سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على اتجاه الكثير من سكان دول الخليج العربية إلى الاعتماد على أوزيمبيك (Ozempic) وغيره من الأدوية المماثلة لإنقاص الوزن، بالرغم من تحقيقات يجريها الاتحاد الأوروبي حول تقارير بشأن تسببه في زيادة مخاطر الرغبة في الانتحار.

وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن شعبية الدواء الشهير تتزايد في الخليج بشكل كبير جداً، إذ تعد معدلات السمنة بدول المنطقة من بين الأعلى في العالم، بسبب الانتشار المتزايد للأغذية المصنعة، وكثرة استخدام السيارات في التنقل، والحرارة الشديدة التي تبقي الناس في منازلهم.

وعلى مدار العام الماضي، غير "أوزيمبيك" قواعد اللعبة عالمياً في مجال إنقاص الوزن، إذ جرى تطويره ليتم حقنه باستخدام إبرة القلم، كعلاج لمرض السكري من النوع 2، ولكن يتم وصفه بشكل متزايد لأولئك الذين يريدون السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام وفقدان الوزن دون جراحة.

واستشهد التقرير بتجربة مقدمة البرامج التلفزيونية السعودية، لبنى عبد العزيز، التي قالت لمتابعيها على منصة سناب شات، البالغ عددهم 150 ألفاً، العام الماضي: "سألني الكثير منكم: لبنى، تحدثي عن تجربتك مع أوزيمبيك (..) لمدة شهر كنت أتناول 0.25 مليجرام، ولم يكن له تأثير يذكر عليّ، ولكن بعد زيادة جرعتها إلى 0.5 مليجرام، بدأت ألاحظ النتائج، ثم انقطع الدواء عن السوق فجأة". وأضافت أنها اضطرت إلى التحول إلى جرعة بمقدار 1 مليجرام فقط لأنها كانت الجرعة الوحيدة المتاحة، لكنها بدأت تعاني من آلام في المعدة والإمساك.

وتعتبر لبنى بين كثيرين في منطقة الخليج العربي الذين أصبحوا يعتمدون على أوزيمبيك والأدوية المماثلة لإنقاص الوزن.

وكما هو الحال في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، فإن الطلب المتزايد أدى إلى نقص في وجود هذه النوعية من أدوية السمنة وسط دعوات إلى وضع المزيد من القواعد التنظيمية.

وفي السياق، قال الطبيب الاستشاري لطب الأسرة في دبي، عادل سجواني، إن "الاتجاه يتزايد أكثر فأكثر بالنسبة لأدوية خفض الوزن"، مضيفاً: "بسبب هذا الاتجاه الجديد، فإن معدل جراحات السمنة ينخفض ​​في جميع أنحاء العالم، وحتى هنا في الإمارات"، في إشارة إلى عمليات تحويل مسار المعدة، وغيرها من العمليات الجراحية لإنقاص الوزن.

وأوضح أن "أوزيمبيك يعمل عن طريق إبطاء عملية الهضم، حيث عادة ما يستغرق الطعام نحو 6 ساعات لمغادرة الجسم، لكن عندما يتم تناول أوزيمبيك، يبقى الطعام أكثر في معدتك، لذلك تشعر بالشبع".

وتابع سجواني: "كان الناس يكافحون من أجل الحصول على أوزيمبيك، إلا أن الوضع تحسن بعد طرح عقار مونجارو، وهو دواء آخر لمرض السكري يستخدم لفقدان الوزن أيضاً".

اقرأ أيضاً

خبراء يحذرون من 3 أخطاء تضر بعملية إنقاص الوزن

وفي قطر، أدت مشكلات سلسلة التوريد إلى نقص في دواء "ويجوفي"، لذلك بدأ الأطباء في وصف "أوزيمبيك"، وفقاً لما ذكرته، علا الطائي، مديرة العمليات والصيدلة في مركز الطائي الطبي بالدوحة.

وقالت علا: "من المفهوم أنه في مواجهة الطلب المتزايد، لم تتمكن الشركة الأم (نوفو نورديسك) من مواكبة الطلب. وأدى هذا الأمر، إلى جانب تأخير الشحن والكميات المحدودة المخصصة للموزع المرخص في قطر، إلى نقص (الدواء) على مستوى البلاد".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رجل إماراتي يبلغ من العمر 40 عاماً إنه بدأ بتناول "مونجارو" مؤخراً، وخسر بسرعة 6 أرطال ولم يشعر بالجوع على الإطلاق، كما تتناوله زوجته وحماته أيضًا وكانتا سعيدتين بالنتائج.

لكن الإماراتي، الذي أدلى بإفادته شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إنه اضطر للسفر إلى السعودية للعثور على الدواء، الذي يتناوله دون وصفة طبية.

ويعاني 31% من الرجال و44% من النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة من السمنة، وفقاً لتقرير التغذية العالمي، بينما تبلغ النسبة في قطر 36% للرجال و46% للنساء.

ويثير الاتجاه الخليجي المتزايد نحو تناول أدوية إنقاص الوزن، دون وصفات علاجية، مخاوف في المجتمع الطبي، خاصة بعد إخضاع أدوية إنقاص الوزن التي تنتجها "نوفو نورديسك" للتحقيق من قبل هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي، على أثر إحالة عدد من التقارير عن مخاطر الانتحار إلى الهيئة.

وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أنها تدرس "الأحداث السلبية التي لاحظتها وكالة الأدوية الأيسلندية حول أفكار انتحارية مرتبطة بعقاري ساكسيندا وأوزيمبيك"، مشيرة إلى أنها ستنظر في ما إذا كان ينبغي توسيع نطاق مراجعتها لتشمل أدوية أخرى من نفس الفئة، والمعروفة باسم منبهات GLP-1، والتي تدخل في صفوف الأدوية الأكثر مبيعاً في العالم.

ومن بين هذه الشركات "مونجارو"، التابعة لشركة "إلي ليلي اند كو"، كما تعمل شركات أخرى، بما في ذلك "أمجين" و"فايزر" على تطوير منتجات مماثلة.

اقرأ أيضاً

 دراسة: مكملات إنقاص الوزن وبناء العضلات تسبب إصابات خطيرة في الكبد

المصدر | واشنطن بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الخليج إنقاص الوزن السعودية الإمارات إنقاص الوزن

إقرأ أيضاً:

الانتخابات البلدية في لبنان.. إقبال شبابي لكسر الجمود السياسي

بيروت- كشفت الانتخابات البلدية في لبنان، التي تجرى على 4 مراحل خلال مايو/أيار الحالي، عن إقبال غير مسبوق من الشباب على الترشح لمناصب عضوية المجالس البلدية والاختيارية (انتخاب المختار) في مختلف المحافظات.

ويأتي هذا الإقبال في إطار رغبة حقيقية في ضخ روح جديدة في الحياة السياسية المحلية، والسير قدما في مسار التغيير والمشاركة الفاعلة في صنع القرار، لا سيما في ظل العصر الرقمي الذي يشهد تطورا متسارعا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

ووفق الجدول الزمني المعلن، تجري الانتخابات كما يلي:

يوم 11 مايو/أيار الجاري، تم التصويت في محافظتي الشمال وعكار. ويوم 18 مايو/أيار، تجري الانتخابات في بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل. وأخيرا يوم 24 مايو/أيار، من المقرر تنظيمها في الجنوب والنبطية. حملات انتخابية شبابية في شوارع مدينة صيدا تعكس رغبة في التغيير والتجديد (الجزيرة) عوامل

وتعود أسباب إقبال الشباب هذا على الترشح حسب مراقبين، إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:

شعور فئة واسعة من الشباب بالتهميش في السياسات المحلية طوال السنوات الماضية، ورغبتهم في كسر حلقة "التوريث" السياسي والمحسوبيات العائلية والحزبية. أسهمت الأزمات المتلاحقة التي شهدها لبنان، من الانهيار الاقتصادي إلى تدهور الخدمات الأساسية، في تعزيز وعي الشباب بأهمية العمل البلدي، وضرورة أن يكون لهم دور مباشر في إدارة شؤون بلداتهم ومناطقهم. برزت في عدد من المناطق مبادرات شبابية مستقلة تدعو إلى العمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات البيئية، وتفعيل الحوكمة الرشيدة والشفافية.

ويرى مراقبون أن هذا الحراك يشكل مؤشرا واعدا على نضج سياسي متنامٍ لدى الأجيال الجديدة التي بدأت تتحرر من الأطر التقليدية وتطمح إلى بناء نموذج جديد في العمل البلدي يرتكز على الكفاءة والشفافية وخدمة المواطن.

وأفاد مصدر رسمي مطلع على سير عملية الترشيح للانتخابات البلدية والاختيارية (المخاتير)، للجزيرة نت، بوجود "اندفاع لافت" من فئة الشباب والشابات للترشح لعضوية المجالس البلدية في مختلف المناطق ومن دون استثناء.

إعلان

واعتبر أن ما يجري هو سابقة من حيث الأعداد، مرجحا أن يكون الدافع الأساسي وراء هذا الحضور الشبابي هو ارتفاع مستوى الوعي السياسي، لا سيما أن معظم المرشحين منهم يتمتعون بمؤهلات علمية وثقافية، وهم ناشطون في مجتمعاتهم ويُعوَّل عليهم في التغيير.

وأضاف المصدر ذاته: "لا تتوافر لدينا حتى الآن أرقام دقيقة، إذ إن جمعها وتحليلها يتطلب بعض الوقت، لكن من خلال متابعتنا ومراقبتنا، يمكننا الجزم بأن هذه المرة الأولى التي نشهد فيها هذا النوع من الإقبال، وقد اجتزنا مرحلة الترشيح بسلاسة، وبشكل حضاري ومنظم وناجح".

تحول نوعي

من جانبه، يرى أحمد سعيد عكرة، المرشح لمنصب نائب رئيس بلدية صيدا ضمن لائحة "سوا لصيدا"، أن ترشّح عدد كبير من الشباب في هذه الانتخابات يعكس تحولا نوعيا في المشهد المحلي، تقوده الرغبة في التغيير، والشعور بالمسؤولية، والتطلع إلى دور فاعل في صناعة القرار.

وأوضح للجزيرة نت أن أول ما يدفع الشباب إلى الترشح هو قناعتهم بأن المجالس البلدية لم تعد تعبر عنهم بشكل كافٍ، مشيرا إلى أن هذا الجيل يتميز باندفاعه نحو إدخال أفكار جديدة وأساليب عمل مبتكرة تساعد في خدمة أبناء المدينة بطرق أكثر كفاءة وسرعة.

ووفق عكرة، فإن الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع هو العامل الثاني الذي يحفز الشباب على خوض غمار العمل البلدي، مشددا على أنهم يدركون أن عليهم دورا حقيقيا في خدمة الناس ومعالجة قضاياهم خصوصا في ما يتعلق بالتعليم والتكنولوجيا والرياضة والصحة، لافتا إلى أن كثيرين من جيله أثبتوا جدارتهم بعد وصولهم إلى مواقع مؤثرة وتنفيذهم تغييرات ملموسة في مجتمعاتهم.

وتابع "نعيش في عصر الشباب والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ومن الطبيعي أن يكون هذا الجيل هو الأقدر على التعبير عن روح العصر"، مؤكدا أن الشباب لم يعودوا مستعدين لدور المتفرج، بل يسعون بجدية لأن يكونوا شركاء فعليين في صناعة القرار المحلي ورسم ملامح المستقبل.

إعلان جيل واعٍ

من ناحيتها، اعتبرت المهندسة آية عبد الباسط البلولي، المرشحة لعضوية المجلس البلدي في مدينة صيدا، أن مشاركة فئة الشباب مؤشر على تغيير واسع قادم.

وقالت للجزيرة نت إن مشاركة الشباب في العمل البلدي والسياسي هي مؤشر واضح على وعي الجيل الجديد، ورغبته في لعب دور فاعل في إدارة شؤون مدينته ومجتمعه، و"هذا الحضور ليس فقط كعدد، بل كنوعية ومبادرات، يدل على أننا أمام جيل لم يعد يرضى بدور المتفرّج، بل يريد أن يكون جزءا من صناعة القرار ورسم المستقبل".

وبرأي البلولي، فإن هذه المشاركة مقدمة لتحول أعمق في المشهد السياسي خاصة في المدن التي كانت تُعتبر الساحة السياسية فيها مغلقة أو محتكرة، وهي بداية تحول حقيقي، "فعندما يتحول الحماس والرغبة بالتغيير إلى برامج عمل ومواقع مسؤولية، يصبح من الممكن خلق دينامية جديدة على مستوى الأداء البلدي، وربما تنتقل العدوى إلى باقي المستويات السياسية، وهذا التحول يعكس نضجا سياسيا ورغبة في إصلاح فعلي".

وأشارت إلى أن ظاهرة ترشح الشباب ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم "العهد السياسي الجديد" الذي يطالب به الناس، وهو يقوم على الشفافية والمحاسبة والكفاءة والشراكة.

وأضافت أن هذه القيم يتبناها الشباب بقوة، ومشاركتهم اليوم تمثل تجسيدا عمليا لمبادئ هذا العهد، ومحاولة لبناء نموذج جديد في العمل البلدي يقوم على إشراك الكفاءات لا الولاءات، ويضع خدمة الناس فوق كل اعتبار، "فوجود الشباب في الحياة العامة يشكل رافعة حقيقية لهذا التغيير المنتظر".

مقالات مشابهة

  • صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام
  • وعود ترامب بشأن الوضع الكارثي في غزة تنتهي بنتهاء زيارته لدول الخليج
  • ابتكار ثوري بعالم إنقاص الوزن.. بسكويت يقلل الشهية ويعزز الشعور بالشبع!
  • تنويه عاجل من الأرصاد بشأن الموجة شديدة الحرارة التي تضرب البلاد غدًا
  • إنفوجراف.. 12 معلومة ببيان النيابة العامة بشأن التحقيقات فى قضية سفاح المعمورة
  • «البداية الذكية» تعزز الوعي الغذائي للوقاية من السمنة
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول ماء العسل والقرفة؟
  • السمنة.. قرص فموي ثوري يعيد تعريف العلاج بدون جراحة أو حقن
  • الانتخابات البلدية في لبنان.. إقبال شبابي لكسر الجمود السياسي
  • السوداني:زيارة ترامب لدول الخليج أثرت على مؤتمر قمة بغداد والمشاريع الاقتصادية التي ينفذها العراق هي لخدمة إيران