحتلة حيث وصل إلى مستويات قياسيه تجاوزت ألفين ريال لكل دولار واحد أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.

ويرجع العليي أسباب سقوط العملة المحلية في المناطق المحتلة إلى قيام المرتزقة بالطباعة المستمرة للعملة المحلية ما أسهم في تدهور الريال اليمني.

ويعتبر الفساد الإداري في مؤسسات الدولة سبب رئيسي من أسباب التدهور الاقتصادي والمعيشي في مناطق الاحتلال. مشيرا إلى أن حكومة المرتزقة تعاني من ضعف الإدارة والفساد المالي والإداري، ما أدى إلى تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة، وغياب المشاريع التنموية وتوجيه الأموال نحو المصالح الخاصة بدلاً من تحسين البنية التحتية.

ضرورة إنهاء الاحتلال

في المناطق المحتلة عمد تحالف العدوان إلى تجييش الألاف من المرتزقة كجنود في ألوية متعددة ومبعثرة جزء يحكمه العدوان السعودي وآخر الإماراتي ما أسهم في زيادة نفقة تلك المؤسسات العسكرية . ويلفت العليي إلى أن مليشيا تحالف العدوان السعودي والإماراتي عملت على تحويل بعض المناطق إلى قواعد عسكرية سعودية وإماراتية بدلاً من تنميتها اقتصادياً.

وأمام ذلك تتزايد المظاهرات الشعبية المتزايدة والمتصاعدة في المحافظات الجنوبية وذلك لاستنكار الارتفاع في الأسعار وانعدام الرواتب.

ويقول العليي “انعدام الخدمات الأساسية و تضاعف التدهور الأمني وانتشار الفوضى جعل المواطنين يطالبون ويحتجون؛ لذلك نجد أن أهم المطالب الرئيسة لأبناء المحافظات المحتلة تتمثل في خروج القوات السعودية والإماراتية وإنهاء الاحتلال العسكري.

التخلص من التدهور الاقتصادي المتواصل يتطلب إنهاء الاحتلال العسكري الأجنبي ودفع مرتبات الموظفين وكذا توحيد العملة المحلية من خلال العمل على التسوية السياسية بعيدا عن التدخلات الخارجية.

ويرى العليي أن استمرار السياسات الاقتصادية الكارثية من قبل المرتزقة ونهب الموارد، بالتأكيد سيزيد من الاحتجاجات وتتحول إلى ثورة شعبية واسعة، موضحا أن الوعي الشعبي بخطورة استمرار الاحتلال السعودي الإماراتي يتنامى وسيؤدي بالتأكيد إلى تصعيد المواجهة ضد التحالف من خلال المقاومة الشعبية والسياسية معاً.

ويلفت إلى أن استمرار الأزمة دون حلول حقيقية سيدفع نحو تفكك قوى الارتزاق التابعة للتحالف وتصاعد الصراعات بينها.

موقع أنصار الله – محمد المطري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی المناطق المحتلة التدهور الاقتصادی المحافظات المحتلة فی المحافظات إلى أن

إقرأ أيضاً:

قادة “التعاون الخليجي” و”آسيان” يتفقان على تعزيز التكامل الاقتصادي

ماليزيا – اتفق قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة دول رابطة آسيان، امس الثلاثاء، على تنفيذ إطار التعاون بين 2024-2028، وأكدوا على ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي والعمل لتعزيز الشراكة بين الجانبين.

جاء ذلك خلال القمة الثانية التي جمعتهما في العاصمة الماليزية كوالالمبور، والتي بحثت قضايا إقليمية ودولية.

وقالت “آسيان” منشور على “إكس”: “شارك الأمين العام لآسيان، الدكتور كاو كيم هورن، في القمة الثانية لآسيان-مجلس التعاون الخليجي، التي عُقدت في مركز كوالالمبور للمؤتمرات في ماليزيا اليوم (الثلاثاء)”.

وأضافت: “خلال القمة، تبادل قادة آسيان ومجلس التعاون الخليجي وجهات النظر حول التعاون بين المنظمتين واتجاهاته المستقبلية، وناقشوا القضايا الإقليمية والدولية”.

وبحسب البيان، “عُقدت القمة بعد نجاح القمة الأولى لآسيان-مجلس التعاون الخليجي في الرياض، المملكة العربية السعودية، بتاريخ 20 أكتوبر 2023”.

وأشار إلى أن القمة الثانية “اعتمدت بيانًا مشتركًا للقمة الثانية، يدعو إلى التنفيذ القوي لإطار التعاون بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي للأعوام 2024-2028”.

كما اعتمدت القمة الثانية “إعلانًا مشتركًا للتعاون الاقتصادي بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي، يؤكد على ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي بين المنطقتين والعمل معًا لتعزيز الشراكة بينهما”.

في السياق ذاته، أشار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى عقد قمة قادة الخليج مع آسيان في إطار تعزيز الشراكة.

وقال في منشور على إكس: “عقدنا اليوم في كوالالمبور القمة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول آسيان، في إطار تعزيز الشراكة مع هذا التكتل الآسيوي الحيوي”.

وأضاف أمير قطر: “نتطلع إلى أن تُسهم مخرجات القمة في توسيع آفاق التعاون التجاري والاقتصادي والسياسي بما يخدم مصالح شعوبنا المشتركة”.

ومساء الاثنين، وصل أمير قطر، إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق بيان للخارجية.

بدورها، أفادت وزارة الخارجية السعودية، عن لقاء جمع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع وزير خارجية ماليزيا محمد حسن، على هامش القمة.

وقالت الخارجية السعودية في بيان، إنه “جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسُبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، ومناقشة تكثيف التعاون والتنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

والاثنين، وصل بن فرحان إلى كوالالمبور، نيابةً عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لترؤس وفد المملكة المشارك في القمة الثانية بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيان، وقمة دول مجلس التعاون الخليجي العربية وآسيان والصين، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وحسب “واس” “تبحث القمتان تعزيز الشراكة في مختلف المجالات بما يحقق المزيد من التنمية والازدهار، وتكثيف التعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ورابطة “آسيان” منظمة اقتصادية تضم 10 دول هي تايلاند، وإندونيسيا والفلبين وماليزيا وسنغافورة وبروناي، وكمبوديا وميانمار وفيتنام، ولاوس، وتأسست في 8 أغسطس/ آب 1967 بالعاصمة التايلاندية بانكوك.

فيما اتفق وزراء دفاع دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، في 27 فبراير/شباط الماضي، على منح تركيا وألمانيا صفة “مراقب” خلال فترة 2024-2027، وفق تصريح صحفي لوزير الدفاع الماليزي محمد خالد نور الدين، بعد اجتماع وزراء دفاع آسيان، بحسب وكالة الأنباء “برناما”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • قادة “التعاون الخليجي” و”آسيان” يتفقان على تعزيز التكامل الاقتصادي
  • ” الشعبية” تدعو لتصعيد الغضب الشعبي العالمي والعربي لوقف العدوان على غزة
  • التحالف الوطني: دورنا لا يقتصر على الدعم الاقتصادي أو الطبي فقط
  • “بنك الملابس” يواصل تنفيذ سلسلة من النشاطات الخيرية في المحافظات
  • صحيفة العرب: محاولات يائسة من الدبيبة للبقاء وسط اتساع دائرة الغضب الشعبي
  • الانتقالي في تهديد مباشر لـ العليمي: لن نسمح باستغلال الغضب الشعبي في الجنوب
  • مصدر مطلع:تحالف إطاري انتخابي موحد في صلاح الدين “إيران أولاً وأخيراً”
  • طرح 32 مشروعًا على منصة “استطلاع” لأخذ المرئيات
  • تحالف “البديل”.. ولادة سياسية جديدة من رحم احتجاجات تشرين
  • في ظل تواطؤ المرتزقة.. الأوبئة تجتاح المحافظات المحتلة وتحصد أرواح الأبرياء بصمت