لماذا تصيح الطيور بعد كسوف الشمس الكلي.. دراسة جديدة تكشف
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
أثار كسوف الشمس الكلي الذي شهدته أمريكا الشمالية في 8 أبريل 2024، فضول العلماء بعد أن لاحظوا سلوكا غير مألوف لدى عشرات الأنواع من الطيور، إذ بدأت بالتغريد كما لو أن نهارا جديدا قد بزغ.
. اعرف أسهل طريقة لأدائها والسنن المستحبة
هذا السلوك دفع باحثين من جامعة إنديانا بلومنجتون إلى دراسة الظاهرة بعمق، ليكتشفوا أن الكسوف أدى إلى إعادة ضبط مؤقتة للساعات البيولوجية لدى الطيور.
تجربة طبيعية فريدةنشرت نتائج الدراسة في مجلة Science، موضحة أن كسوف الشمس شكل تجربة طبيعية نادرة لا يمكن محاكاتها في المختبرات، إذ أتاح للعلماء مراقبة تفاعل الكائنات الحية مع التغيرات المفاجئة في الضوء.
وتشير الأبحاث إلى أن الكسوف الكلي لا يتكرر في المكان نفسه إلا مرة كل ثلاثة إلى أربعة قرون، ما يعني أن معظم الطيور البرية لم تشهد مثل هذا الحدث في حياتها.
الباحثة ليز أغيلار، طالبة الدكتوراه في قسم التطور والبيئة والسلوك بجامعة إنديانا، قالت وفق CNN إن هذه الدراسة تساعد في فهم كيفية تأقلم الحيوانات البرية مع التغيرات البيئية المفاجئة، مؤكدة أن الضوء يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم سلوك الطيور.
وأضافت:"حتى أربع دقائق من الظلام الزائف كانت كافية لجعل العديد من الأنواع تتصرف كما لو أن الصباح قد حلّ بالفعل".
جوقة الفجر الكاذبةحدث الكسوف خلال موسم الربيع، وهو فترة حرجة في حياة الطيور؛ إذ تكثر خلالها التغريدات لجذب الشريك والدفاع عن المناطق استعدادا للهجرة.
وتساءل الباحثون ماذا سيحدث عندما يحل "ليل قصير" وسط النهار؟
طور الفريق تطبيقا مجانيا للهواتف الذكية باسم "SolarBird"، شارك من خلاله أكثر من 1,700 مستخدم في تسجيل نحو 11 ألف ملاحظة امتدت على طول 5 آلاف كيلومتر من مسار الكسوف.
كما استخدم العلماء أجهزة تسجيل متطورة في جنوب إنديانا جمعت أكثر من 100 ألف مقطع صوتي قبل وأثناء وبعد الحدث.
تم تحليل التسجيلات بواسطة نظام الذكاء الاصطناعي "BirdNet" القادر على تمييز أنواع الطيور من خلال أصواتها.
وأظهرت النتائج أن 29 نوع من أصل 52 نوع أظهرت تغيرات ملحوظة في سلوكها الصوتي.
فمع حلول الظلام، ازدادت تغريدات بعض الطيور، بينما التزمت أنواع أخرى الصمت، لكن مع عودة ضوء الشمس ارتفع الغناء فجأة فيما يشبه "جوقة فجر كاذبة"، كما وصفها الباحثون.
حساسية مختلفة للضوءأوضحت أغيلار أن عودة الضوء اعتبرت من قبل الطيور إشارة لبداية يوم جديد، ما أدى إلى إعادة ضبط ساعاتها البيولوجية.
وأشارت إلى أن التأثير كان أوضح في المناطق الواقعة مباشرة ضمن مسار الكسوف الكلي، حيث حُجبت الشمس بالكامل.
وأضافت: "من الطبيعي أن تختلف ردود فعل الأنواع، فكل نوع يملك حساسية مختلفة لتغيّرات الإضاءة".
ضوء العالم وتأثيره على الطيوريرى العلماء أن فهم استجابات الطيور للضوء الطبيعي أصبح أكثر أهمية في عصر تتزايد فيه الإضاءة الاصطناعية حول العالم.
فقد أظهرت دراسات سابقة أن التلوث الضوئي يربك الإشارات الزمنية لدى الطيور، ويدفعها إلى التغريد لفترات أطول، خاصة الأنواع ذات العيون الكبيرة أو الأعشاش المكشوفة كما يؤدي هذا التلوث إلى تشتيت الطيور المهاجرة وجعلها تصطدم بالمباني والأبراج المضيئة في المدن الكبرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كسوف الشمس الكلي كسوف الشمس مجلة Science الشمس الطيور کسوف الشمس
إقرأ أيضاً:
النوم تحت الأنوار قد يُسبّب أمراض القلب .. دراسة تحذّر
كشفت دراسة حديثة، أن إطفاء الأنوار أثناء النوم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتوصل باحثون من جامعة "فليندرز" في أستراليا إلى أن الإنارة تؤثر على جودة النوم واحتمالية إصابة الأشخاص ببعض الأمراض، كفشل القلب والسكتات الدماغية.
وأوضحت الدراسة المنشورة في مجلة "جاما نيتوورك أوبن"، أن الأشخاص الذين ناموا في ظروف إضاءة ساطعة، أي مع تشغيل الأنوار العلوية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب بنسبة 56 بالمئة، وبمرض الشريان التاجي بنسبة 32%، وبالسكتة الدماغية بنسبة 28%.
وكشفت النتائج أيضًا أن الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات عالية من الضوء كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بنسبة 47%، وبالرجفان الأذيني بنسبة 32%.
وتتبع الباحثون شدة الضوء الذي تعرض له المشاركون أثناء الدراسة بين الساعة 12:30 من منتصف الليل والسادسة صباحا، باستخدام جهاز قابل للارتداء في المعصم.
وقال الباحث في كلية الطب والصحة العامة بجامعة فليندرز بأستراليا، والمؤلف المشارك في الدراسة، دانيال ويندريد: "قمنا بتحليل 13 مليون ساعة من بيانات الضوء لنحو 89 ألف شخص" على مدار تسع سنوات. وتعد هذه الدراسة "أكبر دراسة معروفة حتى الآن" حول العلاقة طويلة الأمد بين التعرض الفردي للضوء وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
وأكد الباحثون وفقًا لـ “سكاي نيوز عربية” أن الدراسة كشفت وجود ارتباط فقط، وليس دليلا قاطعا على أن التعرض للضوء يسبب مرض القلب. ونصح الدكتور خوليو فيرنانديز ميندوزا، الأخصائي النفسي ومدير مركز أبحاث وعلاج النوم في جامعة بنسلفانيا، بتقليل وقت استخدام الشاشات، وإطفاء الأنوار غير الضرورية قبل أربع ساعات من النوم. وفي حال صعوبة ذلك، ينصح بإطفاء الأنوار غير الضرورية والاحتفاظ بإضاءة خافتة فقط.