ترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
انتشرت شائعات جاءت في تقارير غير مؤكدة حول نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف العسكري الذي يربط بين واشنطن وأوروبا منذ عام 1949، وفقاً لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وجاءت هذه الأنباء عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها نائب الرئيس جي دي فانس خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، إلى جانب محادثات مؤكدة بين مسؤولين أميركيين وروس في السعودية، مما أثار مخاوف من تراجع التزام واشنطن تجاه أوروبا.
أعرب قادة أوروبيون عن قلقهم من استبعادهم من المحادثات الأميركية الروسية، خاصة أن ترامب سبق أن أبدى موقفًا متحفظًا تجاه الشراكة مع أوروبا، مستندًا إلى تفاوت في الإنفاق العسكري بين الدول الأعضاء في الناتو.
خلال ولايته الأولى، وجه الرئيس الجمهوري انتقادات حادة لحلفائه بسبب عدم التزامهم بإنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع، وهو هدف تم الاتفاق عليه في 2014 وكان من المفترض تحقيقه بحلول 2024.
وعاد ترامب لإثارة هذه المخاوف في تصريحات أدلى بها خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولينا في فبراير 2024. حيث أكد أنه أبلغ قادة الناتو أن الولايات المتحدة لن تحمي الدول الأعضاء التي لا تفي بالتزاماتها الدفاعية، مشيرًا إلى أنه قد يشجع روسيا على التصرف بحرية ضد الدول المتقاعسة عن زيادة مساهماتها في ميزانية الحلف.
رغم انتشار الشائعات حول انسحاب ترامب من حلف شمال الأطلسي انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع يدعم هذه المزاعم.
من جانبه، كتب دومينيك مايكل تريبي، الصحفي والمعلق السياسي، عبر منصة "إكس" أن "ترامب يفكر في الانسحاب من الناتو"، لكن دون الإشارة إلى مصادر موثوقة تؤكد ذلك.
كما أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي يعد من أشد منتقدي ترامب، أشار لإذاعة "إل بي سي" البريطانية إلى أن الرئيس الأميركي قد يستخدم إنهاء الحرب في أوكرانيا كذريعة للانسحاب من الناتو، مستشهدًا بمطالبة الزعيم الجمهوري مؤخرا بأن ترفع الدول الأعضاء إنفاقها الدفاعي إلى 5% من ناتجها المحلي.
وفي هذا السياق، أثار بيت هيغسيت، وزير الدفاع الأميركي، مزيدًا من الجدل عندما قال خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا إن "الواقع الاستراتيجي للولايات المتحدة لم يعد يسمح بالتركيز الأساسي على أمن أوروبا". كما تحدث في وارسو عن ضرورة أن تستعد أوروبا لاحتمال تراجع الوجود الأميركي في القارة.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الليتواني السابق غابريليوس لاندسبيرغيس عن مخاوفه من انسحاب واشنطن، معتبرًا أن هذه التصريحات، إلى جانب الشائعات حول إمكانية سحب 20 ألف جندي أميركي من أوروبا، تشير إلى "بداية نهاية الناتو".
وفي سياق متصل، حذر فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، من أن انسحاب الولايات المتحدة من الناتو قد يشجع روسيا على مهاجمة دول أوروبية، مشيرًا إلى أن لدى كييف معلومات استخباراتية تفيد بأن موسكو قد تستهدف دولًا كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق.
في المقابل، شكك خبراء في إمكانية اتخاذ ترامب قرارًا بالانسحاب. تشارلز كابشان، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، قال لمجلة "نيوزويك" إن من غير المرجح أن ينسحب ترامب من الناتو، إذ لا يريد أن يذكره التاريخ بأنه الرئيس الذي فكك التحالف العسكري الغربي، فيما أشار ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، إلى أن ترامب قد يستخدم التهديد بالانسحاب كأداة ضغط على أوروبا دون تنفيذه فعليًا.
في ظل هذه التطورات، لا تزال التكهنات حول مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والناتو قائمة، لكن حتى الآن، لا يوجد دليل ملموس على أن واشنطن تتجه نحو فك ارتباطها مع أنجح تحالف عسكري في التاريخ والأطول عمرا أيضا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اتصال بين ماكرون وترامب سبق قمة باريس قمة أوروبية طارئة في باريس حول أوكرانيا فهل تنتزع بروكسل مقعدها في المفاوضات رغم أنف ترامب؟ من يدق الباب يسمع الجواب: ثلث الكنديين يريدون ضم 3 ولايات أمريكية إلى بلادهم فما رأي ترامب يا ترى؟ دونالد ترامبروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيالولايات المتحدة الأمريكيةحلف شمال الأطلسي- الناتوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة الأمريكية حلف شمال الأطلسي الناتو دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إيطاليا تدمر أزمة إنسانية قطاع غزة محادثات مفاوضات الولایات المتحدة یعرض الآنNext من الناتو إلى أن
إقرأ أيضاً:
بوتين يعلن إقامة منطقة عازلة قرب حدود أوكرانيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أن القوات الروسية بدأت في إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا، في خطوة جديدة ضمن إجراءات الأمن الحدودي بعد تصاعد التوترات في مناطق التماس.
وقال بوتين، في كلمة عبر تقنية الفيديو خلال اجتماع حكومي عقب عودته من زيارة لمنطقة كورسك جنوب غربي روسيا، إن "قرار إقامة منطقة عازلة تم اتخاذه، وقواتنا تتعامل مع هذه المهمة حاليًا".
وأوضح الرئيس الروسي أن العملية تشمل "كبح نقاط إطلاق النار المعادية" بشكل فعال، مشيرًا إلى أن العمل على تنفيذ هذه الخطة ما زال مستمرًا.
وتأتي هذه التصريحات عقب هجمات متكررة استهدفت المناطق الروسية الحدودية خلال الشهور الأخيرة، لا سيما في مقاطعتي بيلغورود وبريانسك، حيث سجلت السلطات الروسية عدة حوادث قصف وتوغل وصفتها بأنها من تنفيذ جماعات مدعومة من كييف.
إلى جانب الخطوة العسكرية، أصدر بوتين تعليمات فورية لإطلاق برنامج شامل لإعادة إعمار المناطق الجنوبية المتضررة من الحرب. وشمل التوجيه ثلاث مناطق رئيسية هي كورسك وبيلغورود وبريانسك، حيث تعرضت هذه الأقاليم لموجات من القصف المتكرر، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية والمنشآت المدنية، بحسب ما أفادت به الحكومة الروسية.
وأكد بوتين خلال الاجتماع أن تحسين الأوضاع في هذه المناطق بات أولوية في المرحلة الحالية، مشددًا على أن الدولة "ستوفر الموارد الضرورية لتنفيذ عمليات إعادة الإعمار بشكل متكامل".
في المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بارز في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن كييف قدمت لروسيا قائمة تضم 1000 أسير حرب استعدادًا لعملية تبادل كبيرة منتظرة. ويُنتظر أن يُنفذ هذا التبادل في وقت لاحق من الشهر الجاري، بعد اتفاق مبدئي جرى التوصل إليه في إسطنبول، خلال أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه ترأس اجتماعًا مع كبار مسؤولي الأمن والمخابرات لبحث التحضيرات المتعلقة بعملية تبادل الأسرى، مؤكداً أن الحكومة الأوكرانية تسعى إلى عودة كل الأسرى المحتجزين في السجون الروسية.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد مستمر بين موسكو وكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022. وبينما تصاعدت الهجمات عبر الحدود في الأشهر الأخيرة، حافظ الجانبان على قنوات ضيقة للتواصل الإنساني، خصوصًا فيما يتعلق بتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية.
ومنذ بداية الحرب، نُفذت عشرات عمليات تبادل الأسرى عبر وساطات دولية، كان أبرزها عبر تركيا والإمارات، إلا أن الوتيرة تراجعت في الأشهر الأخيرة بفعل تعثر المساعي الدبلوماسية وتصاعد الأعمال القتالية، لا سيما في منطقة دونباس وجنوب أوكرانيا.