أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطلاق الذي يقع من الزوج وهو في مرض الموت يعد من المسائل الحساسة التي تتداخل فيها النية والمقصد الشرعي مع الأحكام الفقهية والقضائية.

 جاء ذلك خلال تصريحات تلفزيونية، حيث ورد إليه سؤال من سيدة ذكرت أن زوجها قام بتطليقها وهو على فراش الموت بقصد حرمانها من الميراث، وتوفي خلال فترة العدة، متسائلة عن الحكم الشرعي في هذه الحالة.

وأوضح الشيخ في بداية رده أن هناك فرقًا جوهريًا بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن، فالطلاق الرجعي يظل للزوج فيه حق الرجعة خلال فترة العدة دون عقد جديد، أما الطلاق البائن فينقسم إلى بينونة صغرى، يمكن أن تعود الزوجة بعده إلى زوجها بعقد ومهر جديدين، وبينونة كبرى، لا يمكن فيها العودة إلا بعد زواج المرأة من رجل آخر زواجًا صحيحًا ينتهي بالفراق، ثم تعود إلى زوجها الأول بعقد جديد.

وأضاف أن الطلاق الذي يقع في مرض الموت غالبًا ما يكون بائنًا، وهذا الطلاق لا يمنح الزوجة حق الميراث بشكل تلقائي لمجرد وقوعه أثناء العدة، بل يظل الأمر معلقًا بإجراءات القضاء.

هل يجوز تكرار السورة نفسها بعد الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيبحاولت الانتـ.حار فكيف أكفر عن ذنبي؟.. الإفتاء تجيبفيزا المشتريات محرمة شرعا في هذه الحالة.. دار الإفتاء تكشفمتى ينتهى وقت صلاة الضحى؟.. الإفتاء تجيب

 فالقاضي هو الذي ينظر في مثل هذه القضايا ويتحقق من أقوال الشهود والوقائع المحيطة بالحادثة، ليصدر حكمه فيما إذا كانت الزوجة تستحق الميراث أم لا.

وأشار الشيخ محمد كمال إلى أن النية والقصد للزوج في مثل هذه الأفعال تعد عنصرًا أساسيًا في الحكم الشرعي، فإذا كان الطلاق قد تم بنية واضحة لحرمان الزوجة من حقها الشرعي في الميراث، فإن الزوج يُحاسب على ذلك عند الله عز وجل، حتى وإن حكم القضاء بخلاف ذلك بناءً على ما توفر لديه من أدلة وشهود.

وختم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أن الزوج الذي يتعمد حرمان زوجته من الميراث عبر الطلاق في لحظات مرض الموت يرتكب أمرًا محرمًا ويقع تحت طائلة الحساب الإلهي، بينما يبقى القرار النهائي في الدنيا مرهونًا بسلطة القضاء الذي يُفصل في النزاع استنادًا إلى الأدلة والبراهين المتاحة أمامه.

طباعة شارك طلاق بائن طلاق رجعي مرض الموت حرمان الميراث دار الإفتاء أمين الفتوى

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طلاق بائن طلاق رجعي مرض الموت حرمان الميراث دار الإفتاء أمين الفتوى أمین الفتوى مرض الموت

إقرأ أيضاً:

أيهما أعظم أجرًا عمرة رمضان أم فريضة الحج؟ أمين الفتوى يوضح

تلقى الشيخ محمد كمال أمين الفتوى بدار الإفتاء تساؤلًا من أحد ذوي الهمم، محمود من القاهرة، يستفسر فيه عن المفاضلة بين العمرة في شهر رمضان وأداء الحج في عيد الأضحى.

فأوضح كمال خلال لقاء تلفزيوني ، أن بداية الفهم الصحيح للسؤال تقتضي معرفة الحكم الشرعي لكلٍ من العمرة والحج، موضحًا أن العلماء اختلفوا في حكم العمرة، هل هي فرض أم سنة، إلا أن الرأي المفتى به عند دار الإفتاء أنها سنة مؤكدة للقادر عليها، بينما الحج ركن ثابت من أركان الإسلام، والركن لا يقوم الدين إلا به، ومن كان قادرًا عليه ولم يؤده يكون آثمًا شرعًا، شأنه شأن من ترك الصلاة مع القدرة عليها.

وأشار إلى أن العمرة في رمضان لها منزلة عظيمة وفضل كبير، إذ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من اعتمر في رمضان كان له أجر عمرة معه، إلا أن ذلك لا يجعلها مساوية للحج من حيث المرتبة، فثواب الحج أعظم وأجلّ عند الله سبحانه وتعالى لما يتضمنه من مشقة وتكاليف وأركان متعددة، مثل الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى والطواف والسعي، مؤكدًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

وأضاف الشيخ محمد كمال أن من لم يتمكن من أداء الحج لأي سبب، وأدى العمرة بإخلاص وصدق نية وتعلق قلب بالله تعالى، فإن الله ينظر إلى القلوب لا إلى الصور، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم»، موضحًا أن صدق النية والإخلاص في العبادة لهما أثر كبير في عظيم الأجر والثواب.

الإفتاء: شراء الأصوات الانتخابية رشوة محرمة والمعاون مشارك في الإثمعطية لاشين يوضح معنى قوله تعالى “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو”هل عدم زيارة الروضة الشريفة أثناء العمرة يؤثر في صحتها ؟.. الإفتاء تجيبحقيقة عذاب القبر وطرق الوقاية منه .. أمين الفتوى يوضح


وفي سياق آخر أكدت دار الإفتاء أن شراء الأصوات الانتخابية  حرام شرعًا، وأن كل من يشارك في هذا الأمر من مرشحين أو سماسرة آثم؛ لأنه يدخل ضمن الرشوة المنهي عنها في الشريعة الإسلامية.

 واستندت الإفتاء إلى حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن رسول الله الرَّاشِي والمُرْتَشِي والرَّائِش؛ يعني الذي يمشي بينهما»، مؤكدة أن الإسلام يرفض أي محاولة للتأثير على إرادة الناخبين بالمال أو غيره.

وأوضحت دار الإفتاء في بيان سابق لها أن المرشح الذي يترشح للانتخابات يجب أن يكون صادقًا في وعده وأمينًا في نفسه، ولا يجوز له استخدام أمواله لتحقيق أغراضه الانتخابية على حساب إرادة الآخرين.

 كما حذرت من أن أي شخص يأخذ هذه الأموال أو ينفذ ما اتفق عليه من حرام يكون قد ارتكب معصية كبيرة، ويجب عليه رد المال للمرشح، فذلك من باب السحت وأكل أموال الناس بالباطل.

وأكدت الإفتاء أن الوسطاء أو السماسرة الذين يسهلون حدوث هذا الفعل المحرم هم آثمون شرعًا، ويجب على الجميع تجنب هذه الممارسات ومكافحتها، مشيرة إلى أن الإسلام يأمر بالصدق والشفافية واحترام حرية الإرادة وتولي الصالحين.

طباعة شارك العمرة في رمضان فضل الحج دار الإفتاء الحج المبرور أمين الفتوى الشيخ محمد كمال

مقالات مشابهة

  • هل يجوز ذبـ.ـح بقرة واحدة لعقيقة أكثر من طفل؟.. أمين الإفتاء: يجب توافر شرطين
  • هل يجوز تكليف شخص آخر بأداء مهام عملي مقابل أجر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يشترط الذهاب للمدينة المنورة في العمرة؟ أمين الفتوى يُجيب
  • أيهما أعظم أجرًا عمرة رمضان أم فريضة الحج؟ أمين الفتوى يوضح
  • حقيقة عذاب القبر وطرق الوقاية منه .. أمين الفتوى يوضح
  • هل عدم زيارة المدينة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي وفضل زيارة النبي
  • هل مساعدة الزملاء في الامتحان حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل النحت والرسم حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل صبغ الشعر باللون الأسود جائز شرعًا؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • حكم صلاة العشاء قبل الفجر.. أمين الإفتاء: لا يجوز إلا في حالة واحدة فقط