هل يقع طلاق الزوج على فراش الموت وموقف الميراث.. أمين الفتوى يجيب
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطلاق الذي يقع من الزوج وهو في مرض الموت يعد من المسائل الحساسة التي تتداخل فيها النية والمقصد الشرعي مع الأحكام الفقهية والقضائية.
جاء ذلك خلال تصريحات تلفزيونية، حيث ورد إليه سؤال من سيدة ذكرت أن زوجها قام بتطليقها وهو على فراش الموت بقصد حرمانها من الميراث، وتوفي خلال فترة العدة، متسائلة عن الحكم الشرعي في هذه الحالة.
وأوضح الشيخ في بداية رده أن هناك فرقًا جوهريًا بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن، فالطلاق الرجعي يظل للزوج فيه حق الرجعة خلال فترة العدة دون عقد جديد، أما الطلاق البائن فينقسم إلى بينونة صغرى، يمكن أن تعود الزوجة بعده إلى زوجها بعقد ومهر جديدين، وبينونة كبرى، لا يمكن فيها العودة إلا بعد زواج المرأة من رجل آخر زواجًا صحيحًا ينتهي بالفراق، ثم تعود إلى زوجها الأول بعقد جديد.
وأضاف أن الطلاق الذي يقع في مرض الموت غالبًا ما يكون بائنًا، وهذا الطلاق لا يمنح الزوجة حق الميراث بشكل تلقائي لمجرد وقوعه أثناء العدة، بل يظل الأمر معلقًا بإجراءات القضاء.
فالقاضي هو الذي ينظر في مثل هذه القضايا ويتحقق من أقوال الشهود والوقائع المحيطة بالحادثة، ليصدر حكمه فيما إذا كانت الزوجة تستحق الميراث أم لا.
وأشار الشيخ محمد كمال إلى أن النية والقصد للزوج في مثل هذه الأفعال تعد عنصرًا أساسيًا في الحكم الشرعي، فإذا كان الطلاق قد تم بنية واضحة لحرمان الزوجة من حقها الشرعي في الميراث، فإن الزوج يُحاسب على ذلك عند الله عز وجل، حتى وإن حكم القضاء بخلاف ذلك بناءً على ما توفر لديه من أدلة وشهود.
وختم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أن الزوج الذي يتعمد حرمان زوجته من الميراث عبر الطلاق في لحظات مرض الموت يرتكب أمرًا محرمًا ويقع تحت طائلة الحساب الإلهي، بينما يبقى القرار النهائي في الدنيا مرهونًا بسلطة القضاء الذي يُفصل في النزاع استنادًا إلى الأدلة والبراهين المتاحة أمامه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طلاق بائن طلاق رجعي مرض الموت حرمان الميراث دار الإفتاء أمين الفتوى أمین الفتوى مرض الموت
إقرأ أيضاً:
نموذج للعلم والتواضع.. أمين الإفتاء: الدكتور أحمد عمر هاشم تفانى في خدمة السنة النبوية
نعى الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، معبراً عن حزنه العميق قائلاً: "نحن نعزي أنفسنا في فقد هذا العالم الجليل، الذي كان بحق نموذجاً للعلم والتواضع والتفاني في خدمة السنة النبوية".
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء: "كان رحمه الله محدثاً وعالماً وأديباً وخطيباً وشاعراً، تميز بكلماته الرقيقة المعبرة التي تعجز الكلمات عن وصفها، حيث كان يتحدث ببلاغة وسلاسة تجعل من السهل فهم علمه العميق".
رحل جسدا لكنه باقٍ.. رئيس جامعة الأزهر: أحمد عمر هاشم علامة بارزة في علوم الحديث
الدكتور أحمد عمر هاشم: والدي نذرني لخدمة الأزهر والقرآن والسنة
في فيديو نادر.. أحمد عمر هاشم يكشف ماذا صادفه بأول يوم بكلية أصول الدين
ماذا قال؟.. أجمل كلمات للدكتور أحمد عمر هاشم عن فضل النبي
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى حرص الراحل على أداء دوره العلمي حتى في ظل مرضه وتعبه، حيث استذكر موقفاً له في كلية الإعلام، حينما حضر محاضرة لطلبة الدراسات العليا رغم معاناته الصحية الشديدة، مؤكداً أن ذلك يعكس مدى إخلاصه لرسالته العلمية.
وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء "كان رحمه الله مثالاً للتواضع وحضور القلب، حيث لم يكن حضوره مجرد حضور شكلي، بل كان مشاركاً فعالاً يتفاعل مع الناس وكأنه شاب في عز نشاطه".
ووصف أمين الفتوى في دار الإفتاء مشهد الجنازة بأنها كانت معبرة وشهدت توافداً كثيفاً، معتبراً أن هذه المكانة الرفيعة لا تنال إلا لمن كان مخلصاً لله في نشر العلم والسنة.
يُذكر أن للراحل الدكتور أحمد عمر هاشم، فضائل علمية كبيرة، حيث كان له برنامج تلفزيوني متخصص في شرح صحيح البخاري، إضافةً إلى لقاءات عدة نثر خلالها علمه الغزير، مما يجعل علمه باقياً رغم فراقه الجسدي.